آخر تحديث: 21/04/2024

صفات ناكر المعروف وكيف اتعامل معه

صفات ناكر المعروف من أسوء الصفات، وذلك لأن نكران المعروف سلوك خلقي مرفوض يتنافى تمامًا مع القيم الإنسانية النبيلة والمثل العليا التي تدعو إلى الوفاء والامتنان لمن أحسن إلينا ومد يد العون لنا والمساعدة، فهو يدل على ضعف شخصية الفرد وانحرافه الأخلاقي وابتعاده عن الصراط المستقيم. كما يعد دليلًا قاطعًا على فساد القلب ونقصان الإيمان والتقوى، وذلك لأنه يتنافى تمامًا مع الطبيعة الإنسانية السليمة التي تميل بفطرتها إلى حب من أحسن إليها وإكرامه وتقديره، وذلك ما سوف نتحدث عنه من خلال موقعنا مفاهيم.
صفات ناكر المعروف وكيف اتعامل معه

صفات ناكر المعروف

نكران الجميل هو سلوك مرفوض أخلاقيًا وينبع من شخصية سيئة تتسم بالعديد من الصفات السلبية، فمن صفات ناكر المعروف ما يلي:

  • الشخص الناكر للمعروف غالبًا ما يكون أنانيًا ومتكبرًا، لا يعترف بفضل الآخرين عليه ولا يقدر جميلهم.
  • وهو شخص كاذب وغير صادق، يميل إلى الكذب والتضليل لإخفاء حقيقة استفادته من معروف الغير.
  • كما أن ناكر الجميل عادة ما يكون حاقدًا وحسودًا، لا يحتمل رؤية نجاح الآخرين أو تفوقهم عليه، فيحاول التقليل من شأنهم وإنكار فضلهم.
  • وهو شخص بخيل جدًا، لا يعطي ولا يبادل المعروف بالمعروف بل يأخذ ويستغل الآخرين لصالحه الشخصي فقط.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن الشخص الناكر للجميل غالبًا ما يكون متهورًا وسريع الغضب، كما أنه يثور ويغضب لأتفه الأسباب، ويسيء إلى من حوله بلا مبرر وهي تعد واحدة من أبرز صفات ناكر المعروف.
  • ومن أبرز صفات ناكر المعروف هي أنه قد يكون شخصًا غير ملتزم دينيًا وأخلاقيًا، لا يؤدي واجباته الدينية ولا يحترم تعاليم الدين التي تحث على الشكر والوفاء.

كيف اتعامل مع ناكر المعروف؟

يجب العلم أن ناكر المعروف يعاني من اضطرابات شخصية وانحرافات سلوكية خطيرة تجعله يتصرف بلا ضمير أو رادع أخلاقي، هذا الشخص لا يمكن الوثوق به أو الاعتماد عليه، فهو كاذب وخائن وغادر ويستغل الآخرين لتحقيق مصالحه الشخصية. كما أنه أناني ومتكبر، لا يعترف بفضل الغير عليه ولا يقدر معروفهم، بل ينكره ويتجاهله.

كما أن التعامل مع مثل هذه الشخصية يتطلب الآتي:

  • الحكمة والحذر، وذلك لأنها لا تتردد في إيذاء وإيقاع الأذى بمن حولها.
  • يجب الابتعاد عنها قدر المستطاع وعدم منحها الفرصة للاقتراب أو التأثير علينا سلبًا.
  • بالإضافة إلى أن ناكر المعروف يخسر كل من حوله بسبب سلوكياته الشاذة ويعيش وحيدًا في نهاية المطاف، وذلك لأن نكران الجميل سبب لزوال النعم والبركات وهلاك الإنسان في الدنيا والآخرة.

أهم الآثار والعواقب السلبية لنكران الجميل

نكران الجميل له آثار سلبية كبيرة على المجتمع والفرد على حد سواء، فهو يسبب مجموعة من العواقب والتي تتمثل في:

  • يؤدي إلى تقطيع أواصر المحبة والرحمة والتراحم بين أفراد المجتمع، ويزرع بذور الكراهية والأحقاد في نفوس الناس.
  • كما أنه يتسبب في زوال النعم والبركات عن الشخص الناكر للجميل، ويترتب على ذلك جلب الشقاء والبؤس والتعاسة إلى حياته.
  • ومن أخطر آثار نكران الجميل أنه يجعل الناس ينفروا من الشخص الناكر ويتخلوا عنه وبالتحديد عندما يحتاج إلى معونتهم ودعمهم وذلك لأن لا أحد يرغب في مساعدة من لا يعرف قيمة المعروف ولا يقدر جميل الآخرين عليه.
  • كما أن نكران الجميل يؤدي إلى انهيار القيم والأخلاق في المجتمع، ويشجع على انتشار الأنانية والطمع والجشع.

صفات ناكر المعروف في علم النفس

صفات ناكر المعروف سلبيه كما تعرفنا فهو سلوك سلبي مدمر للذات والآخرين، وينبع من شخصية مضطربة نفسيًا واجتماعيًا، ووفقا لما أوضحه علم النفس أن:

  • الشخص الذي ينكر المعروف ويجحد الجميل عادة ما يعاني من مشاكل عميقة في نفسيته، تجعله غير قادر على التعامل بإيجابية مع محيطه الاجتماعي.
  • هذا السلوك السلبي يندرج ضمن أنماط سلوكية أخرى مرفوضة مثل: التشاؤم والعزلة والكسل، وهي جميعها تنتج عن معاناة داخلية وعدم توازن نفسي لدى الشخص، لذلك نجد أن الإنسان السوي عادة ما يكون متفائلًا ونشيطًا ومنفتحًا على الآخرين، ويقدر المعروف ويعترف بالجميل.
  • لذلك فإن الأطباء النفسيين ينصحوا دائمًا بضرورة التوجه للاستشارة النفسية عند ملاحظة أي ميول سلوكية سلبية كنكران المعروف، وذلك حتى يتم تشخيص المشكلة بدقة والعمل على علاجها بالطرق المناسبة.
  • يجب العلم أن الاستمرار في هذا السلوك السلبي سيؤدي حتمًا إلى خسارة العلاقات الاجتماعية والعزلة عن المحيط.
  • فالشخص الناكر المعروف غالبًا ما يكون منطويًا على نفسه، قليل الثقة بالآخرين، يعاني من مشاعر الحقد والحسد تجاه من حوله، كما أنه يفتقر القدرة على التعاطف والتواصل الإيجابي مع الغير مما يجعله عرضة إلى الانعزال والوحدة.
  • ونجد أيضا أن نكران المعروف ليس مجرد سلوك فردي سيء، بل هو انعكاس لمشكلة نفسية أعمق تستدعي العلاج والمتابعة.

كيفية التعامل مع الزوج ناكر الجميل؟

التعامل مع الزوج الناكر للجميل هو أمر شديد الصعوبة ويتطلب الكثير من الحكمة والصبر، وذلك لأن هذا السلوك السلبي يعكس خللًا نفسيًا وأخلاقيًا عميقًا لدى الزوج، ويهدد استقرار الأسرة وسعادتها، لذلك يجب في البداية القيام بالآتي:

  • محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك المرفوض فقد يكون الزوج يعاني من ضغوطات نفسية أو مشاكل مادية تجعله يتصرف بهذه الطريقة السلبية.
  • يجب التحاور معه بهدوء وحكمة لمعرفة ما يعانيه ومحاولة إيجاد حلول لمشاكله.
  • كما ينبغي تذكيره بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تحث على الوفاء والامتنان، وتنهى عن نكران الجميل وعقوق الزوجة، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أوصانا بالنساء خيرًا وحسن معاملتهم.
  • وفي حالة استمرار الزوج في سلوكه السلبي رغم المحاولات العديدة فيمكن محاولة إصلاحه عن طريق مفاجأته ببعض التصرفات الطيبة التي تذكره بفضل زوجته عليه أو تذكيره بأجر وثواب حسن معاملة الزوجة في الآخرة.

أمثال شعبية عن نكران الجميل

بعدما تعرفنا على صفات ناكر المعروف، وكيفية التعامل معه، سنجد أن هناك العديد من الأمثال الشعبية عن نكران المعروف وهي:

نكران الجميل من أخلاق الأشخاص اللئام.

علمته القراءة والكتابة وبعد أن أصبح عالمًا فقد نسيني.

لقد سعيت لراحته في هذه الحياة، ولكن عندما أصبح عاقلاً، فقد تجاهلني.

من يعمل الخير، فإنه يجني الخير.

اعمل الخير واتركه ينتشر مثل قطرات الماء في البحر.

اجعل ابتسامتك تشق طريقك، فهي أقوى من أي سلاح.

اصنع الجميل وألقه في البحر، فإذا أغفلها السمك، فسيحفظه الله.

قول الإمام علي عن ناكر الجميل

عند ذكر صفات ناكر المعروف سوف نجد أن الإمام علي -رضي الله عنه- وضع عدة كلمات حكيمة حول التعامل مع ناكري المعروف والجميل، ومنها:

  • أشار إلى أن عادة اللئام وأصحاب الأخلاق الدنيئة هي الجحود والنكران للمعروف والإحسان الذي يقدم لهم، والمقصود بالجحود هنا هو عدم الاعتراف بالفضل، لذلك يقول الإمام علي رضي الله عنه: "من لم يصلحه حسن المداراة أصلحه سوء المكافأة"، بمعنى أن من لا يستجيب للمعاملة الحسنة واللين، فإن سوء المكافأة والمعاملة بالمثل ربما يصلحه ويرشده إلى الصواب.
  • فالتعامل مع هذا الصنف من الأشخاص يتطلب الحزم والشدة في بعض الأحيان، كما أضاف الإمام علي حول إحسان المرء إلى الذين بداخلهم عداوة وحقد.
  • فيقول: "إن إحسانك إلى من كادك من الأضداد والحساد لأغيظ عليهم من مواقع إساءتك إليهم وهو داع إلى صلاحهم".
  • والمقصود به أن الإحسان إلى الأعداء والحاسدين أشد وقعاً عليهم وأكثر إيلامًا لهم من إساءتك إليهم، وهذا الإحسان قد يكون سبباً في إصلاحهم وتحسين أخلاقهم.
أخيرًا نكون ذكرنا من خلال مقالنا صفات ناكر المعروف، ويتضح لنا أن صفة نكران الجميل هي صفة ذميمة تنبع من نفس مريضة وشخصية منحرفة أخلاقيًا، فالشخص الناكر للمعروف يتسم بسمات سلبية عديدة كالكذب والخيانة والأنانية والحقد والحسد، مما يجعله مرفوضًا اجتماعيًا، لذا يجب علينا جميعًا التحلي بنقيض هذه الصفة السيئة والتمسك بقيم الوفاء واحترام المعروف وتقدير من أحسن إلينا، فهذه هي شيم الكرام وبها تزدهر المجتمعات وتسود المحبة والألفة بين أفرادها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ