آخر تحديث: 14/06/2021
طرق متعددة لمحاربة الإحباط والنجاح في الحياة
إن الإنسان يجب أن يملك طرق متعددة لمحاربة الإحباط، حيث أن الإحباط من الأمور التي تعوق نجاح الإنسان وتحد من قدراته في مواجهة مشاكل الحياة.
وقبل التحدث عن طرق محاربة الإحباط يجب أولاً أن نفهم ما هو الإحباط، فببساطة شديدة جداً، وبدون اللجوء لتعريفات أكاديمية لمعنى كلمة الإحباط سواء لغوياً أو نفسياً، فإن الإحباط هو توقع النتائج السلبية بشكل حاد دون وجود أي توقع لإيجابيات في موقف أو حدث معين.
ما هو الإحباط؟
قبل التعرف على أبزرطرق لمحاربة الإحباط, دعنا نتعرف عن الإحباط وكيف يصيب الفرد :
-
يجب أن نفرق بين أمرين غاية في الأهمية، وهو الشعور المرضي للإحباط، والشعور الطبيعي للإحباط، فهناك فارق كبير بين هذا وذاك.
الشعور المرضي بالإحباط :
- هو شعور مستمر لا يوجد له ما يبرره، وهو عرض مصاحب لنوبات الاكتئاب المرضي أو أمراض نفسية أخرى، وهو لا يرتبط بحدث معين ولكن مرتبط بالطبيعة النفسية المرضية للشخص نفسه.
أما الشعور الطبيعي للإحباط :
- فهو شعور مؤقت بوجود حدث عارض قد يمر به الشخص، كالرسوب في امتحان من الامتحانات التعليمية أو فقد فرصة عمل مؤكدة.
- ولكن حتى في حالة وجود شعور مرضي بالإحباط يتكرر مع معظم أحداث الحياة، فإن الإنسان بإمكانه مساعدة نفسه بمحاولة اكتساب بعض العادات الإيجابية التي تساعده على محاربة الشعور بالإحباط.
- ولكن يجب التأكيد على أن هناك بعض الأمراض النفسية التي قد ينجح الإنسان في علاج نفسه منها دون اللجوء لطبيب مختص.
- وهناك بعض الأمراض النفسية الأخرى التي يجب اللجوء فيها للطبيب المختص، ولكن اكتساب بعض العادات النفسية السليمة قد يساعد في تحسين الحالة المرضية النفسية لحين العرض على الطبيب.
طرق متعددة لمحاربة الإحباط
هناك طرق يمكن للإنسان الاعتماد عليها من أجل التخلص من الإحباط الذي قد يسيطر عليه وتتمثل في:
1. تدوين المذكرات اليومية :
- إن تدوين المذكرات اليومية يساعد في محاربة الإحباط بشكل كبير، وذلك بسبب أن تلك المذكرات تقوم بوضع الأحداث الإيجابية أمام الإنسان بشكل مستمر.
- فالإنسان المحبط يتذكر دائماً المواقف السلبية ويضخمها أمام عينيه، ولا يرى مهرب من تذكرها حتى بشكل لا إرادي قهري، ولكن عندما يقوم بكتابة أحداثه اليومية، بكل ما في تلك الأحداث اليومية من أحداث إيجابية.
- فإن تدوين تلك الأحداث الإيجابية يساعد على محاربة الإحباط، فتذكر الإنسان للحظات نجاحه في لحظات إحباطه يصنع الفارق المهم في اللحظات الحاسمة.
مهارة تدوين المواقف الإيجابية في المذكرات اليومية:
- وهنا قد يقول قائل أنه لا يجب موقف إيجابي واحد يدونه في مذكراته اليومية، فكل مواقفه سلبية، فتجده يصف مشاكله مع مديره في العمل ويصف مشاكله مع أسرته وغيرها من أنواع المشكلات.
- ولا تكمن المشكلة في صدق حدوث تلك المشاكل من عدمه في المواقف اليومية، فهي حدثت بالفعل، ولكن تكمن المشكلة في طريقة رؤية تلك الأحداث وتجريدها من أي إيجابية تذكر.
- فهناك عبارات مأثورة تقول أن الناجح يرى الحل في أي مشكلة أما الفاشل فيرى المشكلة في أي حل، وأنا عزيزي القارئ لا أوافق تلك المقولة.
- فأنا لا أوافق التصنيف الذي يقسم البشر بين فاشلين وناجحين، ففي حين أننا نرى شخصاً ناجحاً في الجانب المهني العملي، فقد نجد نفس الشخص لا يملك نفس النجاح في الجانب الاجتماعي الأسري.
- وفي حين نرى شخصاً يملك التفوق في الجانب الاجتماعي الأسري، فقد لا يملك نفس النجاح في الجانب المهني.
- أنواع النجاح والمواهب موزعة بين البشر، ولا يوجد إنساناً ناجحاً بشكل مطلق، ولا يوجد إنساناً فاشلاً بشكل مطلق، ولكن كل إنسان يملك مواهبه الخاصة في مجال معين من مجالات الحياة، ولا يوجد إنساناً واحداً يملك النجاح في كل مجالات الحياة، فالكمال لله وحده.
- ونعود للإجابة على السؤال عن كيفية رؤية المواقف الإيجابية، فهذا يكمن في الرضا بما قسمه الله.
- والرضا بكل قدر الله خيره وشره، فالواثق من حكمة الله في كل أقدار حياته يرى الخير في كل أحداث حياته، لأنه إن أصابه ابتلاء صبر وإن أصابته نعمة شكر.
2. تدريب العين على رؤية الجمال في كل شيء :
- أن العديد من الآيات في القرآن الكريم تحث الإنسان على رؤية نعم الله وشكره عليها، وتدرب عين الإنسان على رؤية الجمال في كل شيء، فالله جميل يحب الجمال، وأننا إن حاولنا عد نعمة واحدة من نعم الله علينا لما استطعنا.
- إن الاعتراف بنعم الله وحمده عليها باستمرار لهو من أفضل الأعمال التي يتقرب بها الإنسان لربه، فالصحة نعمة والشمس نعمة، والهواء نعمة.
- ومن أصعب المشاعر تلك التي تجعل الإنسان يألف النعمة وتعود عليها ولا يراها، فنور الشمس نعمة، والهواء الذي يتنفسه الإنسان نعمة، وطرفة العين نعمة.
- فاجعل شكر الله على نعمه عادة يومية ولا تشغلك أعباء الحياة عن تلك العادة والعبادة، حتى أنه عندما يأتيك الإحباط يجدك شاكراً لربك فلا يجد المكان في قلبك فيرحل سريعاً ولا يمكث أبداً.
3. ضع ذكرياتك الإيجابية أمام عينيك دائماً :
- احتفظ دائماً بأثر جميل من ذكرياتك الرائعة وبطولاتك الجميلة، مثل أن تجعل صديقك المقرب يكتب لك كلمة في عيد ميلادك، ثم تقوم بوضع كلماته الرقيقة في مكان مميز من غرفتك أو دولابك.
- أو احتفظ بجزء من ملابسك التي حضرت بها موقف رائع من مواقفك وضع تلك الملابس في موضع مميز في غرفتك.
- إن رؤيتك لتلك الآثار والذكريات باستمرار يجلب لك السعادة في كل مرة تنظر فيها لتلك الأشياء الرائعة.
- لذلك كانت الهدية المتبادلة بين الأحبة من أجمل الأشياء التي تجعل الإنسان في قمة سعادته باستمرار.
- ذلك لأن النظر في تلك الهدية التي يضعها الإنسان في مكان مميز من بيته يجعله يتذكر الذكريات الرائعة فلا يفكر بطريقة سلبية أبداً.
- ولكن يجب التنبيه بأن تلك الطريقة لا تعني أن يبقى الإنسان مع ذكرياته بشكل مبالغ فيه ولا يبني المستقبل ولا يعيش في الحاضر.
- ولكن تعني أن يستمر الإنسان في بناء المستقبل ومحاولاته مع الحاضر بكل طاقته، فإذا ما واجه بعض الصعوبات فلا يسلم نفسه للإحباط، ولكن يتذكر ذكرياته الجميلة مع أحبائه ومواقفه الإيجابية.
- فالعمل الإيجابي أقوى وسيلة لمحاربة الإحباط، فالعجز والإحباط قرينان لا يفترقان، ولا يجتمع العمل مع الإحباط أبداً، فالعمل الإيجابي يزيد دائماً من احتمالات النجاح.
وأخيراً.. فإن الحديث عن طرق متعددة لمحاربة الإحباط حديث يطول ولا يمكن حصره في كلمات قليلة ولكننا حاولنا إلقاء الضوء على بعض منها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9177
تم النسخ
لم يتم النسخ