كتابة :
آخر تحديث: 10/02/2022

ما هي متلازمة ستوكهولم؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ وكيفية علاجها؟

توجد بعض الاضطرابات النفسية التي تقع فيها الضحية في حب الجاني أو المعتدى عليها سواء بالخطف أو التعذيب البدني أو النفسي، كما تقع ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي في حب الشخص المعتدى عليها. لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن متلازمة ستوكهولم.
من المعروف عند الجميع أن الشخص المعتدى عليه يكره الشخص الذي اعتدى عليه أو الجاني، ويرغب في مقاضاته أو محاكمته أو الانتقام منه، إلا أن هناك بعض الأشخاص الذين يسلكون مسلك مخالف تماما مع معذبهم أو الجاني، حيث يتعلقون بحب هذا الشخص خاصة إذا كانت الضحية أنثى والجاني رجل، وتعتقد الضحية أنها تحب هذا الشخص، ولكنها في الأصل متعلقة به لأسباب نفسية.
ما هي متلازمة ستوكهولم؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ وكيفية علاجها؟

ما هي متلازمة ستوكهولم؟

قبل التعرف على ما هي متلازمة ستوكهولم يجب أولا معرفة سبب تسمية هذا الاضطراب بهذا الاسم، ويتمثل سبب تسمية متلازمة ستوكهولم بهذا الاسم فيما يلي:

  • في عام 1973م قام بعض اللصوص بعمل سطو مسلح على أحد البنوك الموجودة في مقاطعة ستوكهولم في السويد.
  • كما قام هؤلاء اللصوص باحتجاز بعض الرهائن في البنك، وذلك لمدة ستة أيام تقريبا.
  • خلال الفترة التي قضاها الرهائن مع اللصوص في البنك وقت احتجازه لهم، تعاطف الكثير منهم مع اللصوص.
  • حيث ارتبط هؤلاء الرهائن بشكل عاطفي باللصوص، وبدأوا في الدفاع عنهم حينما تم الإفراج عنهم أو إطلاق صراحهم من قبضة هؤلاء اللصوص.
  • من هنا نشأ تسمية هذا الاضطراب بهذا الاسم، وبدأ العلماء في دراسة أسباب أو دوافع هؤلاء الرهائن للقيام بمثل هذا الأمر الغريب.
  • واتضح لهؤلاء العلماء أن للأمر اعتبارات نفسية كثيرة خاصة بهؤلاء الضحايا.
  • والتي جعلتهم بشكل أو بآخر يبدون تعاطف شديد مع هؤلاء اللصوص.

تعريف متلازمة ستوكهولم

  • يقول علماء علم النفس أن هذه المتلازمة هي عبارة عن اضطراب نفسي تجعل الشخص أو الضحية يتعاطف بشكل غير عادي مع الجاني.
  • حيث تجد هذه الضحية الكثير من المبررات للجاني، والتي تبرر بها سبب قيامه بإيذائها لها.
  • يقول العلماء أن الضحية التي تقوم بمثل هذا الفعل مع الجاني تكون واقعة تحت تأثير صدمة ما بسبب تكرار اعتداء هذا الشخص عليها.
  • ولا يشترط أن ترتبط الضحية بالجاني بسبب قيامه بالاعتداء جنسيا أو بدنيا عليها.
  • بل من الممكن أن يحدث هذا الأمر بسبب قيام الجاني بترهيب أو تهديد الضحية بشكل مستمر.
  • كما أن هذا الارتباط العاطفي يزيد عند الضحية تجاه الجاني في حال برر لها الجاني أنها السبب في اعتدائه عليها أو أنه يقوم بذلك من أجل حمايتها.
  • بمعنى أن الجاني يرى أو يستشعر بشكل أو بآخر مدى احتياج الضحية للأمان، فيبدأ هو في توفير هذا الأمان لها.
  • ولكن كل فترة يبدأ الجاني في سحب هذا الأمان إما بالضرب أو الإهانة أو التهديد أو الاغتصاب للضحية.
  • ومن ثم يبدأ في إعطاء مشاعر الاحتواء والأمان لها مرة أخرى، ومن هنا تبدأ الضحية في اللاواعي عندها بالربط ما بين الإهانة أو الإيذاء البدني أو النفسي بالأمان والحب.
  • وتبدأ تتعلق بالجاني عاطفيا أكثر وأكثر، وتجد له المبررات والدوافع لاعتدائه عليها، وتدافع عنه إذا لزم الأمر.

أسباب الإصابة بمتلازمة ستوكهولم

إلى الآن لا يعرف الأطباء ما هي الدوافع النفسية التي تجعل الضحية تتعلق عاطفيا بالجاني أو المختطف لها،ولكن يقول علماء علم النفس أن هناك بعض الأسباب التي من الممكن أن تجعل الضحية مصابة بهذه المتلازمة، أما عن أسباب متلازمة ستوكهولم، تتمثل فيما يلي:

  • احتجاز الضحية لفترة طويلة مع المختطف أو الجاني في مكان ما.
  • تعمل الجاني مع الضحية بشئ من اللطف أثناء الاحتجاز.
  • شعور الضحية بأنها مسلوبة الإرادة والشخصية، ولا تستطيع العيش بدون الجاني أو الشخص الذي يعتدي عليها بالضرب والإهانة.

أسباب أخرى لاضطراب ستوكهولم

  • مؤخرا اكتشف علماء الوعي أن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تجعل الضحية تتعاطف بشكل كبير مع الجاني.
  • حيث يقول هؤلاء العلماء أنه من المحتمل أن يكون لدى الضحية مشاعر سلبية مخزنة في عقلها اللاواعي منذ الصغر.
  • وهذه المشاعر نشأت من تعرض الضحية في الصغر لصدمة عاطفية من الأب أو الأم أو من الشخص المسئول عن تربيتها في الصغر.
  • وهذه الصدمة جعلت الطفلة تعتقد عن نفسها أنها ناقصة أو مرفوضة، ومن ثم تشعر الطفلة بمشاعر الإهانة والظلم لما تعرضت له من رفض.
  • وعندما تتعرض الضحية للاختطاف أو اعتداء ما تم ممارسته عليها من شخص معتدي أو مجرم.
  • وهذا الشخص أظهر لها بعض الاحترام أو التعاطف معها أو اللطف، فهنا تعتقد الفتاة أنها ليست مرفوضة كما كانت تعتقد.
  • وأنها لن تكون مقبولة إلا إذا تعرضت للإهانة أو الظلم، ورضيت بهذا الأمر، وتظن الضحية وقتها أن العلاقات تسير وفقا لهذا الأمر.

علاج اضطراب ستوكهولم

يمكن علاج هذا الاضطراب من خلال عدة أمور، ولكن قبل ذلك يجب عدم مواجهة الضحية بحقيقة الجاني أو أنها تتوهم حب هذا الشخص، لأن هذا الأمر سيجعل الضحية تدافع بشكل مستميت عن هذا الشخص، ولن تصدق أي أحدا يقول لها أنه مجرم أو يتلاعب بمشاعرها، ومن طرق علاج اضطراب ستوكهولم الآتي:

أولا: العلاج النفسي

  • يجب على أهل الضحية أو الأشخاص المقربين منها أن يطلبوا المساعدة من أحد الأطباء النفسيين في علاج الضحية.
  • يجب على الأهل معرفة الطريقة المكتسبة للتعامل مع الضحية حتى لا تتمسك أكثر برأيها تجاه الجاني.
  • يقوم الطبيب النفسي بالتعامل بشكل سليم مع المريضة، ومن الممكن أن يوضح لها حقيقة مشاعرها تجاه الجاني في حال كانت حالتها تسمح بهذا.
  • يقوم الطبيب بتثقيف المرضى من الناحية النفسية حتى لا تقع فريسة مرة أخرى لهذا الجاني أو أي معتدى آخر.
  • هناك بعض الحالات التي تتطلب علاجا دوائيا، وهناك حالات أخرى يتطلب علاجها جلسات علاج نفسي، ومن الممكن دمج الطريقتين معا مع بعض الحالات.

ثانيا: علاج صدمة الطفولة

  • من الصعب جدا أن تتفهم الضحية أنها فريسة رجل مجرم أو تقع تحت سيطرة رجل مجرم يتلاعب بمشاعرها.
  • ولذلك من الصعب جدا أن تقوم الضحية بطلب المساعدة من الآخرين خاصة من أهل العلم.
  • أو تسعى هذه الضحية لعلاج صدمة الطفولة التي تسببت لها في الوقوع في شباك هذا المجرم.
  • ولكن هناك بعض الحالات التي تتدارك وضعها بعد وقت معين من وقوعها تحت سيطرة الجاني أو مجرم أو شخص متلاعب.
  • وتبدأ في الانسحاب شيئا فشيئا من العلاقة، وتقطع أي تواصل معه، ومن ثم البحث عن السبب الرئيسي في دخولها هذه التجربة المؤلمة.
  • وعندما تجد الضحية أن السبب وراء ذلك هو تعرضها لصدمة قوية في الطفولة.
  • من هنا تبدأ الضحية في طلب المساعدة من أحد المتخصصين في الطب النفسي أو العلاج الشعوري.
  • وذلك لتحرير مشاعر ومعتقدات الصدمة، والتي جعلت الضحية ترى العلاقات العاطفية بشكل خاطئ أو غير صحي.
كانت هذه بعض المعلومات التي توضح ما هي متلازمة ستوكهولم، وما هي الطرق الصحيحة للعلاج، والتي نستنتج منها أنه من الضروري أن يقوم الشخص بتنمية ذاته، ومعرفة هل لديه هوية الضحية أم لا، لأن هناك بعض الهوايات التي تكون قابعة في العقل اللاواعي للشخص، ولا يعلم عنها شيئا، ولكنها تظهر في مواقف معينة، والتي تعتبر محفز لتلك الهوية، وعلى الشخص الذي يحمل هذا النوع من الهويات أن يقوم بالرجوع إلى السبب الرئيسي لذلك، والتي في الغالب تكون صدمة في الطفولة، ومن ثم تحريرها لضمان عدم الوقوع في علاقات مؤذية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ