كتابة :
آخر تحديث: 24/07/2025

مصحف مثلث التوحيد: شكله وآياته وحقيقته

لقد انتشر مؤخرًا كتاب يُدعى "مصحف مثلث التوحيد" وهو كتاب يجمع بعض آيات القرآن الكريم والتوراة والإنجيل، ولذلك سمي بمثلث التوحيد لأنه يجمع أضلاع المثلث وهي الأديان السماوية الثلاثة، ولكنه يُحرف هذه الآيات بشكل يثير جدل كبير بين جموع المسلمين. وقد أشرفت جهات في الولايات المتحدة الأمريكية على إصدار هذا المصحف المُحرف، وفي موقعكم مفاهيم نتعرف على تفاصيل أكثر حول كتاب مثلث التوحيد.
مصحف مثلث التوحيد: شكله وآياته وحقيقته

ما هو مصحف مثلث التوحيد؟

  • مصحف مثلث التوحيد pdf هو كتاب وليس مصحف يطابق القرآن الكريم المُنزل من عند الله عز وجل، ويُقال أنه يضم بعض آيات الذكر من الكتب السماوية الثلاثة بشكل يحقق ترسيخ للأديان الثلاثة وتجميعهم على راية واحدة وهي التوحيد بأن جميع الأديان السماوية تؤمن بوجود إله واحد وهو "الله" عز وجل. ويضم المصحف 366 صفحة متوسطة الحجم،و يوجد به 77 سورة تضم آيات متنوعة من كتب الأديان السماوية الثلاثة.
  • ولكن عند مراجعة آيات القرآن الكريم التي يستند إليها هذا الكتاب وجد إنها محرفة في أكثر من موضع وهذا ما جعل المسلمين يرفضون هذا الكتب الذي انتشر في الكويت بين عدد من الطلاب من قبل شركات أمريكية.

مصحف مثلث التوحيد الذي اصدرته أمريكا

  • لا أحد يعلم السبب الحقيقي وراء إصدار أمريكا لمصحف مثلث التوحيد، ولكن السبب الشائع بين ناشري هذا الكتاب وتوزيعه هو عقد مقارنة بين الأديان السماوية في مسألة التوحيد أو وحدانية الله عز وجل وذلك استنادًا على بعض الآيات الواردة في القرآن الكريم والإنجيل والتوراة.
  • وقد انتشر هذا المصحف بشكل كبير في أمريكا، ثم بدأ هذا المصحف في توزيعه بواسطة شركات أمريكية في الكويت في مرحلة لبدء توزيعه على العرب المسلمين، ولكن اكتشف أن هذا المصحف يحتوي على آيات قرآنية محرفة وليست مطبقة لما ورد في القرآن الكريم.
  • وقد يكون سبب نشر مصحف مثلث التوحيد -وهو السبب الخفي- هو محاولة للتحريف الفكري هو تشويه الفهم الصحيح للإسلام وتغيير التعاليم الدينية لتناسب أهداف أو معتقدات معينة، أو لنشر الفتنة بين المجتمعات أو لتأثير سلبي على الناس من خلال ترويج أفكار متطرفة أو خاطئة.

من هو مؤلف مثلث التوحيد؟

  • مؤلف كتاب مثلث التوحيد هو الكاتب الأمريكي "هاريس بوكس" والذي يتحدث فيه عن رحلته في الحقول وحال سكّان القرى الريفية في أوروبا وقصص من حياتهم، وقد أطلق عليه اسم مثلث التوحيد إشارة إلى عمق الصداقة بين ثلاثة من رعاة الغنم في إحدى القصص التي رواها.
  • يُقال أن كتاب مثلث التوحيد يرجع إلى الشاعر الروماني فيرجيل، وقد أطلق عليه مصحف الفرقان الحق المزعوم يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم الى اللغتين العربية والانجليزية.

آيات من مصحف مثلث التوحيد

  • يتكون مصحف مثلث التوحيد من 77 سورة تضم مجموعة متنوعة من السور وهي الفاتحة -المحبة - المسيح - الثالوث - المارقين - الصَّلب - الزنا - الماكرين – الرعاة -الإنجيل - الأساطير - الكافرين - التنزيل - التحريف - الجنة - الأضحى – العبس-الشهيد، وغيرها وهي لا تتطابق مع سور القرآن الكريم ترتيبًا واسما ورسما.
  • لم يبدأ الآيات "بسم الله الرحمن الرحيم"، استبدالها "بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد".
  • (والذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم وأعداء عبادنا المؤمنين) أولا لا يوجد نص في القرآن الكريم يؤكد أن الدين الإسلامي انتشر بالسيف وإنما هو دين السماحة والسلام والعفو وهذا تحريف صريح لآيات القرآن.
  • (يا أيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق. ثم نحييكم بنور الفرقان الحق) هذه أيضا سورة في مثلث التوحيد وهو دعوة صريحة لنشر النصرانية وهو افتراء على الله.
  • لا يوجد سورة في القرآن الكريم تسمى بسورة الزنا ولكن وجدت سورة الزنا في مثلث التوحيد.
  • سورة الفاتحة مصحف مثلث التوحيد وشوف العجب إذ أنها دعوة صريحة لتلبيس إبليس أي (للإشارة إلى الحيل والخدع التي يقوم بها الشيطان لإضلال الناس عن الطريق المستقيم، يُعتقد في الإسلام أن إبليس يستخدم مجموعة متنوعة من الوسائل والحيل لإضلال بني آدم وجعلهم يقعون في المعاصي والذنوب. في مطابقة اسمها لفاتحة القرآن العظيم.

لماذا يحتوي مصحف مثلث التوحيد على 77 سورة فقط؟

  • بحسب المعلومات المتوفرة في عدة مصادر عربية، فإن هذا المصحف المزعوم صُمّم ليحتوي فقط على 77 سورة تختلف تمامًا عن سور القرآن الكريم. ويبدو أن الرقم 77 لم يكن عشوائيًا، بل اختير لارتباطه بتصميم هندسي رمزي وأغراض فكرية محددة.
  • يوحي الباحثون بأن الهدف من هذا الاختيار هو ترسيخ فكرة "التوحيد الثلاثي"، بحجة دمج مفاهيم دينية من القرآن والتوراة والإنجيل في إطار نص واحد. لذا يَرون أن الرقم 77، أو الحجم المتوسط (366 صفحة) بما يحمل رمزية العدد والطول، يُسهم في إيصال الرسالة التصويرية للكتاب المزعوم.
  • كما أن عدد السور أقل بكثير من تعداد سور القرآن (114)، مايعكس نية استبعاد أمور رئيسية في النص الإسلامي الأصلي، واستبدالها بسور عقائدية مستحدثة مثل "المحبة" و"الثالوث" و"الزنا" وغيرها، في محاولة واضح.

مقارنة بين البسملة القرآنية والبسملة في المصحف المثلث

إليك مقارنة مفصّلة ومدعّمة بالمصادر بين البسملة القرآنية الأصلية والبسملة الموضعّة في مصحف مثلث التوحيد، وتشمل:

1. البسملة القرآنية الأصلية

  • هي العبارة الصحيحة: "بسم الله الرحمن الرحيم"، وهي آية من القرآن وصفها العلماء بـ"آية التوحيد" و"مفتاح كل خير".
  • تُكتب في بداية كل سورة ما عدا سورة التوبة، وهي عند جمهور العلماء جزء من القرآن وإن اختلفوا في وضعها ضمن آيات السورة أو خارجه.
  • جاءت بصيغة مختصرة (بسم) بدون همزة الوصل، وهو ترك لغوي دقيق وفخم وليست "باسم" كما في الجاهلية.

2. البسملة في مصحف مثلث التوحيد

  • افتُتحت بـعبارة: "بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد"، وهي صياغة لا علاقة لها بالبسملة القرآنية.
  • غير عربيّة تمامًا، ولا تفسير لغوي لها، وقد تُرجم عنوانها "Blessing" في الكتاب الأصلي، ويعني "نعمة"، ما يعد ترجمة خاطئة لمفهوم "البسملة" شرعًا.
  • ليست آية من الذكر، وإن وُضعت بداية المصحف فهي نسخة مشوّهة ومخترعة بالكامل.

حقيقة مصحف مثلث التوحيد وما يجب فعله

بعد التأكد أن كتاب مثلث التوحيد ما هو إلا نسخة محرفة من القرآن الكريم وهو ما يؤكد ضرورة اتباع الآتي مع كل تحريف يظهر لأن فتن التي تظهر على الدين الإسلامي كثيرة ويجب اتخاذ الإجراءات الاحتياطية للتعامل مع مثل هذا الادعاء والافتراء، وتتمثل فيما يلي:

  • التمسك بالقرآن والسنة: الاعتماد على النصوص الإسلامية الصحيحة يساعد في تجنب التضليل.
  • التعلم من العلماء: الاستفادة من نصائح وتوجيهات العلماء والدعاة الذين يوضحون أساليب الشيطان ويعلمون كيفية مقاومتها.
  • المداومة على الأذكار: الأذكار اليومية والأدعية المأثورة تساعد في حماية المسلم من وساوس الشيطان.

الفرق الجوهري بين مصحف مثلث التوحيد والقرآن الكريم

  • المصدر والمطبوعة: القرآن محفوظ بمنهجية علمية مرتبطة بنسخ وأسانيد، بينما "المصحف المثلث" تأليف بشري مجهول الأسناد ولا تضامن له مع المصاحف المعتمدة.
  • المضمون العقائدي: القرآن يشهد على وحدانية الله بكل صفاته، أما النسخة المثلثة فتحتوي على أسماء سور مسيحية ويهودية وتحريفات فكرية الهدف منها إعطاء انطباع "توحيد ثلاثي".
  • التحريف الواضح: تم حذف آيات، تعديل أوامر ونواهي، وخلط مفاهيم من الكتب المقدسة الأخرى تحت غلاف ديني مشبوه.

لماذا يُعد مصحف مثلث التوحيد خطرًا على العقيدة الإسلامية؟

  • المحور الشرعي: المصحف يُعد تحريفًا صريحًا لنصوص القرآن الكريم، وهو جريمة دينية، إذ أن القرآن حفظه الله من أي تبديل أو زيادة أو نقصان، كما يقول تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: 9).
  • التلاعب بالعقيدة: من خلال أسماء سور مثل "المسيح" و"الثالوث" و"الزنا"، يُدمج عناصر من الفكر المسيحي واليهودي مع القرآن، ويبدو هدفه "ترسيخ فكرة الأديان الثلاثة تحت راية التوحيد" بطريقة خطيرة تشوش مفاهيم التوحيد الإسلامي الصحيح.
  • الطرح الإعلامي: الكتاب وُصف بأنه محاولة للتشويش العقائدي للأجيال الشابة، وقد تم توزيعه في المدارس في الكويت عبر شركتين أمريكيتين استهدفتا ناشئين، مما زاد من خطره النفسي والديني.

آراء العلماء حول مصحف مثلث التوحيد

  • الأزهر الشريف: أصدر بيانًا ينصّ على أن مصحف مثلث التوحيد هو «محاولة صريحة لتحريف كلام الله» ويدعو إلى حظره ومقاطعة نشره.
  • رابطة العالم الإسلامي وهيئات دينية أخرى: أصدرت تحذيرات من الانجرار وراء هذا الكتاب، وأكدت أنه تأليف باطل يُشوّه القرآن وينشر أفكارًا دخيلة.
  • علماء السعودية: وصفوه بأنه أداة تشويه لعقيدة المسلمين، ودعوا إلى فتح مناظرات علمية وتمييز ما فيه من زيف.
  • كما ورد بواسطة علماء مثل ابن قدامة وغيره أن من جحد سورة أو آية من القرآن باتفق العلماء على كفره، مما يضع هذا المصحف المزوّر خارج الإطار الشرعي تمامًا.
ختامًا، بعد التعرف على حقيقة مصحف مثلث التوحيد والتي تؤكد أنه نسخة محرفة لا يجب على المسلمين قراءتها، ينبغي الحرص على بذل المسلمون جهودًا كبيرة للحفاظ على نصوص القرآن وتلاوتها وتعلمها ونقلها بشكل دقيق. إذا واجهت أي نص يدعي أنه جزء من القرآن ولكنه ليس كذلك، فمن الأفضل استشارة علماء الدين الموثوقين والاعتماد على المصادر المعتمدة والمعروفة للقرآن الكريم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ