كتابة :
آخر تحديث: 05/03/2022

لا تمل من المفيد لعلك منه تستفيد

نعم يا صديقي .. لا تمل من المفيد .. لعلك منه تستفيد .. ولكن الشعور بالملل يطارد كثير من الناس بكل أطيافهم وثقافاتهم .. فهل هناك ما يمكن أن نعالج به تلك المشكلة؟، لهذا يحاول موقع مفاهيم مناقشة تلك القضية في هذه المقالة.
قد يصاب الإنسان بحالة من الملل وهذا لأسباب عديدة، منها الحالة النفسية، ومنها الحالة الاقتصادية، ومنها الحالة الصحية، فكيف يمكن معالجة تلك المسألة؟ وكيف يتمكن الإنسان من اكتشاف سبب تلك المشكلة لديه؟ وكيف له تحقيق الشفاء من تلك العادة التي تتسبب في ضياع العديد من الفرص في الحياة، وتمنع كثير من أصحاب المهارات والمواهب من استثمار مواهبهم لشعورهم بالملل الشديد حال قيامهم بنشاطاتهم المختلفة في استثمار تلك المهارات.
لا تمل من المفيد لعلك منه تستفيد

لا تمل من المفيد:

يشعر بتلك المشكلة الكثير من الناس خاصة الذين كانوا يقومون بأعمال جميلة في الماضي ولكنهم توقفوا عنها في أوقات تالية من الحياة، وذلك لأسباب عديدة

فهل تكمن المشكلة في الحافز فقط، أو بمعنى آخر .. الحافز الذي كان يحفز الإنسان في الماضي لم يعد موجوداً اليوم، هل هذا السبب يعد كافياً، بحث أنه حين نصنع الحافز الجديد سنقضي على الملل.

أم أن هناك أسباب أخرى بخلاف غياب الحافز يمكن أن نكشف عنها الغطاء في تلك المقالة بحيث نتمكن من علاجها ونتمكن بعد ذلك من تطوير أنفسنا.

إذا كنت تعاني من تلك المشكلة فحاول أن تقرأ تلك المقالة حتى نهايتها، ربما كان فيها ما يفيدك عزيزي القارئ، حيث أنه من المحتمل جداً أن تمل من قراءة تلك المقالة، فحاول أن تقاوم هذا الإحساس حتى نهاية المقالة.

ماذا يحدث للمخ عند الشعور بالملل؟

  • رحلة غير مقصودة يخوضها الإنسان ومعه مخه، تلك الرحلة التي تتسم بالعشوائية في بعض الأحيان، تلك الرحلة التي تصيب المخ في بعض الأحيان بتغير في مساراته العصبية والتي تحتاج فيما بعد لإعادة ضبط مرة أخرى.
  • فالإنسان في وضعه الطبيعي يكون في حالة من حالات الاستمتاع بكل ما هو مفيد وطبيعي، بيشعر بالسعادة مع محادثة أصدقائه، ويشعر بالفرحة مع تناول الطعام الجميل، ويشعر برغبة شديدة في اكتشاف كل ما هو جديد.
  • ولكن تصرفات الإنسان الغير محسوبة قد تجعله يقوم بالإسراف في بعض العادات التي تغير من المسارات العصبية في المخ، ويجعل المخ لا ينتج هرمونات السعادة إلا في أوقات تناول أشياء محددة نادرة وقليلة.
  • ففرحة الإنسان بلقاء حبيب شيء جميل، ولكن أن يرى هذا الحبيب هو كل شيء في الحياة، ولا حياة بدونه، يغير من مسارات منظومة المكافئة في المخ، فيشعر الإنسان بالملل من لقاء الأشخاص الآخرين.

الشعور بالملل وعلاقته بشراهة الطعام:

بنفس المنطق الذي يجعل الإنسان غير قادر على الشعور بالفرحة إلا في وجود أشخاص محددين، فإن الإنسان نتيجة عشوائية سلوكياته الغذائية من الممكن أنيصاب بالملل من تناول بعض الأطعمة.

فتناول الإنسان لأطعمة غير صحية في صناعتها أو في المكونات الخاصة بها يؤدي غالباً لتغيرات في المخ بحيث لا يشعر الإنسان برغبة في تناول الطعام الصحي بعد ذلك، ولا يشعر بالفرحة إلا في وجود الطعام الغير صحي أو الطعام السريع.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا.. هل يمكن أن يتم علاج تلك التغيرات في المخ وينجح الإنسان في استعادة الرغبة في تناول الطعام الصحي؟ أم أن الأوان قد فات وسيعيش الإنسان باقي حياته أسيراً للأطعمة الغير مفيدة والغير صحية؟

التجربة تؤكد أن هناك أنواع كثيرة من برامج الطعام التي يحاول الالتزام بها الإنسان وذلك لإعادة ضبط حاسة التذوق التي تأثرت بشدة بالأطعمة الغيرصحية المزودة بالألوان الصناعية و الأطعمة المصنوعة من مواد غير آمنة.

رجيم يساعد في القضاء على ملل الطعام:

يجب أن نؤكد على أن الهدف من هذا البرنامج في تناول الطعام هو ضبط حاسة التذوق لدى الإنسان وليس تقليل الوزن، فحاسة التذوق من الحواس التي يجب ضبطها باستمرار.

لذلك يجب أن يلتزم الإنسان بتناول بطاطس مسلوقة فقط بدون أي إضافات حتى من الملح، وذلك لمدة أسبوعين، وهذا الأمر يلتزم به الإنسان بدون أي استثناءات.

أصحاب تلك التجربة قاموا بها على نحو لم يتوقعوا النتائج التالية لتلك التجربة في هذا البرنامج، حيث أنهم تمكنوا من الشعور بتذوق أطعمة كما لو كانوا يتذوقونها لأول مرة، رغم أنهم كانوا يملون من تناولها من قبل.

الدوبامين ودوره في علاج الملل:

  1. تحدثنا في فقرات سابقة من هذه المقالة عن الهرمونات الخاصة بالسعادة في المخ، وعن شعور الإنسان بالملل نتيجة للخلل الذي يصب منظومة المكافأة بالمخ، ولكن هناك هرمون هو المسئول عن الشعور بالرغبة والتحفيز هو هرمون الدوبامين.
  2. وكلما كان الجهد أقل في الحصول على مكافأة متوقعة كلما كان التحفيز أكبر، وإنتاج الدوبامين أكبر، لذلك قد يشعر الإنسان بالحافز لما يتوقعه من سعادة عند مشاهدة فيلم أو سماع أغنية.
  3. فكلما كانت المكافأة أسرع كلما كان الدوبامين والشعور بالحافز والسعادة أسرع وأكبر، ولكن هناك بعض المكافآت المؤجلة، مثل مكافأة الحصول على شهادة علمية، فإن الطالب يحصل على مكافأة الحصول على النتيجة بعد فترة طويلة من الاستذكار.
  4. ولكن المشكلة تكمن في أن التعامل الخاطئ والاستخدام المفرط لبعض المكافآت مثل الطعام والإسراف في تناوله، أو الفوز في الألعاب الالكترونية يسبب خلل في مستقبلات الدوبامين في الجسم، فلا يشعر الإنسان بنفس السعادة في كل مرة، ولكن تتناقص حتى يشعر في النهاية بالملل من كل ما كان يمتعه من قبل.

اتخذ من الملل صديقاً:

  • هناك علاج من حالة الملل توصل إليه العديد من الأشخاص الذين عانوا من الملل، وهو من خلال تحديد يوم في الأسبوع تقوم فيه بالامتناع عن كل ما كان سبباً في إمتاعك بشكل سلبي.
  • تماماً مثلما امتنع أصدقائنا عن تناول الأطعمة عدا طعام البطاطس، فأنت أيضاً يمكنك ضبط مسارات مخك العصبية بالامتناع عن المكافآت التي سببت لك المتاعب، سواء كانت أطعمة أسرفت في تناولها، أو جلوس لساعات على مواقع التواصل الاجتماعي، أو غيرها من العادات التي تعترف بينك وبين نفسك أنك أسرفت فيها.
  • في أول التجارب ستشعر في البداية بالملل، حينها لا تحاول الهروب من الملل، ولكن حاول أن تتخذ من الملل صديقاً واطمئن لن يدوم الملل، بل سيبحث مخك عن مواطن جديدة للمكافأة غير تلك العادات السلبية.
  • ربما وجدت نفسك مقدماً على إنجاز الأعمال المؤجلة من شهور أو من سنوات، ربما وجدت نفسك عائداً لممارسة هواياتك التي كنت تركتها منذ فترة طويلة.
  • المهم في هذا الأمر أن لا تحاول الهروب من الملل، ولكن حاول أن تتخذ من هذا الملل فرصة الاستكشاف الحياة من جديد، ستجد أنك قادراً على فعل الكثير مما كنت تؤجله لفترات طويلة جداً.
وفي النهاية، فإن النصيحة التي تحمل تلك المقالة عنوانها وهي أن لا تمل من المفيد لعلك منه تستفيد، فإنك حقاً ستستفيد منه إن تحملت لحظات الملل بشكل إيجابي مدروس محدداً من خلاله أهدافك في الحياة وساعياً لإنجازها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ