ما هو جماع الغيلة؟ وسبب خوف الرجال منه؟

ما هو جماع الغيلة؟
جماع الغيلة هو نوع من الجماع يحدث في فترة الرضاعة الطبيعية، أي عندما تقوم المرأة بإرضاع طفلها رضاعة طبيعية، ويحدث الحمل أثناء هذه الفترة.
تعريف "الغِيلة" في اللغة والشرع والفقه الإسلامي:
- في اللغة: "الغِيلة" من الغِيل، وهو أن يُجامِع الرجل زوجته وهي مرضعة، فيَحمِل منها وهي ما تزال ترضع الطفل الأول.
- في الفقه الإسلامي: الغِيلة كانت محل نقاش عند الفقهاء، إذ كان يُظَنّ قديمًا أن الحمل أثناء الرضاعة قد يُضعف لبن الأم أو يُضرّ بالرضيع.
الغِيلة في الشرع تعني:
- أن يُجامع الرجل زوجته وهي مرضعة، فيَحْبل منها وهي ما تزال تُرضع طفلها الأول.
تعريف الغيلة في الفقه:
- الغِيلة مشتقة من "غالت المرأة"، أي: حملت وهي مرضعة.
- وهي أن يحدث جماع يؤدي إلى الحمل أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
هل الغِيلة ممنوعة شرعًا؟
- لا، جماع الغيلة ليس محرمًا شرعًا.
حَضَرْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في أُنَاسٍ وَهو يقولُ: لقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الغِيلَةِ، فَنَظَرْتُ في الرُّومِ وَفَارِسَ، فَإِذَا هُمْ يُغِيلُونَ أَوْلَادَهُمْ، فلا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ ذلكَ شيئًا. ثُمَّ سَأَلُوهُ عَنِ العَزْلِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: ذلكَ الوَأْدُ الخَفِيُّ. الراوي : جذامة الأسدية بنت وهب أخت عكاشة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم.
في الطب الحديث:
لا يوجد دليل علمي قطعي يُحرّم الحمل أثناء الرضاعة، لكن:
- الحمل قد يُؤثر أحيانًا على كمية الحليب.
- قد تتعرض الأم للإجهاد.
- لذا يُفضل تنظيم الحمل لمصلحة الأم والرضيع.
سبب خوف الرجال من جماع الغيلة؟
خوف بعض الرجال من جماع الغِيلة (أي الجماع مع الزوجة أثناء فترة الرضاعة الطبيعية) يعود إلى عدة أسباب، بعضها له جذور ثقافية أو تقليدية، وبعضها الآخر بيولوجي أو نفسي، وهي تختلف من شخص لآخر، وإليك أبرز الأسباب:
- الخوف من الضرر على الرضيع: قديمًا كان يُعتقد أن حمل الأم أثناء الرضاعة يُضعف حليبها أو يفسد طعمه، مما يؤثر سلبًا على الرضيع، وبعض الرجال لا يزال لديهم هذا الاعتقاد، فيخشون أن يضرّوا طفلهم دون قصد.
- الخوف من الحمل السريع: كثير من الرجال يخشون من حدوث حمل جديد غير مخطط له أثناء فترة الرضاعة، مما يُشكّل عبئًا نفسيًا أو ماديًا على الأسرة، وخاصة أن كثيرين يظنون أن الرضاعة تمنع الحمل، فيفاجأون بحدوثه، ما يزيد من التوتر حول جماع الغيلة.
- القلق على صحة الزوجة: فترة الرضاعة تُعتبر مرهقة للمرأة، وقد يشعر بعض الرجال أن الجماع قد يُزيد من إرهاقها أو يؤثر على صحتها، خاصة إذا كانت ترعى طفلاً حديث الولادة.
- أسباب نفسية أو عاطفية: بعض الرجال يجد صعوبة في التعامل مع التغيرات الجسدية والنفسية للزوجة أثناء الرضاعة، أو قد يشعرون بنوع من التوتر أو الحرج من العلاقة الحميمة خلال هذه الفترة.
- موروثات ثقافية واجتماعية: في بعض الثقافات، يُنظر إلى المرأة المرضعة على أنها "غير جاهزة للعلاقة الزوجية"، وهذا يؤثر على نفسية الزوج ويجعله يتجنب الجماع.
تأثير جماع الغيلة على المرأة
تأثير جماع الغيلة (أي الحمل أثناء الرضاعة) على المرأة يختلف من سيدة لأخرى حسب صحتها العامة، وعدة عوامل هرمونية وغذائية، وإليك أهم التأثيرات المحتملة:
أولاً: من الناحية الطبية
- الإرهاق الجسدي: المرأة المرضعة تبذل مجهوداً كبيراً لإنتاج الحليب، وإذا حملت في هذه الفترة، فإن جسدها سيُطلب منه أن يُغذي جنينًا أيضًا، مما يزيد من الإجهاد والتعب.
- نقص العناصر الغذائية: الحمل والرضاعة معًا يزيدان من استهلاك الجسم لـ: الحديد (→ خطر الأنيميا)، الكالسيوم (→ ضعف العظام والأسنان)، وفيتامين D ما لم تحصل على تغذية متوازنة ومكملات، قد تتعرض للضعف العام أو الدوخة أو تساقط الشعر.
- تغيّرات في إدرار الحليب: الحمل قد يؤدي إلى انخفاض كمية الحليب تدريجياً، وأحيانًا يتغير طعم الحليب، مما يجعل بعض الرضع يرفضون الرضاعة.
- زيادة التقلصات الرحمية: الهرمونات المصاحبة للرضاعة (مثل الأوكسيتوسين) مع الحمل، قد تزيد من تقلصات الرحم في بعض الحالات النادرة، مما قد يشكل خطراً على الحمل في بدايته.
ثانيًا: من الناحية النفسية والعاطفية
- قد تشعر المرأة بتقلبات مزاجية أكبر من المعتاد (بسبب التغيرات الهرمونية المزدوجة).
- قلق أو ضغط نفسي من عدم القدرة على رعاية طفلين في وقت متقارب.
- ضعف الرغبة الجنسية بسبب التعب والإرهاق.
متى يكون جماع الغيلة خطيراً على المرأة؟
يكون أكثر خطورة إذا كانت:
- مصابة بفقر الدم أو سوء تغذية.
- سبق لها أن خضعت لولادة قيصرية حديثة.
- تعاني من مشاكل في الرحم أو الحمل السابق.
- غير قادرة على تحمل الحمل جسديًا أو نفسيًا في تلك الفترة.
حكم الإسلام في جماع الغيلة
الغِيلة ليست محرّمة شرعًا.
- ورد أن النبي ﷺ نهى عنها أولاً ثم أباحها بعد أن ثبت أنها لا تضر، فقال:
"إني كنت نهيتكم عن الغيلة، ثم رأيت أن الروم وفارس يصنعونه، فلا يضر أولادهم شيئًا" — أخرجه مسلم
وهذا يعني أن الإسلام لا يمنع جماع الغيلة، ولا يرى فيه ضررًا مؤكدًا، بل هو أمر مباح، ولا حرج فيه إن كانت الأم قادرة صحيًا.
لماذا نُهي عنها أولًا؟
- كان يُخشى قديمًا أن الحمل أثناء الرضاعة يُضعف لبن الأم أو يضرّ الرضيع.
- لكن بعد أن ثبت أنه لا ضرر، أُبيح الأمر.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21221