كتابة :
آخر تحديث: 29/09/2021

جبل قاسيون جبل عريق في أرض دمشق

يشرف جبل قاسيون على مدينة دمشق التي هي عاصمة سوريا، يعد امتدادًا جغرافيًا للسلاسل الجبلية في غرب سوريا، يرتفع هذا الجبل أكثر من ألف متر فوق مستوى سطح البحر وهو أحد أماكن التنزه والترفيه في سوريا.
يخفي الجبل في ثناياه العديد من الأسرار والقصص الأسطورية والحكايات الغريبة التي جعلت أهل دمشق القديمة يحيطون بها جوًا خاصًا من البركة والاحتفال، في هذا المقال ستجد أجمل المعلومات حول هذا الجبل.
جبل قاسيون جبل عريق في أرض دمشق

جبل قاسيون

  • هو جبل يوجد في غرب سوريا، وخاصة في مدينة دمشق، فيه عدة مغارات وكهوف، وأول من سكن هذا الجبل هم المقادسة، أو المهاجرين الذين جاءوا من القدس واستقروا هناك.
  • في هذه الفترة كانت قبل فتح صلاح الدين، فجاؤوا إليها وسكنوا فيها، يوجد في قمة الجبل مدارس وجامعان، فيهما يصلى الجمعة، ويوجد به سوق كبير أيضًا.

سبب تسمية الجبل بهذا الأسم:

  • هناك الكثير من الأقاويل حول سبب تسمية هذا الجبل، فمنهم من يقول أن بها مغارة كان فيها سيدنا آدم، وكان بها أثر آدم عليه السلام.
  • يسمى المكان أيضًا مقام الأربعين، والسبب أن سيدنا يحيى أقام فيها أربعين يومًا هو وأمه، وقيل أيضًا أن الحواريين أتوها مع سيدنا عيسى عليه السلام وأقاموا فيها أربعين يومًا.
  • يوجد في الجبل مسجدًا يحوي أربعين محرابًا، ويضم الجبل قبتين تاريخيتين، أحدهما مرصد قاسيون، والثاني قبة النصر.

معلومات هامة عن الجبل

هناك مجموعة من الحقائق والمعلومات المهمة التي تتعلق بهذا الجبل وتتمثل في:

  • قبل أن يغرس نظام الأسد الموت في سوريا، وهزت الحرب صدورها بعنف، كان هذا الجبل نقطة انطلاق لأهل دمشق، خاصة في شهر رمضان المبارك، يأكلون على أرضها، ويتناولون الإفطار وربما السحور، ويقضون وقتًا ممتعًا يشاهدون دمشق المليئة بالأنوار.
  • تقع قاسيون على ارتفاع 1200 متر عن سطح البحر ونحو 600 متر من وسط دمشق، وترتفع نحو 500 متر عن منسوب السهل الفيضي الممتد على جانبي نهر بردى، مما يضفي على دمشق مظهراً مميزاً.
  • يتسلق منحدرات مساحة كبيرة من أبنيته، وبالقرب من قمة قاسيون يرى الزائر ضريحًا مألوفًا وقبة خضراء، يسميه أهل دمشق "مغارة الدم" أو "مقام الأربعين".
  • هذا الكهف يروي قصة أول جريمة في التاريخ قتل" قابيل "لأخيه هابيل، يوجد فوق القبل مسجد الأربعين وفيه أربعون محرابًا وتعد مزارًا لمن يريد أن ينفرد بالزهد.
  • في كتاب " تاريخ دمشق " لابن عساكر أن في هذا الجبل صلى العديد من الأنبياء مثل إبراهيم وذو الكفل وأيوب.
  • أما مغارة الدم هي المكان الذي قتل فيه سيدنا هابيل، وفي معجم البلدان ذكر ياقوت الحموي عن قاسيون:
  • "قاسيون هو الجبل المشرف على دمشق، وفيها مغاور عدة، وفيه آثار الأنبياء، في سفحه مقبرة أهل الصلاح، وبه مغارة الدم ويقال قتل قابيل أخاه هابيل هناك، وشبيه بالدم ويزعمون أنه دم باقي إلى الآن ولكنه يابس.
  • به حجر ملقى يزعمون أنه الحجر الذي فلق به هامته، وفيه أيضًا مغارة الجوع يزعمون أن مات فيها أربعون نبيًا."
  • وروى الأمام أحمد بن حنبل عند سيدنا علي ابن أبي طالب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الأبدال في الشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف بهم عن أهل الشام العذاب.
  • وعّرف سبط الجوزي الجبل قائلاً: "قاسيون جبل شمالي دمشق ترتاح النفس إلى المقام به ومن سكنه لا يطيب له سكن غيره غالباً".

اختلفت الآراء في معنى قاسيون، وهناك أقوال كثيرة:

  1. قسى على الكفار فلم يتمكنوا من أخذ الأصنام منه.
  2. قسى أي أرض قاسية لا تنبت فيها الأشجار.
  • وفي كتاب "القلائد الجوهرية في تاريخ الصالحية" لمحمد ابن طولون الصالحي أن أول من سكن في هذه المدينة عاشوا طويلًا أولًا في الجبل، ثم نزلوا وعمروا دمشق، ولكن مدينتهم الأولى كانت قاسيون.
  • ونظراً لخضرة الجبل ونموه ومناخه الجميل في الماضي، اختاره عدد من الملوك والأمراء مقراً لهم الصيفي، وبنوا فيه قصورهم وملاعبهم، واستقروا فيه حلفاء بني أمية وبني عباس.
  • على قمة الجبل بنى الخليفة المأمون مرصده الشهير لرصد الكواكب والنجوم.
  • وفي العصر الأموي أيضًا، "بنى يزيد بن معاوية قناة من نهر بردى، لا يزال يشار إليها باسمه باسم" قناة يزيد "، عند السفح الجبل مما ساهم في توسع منطقة الغوطة وأعطتها المزيد من الخضرة والنمو.

مغارة الجوعية

  • اكتسب جبل قاسيون أهمية دينية لدى أهل دمشق وغيرهم بسبب مزاراتها وأضرحتها، ويذكر الباحث "أحمد حلمي العلاف" في كتابه "دمشق مطلع القرن العشرين" أن أهل دمشق كانوا يصعدون إلى حي الصالحية ويصعدون الجبل يوم الوقفة ويلبون كما يلبي الحجاج في جبل عرفات.

في قاسيون هناك المزارات والأضرحة والمدارس التي بنيت منذ سنين، ومنها مغارة الجوعية، وسبب التسمية :

  • أنه قد لجأ إليها أربعون نبيًا خوفًا من الكفار، ولم يكن معهم إلا رغيف واحد فأثر كل نبي منهم على صاحبه حتى ماتوا جميعا.
  • في القرن الماضي سدت هذه المغارة وبني عليها مقاما فيه عدد من القبور للصالحين.

مغارة الأربعين

كما يوجد "مغارة الأربعين" وسبب تسميتها بهذا الاسم :

  • لوجود مسجد عليه أربعون محرابًا، وهو قائم على مكان مرتفع جدًا وهو في الركن الشرقي الشمالي وارتفاعه حوالي متر.
  • فيه فتحة تمثل فمًا كبيرًا يُرى من خلاله اللسان والأضراس والأسنان وسقف الفم بالتفصيل وأمامه صخرة على الأرض، ويمثل الخط الأحمر لون الدم ويوجد صدع صغير في سقف الكهف حيث تتسرب المياه من خلاله.
  • تقول الأسطورة أنه عندما قتل قابيل أخاه هابيل بكى الجبل من أجل فظاعة هذه الجريمة واستمرت الدموع في التدفق وفتحت فمها لابتلاع القاتل.
  • ويقال أن "حواء" جلست في هذه المغارة بعد مقتل ابنها، ويوجد في الجبل مقام سيدنا إبراهيم في منطقة تسمى برزة.
  • وهناك قول بين برزة وأرزة أربعون ألف نبي، وهما منطقتان تقعان شرق وغرب قاسيون.
  • هناك أيضًا يوجد بيت أبيات وتقول الأساطير أن سيدنا آدم عاش هناك، ويعتقد الناس أنه بقرب من قرب التربة البدرية يوجد كهف جبريل وهو الكهف الذي جاء إليه جبريل يعزي آدم في ابنه.
  • وهناك في الجبل قبر النبي ذي الكفل، ومقام للنبي يونس عليه السلام، وهناك أديرة أشهرها دير مران.

قبة النصر

ومن معالم قاسيون التي ظلت قائمة حتى وقت قريب "قبة النصر", ومن أهم سمات هذا البناء :

  • تم بناها نائب دمشق برقوق الصالحي عام 841 في عهد السلطان قايتباي أحد سلاطين دمشق ومصر في الدولة الشركسية.
  • بنيت القبلة تخليداً لذكرى انتصاره على الأمير سوار بك القادري، ويقال إنه تم القبض عليه وإعدامه، وفي مكانه وجد الكثير من الذهب المدفون.
  • وقفت القبة منتصبه بثلاثة جدران والرابع دمره الفرنسيون الفيشيون في مايو 1941 م أثناء الدفاع عن مواقعهم حول دمشق لتجنب اتخاذهم كهدف ضد تقدم الجيش البريطاني القادم من فلسطين.
جبل قاسيون ليس فقط منطقة جغرافية شهيرة في دمشق، ولكن هو معلم ديني به العديد من المقامات والأضرحة، ويرتبط اسمه بالعديد من الأساطير.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ