كتابة :
آخر تحديث: 22/07/2022

سلبيات الزواج المختلط والمشاكل التي تنجم عنه

ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد الزيجات بين الأعراق في السنوات الأخيرة، أكثر من أي وقت في التاريخ. وبلغة الأرقام لوحظ نمو بنسبة 17 ٪ من عام 1967 إلى عام 2015 في الولايات المتحدة وحدها. ونفس الارتفاع يمكن الإشارة له في العالم العربي حيث تتلاقح الثقافات والأعراق في الزواج المختلط، ورغم كل ما يشوب هذا الزواج من مغريات وإيجابيات، إلا أن هناك سلبيات الزواج المختلط التي يلقي عليها مفاهيم الضوء من خلال هذا المقال.
سلبيات الزواج المختلط والمشاكل التي تنجم عنه

ما هو الزواج المختلط؟

الزواج المختلط هو زواج بين شخصين من أعراق مختلفة أو ثقافات مختلفة. في الماضي، كانت مثل هذه الزيجات محظورة في الولايات المتحدة، وألمانيا، وجنوب أفريقيا، وما إلى ذلك. لكن في الوقت الحاضر، لا توجد قيود أو موانع تحيل دون حدوثه وهذا هو سبب تزايد الزواج المختلط.

سلبيات الزواج المختلط

دخول القفص الذهبي من بوابة الزواج المختلط يجلب معه مجموعة فريدة من التحديات والسلبيات التي يضطر الزوجان معا إلى مواجهتها والتصدي لها، وأحيانا مهما كانت المحاولات ومهما حسُنت النوايا لا تمشي الأمور كما يشتهيانها وهذه أدناه أبرز سلبيات الزواج المختلط التي قد تشكل عائقا أمام العلاقة:

صعوبة التواصل

من المشاكل الشائعة التي تواجهها الزيجات في الزواج المختلط تلك المتعلقة بالتواصل، حيث تجد العائلتين صعوبة في التواصل والتفاعل فيما بينهما. فالاختلاف في الثقافة واللغة والقيم الأخلاقية بمثابة تحدي كبير يواجهه طرفي العلاقة وعائلتهما.

حاجز اللغة بمثابة مشكلة صعبة لأن تفسيرًا خاطئًا بسيطًا يمكن أن يفسد العلاقات المستقبلية بين العائلات. ولأن التواصل مهم للغاية في نجاح العلاقة، تجد الكثير من الزيجات في الزواج المختلط صعوبة في السير بالعلاقة لبر الأمان.

نظرة الآخرين

على الرغم من أن قبول الزيجات المختلطة أصبح الآن أعلى من ذي قبل، إلا أن معطى الزواج المختلط والتقاء ثقافتين مختلفتين من ثقافتين وعرق مختلف وأحيانا ديانة مختلفة يلقى نظرة وانتباه مزعج من المحيط، فتنساب التعليقات والأحكام المسبقة على العلاقة، الأمر الذي يؤثر في بعض الأحيان على الزوجين وعلى العلاقة ككل.

اختيار هذا النوع من الزواج يتطلب من الطرفان ثقة في اختيارهما وافتخارا بعلاقتهما، الأمر الذي لا يسهُل على البعض.

الاختلاف في القيم الثقافية

الزواج بين شخصين من عرق مختلف ليس مجرد زواج بين عائلتين وشخصين. إنه تلاقح ثقافتين مختلفتين، والتي قد تحتوي على الكثير من الاختلافات. في زواج تحكمه ثقافتان مختلفتان، فإن الصدام حول الثقافة التي يجب أن تكون مهيمنة واقع يضطر الزوجان لمواجهته. كلا الطرفان يريد التأكد من أن ثقافته لن تطغى عليها ثقافة شريكه.

للتغلب على هذه المشكلة، يجب على الطرفين بذل جهد في تعلم ثقافات بعضهما البعض وفهم أهميتها. الثقافة ليست شيئًا يمكن إزالته من هوية شخص ما. بدلاً من القتال من أجل الهيمنة، يجب الأخذ بأفضل ما في الثقافتين لتعزيز التجربة في الحياة اليومية.

مشاكل الانتقال

في علاقة حيث كل طرف يأتي من دولة مختلفة يطرأ إشكال الانتقال وسيتعين على أحدهما أو كليهما الانتقال لبدء عائلة جديدة وهنا تتضح سلبيات الزواج المختلط التي تتجلى في البعد عن الأصدقاء والعائلة فيصبح الطرفان مجبران على الاختيار والتضحية من أجل سير العلاقة.

قد يكون الحنين إلى الوطن صعبًا في الأشهر الأولى بعد الزفاف، ولكن يمكن حل هذه المشكلة عن طريق التخطيط للرحلات عدة مرات في السنة.

الصدمة الثقافية

قد يواجه الزوجان من أعراق مختلفة صعوبات في الصدمة الثقافية في بداية الزواج. نظرًا لوجود توقعات مختلفة في الثقافات المختلفة، فقد يشعر الشريك الآخر بالغربة بسبب الصدمة الثقافية. فيضطر للتأقلم معها والتعلم عنها الأمر الذي يشكل تحديا قد لا يقدر عليه البعض.

مفاتيح نجاح الزواج المختلط وتجاوز سلبياته

تجاوز سلبيات الزواج المختلط سيتأتى عن طريق مجهود مشترك من الطرفين معا وعائلتهما، فرغم صعوبته إلا أن هناك دائما حلولا ومنافذ لنجاح العلاقة وضمان استمرارها رغم الاختلافات، وهذه أبرز المفاتيح التي ستساعد في ذلك:

فهم ثقافة الآخر وتقبلها

قبل الإقدام على الزواج من شخص ذو خلفية ثقافية وعرقية مختلفة يجب بدرجة أولى فهم ثقافته والقراءة عنها واحترامها من أجل خلق قيم التفاهم والاحترام والحب على المدى الطويل في العلاقة.

الانغماس في ثقافة الشريك والحفاظ على الهوية الشخصية

لا ينبغي لأحد أن يفقد هويته، يجب أن يكون كل شريك قادرًا على الانغماس في ثقافة الآخر وأن يظل قادرًا في نفس الوقت على الحفاظ على عاداته وتقاليده.

هذا في الواقع جزء مثير للغاية من الزواج المختلط، إذا تم التعامل معه بشكل صحيح. تتضاعف الاحتفالات الثقافية السنوية، مما يعني أن الاستمتاع سيكون أكثر من الزواج العادي. يمكن أن يصبح الطعام الذي تتناوله أكثر تنوعًا، ويمكن للوظائف الاجتماعية أن تجلب تجارب جديدة وممتعة، كما أن كلا الطرفان سيتعلمان أشياء ربما لم يكونا ليتعلماها بدون الزواج المختلط.

مناقشة المعتقدات الدينية

هناك مجموعة من الأسئلة يجب طرحها ومناقشتها مع الشريك قبل الدخول في الزواج المختلط من قبيل هل تشعر أن كلاكما بحاجة إلى الانتماء إلى نفس العقيدة قبل الدخول في الزواج؟ هل أنت متأكد من أنك يمكن أن تكون سعيدًا حقًا إذا كان زوجك لا يشاركك تراثك الثقافي أو معتقداتك الدينية؟ هل يعرف كلاكما بوضوح كيف ينوي تربية أطفالهم في المستقبل، ليس فقط من حيث القيم والأخلاق ولكن أيضًا من حيث الدين؟

يمكن أن يسبب الانتماء إلى أديان مختلفة الكثير من التنافر والصراع، لذا إذا قررت تجربة الزواج المختلط، فتأكد من أنك راضٍ حقًا عن ذلك وتملك إرشادات تسمح لك باحترام أنظمة معتقدات بعضكما البعض على المدى الطويل.

امتلاك دوافع منطقية وسليمة للإقدام على الزواج المختلط

يجب التأكد من أن خطوة الزواج المختلط لا تُقدم عليها فقط لأنك رأيت ثنائيا ناجحا في علاقته وتأثرت بعرقهما وثقافتهما وظننت أنه السبب في نجاحه وأنك كذلك ستنجح إذا تزوجت من جنسية معينة، هذا أمر خاطئ. لا نتزوج من جنسيات أو ثقافات بل من الشخص المناسب.

يفترض أن يكون الزواج مدى الحياة. تزوج من شخص لا يمكنك العيش بدونه على الإطلاق، هذا هو نوع الحب الذي لن تجد صعوبة بفضله في مواجهة تحديات وسلبيات الزواج المختلط.

قد يكون لتواجد ثقافات مختلفة في أسرة واحدة سببا في خلق جو من المرح والتعلم والاكتشاف وانعدام الملل، لكن ذلك يكون عندما تكون قد التقيت بالشخص المناسب قبل الجنسية أو العرق. ومع دكرنا لأبرز سلبيات الزواج المختلط، لا تفوتنا الإشارة إلى أن هناك نماذج كثيرة ناجحة في هذا الإطار، يجب فقط الأخذ بالنصائح المشار لها بعين الاعتبار.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع