آخر تحديث: 09/03/2024
بحث عن الثقافة الاستهلاكية وأثرها على القيم الاجتماعية في السعودية
تنتشر ثقافة الاستهلاك بين العديد من الأفراد نتيجة تواجد العديد من السلع والخدمات المستقطبة للأفراد والتي تدفعهم إلى الشراء والاستخدام؛ ثقافة الاستهلاك هي سياسة أقتصادية واجتماعية قائمة على تغيير اتجاهات المستهلكين ودفعهم إلى استهلاك السلع والمنتجات مما يؤثر على الافتصاد ومستوى معيشة الفرد. خاصة أن الاستهلاك قديمًا كان معتمدًا على توفير ألاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وملبس، واتسعت دائرة الاستهلاك وأصبحت الثانويات جزء لا يتجزأ عن متطلبات الحياة الضرورية. وعن كيفية تطور ثقافة الاستهلاك وتحولها لما نراه حاليًا، وإيجابيات وسلبيات ثقافة الاستهلاك وكيف يمكن للمؤسسات والشركات تدعيم فكرة الاستهلاك في المجتمع السعودي هذا ما سنوضحه في هذا المقال في موقع مفاهيم.
تعريف ثقافة الاستهلاك
- مفهوم ثقافة الاستهلاك هو أيديولوجية اقتصادية واجتماعية ونظام يشجع على استهلاك أو الحصول على السلع / الخدمات في دورة لا تنتهي أبدًا، وتشجع النزعة الاستهلاكية شراء واستهلاك السلع والخدمات الزائدة عن الاحتياجات الأساسية للشخص.
- وعلى سبيل المثال، كان الهاتف المحمول قديمًا لا يعتبر من ضروريات الحياة وكان القليل من يملكون هذا الجهاز ولكن مع التقدم التكنولوجي والطفرة التي حدثت في المجتمعات أصبح السعي وراء السلع واتباع احدث الماركات جزء من ثقافة الفرد الاستهلاكية.
تطور ثقافة الاستهلاك
- بدأت النزعة الاستهلاكية منذ بداية الرأسمالية في أوروبا في القرن السادس عشر، حيث كانت في البداية مقسمة إلى طبقة فقيرة وطبقة غنية ومع بداية الثورة الصناعية بدأت ظهور الطبقة الوسطى مما ساهم في ظهور ثقافة الرفاهية وشراء الأشياء التي توفر سبل الراحة.
- كما زادت عدد المنتجات وأصبح شراء السلع والخدمات أسلوب حياة، وأصبحت ثقافة الاستهلاك تشجع الإنفاق على السلع الاستهلاكية مثل السيارات والملابس والأحذية والأدوات بدلاً من الادخار والاستثمار.
- وانتشر صدى تلك الثقافة، وامتدت إلى كافة الدول ومنها الدل النامية وأصبحت وسائل الأعلام واحدة من أهم الوسائل التي تدعم هذه الثقافة من خلال عرض المنتجات في الإعلانات المختلفة.
إيجابيات وسلبيات ثقافة الاستهلاك عند المجتمع السعودي
لقد انتشرت ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي بشكل مبالغ فيه الآونة الأخيرة، تزامنا مع التطور الحديث في تكنولوجيا الأشياء والصناعات الاستهلاكية،مما دعم ثقافة الاستهلاك، وإليكم مزايا وعيوب ثقافة الاستهلاك في المجتمع السعودي.
إيجابيات ثقافة الاستهلاك
لقد ساهمت ثقافة الاستهلاك في إحداث تغيير في نمط حياة الأفراد داخل المجتمعات وساعد على:
زيادة النمو الاقتصادي
- حيث تساعد سلسة الاستهلاك المتبعة من قبل الأفراد على إنفاق الأموال لشراء السلع والخدمات مما يساهم في زيادة الإنتاج مما يؤدي إلى دفع عجلة الافتصاد، وبالتالي يؤثر على الافتصاد بالإيجاب الاستهلاكية تدفع النمو الاقتصادي.
- عندما ينفق الناس أكثر على السلع / الخدمات المنتجة في دورة لا تنتهي، ينمو الاقتصاد. هناك زيادة في الإنتاج ويخلق فرص عمل عديدة ويساعد على زيادة الثروات الخاصة بالشركات المنتجة للسلع.
- مما يؤدي إلى زيادة الاستهلاك. كما أن مستويات معيشة الناس لا بد أن تتحسن بسبب النزعة الاستهلاكية.
يعزز الابتكار والإبداع
- أن أقبال المستهلكين على المنتجات جعل الشركات المنتجة تقدم أفضل السلع والخدمات لتكسب العملاء ويقومون بشراء منتجاتهم.
- مما ساهم في خلق روح المنافسة بين الشركات المنتجة لنفس المنتج لاستقطاب المستهلكين للسلع الخاصة بها، كما ساهم في ظهور مجموعات متعددة وضخمة من السلع والخدمات التي تجذب العملاء.
- لقد ساعدت ثقافة الاستهلاك على تحسين نوعية الحياة، حيث أن سعادة الفرد مرتبطة بتوفير احتياجاته الأساسية، وقد ساعد زيادة الإنتاج ووفرته وتنوعه والجودة التي يتمتع بها على تلبية احتياجات الأفراد وسعادة الأشخاص.
سلبيات الاستهلاك
التدهور البيئي
- ساهم انتشار المصانع وزيادة الإنتاج نتيجة الطلب المتزايد على السلع إلى مما ساهم في استغلال الموارد الطبيعية مثل المياه والمواد الخام بشكل كبير.
- مما أدي إلى انتشار عوادم المصانع واستخدام المواد الكيميائية الضارة والتي تؤثر على البيئة وأفرادها بالسلب.
التدهور الأخلاقي
- ساعدت ثقافة الاستهلاك العديد من القيم والعادات والتقاليد الجديدة والتي تؤثر بالسلب على الأفراد وأصبح يوجد صفات وقيم تدعو إلى الإنفاق والبزخ وشراهة شراء ما هو جديد.
- هذا بالإضافة إلى إبعاد المجتمعات عن القيم المهمة مثل النزاهة خاصة بعد سيطرة المادية والمنافسة في المجتمعات.
ارتفاع مستويات الديون
- لقد ساهم زيادة الأقبال على شراء المنتجات خاصة بعد ظهور العديد من المنتجات التي تقدم سبل الرفاهية والراحة للأفراد مما جعلهم يلجأون إلى القروض للحصول على تلك السلع.
- مما أدي إلى تراكم الديون على العديد من الأفراد نتيجة لشرائهم السلع وثقافة الاستهلاك المسيطرة عليهم.
مشاكل الصحة النفسية
- قد يؤدي وجود العديد من السلع التي ترغب الأفراد في الحصول عليها مما يشكل مزيد من الضغوطات النفسية والجهد والتعب لتوفيرها ويشكل ضغط عقلي نتيجة الموارد المحدودة.
- وبالتالي بشعر الأفراد بالعجز مما يؤثر على الصحة ونفسية الأفراد.
الثقافة الاستهلاكية وأثرها على القيم الاجتماعية
لقد ساهم انتشار العديد من المنتجات إلى بحث العديد من الشركات إلى التعرف على طرق التأثير في الأفراد لتغيير اتجاهاتهم نحو منتج معين وتوجيهم لأخر ويتم ذلك من خلال:
دراسة الجمهور المستهدف
- عندما تقوم شركة معينة بالترويج عن منتج معين لزيادة الطلب عليه تقوم في البداية بدراسة الجمهور المستهدف واختيار اللغة المناسب للتعامل معه وفقا للظروف العمرية والاجتماعية والثقافية لكل جمهور.
- وقد يساعد فهم ومعرفة المعايير الاحتياجية للجمهور في مساعدة الشركة لمنتجات تتناسب مع الجمهور المستهدف.
إدراج الأفراد في مجموعات
- يساعد تحديد الجمهور على الوصول إليهم بسهولة من خلال مخاطبتهم باللغة المناسبة لهم ،وماذا عن تقسيم هذا الجمهور إلى مجموعات يساعد الشركات كثيرًا في معرفة تفضيلات المجموعة والقدرة على التأثير عليهم لتغيير اتجاهاتهم الاستهلاكية نحو منتج دون غيره.
- على سبيل المثال إذا قمت بتحديد جمهور وهم الشباب وتوصلت على التفضيلات الخاصة بهم وطريقة التأثير عليهم يمكنك تقسيمهم إلى مجموعات بعضهم يفضلون الرياضة ويسهل الإعلان عن المنتجات الرياضية في تلك المجموعة، خاصة أن البشر يحب أن يتم تضمينهم في مجموعات.
دراسة الوعي الاجتماعي والسياسي
- لكي تصل إلى نقطة التأثير في الآخرين لتغيير ثقافة الاستهلاك من منتج لمنتج أخر ينبغي أن تعي جيدا بالقصايا الاجتماعية والسياسية المحيطة والتي يمكن أن تؤثر على النزاعة الاستهلاكية.
- وينبغي أن تحمل الإعلانات الخاصة بالمنتجات على قيم اجتماعية تشعر الجمهور بمدي التقارب ومعرفة قضايا الأفراد المختلفة والحفاظ على مشاعر الأفراد ينتج ثماره ،وخاصة أثناء فترات الكوارث والحروب وانتشار الأمراض.
- على سبيل المثال قد استغلت العديد من شركات التعقيم والمنظفات فترة كارثة فيروس كوفيد 19 على الإعلان عن منتجاتها بشكل كبير مما ساهم على الإقبال على المنتجات الخاصة بالشركة.
وفي النهاية، رغم أهمية ثقافة الاستهلاك في زيادة الإنتاجية وتوفير فرص عمل للعديد وظهور سبل الرفاهية والراحة للأفراد إلا أنها ساعدت على التدهور الاجتماعي والبيئي والبعد عن القيم الإيجابية في المجتمع. إلا أن الاعتدال في الاستهلاك والأقبال على المتطلبات الأساسية والتعامل مع المتطلبات الأخري بشكل مناسب، يساعد الأفراد عن منع الاقتراض وتراكم الديون وتوفير أموال للاستثمار والادخار.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4933
تم النسخ
لم يتم النسخ