مرض البارانويا .. لماذا يحدث ذلك؟ وما هي أبرز الأعراض وطرق العلاج؟
ما هومرض البارانويا؟
البارانويا هي عملية تفكير تسبب شكًا غير معقول وانعدام ثقة بالآخرين، ويتم تعريف الأفكار بجنون العظمة على أنها أوهام، وهي فكرة غير واقعية يستمر الشخص في تصديقها حتى في حالة عدم وجود دليل على صحتها، وهذا يحدث بالفعل في العديد من الأمراض العقلية ولكنه أكثر شيوعًا في الاضطرابات الذهانية، حيث يسيء الأشخاص المصابون بالبارانويا فهم كل خطوة يقوم بها الأشخاص حولهم، ويصدقون سيناريوهات مختلفة ويعتقدون أن العالم كله متآمر عليهم.
يمكن أن يجعل هذا الشعور الذي لا أساس له أنه من الصعب على الشخص إقامة علاقات وثيقة في حياته الاجتماعية، وتكون حياتهم محدودة ومعزولة، ويجب أن تستمر الأعراض لمدة شهر واحد أو أكثر حتى يتم تشخيص هذا الاضطراب.
ما سبب حدوث المرض؟
البارانويا هي انهيار في الوظائف العقلية والعاطفية، وفي جوهرها هي الصراع بين الثقة وانعدام الأمن، وترتبط الأعراض بالعواطف المكبوتة والمرفوضة والمتوقعة، والأسباب متغيرة وغير مؤكدة، ويُعتقد أن السبب مزيج من العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية.
العيش في عزلة عن الناس:
- يمكن أن يتسبب في تأثر الشخص بتقارير الجرائم والإرهاب والعنف في وسائل الإعلام، مما يثير مشاعر جنون العظمة.
الصحة النفسية:
- يمكن أن تكون البارانويا جزءا من نوبة في الأمراض النفسية مثل اضطرابات الشخصية، القلق والاكتئاب كما يمكن أن تزيد من احتمال جنون العظمة.
المرض الجسدي:
- يمكن أن يكون أحد أعراض أمراض مثل باركنسون، الزهايمر، السكتة الدماغية، الخرف، فقدان السمع يؤدي إلى جنون العظمة.
الأرق:
- غالبًا ما تتطور المخاوف والقلق في وقت متأخر من الليل ويمكن أن تسبب عدم الأمان، والمشاعر غير المريحة، والهلوسة.
العقاقير:
- يمكن للعقاقير مثل الكوكايين والماريجوانا والإكستاسي والميثامفيتامين وتعاطي الكحول أن تغير كيمياء الدماغ، كما ارتبطت بعض المبيدات الحشرية وبعض المنشطات التي يتناولها الرياضيون بالبارانويا.
علم الوراثة:
- تظهر الأبحاث أنه قد يكون هناك صلة بين البارانويا والاستعداد الجيني.
الصدمة:
- إساءة معاملة الأطفال، والتجارب غير المبررة والمربكة والمزعجة يمكن أن تعطل الطريقة التي يفكر بها الشخص ويشعر بها طوال الحياة، ويمكن أن يقوده ذلك إلى الاعتقاد بأن العالم غير آمن، ويشك في الآخرين، ويحدث لديه تدني احترام الذات.
الإجهاد:
- أظهرت الدراسات أن المواقف الضعيفة التي تجعلك تشعر بالسوء، وبيئات الإجهاد المستمر تؤدي إلى الإصابة بالبارانويا.
أعراض البارانويا
بما أن البارانويا هي عملية نفسية تعتمد على آليات التفكير والاعتراض، فإن أعراضها تختلف من شخص لآخر ويمكن أن تتداخل مع جميع مجالات الحياة، وتشمل الأعراض ما يلي:-
- الشك المفرط وعدم الثقة بالآخرين
- التركيز مع النقد بغضب والإنكار
- البحث عن معاني أخرى في كلام الناس
- عدم القدرة على الاسترخاء
- الاعتقاد بأنه دائمًا على حق واختلاق الحجج
- الشعور بسوء الفهم
- التفكير في المعاناة من الأذى الجسدي والنفسي
- الدخول في المواقف العدوانية
- العزلة الاجتماعية
- الاعتقاد بأنه يجري حديث عن الشخص من وراء ظهره
- صعوبة إقامة علاقات أو العمل مع الآخرين
- تصديق نظريات المؤامرة التي لا أساس لها
- صعوبة رؤية المشاكل
اختبار الإصابة بالبارانويا
يمكن أن يساعدك طرح الأسئلة على نفسك:
- هل يعتقد الآخرون أن شكوكي واقعية؟
- هل تسأل نفسك ماذا سيقول صديقي المفضل عني؟
- هل يمكن أن أبالغ في الشك؟
- هل مخاوفي قائمة على المشاعر وليس على الأدلة القاطعة؟
- هل من الممكن أن يتم اغتيالي؟
ليست كل الشكوك بمثابة بارانويا، بل إذا كان لديك ما يبررها وتحافظ على سلامتك فهذا أمر طبيعي، فلن تكون مصاب بالبارانويا إذا تجولت بحذر في منطقة منتشر فيها حالات السرقة.
أنواع ومراحل البارانويا
هناك أنواع مختلفة من البارانويا، لكنها تشترك جميعًا في خاصيتين رئيسيتين: إسناد المشاعر غير المرغوب فيها، أو الدوافع، أو الجوانب غير المحببة من الذات، ورفض هذا الإسقاط، وغالبًا ما يستخدم المصابون بالبارانويا آليات تكوين رد الفعل، والانعكاس والإنكار، وجميع أشكال البارانويا لها إشارات ذاتية مكثفة، والفكرة العامة لدى المرض هي: كل ما يحدث في العالم يتعلق بي.
اضطراب الشخصية بجنون العظمة (PPD)
- يعتبر النوع الأخف، وعادة ما يبدأ في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وهو أكثر شيوعًا عند الرجال وأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض انفصام الشخصية والاضطراب الوهمي، وتتمثل خصائصها الرئيسية في الشعور بعدم الأمان والريبة ويعتقدون أنهم مخدوعون، ومهددون ويتم إيذائهم ويتورطون في معارك قانونية ويقاضون أشخاصًا أو شركات، ولا يقتربون من العلاج لأنهم لا يعتقدون أن هناك مشكلة.
- العلاج النفسي هو أسلوب العلاج المفضل لهم حيث يركز على زيادة الثقة والتفاعل الاجتماعي واحترام الذات ومع ذلك، يمكن وصف مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان والأدوية المضادة للقلق إذا كانت الأعراض مرتبطة بالقلق أو الاكتئاب.
اضطراب وهمي (بجنون العظمة)
- إنه نوع من الذهان لا يستطيع فيه المريض التمييز بين الأحلام والواقع ويختبر أوهامًا منهجية ومنتظمة، ويتميز بهيمنة الاعتقاد السائد (الوهم)، ويعتمد سلوك الشخص على الوهم الذي لديه وهو هوس العشق وهو ما يعني التفكير في أنه شخص مرغوب فيه من قبل الجميع، أو يعاني من أوهام الاضطهاد وهي أن يشعر أن الجميع يضطهده لأي سبب من الأسباب.
انفصام الشخصية
- يعتبر النوع الأكثر خطورة، وهو نوع من الفصام يحدث فيه جنون العظمة الشديد ويتميز بأوهام، مثل الاعتقاد ببث الأفكار عبر الراديو ويحتاج فيه المرضى إلى علاج دوائي لأنهم يفقدون الاتصال بالواقع.
تشخيص البارانويا
من الصعب تشخيص البارانويا لأن الشعور المبالغ فيه بانعدام الأمن أمر شائع في العديد من الاضطرابات النفسية، ويتم إجراء تقييم جسدي لاستبعاد سبب طبي للأعراض.
إذا كان جنون العظمة ناتجًا عن مشكلة نفسية، يتم إحالة المريض إلى طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيره من متخصصي الصحة العقلية لتقييم حالته العقلية وإجراء الاختبارات النفسية السريرية.
يقوم أخصائي الصحة النفسية بإجراء تقييم شامل من خلال طرح أسئلة حول الطفولة والمدرسة والعمل والعلاقات، وتستخدم الاختبارات النفسية لقياس ردود الفعل على مواقف معينة، وبمجرد إجراء التشخيص، يتم إنشاء خطة علاج.
علاج مرض البارانويا
يعتمد العلاج على سبب الأعراض وشدتها، وقد يشمل الأدوية والعلاج النفسي والمشورة الفردية أو العائلية، وأهم عنصر في العلاج هو إقامة علاقة موثوقة وتعاونية مع المريض من أجل تقليل تأثير الأفكار اللاعقلانية وتحسين المهارات الاجتماعية.
- العلاج السلوكي المعرفي (CBT):
أثناء العلاج يتم استكشاف الأفكار وطريقة التفكير وفحص الأدلة والمعتقدات وتقييم التفسيرات المختلفة المحتملة.
- التحليل النفسي:
يركز على الأفكار اللاواعية والعميقة التي تنشأ منذ الطفولة.
- العلاجات بالفن:
إذا وجد المريض صعوبة في التحدث عن تجربته، فيمكن أن يساعده ذلك في التعبير عن مشاعره بطرق مختلفة، وتُستخدم العمليات الإبداعية مثل الرسم والدراما والموسيقى كطرق للمساعدة في اكتشاف المشاعر المربكة.
- الأدوية:
مضادات الاكتئاب، والبنزوديازيبينات، ومضادات الذهان التي تستخدم في تشخيص الفصام المصحوب بجنون العظمة أو الاضطراب الوهمي.
- علاجات أخرى:
بالإضافة إلى العلاج النفسي والعلاج الدوائي، يتم أيضًا استخدام طرق العلاج مثل التعديل العصبي والتحفيز المغناطيسي (TMS) والعلاج بالصدمات الكهربائية (ECT) و Deep TMS، والتي تعتمد على تغيير نشاط العصب عن طريق إعطاء الموجات الكهرومغناطيسية والنبضات الكهربائية للدماغ أو المناطق المستهدفة من الجسم.
- الأعشاب:
البابونج، والشاي الأخضر، ونبتة سانت جون، وحشيشة الهر، والخزامى هي أعشاب يمكن أن تساعدك على التهدئة عن طريق تقليل التوتر وغالبًا ما تستخدم في علاج القلق لأنها تجلب الاسترخاء والنوم عند تناولها كشاي، ويتم تحديد الجرعات تحت إشراف الطبيب، حيث يمكن أن تتفاعل مع الأدوية.
كيف يفكر مريض البارانويا؟
يمكن لكل شخص أن يمر بتجارب مختلفة مع جنون العظمة، وتتضمن الأفكار الشائعة للمصابين ما يلي:
- إنهم يتحدثون من وراء ظهري
- أنا يتم مراقبتي من قبل الناس أو المنظمات
- يحاول الناس أن يجعلوني أبدو سيئًا
- أنا في خطر التعرض للأذى الجسدي أو القتل
- يفعل الناس ما بوسعهم ليجعلوني أشعر بالسوء
- إنهم يحاولون عمدا إغضابي
- يحاولون أخذ أموالي أو بضاعتي
- الحكومة تستهدفني
وقد يفعل أو يشعر بأشياء معينة نتيجة لأفكاره هذه مثل:
اتباع سلوكيات السلامة:يمكنه تجنب أشخاص أو أماكن معينة، وعدم الخروج، أو ارتداء ملابس واقية، إذا شعر أن شخصًا ما يهدده أو يحاول أن يؤذيه، فيمكنه التصرف بعدوانية تجاهه.
العزلة:تجعله هذه الأفكار يشعر أنه لا أحد يفهمه ويختار العزلة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14229
