ما هي عقدة سندريلا في علم النفس؟ وكيفية علاج تلك العقدة؟
سبب تسمية عقدة سندريلا بهذا الاسم
الكثير من الفتيات رأين في صغرهن قصة سندريلا، والتي كانت تظهر على شكل فتاة فائقة الجمال واللطافة والأدب، وترجع سبب التسمية إلى ما يلي:
- وهذه الفتاة عاشت مع زوجة أبيها، والتي كانت تعاملها أسوأ معاملة، وعلى الرغم من ذلك كانت سندريلا مستسلمة لهذا الأمر.
- الإضافة إلى أن سندريلا لم تحاول التغيير قط من نفسها من أجل تغيير الوضع المذل أو غير الإنساني التي كانت تعيش فيه.
- كما أن حكاية سندريلا كانت تقول أن سندريلا في النهاية تقابل فتى أحلامها، وتتزوجه.
- وهذا الشخص هو الذي أخرجها من السجن أو الجحيم التي كانت تعيش فيه، وأنها بسبب صبرها على هذا السجن قابلت هذا الشخص أو المنقذ.
- انحفرت قصة سندريلا في العقل اللاواعي عند الكثير من الفتيات، وأصبحت الفتيات لاشعوريا تخاف من التغيير أو الاستقلال بنفسها.
- ومن ثم تختار الفتيات الصبر على وضع غير مناسب لهن في الحياة، وفي نفس الوقت تنتظر المنقذ الذى سينقذها من هذا الوضع مقابل صبرها هذا.
- وهو بالطبع أمر مستحيل، وجعل الكثير من الفتيات يتعرضن للاستغلال سواء الجنسي أو النفسي ظنا منهن أنه سيحدث معهن كما حدث مع سندريلا في نهاية حكايتها.
ما هي عقدة سندريلا؟
هناك رسالة واضحة يتم توجيهها للفتيات من خلال حكاية سندريلا التي انتشرت قصتها في نهاية القرن الماضي، وهذه الرسالة فحواها هو:
- أن المرأة كائن ضعيف، ولا يستطيع القيام بأي شيء في الحياة.
- وأن القوة دائما عند الرجال، ويجب أن يوجد رجل في حياة المرأة ينقذها دائما من وضع سلبي مستسلمه له.
- وهذا الأمر جعل هناك خلل في شخصية الكثير من الفتيات منذ أواخر القرن الماضي حتى يومنا هذا.
- وانعكس هذا الخلل على الواقع المادي لهؤلاء الفتيات، فمنهم من فشل في تحقيق حلم ما أو هدف معين في الحياة.
- ومنهم من استسلم للأمر الواقع، ولم يحاول التغيير من نفسه، ومن واقعه.
- ومنهم من تعرض للاستغلال أو الابتزاز العاطفي من أجل الخضوع لرغبات الآخرين سواء المعنوية أو الجنسية.
- لتجنب العيش في وحدة أو غياب السند أو الأمان حتى وإن كان زائفا أو غير حقيقي.
- ومنهم من يعيش في خوف مستمر من الوحدة أو أنه لا يجد من يهتم به في الكبر، وهكذا.
أسباب الإصابة بعقدة السندريلا
في حقيقة الأمر ليست حكاية سندريلا هي السبب الرئيسي في إصابة الكثير من الفتيات بتلك العقدة، ولكن هناك عوامل أخرى، والتي منها:
الطريقة التي تربت ونشأت عليها الفتاة في الصغر
- هناك بعض الآباء والأمهات الذين يرسخون في عقل الفتيات منذ الصغر بشكل واعي أو غير واعي منهم بعض الأفكار والمعتقدات التي تنشأ عقدة السندريلا لديهن.
- فالكثير من الأمهات أو الآباء يحاولون زرع معتقد معين في الفتاة منذ نعومة أظافرها.
- ألا وهو ضرورة وجود وصي أو سند للفتاة في حياتها، وهذا الشخص يجب أن يكون رجلا.
- لأن الرجل أقوى بكثير من المرأة، وله القدرة على حمايتها، وتوفير احتياجاتها الأساسية في الحياة.
زرع الآباء للكثير من المخاوف في عقل الفتاة تجاه الآخرين
- يقوم الكثير من الآباء والأمهات بتخويف الفتاة من الآخرين خاصة عندما تنضج وتكبر.
- اعتقادا منهم أنهم يقومون بحمايتها من التعرض للاغتصاب أو الخطف أو أي أمر آخر سيء.
- وهنا تنشأ عند الفتاة مخاوف عدة منها جعل الفتاة تعيش واقع مرير خالي من الأمن والأمان.
- وتصبح الفتاة سجينة تلك المخاوف والأفكار السلبية التي لن تنفعها في الحفاظ على نفسها أو حياتها.
- بل بالعكس ستجذب لها أشخاصا سلبيين واستغلاليين يحاولون ملء الفراغ العاطفي لديها.
- وإشعارهم بالأمان من أجل استغلالها سواء ماديا أو معنويا أو جنسيا، ولا تستطيع الفتاة الهروب من تلك المصيدة.
- وذلك بسبب مخاوفها من الترك أو الهجر أو عدم وجود رجل آخر في حياتها يحميها، ويلبي لها احتياج الأمان لديها.
- بالإضافة إلى أنها ترى أن هذا الرجل هو المنقذ، وأن تصرفاته السلبية معها أمر طبيعي.
- ونابع من خوفه عليها أو من أجل حمايتها كما كان والداها يفعلان معها في الصغر.
- كل هذه الأمور السابق ذكرها، والتي تعتبر عاملا رئيسيا في إصابة الفتاة بهذه العقدة النفسية تجعل الفتاة ضعيفة الشخصية، وتفقد الثقة في ذاتها.
كيفية علاج عقدة السندريلا؟
في البداية يجب العلم أن الوعي بالأمر هو نصف العلاج، فالكثير من الفتيات لا يعرفن أن لديهن عقدة السندريلا،أو أنهن يصبرن على وضع مرير، ولا يتخذن الخطوات اللازمة لتغييره، ظنا منهن أن هذا الصبر هو الحل الأمثل لهن، وأن الله سيبعث لهن بالمنقذ الذي ينقذهن من هذا الوضع، أما عن الخطوات اللازمة لعلاج هذه العقدة بعد الوعي بها، فهي:
أولًا: اعتراف الفتاة بأنها مصابة بعقدة السندريلا
- في حال اكتشفت الفتاة بشكل أو بآخر أنها مصابة بعقدة السندريلا، يجب أن تعترف بينها وبين نفسها بهذا الأمر.
ثانيًا: قبول الفتاة لذاتها أو نفسها وهي مصابة بتلك العقدة
- وذلك من خلال عدم محاولة مقاومة أفكار ومعتقدات هذه العقدة أو الغضب من الذات والآخرين على تبني وزرع تلك الأفكار في العقل اللاواعي للفتاة.
- لأن القبول يسهل كثيرا في عملية التغيير أو التخلي عن تلك الأفكار المغلوطة.
ثالثًا: الاستعانة بأحد المتخصصين في العلاج من تلك العقدة
- يمكن للفتاة أن تستعين بأحد المتخصصين في مجال الطب النفسي وتطوير الذات من أجل مساعدتها في تحرير أو تشفير أي أفكار مغلوطة عن نفسها.
- أو أنها شخص ضعيف معنويا وجسديا، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه أو تحمل مسئولية نفسه.
- وفي حال كانت الفتاة لا تستطيع ماديا على الاستعانة بأحد المتخصصين في علاج هذا الأمر.
- من الممكن جدا أن تقوم بهذا الأمر بمفردها، ولكن في البداية يجب أن تضع النية الخالصة على ذلك.
- بالإضافة إلى قيام الفتاة بطلب العون من الله عز وجل على تسهيل هذا الأمر عليها، ومساعدتها على التغيير للأفضل.
- لان الله لا يحب أن يكون عباده ضعفاء أو مستضعفين في الأرض، والمؤمن القوي خير عند الله من المؤمن الضعيف.
- ومن ثم تبدأ الفتاة بالبحث على المواقع الإلكترونية وقنوات اليوتيوب أكثر عن موضوع عقدة السندريلا.
- وكيف نشأت تلك العقدة لديها، وما هو أثرها على الصحة النفسية للفتاة، والذي بالطبع ينعكس على واقعها.
- ومن ثم تقوم الفتاة بتشفير تلك الأفكار، وتحرير المشاعر السلبية المصاحبة لها عن طريق التقنيات الخاصة بذلك مثل تقنية سيدونا أو EFT.
- والتي أيضا يمكن التعرف على كيفية تطبيق تلك التقنيات من خلال بعض قنوات اليوتيوب التي تشرح ذلك بشكل مجاني.
- ومن الأفضل أن تستمر الفتاة على ذلك لفترة حتى تستعيد ثقتها بذاتها، وتتحمل مسؤولية حياتها بشكل كامل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14561