تعرف على قصة مريم عليها السلام
قصة مريم عليها السلام
تبدأ قصة مريم عليها السلام عندما دعت أمها ما في بطنها أن تنذره لخدمة بيت المقدس، فلما قامت بولادتها رأتها أنثى، فدعت الله أن يحميها وذريتها من الشيطان الرجيم، كانت مريم عابدة لله معتزلة أهلها في مكان بشرق بيت المقدس، وبعدها حدث الآتي:
- حيث أن هذا المكان كان يعتزل الناس بحاجز وذلك لما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "وَاذكُر فِي الكِتابِ مَريَمَ إِذِ انتَبَذَت مِن أَهلِها مَكانًا شَرقِيًّا*فَاتَّخَذَت مِن دونِهِم حِجابًا فَأَرسَلنا إِلَيها روحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَرًا سَوِيًّا".
- وبينما هي كانت هناك كلما كان يدخل عليها خالها زكريا المحراب، وهو المكان التي كانت تتعبد فيه كان يجد الكثير من الرزق عندها، حيث أنه كان يجد فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف، فكان يسألها كيف أتيتِ بذلك، قالت هو رزق من الله سبحانه وتعالى، فالله يرزق من يشاء بغير حساب.
- وبينما وكانت السيدة مريم موجودة في مكان العبادة التي هي معتزلة فيه الناس، أرسل الله لها سيدنا جبريل على هيئة رجل فدخل إليها، فعندما رأته السيدة مريم فذعت وخافت خوفًا شديدًا، وقبل أن تسأله بأي شيء قالت أعيذ بالله منك، فلو كنت تخاف الله لا تقرب إلي، فطمأنها سيدنا جبريل بأنه أخبرها بأنه جاء بأمر ربه، حيث أنها جاء ليرزقها بغلام بأمر الله.
وذلك لما جاء به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "قالَت إِنّي أَعوذُ بِالرَّحمنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا، قالَ إِنَّما أَنا رَسولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا"، فردت عليه مريم وقالت له "أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَلَم يَمسَسني بَشَرٌ وَلَم أَكُ بَغِيًّا، قالَ كَذلِكِ قالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجعَلَهُ آيَةً لِلنّاسِ وَرَحمَةً مِنّا وَكانَ أَمرًا مَقضِيًّا".
- حيث أن كلام سيدنا جبريل لها جعلها تتعجب، فتسأله كيف يكون لي غلام ولم يمسسني بشر، ولم يسبق لي الزواج، فرد عليها سيدنا جبريل بأن الله أمر بذلك بأن يخلق بدون أب لكي يكون آية للناس على قدرة الله عز وجل.
ولادة سيدنا عيسى عليه السلام
قام سيدنا جبريل في النفخ في فم السيدة مريم، ويوجد بعض الأقاويل الأخرى التي تقول بأنه تم النفخ في جيب درعها، حيث أن النفخة وصلت إلى بطنها فحملته، ثم تم الآتي:
- عندما ظهر الحمل اعتزلت مريم البشر وذهبت بعيدًا عنهم في أقصى القرية، وعندما جاء موعد ولادتها فذهبت تحت جذع نخلة، حيث أنها في ذلك الوقت كانت مشاعرها مختلطة ما بين حبها لله وخوفها من اتهام الناس لها.
- كانت مريم تتمنى الموت قبل أن تلد، ولكن عندما ولدت سيدنا عيسى قام بتصبيرها بإن الله جعله عظيم، وأمرها بأن تضع يديها على جذع النخلة وتهزه لكي يسقط عليها رطبًا لتأكل منه، وعندما تقابل قومها عليها ألا تكلمهم.
وذلك لما ورد في القرآن الكريم "فَأَجاءَهَا المَخاضُ إِلى جِذعِ النَّخلَةِ قالَت يا لَيتَني مِتُّ قَبلَ هـذا وَكُنتُ نَسيًا مَنسِيًّا*فَناداها مِن تَحتِها أَلّا تَحزَني قَد جَعَلَ رَبُّكِ تَحتَكِ سَرِيًّا".
- حيث أن الله سبحانه وتعالى لن ينساها، بل جعل من تحتها جدول من الماء العذب بجانب النخلة التي تسقط عليها رطبًا لشباعها، ويتحدث القرآن الكريم عن مريم عليها السلام بعد أن ولت سيدنا عيسى وهدأت، مشهد القوم عندما رأوها وهي تحمل طفلها، ماذا سوف يقولون لها وإنها حسنة السمعة ولم تتزوج.
وذلك لما جاء في الآية الكريمة في سورة مريم "فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا، يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا".
- ولكن مريم سمعت كلام ربها ولم تنطق بأي شيء، بل أشارت إلى ولدها كما ألمها الله، حيث نطق سيدنا عيسى بالحقيقة وألجم الألسنة.
وذلك لقوله الله تعالى "فأشارت إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا، قال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا، وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا، وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا، والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا".
- نطق سيدنا عيسى وقال أنا عبد الله، ولم يقل أن ابن الله أو أنا الله، حيث أن الله أمر الغلام أن يتكلم في المهد وذلك ليوضح العلاقة ما بين الخالق والمخلوق، والغاية من هذا الخلق.
مرتبة الصديقية السيدة مريم
والمقصود بالصديقية بأنها:
- صيغة مبالغة لكلمة الصدق، أو كثيرة الصدق، والصديقية تكون متربعة كبيرة وعظيمة عند الله سبحانه وتعالى، وهي المرتبة التي تلي مرتبة النبوة بشكل مباشر، وتعد السيدة مريم بنت عمران هي من الأمثلة التي أنعم الله عليها بهذه المنزل العظيمة.
- وذلك لقوله تعالى في كتابه العزيز "مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ".
- نالت السيدة مريم مرتبة الصديقية لكونها كانت صادقة في أقوالها وأفعالها، كما أنها كانت صادقة في جوارحها وكانت مخلصة لله بشكل كبير، حيث أنها كانت تقوم بما يأمرها به الله وتبتعد عن جميع نواهيه.
ما هي مدة حمل السيدة مريم؟
لم يتحدث القرآن الكريم أو السنة النبوية عن مدة حمل السيدة مريم عليها السلام، ولكن جاءت بعض الآراء اجتهادًا في ذلك الأمر كما يلي:
- الحمل تسعة أشهر وذلك لما ورد عن القرطبي، حيث قال بأن مدة حمل مريم كانت مثل باقي النساء، وذلك لما جاء عن ابن كثير أيضًا، والدليل على ذلك بأن رجل صالح كان يخدم في البيت المقدس ويعلم مدى عفة مريم، ولكن عندما ظهر عليها علامات الحمل سألها فأجابته بأن الله قادر على كل شيء، فصدقها القول.
- يوجد رأي آخر بأن مريم وضعت بعد الحمل مباشرة، وذلك ما ورد عن ابن عباس استنادًا لما جاء به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا*فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَة".
وفاة السيدة مريم العذراء
لم يذكر الإسلام قصة تفصيلية عن موت السيدة مريم، وذلك من خلال:
- حيث أنها مثل جميع البشر ماتت ولكن لا يوجد ما يؤكد عن مكان دفنها، والتي يقال بأنه قد يكون في دمشق.
- ولكن جاء في الديانة المسيحية بعض الآراء عن موتها، بأنها ماتت وهي كانت تتعبد في الجبل، حيث تركها سيدنا عيسى ليحضر الخضار من السهول ولكن عند عودته وجدها ماتت.
- ويقال بأن الملائكة هي من قامت بتغسيلها وتكفينها.
- وجاءت آراء بعض المؤرخين بأن السيدة مريم قد تكون توفيت بعدما رفع الله سبحانه وتعالى عيسى إليه وهي في الثالثة والخمسون من عمرها، ولكن جميع هذه الآراء لم يؤكده القرآن الكريم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16922