كتابة :
آخر تحديث: 12/11/2021

ما هو مرض القطب الثنائي؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟

يعرف مرض القطب الثنائي عند الأطباء بمرض الاكتئاب الهوسي، وهو مرض عقلي ونفسي يجعل المريض في حالة مزاجية ونفسية متقلبة ما بين الفرح والحزن بدرجات متفاوتة في فترة قصيرة، مما يسبب ذلك إزعاجا كبيراً للمريض.
الأمراض النفسية والعقلية عديدة منها ما لا يعيق الشخص عن عيش حياته بشكل طبيعي طالما أنه واعي ومدرك لحالته الصحية، ومنها ما هو معيق أو يتسبب في جعل المريض مشلولا أو عاجزا عن القيام ببعض الأمور البسيطة في حياته حتى وإن كان واعيا لحالته الصحية، بسبب بعض المشاعر المتقلبة التي يشعر بها المريض في الساعة الواحدة أو خلال اليوم، ومن ضمن تلك الأمراض ثنائي القطب الذي يتطلب من المريض أن يلجأ لأحد المتخصصين لمساعدته في علاج هذا المرض.
ما هو مرض القطب الثنائي؟ وما هي أسبابه وأعراضه؟

نبذة عن مرض القطب الثنائي

مرض القطب الثنائي يكون المريض فيه متقلبا ما بين شعورين أحدها الحزن والآخر الفرح أو البهجة.

وهذين الشعورين من الممكن ان تتفاوت درجة حدتهما عند المريض، ففي بعض الأحيان يشعر المريض بحالة حزن عميقة أو متوسطة.

ثم بعد ذلك يشعر أنه يعيش حالة من البهجة والسعادة العارمة أو الخفيفة، ويظل متأرجحا ما بين هذين الشعورين لفترة معينة أو دورة هذا المرض.

مما يجعل المريض في حالة من انعدام الرغبة في ممارسة أي أمر أو الاستمرار في مزاولة نشاط معين في الحياة لفترة طويلة، والنجاح به.

كما أن هذه الحالة الشعورية من الممكن أن يصاب بها الشخص مرة أو مرتين خلال العام.

ولذلك من المهم جدا أن يكون الشخص المصاب بهذا الاضطراب أو المرض على درجة وعي كبيرة به.

ويطلب المساعدة من المتخصصين للتخفيف من حدة أعراض المرض أو عدد النوبات التي يتعرض لها.

أسباب الإصابة بمرض ثنائي القطب

إلى الآن لم تتوصل الدراسات العلمية الحديثة إلى السبب الرئيسي وراء الإصابة بمرض ثنائي القطب.

ولكن من الممكن أن تكون هناك أسبابا أخرى تساهم في ظهور أو الإصابة بهذا المرض، والتي منها:

  • حدوث بعض التغييرات العضوية والبيولوجية في المخ أو الدماغ

لم تتوصل الدراسات العلمية حتى الآن إلى نوعية التغيرات العضوية والبيولوجية التي تحدث في دماغ المصاب بهذا المرض.

ولكن من المرجح أن لها دور في إصابة المريض بمرض ثنائي القطب.

  • العامل الوراثي

تقول الدراسات العلمية التي تم إجرائها على المصابين بهذا المرض أن معظم هؤلاء المصابين تم انتقال جينات المرض لديهم من أفراد العائلة.

أو أحد الأقارب من الدرجة الأولى مثل أحد الوالدين أو كلاهما، والذين أصيبوا بهذا المرض.

وحتى الآن لم تتوصل الدراسات العلمية إلى الجينات أو الجين المسبب لهذا المرض، والذي يتم انتقاله عبر الأجيال.

تقول الدراسات العلمية بخصوص هذا المرض أن هناك عوامل أخرى من الممكن أن تؤدي للإصابة بهذا المرض، والتي منها:

  • مرور الشخص بفترة صعبة في حياته أو صدمة نفسية قوية مثل موت شخص عزيز أو المرور بضائقة مالية

حيث يكون الشخص في تلك الفترة يعاني من مجموعة من المشاعر والأفكار السلبية تجاه الذات والآخرين.

وفي حال عدم قيام الشخص بالإفصاح عن تلك المشاعر أو ما يمر به لأي شخص قريب منه أو أحد المتخصصين.

فمن الممكن أن يصاب بمرض ثنائي القطب لأن المشاعر السلبية المكبوتة تعمل على إحداث خلل في بعض هرمونات الجسم.

والتي تكون مسئولة عن شعور الشخص بالسعادة والاسترخاء أو الشعور بمشاعر متوازنة.

  • الإدمان

من الممكن أن يؤدي الإدمان إلى إصابة الشخص بمرض ثنائي القطب، ويشمل هنا الإدمان بكافة أنواعه خاصة إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية.

لأنها تحدث خلل في وظائف الدماغ، والهرمونات التي يفرزها هذا الدماغ من أجل أن يكون الشخص متوازنا في حياته من الناحية العاطفية والعقلية.

أعراض مرض ثنائي القطب

في البداية يجب العلم أن لهذا المرض درجات، ولكل درجة منه أعراض معينة أو نفس الأعراض مع الاختلاف في درجتها أو حدتها حسب درجة المرض نفسه.

أولا: أعراض مرض ثنائي القطب من الدرجة الأولى

هذا النوع من ثنائي القطب يصاب فيه المريض بنوبة هوس اكتئابي مرة واحدة.

ومن الممكن أن تلي أو تسبق تلك النوبة هوس اكتئابي آخر من النوع الخفيف أو العالي الحدة.

ومن الممكن أن يصاب المريض في بعض الأحيان بأحد الأمراض الذهانية مثل انفصال الشخص عن الواقع أو ما يطلق عليه باختلال الآنية.

ثانيا: أعراض مرض ثنائي القطب من الدرجة الثانية

في هذا النوع يصاب المريض بنوبة اكتئاب حادة مرة واحدة على الأقل، وتلي أو تسبق هذه الإصابة نوبة هوس.

ولكن من النوع الخفيف أو ليس حادا، وهذا النوع من ثنائي القطب لا يصاب فيه المريض بنوبة هوس اكتئابي عالية الحدة كما في النوع الأول.

ثالثا: أعراض اضطراب دوروية المزاج

هذا واحدا من أنواع ودرجات مرض ثنائي القطب، وهذا النوع يصاب المريض فيه بنوبات اكتئاب هوسية من الدرجة الخفيفة أكثر من مرة خلال عامين للشخص البالغ.

أو عام واحد فقط في حال كان المريض طفل أو في فترة المراهقة، أو من الممكن أن يصاب المريض في هذا النوع من ثنائي القطب بمرض الاكتئاب.

أو نوبات اكتئاب عادية أكثر من مرة خلال تلك الفترات على ألا تكون أعراض هذا الاكتئاب خفيفة أو متوسطة، وليست من النوع الحاد.

رابعا: أعراض اضطراب ثنائية القطب المصاحبة لأمراض نفسية أو عقلية أخرى

هناك مجموعة من الأعراض التي تظهر على المريض بمرض ثنائي القطب غير التي تم ذكرها في الأنواع الأخرى.

والتي تكون بسبب إصابة الشخص ببعض الأمراض النفسية والعقلية الأخرى مثل إدمان الشخص للمخدرات أو الكحول.

أو إصابة الشخص بأمراض أخرى جسدية أو عضوية مثل مرض كوشينج أو السكتة الدماغية.

كما أن أعراض مرض ثنائي القطب من الممكن أن تظهر على المريض في أي مرحلة عمرية من حياته.

ولكن في الكثير من الأحيان تظهر تلك الأعراض في فترة المراهقة خاصة في نهايتها.

وقد تختلف حدة هذه الأعراض من شخص لآخر، وفي بعض الأحيان تختفي تلك الأعراض مع الوقت بالعلاج والمتابعة مع الأطباء المتخصصين.

أما عن أعراض الاكتئاب الهوسي الخفيف الذي يصاب به المريض بثنائي القطب تكون عبارة عن:

  • الشعور بالتفاؤل الزائد عن الحد أو غير المبرر.
  • شعور المريض بإثارة عاطفية او شعورية حادة أو غير طبيعية.
  • شعور الشخص بالثقة في النفس بشكل مبالغ فيه أو من الممكن قول أنه يشعر بأنه أعلى أو أفضل من الآخرين.
  • انعدام رغبة الشخص في الخلود إلى النوم.
  • اللغط الكثير أو الدخول في مناقشات لا فائدة منها مع الآخرين من أجل الظهور أو التباهي بأمر ما.
  • عدم القدرة على التركيز في أمر ما أو الاستمرار في مزاولة نشاط معين لفترة معينة.
  • القيام ببعض الأمور الخاطئة أو التي يغيب فيها حس المسئولية، والتي منها شراء أغراض كثيرة أو أغراض لا يحتاجها الشخص.
  • من الممكن أيضا أن يقوم الشخص بممارسة أمور متهورة التي تعرضه للخطر أو الاستغلال الجنسي والاغتصاب.

أما عن أعراض الهوس الاكتئابي الحادة والمتوسطة، فهي:

  • شعور الشخص بالحزن العميق، والدخول في حالة من البكاء الهيستيري.
  • انعدام الرغبة في مزاولة أي نشاط كان يجب المريض أن يمارسه في الماضي، ويجلب له السعادة.
  • الرغبة في الانتحار أو التفكير بشكل زائد عن الحد في الموت، ومن الممكن أن يقدم الشخص على فكرة الانتحار نفسها.
في النهاية، بعد التعرف على مرض القطب الثنائي من الممكن قول أنه من أشد أنواع الاكتئاب لأن المريض يتعرض فيه لنوبات من النشوة أو السعادة والثقة الزائدة عن الحد ثم تليها نوبات من الاكتئاب أو الحزن، وهذا الأمر يجعل المريض في حالة دائمة من الإحباط والشعور بالفشل لأنه لا يستطيع إنجاز أي أمر في حياته بسبب ما يتعرض له من تقلبات مزاجية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ