تعرف على قصة إبراهيم عليه السلام
قصة إبراهيم عليه السلام
يسمى إبراهيم باأبو الأنبياء، وذلك لكون جميع الأنبياء من بعده جاءوا من نسله الشريف، فكان له ولدان وهما إسحاق وإسماعيل، وسيدنا إسماعيل هو تابعًا لنسل سيدنا محمد صل الله عليه وسلم، أما عن سيدنا إسحق فهو أنجب يعقوب ومنه كان نسل بني إسرائيل والأنبياء التابعين لهم.
ولد سيدنا إبراهيم عليه السلام في منطقة تدعى كوثى بمنطقة بابل في العراق، كان أبوه يدعى آزر وذلك لما ذكره القرآن الكريم، فيمتد نسب آزر إلى سيدنا نوح عليه السلام، كان يعرف إبراهيم بكنية بابا الضيفان، وذلك لكونه كان يشتهر بالكرم الكبير لمن يدخل عليه، كما أنه كان يتمتع بالعيش الرغد ولكن في وقته كان النمرود هو من يحكم بلادهم، فهو يعرف بالظلم والاستبداد.
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه آزر
كان سيدنا إبراهيم ناشئ في بيئة تعبد الأصنام والكواكب، كما أن أبوه هو من يصنع هذه التماثيل ويقوم ببيعها للقوم لعبداتها، وعلى الرغم ما كان عليه سيدنا إبراهيم من بيئة محيطة بالأصنام وعبادتها، إلا أنه لم يقوم بعبادتها على الإطلاق، وذلك لكونه كان يمتلك عقل بالغ لا يصدق بأن الإله هو حجر، مما جعله يبحث عن الله ويقنع أبيه بأنه من المستحيل أن يكون الإله صنم لا يتكلم ولا يعقل، ولكن أبيه رفض كلامه.
ولكي يثبت سيدنا إبراهيم صحة كلامه، قام بتكسير جميع الأصنام فيما عدا الصنم الكبير، حتى يعود إليه الناس ويسألونه من كسر الأصنام، وعندما عادوا القوم مرة أخرى لمكان عبادتهم، وجدوا جميع الأصنام قد كسرت ماعدا الصنم الكبير، فحينها اتهموا إبراهيم بأنه من فعل ذلك لكونه معترضًا دائمًا على عبادة الأصنام، ولكن إبراهيم قال لهم اسألوا الصنم الأكبر، فردوا عليه بأنه لا يعقل ولا يتكلم ليثبت لهم بأنهم على خطأ، ولكنهم استكبروا بالاعتراف بذلك وتعاهدوا على حرقه.
قاموا بجمع الكثير من الأحطاب وأشعلوا النار لمدة كبيرة، ومن ثم وضعوا إبراهيم فيها، ولكن حدث ما لم يتوقع لديهم بأن إبراهيم لم تمسه النار، وعلى الرغم من ذلك المعجزة إلا أنهم تمادوا في كفرهم وعصيانهم، فأضطر إبراهيم أن يهاجر من هذا المكان مع زوجته وسيدنا لوط ابن أخيه.
قصة سيدنا إبراهيم مع النمرود
في مكان نشأة سيدنا إبراهيم، كان هناك حاكم ظالم يدعي نفسه بأنه الإله، فقام سيدنا إبراهيم بمناظرة النمرود والذي كان معروف بجبروته وتمرده، حيث جاء في القرآن الكريم عن ذلك: "لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ. إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ . قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ. فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ".
قصة سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل
هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام مع زوجته لفلسطين، ومن ثم هاجر إلى مصر بسبب وجود القحط بفلسطين، وأثناء وجوده بمصر تزوج من السيدة هاجر وأنجب منها إسماعيل، كما أنجب من السيدة سارة إسحاق.
كبر سيدنا إسماعيل ورأى إبراهيم في المنام أنه يذبح ابنه، حيث أن رؤى الأنبياء حق مما جعل سيدنا إبراهيم يستمع لكلام الله عز وجل، مما ذهب ابنه وحكى له ما شاهده، فقال له ابنه: "يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين"، وبينما كان سيدنا إبراهيم يقوم بذبح ابنه لم تقوم السكين بذبحه، وفي ذات الوقت جاء سيدنا جبريل بكبش من السماء، وحينها جاءت سنة الذبح والتي يتبعها المسلمون حتى وقتنا ذلك.
قصة إبراهيم مع الملائكة
جاءت الملائكة لسيدنا إبراهيم ليبشرونه بإسحاق، فلم يعرفهم إبراهيم وسارع إبراهيم بضيافتهم، ولكن الملائكة رفضت تناول الطعام، مما جعل سيدنا إبراهيم يدخل الشك في قلبه، ولكن تكلمت الملائكة بأنهم جاءوا لقوم لوط، وحدثهم إبراهيم بأن يتراجعوا عن عذاب قوم لوط، ولكنهم قالوا له بأن الله قد أمرهم بذلك.
قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع الطيور الأربعة
ذكر القرآن الكريم في سورة البقرة قصة سيدنا إبراهيم مع الطيور الأربعة، حيث أنه طلب من الله عز وجل أن يوضح له كيف يحي الموتى، وذلك لكي يطمئن قلبه باليقين، حيث أن الله سبحانه وتعالى ذكر في ذلك في كتابه العزيز، "وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي، قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، حيث أن الله أمره أن يأتي بأربعة طيور ويقطعهن، ومن ثم يخلط أجزائها معًا، ثم يأتي بكل جزء منها على جبل، وبعدها أن يدعو هذه الطيور أن تأتي إليه، فعادت له الطيور مثلما كانت من قبل كأنها لم يحدث لها شيء.
بناء الكعبة
كانت أساسيات الكعبة موجودة في ذلك الوقت، فوضحها الله سبحانه وتعالى لسيدنا إبراهيم والتي دفنت في الأرض بسبب طوفان سيدنا نوح عليه السلام، ومن ثم أمرهم ببناء الكعبة، حيث أن إسماعيل كان يقوم بجمع الحجارة ويعطيها لأبيه فيقوم بالبناء، وعندما أرتفع البناء أتى سيدنا إبراهيم بحجر وقف عليه ليستطيع أن يكمل البناء المرتفع، ومكان هذا الحجر يسمى الآن بمقام إبراهيم، وأثناء بنائهما للكعبة كانوا يدعون الله بأن يتقبل منهم هذا العمل.
كما أن سيدنا إبراهيم قام بتطهير البناء من القذرات والنجاسات الموجودة فيه، حتى يستطيع المسلمون الصلاة فيه وعبادة الله الأحد، كما أن سيدنا إبراهيم وإسماعيل دعى الله أن يرزقهم ذرية مسلمة، فاستجاب الله لدعائهما وبالفعل كانت ذرية إسماعيل من العرب والتي منها سيدنا محمد صل الله عليه وسلم.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ*رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17442