كتابة :
آخر تحديث: 08/08/2020

ما هي التربية الايجابية؟

نبحث دوماً عن التربية الايجابية لأولادنا حتى نخطو بهم نحو حياة ومستقبل أفضل لهم علي أمل أن تكون فرصتهم في الحياة أفضل مننا كآبائهم وأمهاتهم ،وبشكل خاص في ظل كل تلك الظروف المعيشية الصعبة التي نحيا فيها.
ولكن السؤال هنا كيف تكون تلك المعادلة الصعبة؟؟ إذا كنت ترغب في التعرف علي المزيد عن تلك المعادلة وكيفية الوصول بأبنائنا إلي التربية الإيجابية، لا عليكم إلا أن تتابعوا معنا السطور القادمة من هذا المقال المميز.....
ما هي التربية الايجابية؟

التربية الايجابية للأطفال

نحن نحيا في ظروف مجتمعية صعبة للغاية حيث يحيط بالمجتمع الآن مجموعة كبيرة من المتغيرات الثقافية التي نجدها تخترق كافة مجريات حياتنا.

ومع تلك المتغيرات يأتي خوفنا المضاعف علي أولادنا وحرصنا الشديد أن نصل بهم إلي أفضل النتائج في ما يخص التربية.

لذا سوف نستعرض معكم في السطور القادمة مجموعة كبيرة من المبادئ الأساسية التي تختص بالتربية الإيجابية:

فهم طبيعة المرحلة العمرية

من أهم الأمور التي يجب علي كل أم وأب أن يدركوها في ما يخص التربية الإيجابية لأطفالهم هي أن يكونوا علي دراية تامة بطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.

وهذا الأمر لا يتأتى إلا من خلال القراءة كثيراً في مجال علم نفس النمو والذي يختص بشرح طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل.

على سبيل المثال إن طفل الثانية من العمر يعتقد الغالبية العظمي من الآباء والأمهات انه عنيداً ولكن الأمر يكون عكس ذلك تماماً فالأمر هنا يكون متعلق ببداية بناء الشخصية والتعرف علي طبيعة البيئة واستكشافه لها.

كما أن الطفل في عمر الرابعة لا يكون كذاباً كما يعتقد الكثير من الآباء والأمهات بل أن ما يتعرض له يعرف بالخيال الواسع فليس كذب مرضي.

كما يعتقدون ومن هنا يظهر لنا أنه علي حسب مدى تفهم الوالدين لطبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الطفل فإنهم يكونوا قادرين علي تجاوز تلك المرحلة بأقل خسائر ممكنه.

غرس المبادئ والقيم

من أكثر الأمور التي يجب أن يضعها الوالدين نصب أعينهم في ما يخص التربية الإيجابية لأطفالهم هي أنهم يحرصوا علي غرس أهم المباديء والأخلاقيات التي يجب أن تتواجد في الطفل ولعل أهمها على الإطلاق هي الاحترام المتبادل.

ويجب علينا هنا أن ننوه عن أمر هام للغاية ويجب علي كافة أولياء الأمور أن يضعوه نصب أعينهم آلا وهو أن الطفل في المراحل العمرية الأولى من عمره يكون مقلداً للغاية وهنا نقطة الحد الفاصل.

كما يقول عليها علماء النفس أي إن كنت كولي أمر ترغب في غرس مبدأ أو قيمة معينة بداخل أبنك فلا عليك إلا أن تقوم بتنفيذها أمامه علي الفور وبشكل كبير ومتكرر ومن هنا يبدأ الطفل في تقليدها ومن ثم تغرس في أخلاقه بشكل غير مباشر.

تحقيق الموازنة بين الحزم والقسوة

المطلوب من أجل تحقيق التربية الإيجابية أن يتم التعامل مع الطفل بحزم وليس قسوة والتعامل بحنان وليس دلع ومن هنا إن نجح الأب والأم في الوصول إلي تحقيق تلك المعادلة يكونوا فعلياً نجحوا في تحقيق التربية الإيجابية لأبنائهم.

ولعلنا نجد أن من أهم مبادئ التي يجب أن نغرسها في أبنائنا من أجل تربية إيجابية تلك التي تتمثل في ثقافة الاعتذار عند الخطأ للكبير والصغير فهذه الثقافة تساهم في نشأة جيل من الأطفال متحمل مسئولية ما يقوله وما يفعله، كما تعود الطفل أن يصلح ما أفسده.

وفي هذا الصدد يؤكد خبراء التربية الايجابية وعلماء النفس أنه لا يجب علي الوالدين أن يقولوا بعض الجمل مثل : ( أني لا أحبك لأنك فعلت كذا....) بل يجب علي الوالدين أن يقولوا ( أنا أحبك ولكن يجب عليك أن تفعل كذا....).

الإنصات والاستماع للطفل

يجب علي الوالدين أن يعلموا أن الطفل معرض للخطأ ومن خلال خطأه يتم تعليمه المهارات الإيجابية السليمة.

ولكن هذا لا يتم إلا من خلال الانصات له والاستماع واحتوائه لا من خلال التصادم به ومعاقبته دون تفهم حقيقة الخطأ الذي وقع فيه، فيجب هنا أن يتفهم الوالدين مشاعر الطفل ويقدروها ويتعاونوا معه من أجل الوصول إلي حل للمشكلة الحقيقية التي تواجهه.

التشجيع المستمر

من أهم الأمور التي يجب الاعتناء بها من قبل الوالدين تجاه أبنائهم أن يداوموا علي تشجيع الفعل الذي يقوم به الطفل وليس تشجيع ومدح الطفل ذاته والفكرة هنا أن تشجيع الفعل من شأنه أنه يؤتي بثمار أفضل على المدى البعيد.

على العكس من مدح الطفل فإنه يخلق منه طفل متواكل علي أن يكون هناك دوماً مصدراً لتشجيعه فلا يقوى علي أن يقدم أي شيء إلا في حالة أن وجه إليه وتعرض لهذا المدح، وذلك وفقاً لآراء العديد من خبراء التربية الإيجابية.

فهم وظائف السلوك

الأمر هنا متعلق بالتعرف علي الوظائف الخفية التي تكمن خلف كل سلوك يقوم به الطفل، وهذا ما يجب علي كل أب وأم أن يعلموه جيداً أن كل سلوك يقوم به الطفل ما هو إلا عرض لمشكلة أساسية تكمن خلف هذا السلوك.

لذا يجب علي كل أب وأم أن يعلموا أن أي تدخل يجب أن يتم علي المشكلة الأساسية وليس علي السلوك العرضي الذي يظهر من الطفل.

وذلك الأمر يؤثر جلياً في آلية التدخل من ناحية ويؤثر علي اختفاء السلوك العرضي وإحتواء الطفل وعدم تكرار السلوك من ناحية أخرى.

ولكن في حالة أن تدخل ولي الأمر علي السلوك دون أن يعرف الوظيفة الحقيقية التي تكمن خلف هذا السلوك فإن ذلك من شأنه أن يؤدي إلي تفاقم المشكلة ويجعل الطفل يدخل في دائرة الاحباط والعناد والوصول إلي مرحلة متأخرة للغاية والتعرض لسلوكيات أسوأ للغاية.

العقاب وآلياته

في ما يخص العقاب هو أحد الوسائل التي يتم استخدامها من أجل الوصول إلي تربية إيجابية، ولكن يجب هنا أن نوضح أن هناك فرق كبير في ما بين العقاب من ناحية والضرب من ناحية أخرى.

فالضرب هو أحد الآليات التي يتم اللجوء إليها في العقاب ولكن هناك العديد من الآليات الفرعية التي تنطوي وتندرج أسفل العقاب.

وفي هذا الشأن يؤكد العديد من خبراء التربية الإيجابية انه يجب أن يتم توجيه العقاب للطفل فور أن يقوم من جانبه بأي سلوك يحتاج ويتطلب عقاب، والعقاب هنا كما أكدنا لا يكون من خلال الضرب أو عزل الطفل في غرفة مظلمة.

فهذا الأمر من شأنه أن يؤدي به إلي العناد وعدم الإصلاح من نفسه وعدم تعديل السلوك الذي يقوم به، ولكن العقاب يكون من جنس العمل بمعنى أنه في حالة أنه قام بتكسير ألعابه فإنه يحرم منها علي الفور وليس أن يتم توجيه الضرب له.

وهكذا نكون قد قدمنا لكل أب وأم مجموعة من الآليات الأساسية التي يجب عليهما أن يضعوهم نصب أعينهم في حالة أن رغبوا في الوصول إلي تربية إيجابية لأبنائهم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ