سورة الملك وفضائلها في القرآن الكريم
سورة الملك
قبل ذكر سورة الملك وفضائلها نذكر بعض مما ورد من معلومات حول السورة الكريمة، وهي:
- من السور المكيّة في المصحف الشريف ويبلغ عدد آياتها ثلاثين آية.
- الترتيب لسورة الملك في القرآن الكريم من حيث رقم السورة فهو ٦٧ وهي السورة الأولى في الجزء التاسع والعشرين في القرآن الكريم.
- يطلق عليها عدة أسماء من بينها: تبارك والمنجيّة، كما أن الجزء التاسع والعشرون يسمى بها فيقال الجزء التاسع والعشرون، وقد نزلت هذه السورة بعد سورة الطور، كما يصل عدد الكلمات في السورة إلى ٣٣٧ كلمة وعدد الحروف ١٣١٦
- ومن أسماء السورة التي ذكرها العلماء، سورة الملك: لأنها تبدأ به، والمنجية لأنها تنجي من يقرأها من عذاب القبر بعد الموت، والمانعة لأنها تمنع التعرض لعذابات القبر وتحمي من يقرأها ويداوم على قراءتها منه.
- والدافعة لأنها تدفع عن الإنسان الضرر في الدنيا والآخرة.
- والشافعة لشفاعتها لقارئها يوم القيامة.
- وأطلق عليها المجادلة لأن هذه السورة تجادل الملكين منكر ونكير، والمخلّصة لأنها تخلص من يتلوها من العذاب في القبر.
سبب نزول سورة الملك
- اتفق العلماء أن نزول سورة الملك كان في مكة وأن نزولها كان منجماً أي مفرقاً، بينما يذكر الإمام السيوطي أن نزولها كان دفعة واحدة وهو وحده القائل بهذا الأمر من بين علماء المسلمين، كما ذكر بعض العلماء منهم الإمام الواحدي أن سبب نزول قوله "وأسّروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور".
- كانت في شأن تآمر المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وفي تهامسهم وأنهم كانوا يتحدثون في أمر النبي سراً هرباً من سماع رب محمد لهم، فنزل الوحي ليخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بمكائد المشركين له.
- وبينما أجمعوا العلماء على مكية السورة، أجمعوا أن سبب نزول السورة الكريمة كاملة غير موجود فلا سبب لنزولها وإنما كانت السورة تذكر مكائد الكفار والمشرفين للنبي صلى الله عليه وسلم كما جاء بها مسائل خاصة بالإيمان والعقيدة.
تسمية سورة الملك وأقوال العلماء
لم يختلف العلماء في الأسماء المقدمة في بداية المقال وإنما جاءت أقوال العلماء في تسمية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه السورة، ما يلي:
- يقول ابن عاشور أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق عليها جملة اسم "تبارك الذي بيده الملك" من باب إطلاق الجملة الأولى على السورة.
فقد جاء في الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم "ان سورة من القرآن الكريم ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفرت له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك".
- كما أطلق عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم اسم تبارك الملك وكان على مرأى من النبي ومسمعه، فلم يصحح النبي ذلك أو يعقب عليه ففي سنن الترمذي ما روي عن ابن عباس رضي الله عنه.
أن: "رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له "ضربت خبائي على قبر وأنا لا أحسب أنه قبر فإذا فيه إنسان أي دفين فيه يقرأ سورة تبارك الملك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي المانعة المنجية تنجيه من عذاب القبر".
- والمشهور في أمهات كتب التفسير والحديث أنها سورة الملك وهكذا ذكرها الإمام البخاري في كتابه، وأيضاً أطلق عليها المانعة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم حيث روى الطبراني عن ابن مسعود رضي الله عنه قال "كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة".
- كما ذكر في كتاب الإتقان عن تاريخ ابن عساكر في حديث أنس رضي الله عنه أنه قال "إن رسول الله سماها المنهجية" ولعل ذلك من الوصف المتقدم في حديث الترمذي الذي سبق ذكره.
- وفي الإتقان عن جمال القراء وردت تسميتها بالواقية والمناعة بصيغة المبالغة، وقد ورد في الفخر أن ابن عباس ضي الله عنه كان يطلق عليها المجادلة وذلك لمجادلتها عن صاحبها في القبر عند سؤال منكر ونكير.
سورة الملك وفضائلها
ورد في سورة الملك وفضائلها الكثير من المعاني السامية، والتي تجعل المسلم يحرص على قراءتها وحفظها حتى ينال شفاعته، ومن الفضل في هذه السورة:
- أن سورة الملك تحمي من يقرئها من عذاب القبر وتمنعه عنه فقد جاء عن ابن مسعود رضي الله عنها قال: "مكتوب في التوراة سورة الملك من قرأها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب وهي المانعة، تمنع من عذاب القبر إذا أتى من قِبَل رأسه، قال له رأسه قِبلَك عني فقد كان يقرأ بي وفي سورة الملك، وإذا أتى من قِبل بطنه قال له بطنه قبلك عني فقد كان وعيّ في سورة الملك، وإذ أتى من قِبَل رجليه قالت رجلاه قِبلَك عني فقد كان يقوم بي بسورة الملك".
- تأتي سورة الملك يوم القيامة شافعة نافعة لصاحبه وقد تدخله الجنة كثر ما قرأها وداوم على قراءتها فقد جاء في سنن الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" إن سورة من كتاب الله ما هي إلا ثلاثين آية قد شفعت لرجل فأخرجته من النار وأدخلته الجنة".
- ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من المداومين والمحافظين على قراءة سورة الملك فقد جاء عن جابر بن عبد الله أنه قال "أن النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ "ألم تنزيل" و"تبارك الذي بيده الملك".
- ومن الأوقات المستحب فيها تلاوة السورة هي آناء الليل أي قبل النوم لما تقدم من فعل النبي الذي ذكره جابر بن عبدالله في الحديث الشريف، ولما في رسول الله أسوة حسنة، حتى تكاد تكون قراءتها في الليل سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك فقد أجاز العلماء قراءتها على مدار اليوم فتلاوة القرآن في كل الأوقات، وإنما استحباب واستحسان تلاوته ليلاً سنة عن النبي ولما ورد في فضل قراءتها قبل النوم.
دروس مستفادة من سورة الملك
تعلمنا هذه السورة الكثير من الحكم والمواعظ، والدروس إلى نقرأها في كل آية من آيات السورة الكريمة، ومنها:
- على الإنسان أن يحاسب نفسه عما يدور في داخله من حديث نفس وعما يلهج به لسانه من كلام وذكر وقول، فالله عز وجل لا تخفى عليه خافية وهو يعلم ما في السر والجهر أن تحدث به الإنسان أو أبقاه في نفسه وأسره في خبيئته.
- وجوب الشكر والحمد لله مالك كل شيء وخالقه من بيده ملكوت السموات والأرض المعطي لنا من فيض نعمه والمصانع عنا شر الدنيا والبلاء والمدافع عنا أذى العباد بفضله وقدرته إني المالك وعلى كل شيء قدير.
- التأمل والتدبر فيما خلق سبحانه في السموات والأرض من خلق الإنسان والكائنات الحية والجبال والطبيعة فهذا يؤدي إلى حسن عبادته والتأمل في قدرته والشكر لنعمه، والخوف من عذابه وخشيته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16187