كتابة :
آخر تحديث: 29/04/2020

تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

إن تنمية مهارات الطفل الاجتماعية من حق كل طفل على أهله، حيث تعمل على تكوين شخصيته بشكل إيجابي وتجعله متفاعل جيد في المجتمع قادرا على التعبير عن رأيه بحرية، مما يتيح لهالفرصة في إبراز ما بداخله من قلق أو مشاكل وبالتالي يستطيع حلها بسهولة، كما أن تنمية مهارات الطفل الإجتماعيةتعتمد على طرق متنوعة وأساليب حديثة لتنجح.
تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

تنمية مهارات الطفل الاجتماعية بعد الولادة

بعد أن يولد الطفل وعندما يبدأ في التحرك عند عمر شهرين أو ثلاثة يبدأ في التواصل مع أمه ومع الوسط المحيط به، فيبدأ بالتواصل بالنظر ثم حركة يديه كما يتعرف على الأشياء بلمسها مثل لمس وجه أمه بيديه وقدميه والتبسم والتمتمة، وهنا يكون دور الأم في بداية تنمية مهاراته فتلاعبه وتتبسم له وتحدثه بصوت هادئ.

أنواع المهارات الاجتماعية

الحزم والجدية

بمعنىأن يتعلم الطفل أن يكون حازما عند أخذ قرار معين وأن له مبادئ يجب أن يحافظ عليها ولا يغيرها مطلقا طالما هذه المبادئ تخص الأخلاق الشخصية، وأن يتعلم الطفل أن له حقوق وعليه واجبات.

القدرة على التعاطف

حيث أنها من المهارات التي يجب أن يتعلمها ليكون انسانا حساسا يشعربالأخرين.

الاستماع وتحديد المشكلة وتقييم الحل

حيث أن مهارة الاستماع جيدة ليفهم الشخص الموضوع ثم المهارة في تحديد المشكلة ليكون قادرا على طرح أسبابها ثم التوصل للحل المناسب.

المهارة في التفاوض

هي مهارة اجتماعية هامة تساعد الفرد على التعامل بهدوء والتفاوض ليتوصل إلى ما يريد مع مراعاة المشاعر وإيجاد المصالح المشتركة.

كيفية تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

إن تنمية مهارات الطفل الإجتماعية هي العمل على تقوية جوانب أساسية عند الطفل ليصبح مميزا في المجتمع، حيث أن المهارات الاجتماعية هي التفوق والتميز في كل العمليات الخاصة بالمجتمع والناس من حوله.مما يجعله شخصا ذكيا في تصرفاته واعيا لكل ما يدور حوله، ناجحا وقادرا على تخطي الصعاب وحل مشكلاته بنفسه ومشكلات الغير، وبالتالي يكون إنسانا ذو قدرة على التعايش مع جميع الناس في الوسط المحيط به.

ولكي نقوم بتنمية مهارات الطفل الإجتماعية يجب أن ننفذ بعض الخطوات التي من أهمها ما يلي:

التحدث مع الطفل

حيث تبدو أهمية التحدث مع الطفل في معرفة رغباتهوفهم شخصيته، كما يكون الطفل قادرا على التعبير عما بداخله بحرية تامة، بالإضافة إلى أن الإصغاء والانتباه للطفل عندما يتحدث يجعله واثقا من نفسه ويشعر بأهميته عند الأشخاص المحيطين به.

في حين أن عدم التحدث مع الطفل يجعل منه شخصا انطوائيا لا يرغب في التواصل مع الأخرين، كما أن الصمت الدائم من الممكن أن يصيب الطفل بالعقد النفسية لعدم قدرته على إخراج ما بداخله من ضغوطات وصراعات.

اللعب مع الأطفال

مشاركة الأهل للطفل ولعبهم معه تساعد في تنمية مهارات الطفل الإجتماعية، حيث يتعلم الطفل المرح والجرأة مع تعدد الألعاب، فهناك الألعاب الرياضية مثل كرة القدم وسباقات الجري، كما يوجد أيضا ألعاب تنمية الذكاء وألعاب تعليمية.

محاكاة الطفل لأهله

من المهم أن ينتبه الأهل لتصرفاتهم مع أطفالهم جيدا وأن يتجنبوا الأسلوب القاسي أو غير المهذب مع الطفل، لأن الطفل يقلد دائما ما يراه في منزله من أفعال وكلمات.

بالإضافة إلى أهمية النصح للأطفال عند رؤيتهم يتصرفون بشكل خاطئ لتعديل سلوكياتهم دون اللجوء للعنف أو الضرب، ومن الممكن أن تقوم الأم بعمل لقطة تمثيلية لموقف شبيه بموقف صدر من ابنها ثم تأخذ رأيه في هذا التصرف، فيعرف أن سلوكه كان خاطئا دون أن يتعرض للإحراج.

تنمية ثقة الطفل بنفسه

يمكن للأهل أن يزرعوا الثقة في الطفل فيصبح واثقا من نفسه، وتعتبر الثقة شيء مكتسب من البيئة المحيطة ومن تربية الأهل للطفل، لذلك يجب على الأهل أن يعملوا على تنمية الثقة في نفوس أبنائهم من خلال:

  • التوازن في المعاملة مع الطفل دون قسوة أو تدليل زائد، ويجب ألا يكون الأهل مترددين في قراراتهم أو أن يغيروا وجهة نظرهم في الأشياء التي كانوا يرونها خاطئةمن قبل.
  • ومن الممكن أن يتم تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال عن طريق توفير الحنان لهم والمعاملة الطيبة والعمل على مدحهم باستمرار على الأفعال الحسنة ليحفزهم ذلك على الاستمرار في الأفعال الصحيحة. ومن خلال المدح يستطيع الطفل كسب ثقته في نفسه وفي أهله وينشأ قوي الشخصية وقادرا على الاعتماد على نفسه.
  • ويمكن تنمية الثقة في نفوس الأطفال من خلال إعطائهم الحرية ليكتشفوا العالم من حولهم وتجربة الأشياء مع المراقبة الصامتة عليهم، كما يجب السماح للطفل في التعبير عن رأيه حتى وإن كان سلبيا مع إعطائه النصائح التعديلية.

أهمية تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

عندما يفكر الأهل في تنمية المهارات الإجتماعية للطفل فإنهم بذلك يهدفون إلى:

  • جعل الطفل قادرا على التواصل الفعال مع جميع الشخصيات من حوله.
  • قدرة الشخص في فهم العالم من حوله وإدراكه لطبيعة الحياة وكيف يتصرف في الأمور.
  • الصبر عند الشدائد لأن الأهل عندما يعملون على تنمية مهارات الطفل الإجتماعية فإنه بذلك يكبر ويصبح ذو شخصية قوية وواثقا من نفسه فيكون صبورا ومتحملا لما يصيبه من الشدائد، على عكس الشخص الفاقد ثقته بنفسه يكون متزعزع دائما وفي عجلة من أمره ولا يكون مستقرا في انفعالاته.
  • أن يصبح شخصا ذكيا وقائدا لحياته ومسيطرا وقادرا على النجاح في جميع المجالات التي يخوضها، كما أنه سوف يصبح سريع البديهة وقادرا على الرد على حسب المواقف التي تواجهه.
  • جعل إنسان إيجابي ومتقبل للأمور وغير متعصب أو سلبي، مما يجعله ذو أخلاق حسنةوطيبا في تعاملاته مع الناس ومساعدا في الخير وجيدا ومجتهدا.

مراحل تنمية مهارات الطفل الاجتماعية

تمر تنمية مهارات الطفل الإجتماعية بعدة مراحل على حسب عمر الطفل، بمعنى أن الطفل تتطور مهاراته وتفاعلاته مع الوسط المحيط به، ومن هذه المراحل ما يلي:

  • عندما يبلغ الطفل ثلاث سنوات يكون قادرا على التحدث والتواصل اللفظي مثل قول مرحبا أو مع السلامة، كما يمكنه النظر للمتحدث والضحك على الأشياء المضحكة.
  • عند بلوغه أربعة سنوات تتطور مهاراته فيصبح قادرا على طلب الألعاب المفضلة لديه واللعب بها والتحدث معها والتخيل أنها تتحدث.
  • أما في عمر الخامسةيبدأ الطفل في تكوين صداقات واللعب مع أصدقائه المقربين بالإضافة لقدرته على التعلم مثل القراءة والكتابة والرسم البسيط.
  • عند عمر الستة سنوات يبدأ الطفل في الشعور بغيرة ممن هم يتألمون ويحزن لحزنهم كما يتعلم قول أسف عند الخطأ، كما يكون في هذا السن مهيأ لدخول الدراسة والتعلم.
  • عندما يصل الطفل عمر السابعة تتطور أكثر مهاراته الاجتماعية ويكون قادرا على التواصل اللفظي وغير اللفظي من خلال الإيماءات الجسدية وتعبيرات الوجه، ولكن يظل لا يعرف الصواب والخطأ في هذا السن.
وفي الختام نصيحة لكل أم وكل أب أن يهتموا بأطفالهم ويعاملونهم معاملة حسنة وأن يعملوا على تنمية مهارات الطفل الإجتماعية ليصبح إنسانا سويا في المجتمع وناجحا في حياته وخالي من العقد النفسية، لأنهم سوف يصبحون قدوة لأجيال قادمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ