مصادر سوء التكيف النفسي عند الطفل وعلاج سوء التكيف
أسباب اضطراب التكيف النفسي عند الأطفال
تحدث الاضطرابات النفسية التكيفية عند الأطفال بسبب عدم قبول الطفل للواقع أو الظروف النفسية السيئة التي يعيش فيها أو بعد تكرار مرات الإجهاد النفسي، وتتعدد أنواع المواقف والأحداث الصادمة للطفل والتي تؤدي إلى سوء التكيف الاجتماعي والنفسي، مثل ما يلي:
- التفكك الأسري أو الطلاق حيث يصاب الأطفال بصدمة كبيرة عندما يجدون أن حياتهم مشتتة وأنهم غير قادرين على التواجد مع الأم والأب في نفس المكان، حيث تتغير أماكن المعيشة في كثير من الأحيان وقد يكافح الطفل أو يحاول التكيف مع التغيرات الجديدة.
- تغيير المدارس ويتمثل تغيير المدارس في الانتقال إلى مرحلة جديدة من التعليم أو نقل الأهل طفلهم لمدرسة جديدة لأي ظروف أو الانتقال للسكن في مدينة جديدة وتطلب الأمر نقل الأطفال، حيث يشعر الطفل بعدم التكيف بسبب التغيرات الكلية في المكان والأصدقاء والمعلمين وغيرها.
- تغيرات سلبية في الصحة تحدث التغيرات المفاجئة في الصحة بعد تشخيص إصابة الطفل بنوع مرهق من الأمراض أو بعد إصابة الطفل في حادث ما أدى إلى قطع أحد أطرافه أو أنه أصبح معاق، وبذلك قد يكون من الصعب على الطفل التعامل مع الوضع الجديد وقد يصاب باضطراب التكيف.
- تغيرات صادمة حدثت مرة واحدة يمكن أن يصاب الطفل باضطراب التكيف النفسي بسبب موقف حدث في حياته مرة واحدة فقط مثل موت أحد الوالدين الذي كان الطفل متعلق به تعلق شديد، أو موت حيوان أليف تعود عليه وأصبح صديقاً له.
- الأوضاع التوترية المستمرة مع استمرار الأوضاع السلبية والتوترية للطفل في حياته سواء كان في أسرته أو في المدرسة أو أي مكان يعيش فيه يمكن أن يصاب الطفل بسوء التكيف بشكل تدريجي.
وعلى الرغم من كل هذه الأسباب فذلك لا يعني أن كل الأطفال الذين يمرون بهذه الظروف يعانون من سوء التكيف النفسي أو الاجتماعي، فالوضع الذي يعتبره طفل مرهق له قد يكون هذا الوضع غير مرهق في نظر طفل آخر، أو مثلاُ في حالة إصابة طفل باضطراب التكيف عند انفصال الوالدين فقد لا يعاني باقي الأطفال من أي اضطراب عند انفصال الأبوين.
أنواع سوء التكيف النفسي عند الأطفال
يوجد العديد من أنواع اضطراب التكيف ويعتمد التشخيص على الأعراض التي يعاني منها الطفل وسلوكياته بشكل عام بعد المرور بحدث مؤلم أو تجربة سيئة، وتتمثل الأنواع في ما يلي:
- المزاج المكتئب حيث يظهر اضطراب وسوء التكيف أحياناً على شكل مزاج مكتئب، مثل نوبات البكاء المتكررة وعدم الاهتمام بالأنشطة التي كان الطفل متعود عليها أو يمارسها بشكل مستمر، وظهور مشاعر اليأس والحزن وغيرها من الأعراض الاكتئابية.
- سوء التكيف مع القلق، حيث يظهر القلق على الطفل ولا يستطيع أن يتكيف مع ذلك القلق فيسيطر القلق عليه، وبذلك نجده يظهر قلق معظم الوقت أو طوال النهار.
- قلق مختلط ومزاج مكتئب ويصاب الطفل بهذا النوع الفرعي من اضطراب التكيف عندما يصاب بقلق مزعج ومزاج مكتئب في نفس الوقت، ويكون ذلك غالباً بعد صدمة كبيرة.
- اضطراب التكيف مع اضطراب السلوك، ويصاب الأطفال غالباً بهذا النوع من سوء التكيف عندما تتغير سلوكياتهم، ولكنه يمكن أن يظهر بسلوك طبيعي وتكون تلك السلوكيات المضطربة في الخفاء، مثل اللجوء إلى السرقة أو الدخول في معارك كثيرة أو سلوكيات التحرش الجنسي وغيرها.
- الاضطراب المختلط في السلوك والعواطف، يمكن أن يصاب الطفل بسوء تكيف عن طريق حدوث اضطراب داخلي في عواطفه وسلوكياته معاً، وقد يتم تشخيص الطفل الذي يعاني من اضطرابات في المزاج والقلق ومع ظهور تغيرات في السلوك بأنه يعاني من اضطراب مختلط في العواطف والسلوك.
- اضطرابات التكيف الغير محدد، يمكن أن يتم تشخيص الطفل الذي يجد صعوبة في التعايش مع حدث مرهق، وأنه لا تنطبق عليه أي نوع من الأنواع السابقة بأنه يعاني من اضطراب تكيف غير محدد.
أعراض سوء التكيف النفسي عند الأطفال
ليس بالضرورة أن يكون كل طفل يعاني من صعوبة في التكيف مع حدث جديد أن حالته قابلة للتشخيص والعلاج، حيث أن الحالات التي يتم تشخيصها وعلاجها تعبر عن ضعف طفل أكثر من الوضع الطبيعي.
ومن أعراض سوء التكيف:
- ضعف المستوى الدراسي والتعليمي للطفل.
- الرسوب في الامتحانات أو انخفاض الدرجات العلمية.
- عدم القدرة على الحفاظ على الأصدقاء وخسارة الأصدقاء في أتفه المواقف.
- عدم الرغبة في الانخراط في المجتمع أو الخروج من المنزل.
- عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة.
- ظهور سلوكيات عدوانية وعنف.
- اتخاذ سلوكيات محرمة مثل السرقة.
- ظهور سلوكيات شاذة للمراهقين مثل التحرش الجنسي وغيرها.
- يعاني الأطفال الذين يعانون من اضطراب تكيف نفسي من أعراض جسدية مثل الصداع وآلام المعدة وقد تظهر مشاكل في النوم، وأعراض إرهاق جسدي، وعدم النشاط والحيوية وغيرها من الأعراض.
وفي أغلب الحالات لا تستمر الأعراض أكثر من ستة أشهر، وإن ظل الطفل يعاني من أعراض مستمرة بعد مرور ستة اشهر، فإنه يتم تشخيصه بخلل مختلف مثل الاكتئاب الشديد أو اضطراب القلق.
الأطفال الذين يعانون من سوء التكيف يكونون عرضة للانتحار
على الرغم من اعتقاد البعض من الناس أن حالات سوء التكيف النفسي للأطفال أمر غير مقلق لكنها في الواقع أمر خطير أو قد يزداد خطورة عند إهمال علاجه وبخاصة عند الأطفال المراهقين الذين يدخلون في حالات اكتئاب شديد ويكونون أكثر عرضة للانتحار
وقد أثبتت الدراسات أن نسبة 25% من الأطفال المراهقين الذين يعانون من سوء التكيف النفسي تظهر لديهم أفكار انتحارية أو محاولات انتحار، وقد أكدت الدراسات أن الفتيات أكثر عرضة للانتحار من الذكور في نفس الفترة العمرية.
علاج سوء التكيف النفسي للأطفال والمراهقين
يعتمد العلاج على مجموعة من العوامل منها عمر الطفل والأعراض التي يعاني منها ونوع الصدمة أو الحدث الذي تعرض له. ويلجأ الطبيب أو أخصائي الرعاية بوضع خطة علاجية مع بعض التوصيات المحددة، ومن العلاجات الأكثر شيوعاً ما يلي:
- العلاج الفردي ويتمثل في تعليم الأطفال وتدريبهم على التعامل مع المشكلات والتحكم في الانفعالات والتكيف مع الظروف المختلفة وتعليم الطفل التواصل.
- العلاج الأسري يمكن للأخصائيين استخدام العلاج الأسري لعلاج التغيرات في ديناميكية الأسرة ولمساعدة الأفراد في الأسرة على تحسين عمليات التواصل بينهم.
- العلاج بالأدوية يلجأ الأطباء لوصف الأدوية في حالات الأعراض الشديدة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_17112