تاريخ حروب الردة وأسبابها وأهم نتائجها
جدول المحتويات
حروب الردة
- يطلق هذا الاسم على المعارك التي خاضها المسلمون الأوائل على مجموعة من القبائل العربية، حيث قامت هذه القبائل بالارتداد عن الدين الإسلامي بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام.
- وكان ذلك في الفترة التي كانت بين العام الحادي عشر الهجري والعام الثالث عشر الهجري وقد كانت هذه القبائل كثيرة العدد، حيث كانت من كل أقطار العرب ما عدا أهل مكة الذين ثبتوا على الدين الإسلامي.
- وقد وصف البعض أن حالة الردة التي ظهرت هي عبارة عن انشقاق العرب عن الدولة الإسلامية، بالإضافة إلى منعهم ورفضهم تسليم الخلافة لابي بكر.
- كما كان السبب وراء زعزعتهم هو اعتقاد مجموعة من أصحاب النفوس الضعيفة أن الرسول لا يموت فجاءت لفرصة لمن كان يؤمن بالإسلام ظاهريا أن يرتد ويرجع إلى ما كان عليه.
أسباب حروب الردة
كانت لهذه الحروب أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة:
أولا الأسباب المباشرة:
وفاة الرسول علية الصلاة والسلام هو السبب الرئيسي والمباشر في هذه الحروب حيث اعتقد بعض الناس أن النبوة قد اختفت مع وفاة الرسول صل الله عليه وسلم، فقاموا باسقاط الزكاة من حساباتهم التي تعتبر ركن من أركان الإسلام وهذا ما أدى إلى الخوف على الدولة من الانهيار، حيث تقوم الدولة الإسلامية على تمويلها من أموال الغنائم والزكاة بالإضافة إلى دفع الجزية، وقد قال أبو بكر في ذلك الوقت عبارة مشهورة (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صل الله عليه وسلم لجاهدتهم عليه).
ثانيا الأسباب الغير مباشرة:
- قيام مجموعة من القبائل برفضهم خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
- اعتبار المدينة المنورة مركز حكم رئيسي للخلافة وهذا ما سبب انزعاجا لكثير من القبائل.
- ظهور شخصيات تدعي النبوة كذبا من أمثال مسيلمة الكذاب ونجاح التيمي وهذا ما شتت أذهان العرب.
- قيام بعض من العرب برفض العادات التي حرمها الإسلام كالزنا ولعب الميسر وشرب الخمور.
- امتناع بعض المرتدين عن دفع الزكاة لبيت المال.
- جهل العرب بحقيقة الرسول عليه الصلاة والسلام حيث قاموا بالدخول في الدين الإسلامي ليس عن إيمان كامل بل رغبة منهم في الحصول على الأموال والغنائم، بالإضافة إلى انبهارهم بقوة المسلمين وقدرتهم التي جعلتهم يسيطرون على الجزيرة العربية بالكامل.
- اعتقاد مجموعة من أصحاب القلوب الضعيفة أن الإسلام قد مات بموت الرسول صل الله عليه وسلم.
من أول من ارتد عن الاسلام؟
- تقول الروايات أن أول من قام بالارتداد عن الدين الإسلامي هم الأسود العنسي الذي كان يلقب بمسمى عبهلة بن كعب الذي قام بادعاء النبوة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام.
- وهو رجل من سكان اليمن كان يقيم في قبيلة تسمى مذحج ارتد العنسي عن الإسلام في أواخر حياة النبي صل الله عليه وسلم كما يعبر هذا الرجل من كهان الجاهلية.
تاريخ حروب الردة
تعتبر هذه الحروب أكبر حدث قد حدث في تاريخ الدين الإسلامي، حيث وقعت هذه الحرب عقب وفاة الرسول صل الله عليه وسلم مباشرة، وقد ذكر في الأثر أن بوادر هذه الحروب قد بدأت منذ أواخر حياة النبي محمد صل الله عليه وسلم.
حيث ظهرت الردة في بعض من الطوائف العربية، حيث قامت هذه الطوائف باتباع شخص يدعي الأسود العنسي الذي امر النبي صل الله عليه وسلم بقتاله هو ومن معه من الأشخاص الذين ارتدوا عن الدين الإسلامي.
ثم جاءت ردة مسيلمة الكذاب عن الدين الإسلامي إلا أن رسول الله صل الله عليه وسلم قد تأخر في قتاله بسبب انشغاله بحرب الروم، وأن الرسول صل الله عليه وسلم قد قام بتجهيز جيشا بقيادة أسامة ابن زيد بن حارثة.
ولكن توقف الجيش عن الخروج لقتاله بسبب وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وفي ذلك الوقت انشغل أبو بكر بمحاربة جيش الروم مما سمح لبعض المرتدين استغلال الفرصة لتكثير عددهم.
محاربة المرتدين
قام الخليفة أبي بكر الصديق بقيادة الحرب ضد المرتدين حيث كان يدافع في ذلك عن الدين الإسلامي، وليس كما يزعم البعض أن السبب وراء محاربتهم له هو خروج هؤلاء الأشخاص عن الدولة والدليل على صدق نواياه قوله رضي الله تعالى عنه (اينقض الدين وأنا حي) وقوله أيضا (والله لأقاتل من فرق بين الصلاة والزكاة فأن الزكاة حق المال والله لو منعني عقالا لقاتلتهم على منعهم)
وقد قام أبي بكر الصديق بتجهيز عدة جيوش من هذه الجيوش:
- الجيش الأول كان بقيادة خالد بن الوليد الذي قام بإمداده ب 4000 مقاتل وذلك لمحاربة قبيلتي طئ وبني اسد.
- الجيش الثاني والثالث والرابع قد قاموا بمحاربة مسيلمة الكذاب في قبيلة بني حنيفة.
- الجيش الخامس والسادس تم تجهيزه بعدد كبير من المقاتلين وعلى رأسهم الصحابي الجليل عمرو بن العاص لكي يتجه شمالا لمحاربة قبيلة قضاعة التي ارتدت عن الدين الإسلامي.
- الجيش السابع تم تجهيزه بقيادة العلاء بن الحضرمي ليقاتل قبيلة عبد القيس التي كانت تتواجد في البحرين.
- الجيش الثامن والتاسع قد أرسله الخليفة أبي بكر إلى قتال قبيلة ذي التاج في بلاد عمان.
- الجيش العاشر والحادي عشر قد تم تجهيزه بقيادة عكرمة بن أبو جهل وسويد بن مقرن ليتجه البلاد اليمن لمقاتله الأسود العنسي.
نتائج حروب ومعارك الردة
بعد قضاء المسلمين فترة طويلة يقاتلون ويجاهدون من اجل الدفاع عن الدين الإسلامي كانت لمثل هذه الحروب آثارا إيجابية عليهم ومن أبرز هذه الآثار:
- أن هذه الحروب قد ساهمت في إظهار عدد من القواد المهارة الذين أكسبتهم هذه الحرب مزيدا من الخبرات العسكرية ومن أبرز هؤلاء القادة خالد بن الوليد والقائد سعد بن أب وقاص والقائد المغوار عمرو بن العاص الذي اشتهر ببراعته في الحروب وكثرة فتوحاته.
- أن هذه الحرب قد مهدت الطريق أمام المسلمين لخوضهم معارك كبيرة في بلاد الشام مع الروم وفي العراق مع بلاد فارس، بالإضافة إلى خوضهم معركة القادسية ومعركة اليرموك.
- أعطت هذه الحروب المسلمين مزيدا من الثقة بأنفسهم بعد وفاة الرسول صل الله عليه وسلم فقد كانت مثل هذه الثقة تمنحهم التفوق النفسي المشبع بالإيمان السليم خاصة مع قلة عددهم وقلة معداتهم الحربية.
- أدت هذه الحرب إلى سيطرة المسلمين على شبه الجزيرة العربية والعمل إلى إعادتها بالكامل إلى الإسلام، كما قاموا بإعادة ضبط حدود الدولة الإسلامية وقاموا بنشر الأمان الذي قد اختفى في فترة هذه الحروب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9577