آخر تحديث: 13/07/2022

مفهوم الرفق في الإسلام وكيفية تعليمه للأطفال؟

يعرف مفهوم الرفق بأحد السلوكيات الأخلاقية التي تأتي نتيجة التصرف بلطف واهتمام مع الآخرين أو مع الشخص بنفسه، ومن خلال مفاهيم نستوضح معكم أبرز خصائص خلق الرفق، والذي يعد من أهم الفضائل التي يحث عليها مختلف الأديان والثقافات، والجدير بالذكر أنه يوجد الكثير من الطرق والأساليب التي تجعل منك شخصاً لطيفاً مع الآخرين وتميزك بخلق الرفق، وبالتالي يمكنك هذا الخلق من زيادة الشعور بالرضا وتنمية علاقاتك الاجتماعية بالآخرين المحيطين بك، وتقوية الروابط العائلية بشكل كبير.
مفهوم الرفق في الإسلام وكيفية تعليمه للأطفال؟

ما هو مفهوم الرفق؟

يندرج تحت مفهوم الرفق معاني أخلاقية سامية متنوعة ومتعددة، فهو:

  • يعد نوع من أنواع الود والكرم، وكذلك يرتبط بمفهوم المودة واللطف، والرعاية وغيرها من الكلمات، والجدير بالذكر أن الرفق له دلالة أخلاقية غير صحيحة اشتهرت بين الناس وبعضهم البعض، فالكثيرون يروا أن الشخص الذي يتمتع بهذا الخلق فهو ساذج أو ضعيف، ولكن حقيقة الأمر ليس كذلك.
  • فهو يعبر عن الشجاعة والقوة ويعد من أهم المهارات الشخصية التي يجب أن يتمتع بها الإنسان.
  • وقد عرفه أرسطو بأنه عبارة عن مساعدة تقدمها إلى الشخص المحتاج إليها، بدون مقابل شيء مادي أو معنوي ولا بهدف الحصول على مصلحة شخصية، ولكن لصالح فقط الشخص الذي يقوم بتلك المساعدة.
  • كما اعتبر نيتشه أن هذا الخلق يعد من أهم العوامل العلاجية الأكثر أهمية في المجتمع البشري وأحد أهم الفضائل الأخلاقية في تعاليم الله.

الرفق في الإسلام

أمرنا دين الإسلام أن نتحلى باللين أو الرفق في جميع الأشياء، بما في ذلك مع الحيوانات والإنسان وحتى البيئة المحيطة بنا، وذلك من خلال:

  • يعد أحد النتائج الطبيعية للإنسان كامل الإيمان وأهم الفضائل البارزة في الإنسانية بوجه عام.
  • والجدير بالذكر أنه لا يوجد خير في إنسان لا يتحلى بالرأفة واللين، فعندما يقوم الإنسان بواجبه الديني والأخلاقي تجاه ربه والناس فهو في الإسلام قد حقق الصالح لنفسه.
  • يحب الله تعالى اللين والرحمة في جميع الأمور لذلك يجب علينا أن نتحلى بتلك الصفات الحميدة حتى إذا واجهنا القسوة والمعاملة.
  • ففي أحد المرات قد تعرض الرسول صلى الله عليه وسلم للإهانة واللعن من قبل الأعداء والكفار، ولكنه لم يرد عنهم الإساءة وأظهر الصبر وشجع أصحابه على التحلي بالرحمة واللين معهم دائماً.

مظاهر الرفق

يوجد أشكال ومظاهر كثيرة ومتعددة بالنسبة إلى مفهوم الرفق، تتمثل في تمني الخير للناس والابتعاد عن إيذائهم، ومن تلك المظاهر:

  • الرفق عند التعامل مع الأطفال والصغار، خاصة في المرحلة الأولى من حياتهم، وبالتالي ينشأ الطفل نشأة سوية تجعل منه إنسان صالح في المجتمع، كان الرسول صلى الله عليه وسلم رفيقاً وليناً مع الأطفال فكان يلعب معهم ويحملهم، مثل أحفاده الحسن والحسين.
  • كذلك التعامل مع الأهل والأصدقاء بالرحمة واللين يمثل طاعة لأحكام الإسلام الحنيف والحرص على التسبب في إحداث أي قول أو الفعل يسبب لهم ضيق، كان النبي صلى الله عليه وسلم رفيقاً مع أهل بيته وزوجاته وبناته يعاملهم بالحسنى واللين في جميع المواقف.
  • الصبر على الأذى أحد أنواع الرفق واللين كذلك، عندما يكون الإنسان قادر على كظم غيظه وصابر في تحمله للأذى من الآخرين، وبالتالي يحصل على الأجر العظيم لقاء رفقة معهم، رغم إيذائهم له، خاصة وأنه من أهم صفات الأنبياء والمرسلين دون استثناء.
  • بالإضافة إلى أن الرفق بالحيوان أحد مظاهر صفات الرحمة واللين، خاصة عند التعامل معهم بشكل مباشر أثناء تربيتهم، وتجنب عدم تعذيبهم أو منع الأكل والشرب عنهم وإيذائهم، لأن هذا الخلق قد يدفع بالإنسان إلى دخول الجنة كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • والجدير بالذكر أيضاً أن الدين الإسلامي قد حدد بعض الشروط الأساسية والتي يجب التحلي بها وتوافرها عند التضحية أو ذبح الحيوانات بغرض الأكل والانتفاع بها برحمة ولين دون تعذيب الحيوان أو إيذائه نفسياً وجسدياً.

فوائد الرفق في المجتمع

يساعد انتشار مفهوم الرفق في المجتمع على الٱتي:

  • تقليل مشاكل التوتر والاكتئاب والقلق بين العديد من الأشخاص، لأنه يسبب مشاعر طيبة تجعل الجميع سعيد.
  • يؤدي إلى تحسين الصحة الجسدية حيث أظهرت العديد من الأبحاث أن التعامل برحمة ولين بين الأشخاص وبعضهم البعض، يساعد في تحسين الجهاز المناعي بالنسبة للشخص الذي يبادر بتلك المشاعر والمتلقي لها.
  • يقلل أيضاً من انتشار العديد من الأمراض النفسية منها النرجسية، طبقاً لدراسة جامعة ميشيغان، أصبح المراهقين أقل تعاطفاً بنسبة تصل إلى 40%، وزادت النرجسية في المجتمع بنسبة 58%.
  • الحرص على اتباع سلوك سليم يساعد في تقويم النفس وتهذيبها.
  • يساعد في انتشار الأعمال الصالحة وتقليل السلوكيات السلبية في المجتمع.

أهمية الرفق

تحمل تلك الصفة الكثير من المزايا والأهمية في مختلف الجوانب في حياة الأفراد، وتتمثل تلك الأهمية فيما يلي:

  1. تحقيق طاعة الله ورسوله وكذلك تحقيق أفضل الأعمال الصالحة والخير التي يتنافس عليها الناس، وتقديم الإسلام بصورة صحيحة للناس خاصة وأنه وردت العديد من الأحاديث النبوية وآيات من القرآن التي تحث على ذلك.
  2. تعزيز مشاعر تقدير الذات لأن التعامل بالرفق مع الناس يولد مشاعر سعيدة وإيجابية وبالتالي يزيد قيمة الفرد واحترامه لذاته والمحافظة على التفاؤل والإيجابية في الحياة.
  3. تعد تلك الصفة من أهم صفات القائد الناجح والتي تؤدي إلى زيادة حب الناس له وطاعته، لأن الناس تقدر الشخص الذي يعاملهم معاملة حسنة لكي يمتلك صلة اجتماعية مع من حوله.
  4. يساهم في تحسين العلاقات الاجتماعية بين الناس وبعضهم البعض، كما أنه يخلق أجواء إيجابية ويزيد من احترام الناس لبعضهم وتكوين علاقات اجتماعية قوية.
  5. في حالة التعامل مع الأطفال برحمة ولين يعد ذلك من أهم عناصر التربية وبالتالي يزيد من مشاعرهم الإيجابية وثقتهم بنفسهم.
  6. يعد اللين والرحمة من أهم دلائل الإيمان الصحيح وحسن الخلق واتباع صحيح للشريعة الإسلامية.
  7. أحد الأسباب الرئيسية التي تساعد الإنسان في دخول الجنة.

كيف نعلم أطفالنا أسس الرحمة والترفق؟

الحرص على تطوير المبادئ النفسية والروحية عند الأطفال خاصة في المراحل المتقدمة من طفولتهم، أصبح أكثر قوة ووعي بالصفات الحميدة، من خلال:

  • فمثلا عندما يمر الأطفال بتجارب مختلفة مثل التعامل مع الحيوانات الأليفة ورعايتهم، فذلك ينمي عندهم صفات الرحمة واللين، وعندما يصلون إلى مرحلة البلوغ والمراهقة فإنهم يدركون ما يوجد داخلهم من قيم إنسانية حميدة مثل الإحسان واللين وذلك جدير بمساعدتهم في التطور ليصبحوا متفائلين وسعداء.
  • والجدير بالذكر أن الحديث عن تلك الصفات لا يكفي لتعليم الأطفال بها، بل يجب ممارستها معهم في الحياة اليومية، بالإضافة إلى تعويدهم على مفهوم العطاء بدون مقابل، واختبار شعور الرفق بالآخر، والذي يمكن أن يكون والده أو أخاه أو حيوان أليف، يلتمس معنى تقدير الذات والرحمة الداخلية.
ختاماً بعد أن تعرفنا على مفهوم الرفق، يمكن القول بأنه يساعد الإنسان على أن يتحلى بقلب سليم لين مليء بصفات حميدة، يمكنه ذلك من الحصول على الخير والثواب الحسن في الدنيا والآخرة، خاصة في التعامل به في الحياة اليومية مع الآخرين الكبار والصغار، وكذلك مع الكائنات الحية من الحيوانات والبيئة المحيطة بنا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ