آخر تحديث: 25/12/2022

قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة وسيرته الذاتية

من بين أفضل قصص صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو مولى للنبي ومن أحد رواة الحديث النبوي كانت كنيته أبو عبد الله، وهو من دخل الإسلام من الفرس، توفى سنة 33 هـ ودفن في مسجد سلمان الفارسي وكان أصله من بلاد فارس، قام سلمان بترك بلده وأهله وتنقل بين البلدان ليقوم بصحبة الرجال الصالحين سعيًا لمعرفة الدين الحق، حتى قام أحدهم بأخباره عن ظهور النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما وصف له علامات ليتمكن من معرفته، سوف نعرض لكم من خلال مفاهيم قصة سلمان الفارسي.
قصة سلمان الفارسي الباحث عن الحقيقة وسيرته الذاتية

قصة سلمان الفارسي قبل الإسلام

  • قصة سلمان الفارسي الصحابي الجليل رضي الله عنه، تعود أصولها إلى بلاد فارس، كما كان يلقب باسم "ما به بن بوذ خشان" وكان مجوسيًا؛ بالإضافة إلى أن قومه كانوا يعبدون النار وهو يقوم بتزويدها بالحطب والاهتمام بها حتى لا تنطفئ.
  • وهذا لأن أباه كان من رؤساء القرية ويلقبونه باسم "دهقان" وكان سلمان الفارسي أحب أبنائه إليه، وذات يوم قرر أباه أن يقيم له جدارًا فقام بإرساله إلى مزرعتهم الخاصة حتى يحضر له شيئًا.
  • فمر سلمان الفارسي على كنيسة وقرر الدخول إليها، فسمع أصواتهم وهم يقيمون صلاتهم حتى دخلت النصرانية في قلبه، بعد ما قام سلمان الفارسي بزيارة الكنيسة وعرف عن أصل دينهم، علم أباه بما حدث منه فقرر حبسه وتقيده.
  • وقام سلمان بإرسال ما حدث إلى النصارى وطلب منهم أن يعلموه إذا حضر وفد منهم لزيارة الشام، وبالفعل أخبره عندما حضر الوفد إلى الشام فقام بنزع القيود عنه وذهب مع الوفد النصراني ليقوم برد النصارى في الشام.
  • عندما وصل سلمان عمل على خدمة أحد اسقفاتهم، ولكنه كان شخص سيئ يأمرهم بالصدقات ويحلها لنفسه، وعندما توفى قام سلمان بأخبار الجميع عن سوء خلقه حتى تمعنوا في اختيار أسقف جديد جيد الخلق لم يرى مثله.
  • فلما شعر بالتعب الشديد وحضره الموت سأله سلمان من سيحل محلك عند وفاتك فأخبره بأحدهم، وبقي سلمان يتنقل بين علماء النصارى حتى علم من أحدهم بأن هناك نبيًا سيبعث.

سلمان الفارسي ووصية الراهب

  • في الوقت الذي كان سلمان الفارسي يعمل على خدمة أساقفة النصارى وعلمائها، قام أحد علماء عمورية الروم في الشام بذكر وصيته إلى سلمان قبل وفاته وهي الذهاب إلى الحرم.
  • وأخبره بأن هذا هو المكان الذي سيبعث فيه النبي وذكر له علامات نبوته، وهي وجود خاتم النبوة بين كتفيه ويأكل الهدية ولا يأكل الصدقات، ثم أن سلمان الفارسي قد حصل على العديد من الغنم والبقر خلال فترة العمل لدى ذلك الراهب.
  • أخبره أيضًا بأنه يبعث بدين إبراهيم وهو الحنفية وأوصاه بالبحث عنه في أرض العرب، وقام بوصفها بأنها أرض بين حرتين بينهما نخل، فلما مات الراهب ظل سلمان في عمورية حتى جاءه رجل من تجار كَلب.
  • فطلب سلمان من ذلك التاجر بأن يأخذه معه إلى أرض العرب مقابل ما يملك من الأغنام والأبقار، فوافق التاجر وأخذه معه وفي طريقهم غدر به وباعه عبدًا.

قصة سلمان الفارسي ودخوله إلى الإسلام

  • بعد ما قام تاجر أهل كَلب بالغدر وبيع سلمان كعبد إلى رجل من أهل اليهود بعد وصولهم إلى وادي القرى، وهو واديٍ بين المدينة والشام، فقام اليهودي بأخذه إلى المدينة وعند وصولهم رأى سليمان النخل الذي وصفه له الراهب قبل موته، ظل سلمان الفارسي داخل المدينة حتى علم بأن هناك نبي قد بُعث في مكة ويدعى محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • جاء رجل ينادي بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصل المدينة وأنه يجلس بين أصحابه، فلما سمع سلمان ذلك أصابه المرض وأصبح يعاني من البرد والحمّى.
  • وعندما غربت الشمس وحل المساء ذهب سلمان إلى النبي في قباء ومعه القليل من التمر، وأخبره بأنها لبعض الفقراء من الصحابة، فعندما أخذها النبي ولم يأكل منها كانت تلك هي العلامة الأولى " النبي لا يأكل الصدقة"، فانصرف سلمان الفارسي.
  • عاد سلمان إلى النبي ومعه تمر مرة أخرى وقال للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنها هدية له، فأكل منها النبي فكانت تلك هي العلامة الثانية " النبي يأكل الهدية ".
  • وبعدها قام باتباع النبي في جنازة إلى البقيع فرآه النبي وعلم ما يريد معرفته، فقام بإظهار كتفيه للكشف عن خاتم النبوة، فعند رؤية سلمان له قبّله وبكى.

تحرير سلمان الفارسي من قيد العبودية

  • طلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم من سلمان الفارسي تحرير نفسه من العبودية عن طريق المكاتبة، كما يذكر بأنه ظل يتنقل في عبوديته بين العديد من الأسياد ومعظمهم كانوا يهود، فقام سلمان بالذهاب إلى امرأة ليعرض عليها المكاتبة.
  • فأخبرته بأن يغرس له خمسمائة من صغار النخل وإحضار أربعين أوقية من الذهب، فذهب سلمان إلى النبي ليخبره ما قام بالاتفاق عليه مع السيدة.
  • قام النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأخبار الصحابة وطلب منهم أن يعينوه على مكاتبته، فعملت الصحابة على جمع النخلات له وحفروا معه.
  • كما أن النبي كان يعمل على وضع النحل داخل الحُفَر بيده فقال سلمان "فما ماتت واحدةٌ منهن" وجاء رجل يحمل مثل بيضة من ذهب فأعطاها لسلمان ليقوم ببيعها، باعها مقابل أربعين أوقية ذهبية وذهب إلى المرأة اليهودية وسلمها لها، بذلك قام بتحرير نفسه من رق العبودية.

قصة سلمان الفارسي يوم الخندق

  • قام سلمان الفارسي رضي الله عنه بحث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على حفر الخندق في غزوة الخندق.
  • وذلك عند سماع المسلمون بقدوم جيش كبير إلى المدينة من المشركين، فقام النبي بعدها بإشارة أصحابه حتى أخبره سلمان الفارسي بحفر ذلك الخندق في الجهة التي يخشون من قدوم جيش المشركين منها.
  • وكانت تلك الفكرة هي ملك الفرس ولم يقم بها أحدًا من العرب، ولكن أقتنع بها النبي وبدأ بحفر الخندق مع المسلمين في الجهة الشمالية للمدينة.

مكانة سلمان الفارسي وفضله

لقب سلمان الفارسي بابن الإسلام وسلمان الخير، وذلك لأنه :

  • كان من العلماء الزٌهاد وشهد الخندق وعدة مشاهد أخرى، كما قام بالمشاركة في فتح العراق وتولى المدائن وعمل على خدمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وروي عنه الكثير من الأحاديث.
  • كما أن البخاري أخرج له أربعة أحاديث ونزل في فضله العديد من الآيات في القرآن الكريم، وكان سلمان الفارسي من الزهاد سواء في الأكل أو الإمارة، فكان يأكل من عمل يده ويقوم بقسم الأموال بين رعيته، كما جاء له في يوم خمسة آلاف درهم وهو أمير فقام بتوزيعها جميعاً على رعيته.
وأخيرا نكون تحدثنا بالتفصيل عن كل ما يخص قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه ومعرفة تاريخ إسلامه وكم كان محبًا للإيمان والدين، فكان يقوم بإظهار ذلك الحب من خلال بحثه المستمر عن الإسلام، كما قال الأنصار " سلمان منا" وقال المسلمون في حفر الخندق " سلمان منا" وقال حينها النبي بأن سلمان من أهل البيت وذلك لقوته، كما أخبر النبي بأن سلمان الفارسي هو من الصحابة الأربعة الذين يحبهم وبأن الجنة تشتاق له، وكان سلمان واعظًا يعظ الناس ويحثهم على الحياء.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ