كتابة :
آخر تحديث: 27/03/2022

ما هو الذكاء العاطفي؟ وما أركانه وطرق تطويره؟

الذكاء العاطفي نوع من الذكاء الجيد لإدارة العواطف، حيث إنه يمكن النفس من الانفعالات أو المشاعر التي قد يؤدي ظهورها في العلن إلى العديد من المشكلات الاجتماعية، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن ما هو الذكاء العاطفي؟
ما هو الذكاء العاطفي؟ وما أركانه وطرق تطويره؟

ما هو الذكاء العاطفي؟

يعرف علمياً بمصطلح (ضبط العواطف) وهو نوع من الأساليب الذكية المستخدمة من أجل كبح جميع العواطف والانفعالات في النفس البشرية، حيث أن الذكاء العاطفي هو الإدراك الكامل حول نوع الشعور المنبعث في داخلك، ومدى كون هذا الشعور يبدو مفيداً أو ضاراً في حياة الشخص، والذكاء العاطفي يرتكز دائماً على مدى قدرة الشخص على تحديد ماهية العواطف الخاصة به، وماهية الفوائد أو الأضرار التي قد تعود بسببها.

لذلك فإن هذا النوع من ضبط النفوس يعد بمثابة وسيلة ذكية لعدم الانسياق وراء العواطف الشخصية، حيث أن الانسياق وراء العواطف والشعور في الإنسان غالباً ما يؤدي إلى الوقوع في المهالك الاجتماعية، فلا شك أننا جميعا ندرك أن العاطفة هي منبع شعوري غير متصل بالحقيقة الواقعية، وهذا ما يجعل من الانسياق وراء مثل هذا الشعور يبدو غير صحيح، وربما يؤدي إلى عواقب وخيمة، فالذكاء العاطفي قادر على كبح مثل هذا الشعور بشكل قوي، بما يجعل الشخص يستفيد من هذا الشعور في ما يفيد ويكبحه في ما لا يفيد.

أركان الذكاء العاطفي

بعد توضيحنا "ما هو الذكاء العاطفي؟" يرتكز الذكاء العاطفي على العديد من العوامل الإنسانية التي لها دور بارز في تحديد العاطفة ودورها في حياة الإنسان، حيث أن الذكاء العاطفي يعتمد اعتماد وثيق على العديد من الأركان الشعورية في الإنسان، منها:

  • الإدراك الذاتي: الإدراك الذاتي هو أحد الأركان الرئيسية التي يعتمد عليها الذكاء العاطفي، حيث يجب على المرء أن يكون مدركاً لذاته جيداً بما يجعله قادر على تحديد وكبح مشاعره الضعيفة أمام الآخرين، وهذا الإدراك يعتمد على وعي الشخص لمدى كون هذا الشعور مفيداً أو غير مفيد له، بحيث يضع الشخص هذا الشعور نصب عينيه جيداً ليدرك هل التصريح به وإظهاره موضع قوة أو موطن ضعف سوف يؤثر على الشخص؟
  • الضبط الذاتي: هو القدرة على تلقي أي نوع من مشاعر الغضب أو الانفعال أو رد الفعل الذي ينتج عنه مشاحنات، وغير ذلك بأسلوب هادئ ورزين، حيث أن الضبط الذاتي أثناء هذه اللحظات يبدو أولى عناصر القوة الشخصية، فالشخص القادر على ضبط انفعاله وتحكمه في ذاته هو شخص قادر على مواجهة جميع المخاوف أو المخاطر في حياته بهدوء وثبات بلا أي زعزعة، وهذا الركن تحديداً هو لب الذكاء العاطفي، وبه يكتمل الشخص نضوجاً.
  • الإدراك الاجتماعي في التواصل مع الآخرين: الإدراك الاجتماعي يتعلق بصورة كبيرة حول دراسة الشخص الذكي عاطفياً لطرق التواصل الاجتماعي مع الآخرين بنجاح، حتى لا يؤثر ضبطه الانفعالي في ارتياب الناس من حوله، فالشخص الذكي عاطفياً دائماً ما يظهر للجميع على أنه منعدم الشعور وغير مؤهل للتواصل البشري، وهذا ما يجعلنا نشير إلى أهمية التواصل الاجتماعي الصحيح مع الآخرين بشكل طبيعي غير مقترن بالغموض.
  • الوعي العاطفي: الوعي العاطفي هو أحد الركائز التي يستند عليها الذكاء العاطفي أيضاً، فالشخص يجب أن يكون مدركاً جيداً لمشاعره ولضرورة مشاركة جزء منها مع الآخرين بشكل صحيح حتى لا يؤثر ذلك على شخصيته كأن يصير شخص جاف تماماً.

كيف يمكنني تطوير الذكاء العاطفي؟

العديد منا قد يعانون من فرط استخدام والتعبير عن المشاعر والانفعالات الشعورية مع الآخرين بشكل غير محدود، وهذا بلا شك أحد أبرز الأخطاء التي يقع بها الآخرين، حيث أن إتاحة التعامل الشعوري مع الآخرين قد يكلفنا العديد من المشكلات مع البشر من حولنا، لذلك فإنه يجب علينا إدراك الذكاء العاطفي وكيف للمرء أن يطور وينمي هذه الموهبة بداخله لتفادي الأخطاء الناتجة عنه، لذلك حصرنا إليك أبرز الوسائل التي يمكنها أن تساعدك في تنمية الذكاء العاطفي لديك في ما يلي:

  • ممارسة أنواع الرياضية التي تساعد على الاسترخاء وشرود الذهن مثل اليوجا، حيث أنها عامل مساعد تماماً للتفرغ إلى الذات فقط دون الانتباه لي نوع من أنواع المؤثرات الخارجية، وهذا النوع من الرياضيات يحفز المرء أن يكبح كافة أنواع المشاعر السلبية بداخله فقط، مظهراً للمجتمع الصورة المثالية منه.
  • القراءة المتسعة في كتب علم النفس وكتب علم الذات: تعد القراءة سبيل واسع من أجل اجتياز جميع العقبات في الحياة، فالقراءة هي وسيلة ذكية من أجل اتساع الذهن وقدرة العقل على تحديد المشاعر وكيفية التعامل معها، يقولون أن العقول الممتلئة بالقراءة هي أكثر صمتاً، إما العقول الفارغة هي الأعلى ضجيجاً، وهذا يعد دليلاً قوياً إلى كون القراءة أولى السبل المخصصة من أجل معرفة الذات.
  • التدريب المستمر على ضبط النفس في الحياة الاجتماعية، فعلى المرء أن يبدأ في محاولات قليلة بأن يحدث نفسه أثناء كل موقف اجتماعي يتطلب ظهور مشاعر أو عدمها، حيث يجب على المرء أن يستمر في الحديث إلى نفسه وتأهيلها لضرورة كتم مثل هذه المشاعر من أجل النجاح في ضبط النفس، ومع التمرين المستمر في ذلك لمدة زمنية محددة.. سوف يصير الشخص مؤهلاً للضبط الانفعالي أو الضبط العاطفي بشكل تلقائي لا يتطلب تكفير أو تساؤل.
  • ضرورة الاختلاط بالعديد من الشخصيات المتمرسة في ضبط النفس، على سبيل المثال قم بمصادقة زملائك في تمرين اليوجا من أجل تحفزهم وتعلم معهم كيف يكون ضبط النفس بطريقة تلقائية ذاتية، لا تتصل بالتفكير أو التساؤل، فإن ذلك سوف يحفزك إلى التقدم نحو الأفضل بكل السبل المتاحة لديك.

فوائد الذكاء العاطفي

بعد معرفة "ما هو الذكاء العاطفي" وبعد قراءتك لكل ما سبق، فإنك بلا شك تدرك أهمية الذكاء العاطفي في الحياة العامة، ومدى احتياج الفرد لمثل هذا النوع من الوسائل من أجل التحكم وضبط النفس البشرية في كل الأمور الشعورية المتعلقة بها، فالذكاء العاطفي له فوائد قيمة تؤثر على المجتمع بشكل كبير، حيث أن من فوائد الذكاء العاطفي:

  • إدارة تربية الأطفال بشكل إيجابي ينتج عنه نشئة أطفال لديهم ثقافة اجتماعية صحيحة، فإن الضبط الانفعالي والشعوري خاصة في مرحلة تربية الأطفال هو جانب مهم تماماً من أجل تنشئة الأطفال على مذهب فكري لا يسبب لهم أي معتقدات أو أضرار اجتماعية مستقبلية، فالذكاء العاطفي يبرز هنا بشكل قوي للغاية، فلو حرص الآباء على ضرورة ضبط النفس وتعليمها لأبنائهم لصرنا نمتلك مجتمع مثقف وقوي ولا يملك أذى إلى الغير.
  • الحد من الوقوع في المشكلات الاجتماعية مع الآخرين بسبب فرط ظهور الجانب الانفعالي، فإن الذكاء العاطفي يضمن للمجتمع من حولك أمن شرور النفس التي تسبب مشاحنات ومشكلات التي تنشأ في الاحتكاك الاجتماعي.
  • الحد من المخاطر العاطفية التي قد يقع بها الشخص إثر حدوث تأثر عاطفي يؤهل النفس إلى الضعف، حيث أن ذلك يقوي من شخصية الفرد ويجعله غير نادم على ذلك في مراحله العمرية التالية.

ختاما نكون قد وضحنا "ما هو الذكاء العاطفي؟" ودوره في حياة الإنسان، وكيف يمكنه التسهيل من تكوين علاقات ناجحة وأهميته وأثره على الحالة النفسية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ