آخر تحديث: 21/12/2023
ما هو سبب نزول سورة الماعون وتفسيرها بالقرآن الكريم؟
من الجدير بالذكر أن كما يوجد تعدد فيما يتعلق بسبب نزول الماعون نفس الأمر ينطبق على أسماء هذه السورة التي يوجد لها أكثر من اسم مختلف، حيث أن لكل سورة سبب لنزولها، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن سبب نزول سورة الماعون. تعددت الأقوال والروايات في سبب نزول آيات سورة الماعون خاصة فيما يتعلق بقول الله عز وجل في هذه السورة (أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم).
سبب نزول سورة الماعون وتفسيرها
- سبب نزول هذه الآية أنا أبا سفيان كان كل أسبوع يقوم بذبح زوج من الإبل وأثناء قيام بالذبح في إحدى الأسابيع أتاه صبي صغير يتيم يريد بعض اللحم منه فقام أبا سفيان بنهره وتوبيخه بشكل شديد حتى أنه قام بضربه بالعصا فنزلت هذه الآية من باب التوبيخ لأبي سفيان على ما فعله مع الصبي اليتيم.
- الجدير بالذكر أن سبب نزول سورة الماعون وخاصة الآية الأولى منها لم يتوقف عند ذلك الحد حيث قيل إنها نزلت في أبا جهل حيث كان في ذلك الوقت يكفل طفل يتيم وذهب إليه لكي يعطيه بعض من المال لكي يشتري ملابس جديدة ولكن أبا جهل وبخه ولم يكترث لأمره وقام بصرفه.
- وهنا أشار بعض أعيان قريش في ذلك الوقت على الصبي أن يذهب إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليس من باب النصيحة بل من باب الاستهزاء، ولكن الطفل لم يفهم الاستهزاء الخاص بهم وذهب بالفعل إلى الرسول، ثم رجع محمد ومعه الصبي إلى أبا جهل فلما رآه على الفور قام بإعطائه المال على الفور.
- وهنا تعجب كبار قريش على فعل أبا جهل ولكن رد عليهم بأنه قال أنه رأي على يمين ويسار الطفل قطعة من الحديد لها رأس مدبب مثل السيف وخاف أن يطعنه بها الصبي، لذا قام بإعطائه المال الذي أمر به الرسول (صلى الله عليه وسلم).
- وفيما يتعلق بقول الله (يكذب بالدين) فقيل أنها نزلت بخصوص العاص بن السهمي الذي كان مشهور ومعروف في قريش بأنه مكذب ومنكر لحقيقة وجود يوم حساب وأنه توجد الآخرة وليس هذا فقط بل كان معروف بارتكاب كبائر المعاصي والذنوب وكان يتفاخر بها.
- والرواية الثانية تقول أنها نزلت في الوليد بن المغيرة الذي كان يكذب أيضا حقيقة وجود ثواب وعقاب وجنة ونار في الآخرة وأنه لا توجد هذه الأخيرة من الأساس.
سبب نزول آية فويل للمصلين من سورة الماعون
- سبب نزول قول الله عز وجل (فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون) أنها نزلت في المنافقين الذين كانوا إذا جاء وقت أي صلاة من الصلوات الخمسة قاموا إلى الصلاة فقط في وقت قيام ووجود المسلمين في نفس المكان، في حين أنهم لا يصلون أي فرض ما دام لا يوجد أحد من المسلمين، فصلاتهم كانت من باب الرياء والتظاهر وليس من باب العبادة.
- وقيل في سبب نزول قول الله من سورة الماعون (ويمنعون الماعون) أن المسلمين في كثير من الأوقات كانوا يطلبون بعض الأدوات كفار قريش سواء كانت قدر لطهي الطعام الفأس الدلو وما الذي ذلك من مستلزمات البيت التي يطلق عليها اسم ماعون.
- ولكن دائمًا ما يكون رد الكافرين هو الرفض وعدم أعطاهم الشي الذي يريدون المسلمين استعارته منهم ويمتنعون عن تقديم المساعدة لهم أي كانت حتى لو بسيطة.
معلومات عن سورة الماعون وأسمائها
يمكننا توضيح أهم المعلومات عن سورة الماعون من خلال الآتي:
- أولا: سبب إطلاق اسم الماعون على هذه السورة هو ورود هذا اللفظ في آخر السورة والذي كان يطلق على الأشياء والأمور البسيطة التي يمكن أن يستعيرها الناس والأشخاص فيما بينهم لذا أطلق عليها هذا الاسم.
- ثانيًا: أطلق أيضا عليها اسم أرأيت إشارة إلى أول لفظ في الآية الأولى من هذه السورة وهو قوله عز وجل (أرأيت الذي يكذب بالدين).
- ثالثًا: تحمل أيضا سورة الماعون اسم سورة اليتيم وذلك لأن لفظ اليتيم ذكر في السورة وهو ذلك الذي قام أبا سفيان بضربه وتوبيخه وفي الرواية الثانية الذي رفض أبا جهل في بداية القصة إعطائه المال من أجل شراء ملابس جديدة.
- رابعا: ويطلق عليها أيضا اسم سورة الدين أو سورة التكذيب نظرا لأن اشتهر بعض الأشخاص في ذلك الوقت الذين كانوا يكذبون وجود يوم الآخرة ويوم القيامة من الأساس.
- خامسًا: من الضروري التنويه أن اسم الماعون هو اسم السورة المنزل به من عند الله عز وجل (الاسم التوقيفي ) في حين أن باقي الأسماء التي ذكرناها هي أسماء اجتهد علماء الدين في إطلاقها على هذه السورة على أساس الأخذ والاشتقاق من بعض الألفاظ والكلمات التي وردت بها أو المعاني والقصص التي تحملها السورة.
- سادسًا: أما عدد آيات سورة الماعون ٧ آيات فقط.
- سابعا: سورة الماعون عند علماء الجمهور يقولون بأنها سورة مكية (أي نزلت على الرسول أثناء تواجده في مكة ) وقال البعض بأنها سورة مدنية (نزلت على الرسول أثناء تواجدها بالمدينة المنورة) وأغلب من قال بذلك الإمام العباس والإمام بن قتادة، ونسبة كبيرة من مفسرين القرآن الكريم قالوا بأنها نزلت بعض الآيات منها في مكة والبعض الآخر في المدينة.
المواضيع التي تناولتها سورة الماعون
هناك العديد من الموضوعات التي تناولتها سورة الماعون، ومنها:
1. صفات الكافر المشرك
- تحدثت السورة في بدايتها عن الكافر المشرك الذي لا يؤمن بالله عز وجل ولا يؤمن بيوم القيامة وما به من ثواب وعقاب وجنة ونار وهو نفس الشخص الذي لا يراعي اليتيم ولا ينفق عليه وإذا طلب منه شيء نهره وهو الذي لا يقدم أي مساعدة لأي شخص خاصة لو كان فقير أو مسكين.
- وبناء على ذلك تبين السورة بأن هذا الشخص الذي توجد به كل هذه الصفات لا يوجد به خير سواء خير لنفسه ينفعه في الدنيا والآخرة أو خير يقدمه للآخرين.
2. النفاق والمنافقين
- الموضوع التالي في سورة الماعون هو التحدث عن النفاق والمنافقين وعرفت النفاق من خلال مضمون الآيات بأنه الشخص الذي يظهر أمام الناس بأنه معتنق دين الإسلام ولا يعبد إلا الله ويقوم بعبادته في حين أنه في قلبه يضمن الكفر والشكر وأنه يظهر للناس خلاف ذلك.
- كما بينت السورة أن صفات المنافق هي عدم القيام بالصلاة إلا أمام المساكين فهم يقومون بالعبادة رياء وليس أكثر من ذلك رافضين تقديم أي ماعون لأي شخص يطلبه منهم خاصة لو كان مسلم مؤمن إيمانا حقيقيًا.
3. التوعد للمكذبين والمنافقين يوم القيامة
- نهاية السورة هو التوعد للمكذبين بيوم الدين والكافرين والمنافقين والذين لا يعاملون اليتيم معاملة حسنة بأن لهم اللعن وهو الطرد والإبعاد عن رحمة الله كل ذلك التوعد تسوقه السورة بأسلوب به تعجب واستفهام من المصير الذي سوف يلحق بهم في الآخرة.
ختامًا يلاحظ أن سبب نزول سورة الماعون كثير وكل سبب مرتبط بأية بعينها في السورة والذي كان سبب النزول هو حدوث أمر غير جيد، أما نهر اليتيم أو تكذيب حدوث يوم الدين أو النفاق في الصلاة ومنع الماعون والذي كان سبب أساسي في تسميتها بذلك الاسم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17252
تم النسخ
لم يتم النسخ