كتابة :
آخر تحديث: 01/04/2022

ما هي العلاقة الصحية؟ وما هي سُبل الحصول عليها؟

دعونا نتفق على أن أي علاقة عاطفية كيفما كانت لا بد وأن تمر بتقلبات، حيث لا وجود لمعطى الكمال والمثالية في العلاقة ولا توجد تلك الحياة الوردية التي تسير على نغمات التوافق الدائم بين المحبين. لكن بالمقابل، ورغم تلك التقلبات لابد من توافر أسس وركائز في العلاقة الصحية، فلا يُعقل أن تكون في علاقة كل ما تمدك به هو التوثر والحزن والاكتئاب. وفي هذا الإطار اختار موقع مفاهيم الحديث عن مفهوم العلاقة الصحية وأسسها وبعض الحيل الناجعة لإبقائها صحية وسليمة من أي سموم عاطفية.
ما هي العلاقة الصحية؟ وما هي سُبل الحصول عليها؟

ما هي العلاقة الصحية؟

ليس من الصعب معرفة ما إذا كان الشخص في علاقة صحية أو لا، لكن الحب والخوف من الوحدة والتعلق العاطفي كلها أمور تجعل المحب يوهم نفسه بأنه في علاقة صحية أو يتشبت بذلك الأمل الواهن بأنها قد تتغير وتتحسن مع مرور الأيام، الأمر الذي لا يحدث في الغالب.

  • لا يُقصد بالعلاقات الصحية العلاقات المثالية، بل العلاقات التي تمدك بمشاعر إيجابية من الرضا وحب النفس، وهي العلاقات التي تُخرج من المحب أجمل وأفضل ما فيه. هي كذلك ذلك التواصل الصحي الذي يغلب فيه الحوار والاحترام والتفاهم.
  • الحكم على علاقة بأنها صحية لا يعني بأن درجات الحب فيها عالية وقياسية، على العكس تماماً، قد يعيش العشاق أجمل قصة حب لكنها لا تعتبر صحية لعدم توفر ركائز وأسس أهم من الحب من قبيل الاحترام والحوار وغيرها من القيم العاطفية التي تتغلب على الحب أحياناً.

أسس العلاقة الصحية

هناك مجموعة من الخصائص والأسس التي تشترك فيها معظم العلاقات الصحية والتي غالباً ما ترسو بها إلى بر الأمان، تعرف عليها أدناه لتكتشف ما إذا كانت علاقتك تضم بعضها أو لتحرص على ضمها في علاقاتك المقبلة:

الاحترام

  • أول وأهم ركيزة في العلاقات الصحية، سواء كانت بين المحبين أو العائلة أو في العمل، هي الاحترام، ففي العلاقة العاطفية بين المحبين الحب كلمة فارغة بدون احترام. أن تحترم آراء الآخر وتحترم طموحاته وتدعمه فيها، وتحترمه كشخص إلى جانب احترام الحدود التي قد يضعها كلاكما في العلاقة أمر مهم ومن السبل الناجعة في نجاح العلاقة واستمراريتها.

الثقة

  • إذا كان يحدوك شعور دائم بالخوف من أن شريكك قد يؤذيك، أو عندما تسيطر عليك شكوك بخصوص نوايا الشريك تجاهك، فأنت بالتأكيد بعيد كل البعد عن العلاقة الصحية، هذه الأخيرة تعتبر الثقة المتبادلة فيها أهم أسسها، خاصة ثقة الشريكان في بعضهما البعض على أن كلاهما سيجد الآخر عندما يحتاجه، واحترامهما المتبادل لخصوصية الآخر وعدم الحاجة الدائمة لإثبات مدى ولائك في العلاقة.

الصدق

  • في العلاقات الصحية نجد الشريكان يحكيان لبعضهما بكل حرية وعفوية وصدق عن حياتهما مع مشاركة مشاعرهم دون الخوف مما ستبدو عليه ردة فعل الآخر، لأنه يعلم ويثق مسبقاً في مشاعر الطرف الآخر. إن كنت في علاقتك لا تتجرأ على قول بعض الأمور وتغطيها خوفاً من ردة شريكك فهنا يمكننا القول إن العلاقة ليست صحية.

المساحة الشخصية

  • استمرار الحب والود ليس رهيناً بعدد الساعات التي تقضيانها وأنتما تتحدثان، فكل طرف في العلاقة يملك مساحته الخاصة (ممارسة هواية ما، قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء) التي لا يحب أن يزعجه فيها أحد، وفي العلاقات الصحية كلا الطرفان يحترمان المساحة الشخصية لكل منهما ولا يضيقان الخناق على بعضهما البعض.

المساواة

  • لا شك أن العطاء من الميزات الإنسانية المثيرة للإعجاب، لكن الوقوف دائما في وضعية المُعطي دون تلقي أي شيء في المقابل منهك نفسياً. خاصة في العلاقات العاطفية حيث من المفروض أن تكون الجهود متبادلة وعلى نفس القدر. فكما اهتمامات واحتياجات الطرف الآخر مهمة كذلك هي احتياجاتي واهتماماتي، وهذا ما تقوم عليه العلاقات الصحية، المساواة في بذل الجهود والعطاء وعدم إرغام طرف دون الآخر على تقديم التنازلات باستمرار.

المودة

  • في كل علاقة صحية لا بد أن تجد شعور المودة طاغياً بين الطرفان، فلا يجرحان بعضهما البعض ويقدمان الدعم والحب اللامشروط من خلال التركيز على فعل كل ما سيسعد الطرف الآخر.

تحمل المسؤولية

  • أكثر ما يجعل العلاقة سامة ومنهكة هو انعدام المسؤولية واحتكام أحد الطرفان أو كلاهما إلى إلقاء اللوم على الآخر، وهذا ما لا نجده في العلاقات الصحية حيث يكون كل طرف مسؤولا عن أخطائه وتجاوزاته، وبدل إلقاء اللوم تكون لديه الشجاعة الكافية للاعتراف والإعتذاربنية تحسين العلاقة وليس اللوم بنية التهرب ووضع الطرف الآخر تحت سهام النقد والضغط.

النقاش باحترام

  • أحيانا وفي لحظات الغضب والنقاش يظهر معدن الآخر وهي من العلامات التي ستكشف لك ما إذا كنت في علاقة صحية أو لا، خاصة إذا كان النقاش يتم في أجواء يقل فيها الاحترام وتكثر فيها الإهانة. ومن أسس العلاقات الصحية الناس في جو هادئ مع احترام الآخر والتفكير معاً في علاج للمشكل قبل أن يحتدم الصراع.

الاستمتاع

  • إذا كنت في علاقة صحية فمعطى المتعة والاستمتاع لن يفارقك أنت وشريكك، ستستمتعان بالأمور البسيطة في حياتكما، وستجدان دائما فرصة لخلق جو من المتعة مهما بلغت الظروف والصعاب.

نصائح لبناء علاقة صحية

يمكن الاحتكام لهذه النصائح عند دخولك في علاقة جديدة أو عندما تكون في علاقة ليست بذلك الدمار وكل ما تحتاجه بث نفس ودماء جديدة لها، لكن في حالات العلاقة السامة فلن يفيد المحاولة واستنزاف الطاقة والمجهود. هذه أدناه أهم النصائح التي ستساعدك في بناء علاقة صحية:

تقبل اختلافات بعضكما البعض

  • أن تكون مختلفاً عني لن يكون بالضرورة مدعاة لإشكال في العلاقة، بل العكس، هناك تاريخ من العلاقات الناجحة بين الأشخاص المختلفين، فعلى سبيل المثال إن كان أحد الأطراف شخصاً محبا للمكوث بالبيت بينما الآخر مفعم بالطاقة والنشاط ومغامر بالدرجة الأولى، فهذا معطى سيغني العلاقة ويجعل كل طرف يتعرف على عالم الآخر ويكتشفه ويجربه.

الأخذ بعين الاعتبار وجهة نظر الشريك

  • أن تكون في علاقة قوية وصحية لا يعني أن تكون فيها أنت القوي وأنت المسيطر وكلامك هو الذي يسري مفعوله في كل وقت، بل العكس تماماً، يجب امتلاك الفضول لمعرفة منظور الشريك للأمور وأخذه بعين الاعتبار مع تفادي العمل بوجهة نظر أحادية، لأن بذلك تقوم بإلغاء وجود الطرف الآخر.

حل المشاكل كفريق

  • تحويل علاقتك إلى علاقة صحية ناجحة يبدأ عند طريقة تدبيركما للمشاكل، حيث سيكون مفيدا العمل كفريق عند البحث عن حل لمشكلة ما معاً بدل توجيه الأصبع لمن تسبب فيها، هذه الطريقة ستقوي من العلاقة وتهون من المشاكل مهما بدت كبيرة.

تجربة شيء جديد معاً

  • لمباغتة لحظات الروتين والملل التي تحدث في كل علاقة، عليكما معاً تجربة شيء جديد معاً لم يسبق لكلاكما تجربته، تلك التجارب وعدا عن أنها تقربكما من بعضكما أكثر، إلا أن هناك دائما شيئا مثيرا للاهتمام لتكتشفه عن شريكه، ووحدها تلك المغامرات والتجارب الخارجة عن الصندوق تمنحك ذلك.

مشاركة أهدافك وأحلامك مع الشريك

  • يمكن أن يساعد ذلك في إعادة الاتصال بينكما، كما أنه يدخل في إطار أسس العلاقة الصحية حيث تشارك كل شيء مع شريكك دون شعور بالخجل من حكمه أو انطباعه، القيام بذلك سيدفع الطرف الآخر لفعل المثل والإبقاء على باب المشاركة مفتوحاً دائماً.
على ما يبدو الحصول على العلاقة الصحية ليس بذلك الأمر بعيد المنال، يكفي أن تتوفر تلك الأسس في العلاقة لتستمر ويستمر معها الود والاحترام والثقة، لكن في حالة العلاقة السامة ننصحك بعدم إجهاد النفس ومحاولة تحويلها لعلاقة صحية لأن ذلك لن يجدي، أحسن اختيار الشريك وطبق تلك النصائح والأسس في علاقات قابلة لذلك.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ