مفهوم المشاركة السياسية للمرأة وأشكاله
جدول المحتويات
أشكال المشاركة السياسية
تختلف أشكال المشاركة السياسية من جانب المواطنين في الدولة وذلك وفقا للأنظمة السياسية المختلفة السائدة في الدولة حيث أن شكل المشاركة السياسية يتوقف على طبيعة النسق السياسي، ولذلك تتخذ المشاركة السياسية شكلها وفقا لطبيعة هذا النسق وذلك لأن كل نسق يندرج تحته عدد من الأدوار التي من المفروض أن يقوم الفرد بتأديتها.
فمثلا هناك المواطن الذي يتوقف دوره في الدولة على الإدلاء بصوته في الانتخابات العامة للدولة وهناك الأفراد السياسيون المحترفون وأعضاء الأحزاب النشطين، حيث إن هؤلاء الأعضاء يتم تنظيم العلاقة بينهم على أساس الترتيب الهرمي في شغل الأدوار، حيث أن هذه العلاقة تعد علاقة تنظيمية تحدد وفقا لشكل المشاركة السياسية ومداها الذي يعني الدور الذي يقوم به المشارك السياسي.
العلاقة التفاعلية بين المشاركة السياسية والعملية السياسية
عندما يتم الحديث عن المشاركة السياسية فإن هذا الأمر يعني بالدرجة الأولى هو مساهمة المواطنين في العملية السياسية والتي يتم إجراؤها في إطار النظام السياسي السائد في الدولة وعادة ما نطلق هذه المقاربة من الربط بطريقة جدلية بين المشاركة السياسية والعملية السياسية.
ولا سيما المشاركة في عمليات صنع القرار واتخاذ القرارات السياسية المتعلقة بمصير الدولة ويرجع ذلك إلى أن القرارات السياسية تمثل المحور والنتائج النهائية الخاصة بأي عملية سياسية سواء كان موضوع هذه المشاركة يتعلق بقانون معين أو يتعلق بإجراء وتطبيق سياسية معينة.
المشاركة السياسية للمرأة
عادة ما تتوقف المشاركة السياسية للمرأة على ظروف المجتمع الذي تعيش فيه كما أن درجة مشاركتها السياسية تتوقف على مقدار ما يتمتع به المجتمع نفسه من حرية وديمقراطية وذلك من في النواحي التي تتعلق بالمسائل السياسية، بالإضافة إلى أن درجة مشاركتها السياسية تتوقف على مقدار ما يمنحه المجتمع للمرأة من حريات اجتماعية تمكنها من القيام بهذا الدور السياسي ولذلك فإنه لا يمكن أن تتم المشاركة السياسية للمرأة بمعزل عن الظروف الاجتماعية والظروف السياسية التي يمر بها المجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن مفهوم المشاركة السياسية تلعب دورا هاما في تطوير آليات وقواعد الحكم الصالح وذلك على سبيل المثال فتح الحوار السياسي عن مفهوم أصبح قيد التداول في الوقت الراهن.
وعلى هذا قام كلا من صامويل جنتجون جون نلسون بتعريف المشاركة السياسية على أنها ذلك النشاط الذي يقوم به الأفراد العاديين في المجتمع بقصد التأثير في عملية صنع القرار الحكومي سواء كان هذا النشاط الذي يقوم به سواء كان فرديا أو جماعيا أو تم القيام به بطريقة منظمة أو طريقة عفوية أو تم القيام به متواصلا أو بشكل متقطع.
ولهذا يمكن القول أن المشاركة السياسية في أي مجتمع من المجتمعات على مستوى العالم تكون محصلة نهائية لمجموعة من العوامل الاجتماعية والعوامل الاقتصادية والعوامل المعرفية والعوامل الثقافية والأخلاقية والسياسية بحيث تتضافر جملة هذه العوامل مع بعضها وذلك لتحقيق تنمية المجتمع المقصود أخذ قرار بشأنه ونظامه السياسي السائد فيه.
ومن الجدير بذكر أن المشاركة السياسية لها دور هام في تحديد نمط العلاقات الاجتماعية والسياسية للأفراد كما أنها تلعب دورا بارزا في تحديد توافق هذه العلاقات مع مبدأ المشاركة الذي أصبح من المعالم الرئيسية للمجتمعات الحديثة التي تميزت بمدنيتها.
ولهذا يمكن القول إن المشاركة السياسية بوجه عام تعد هي أساسا جوهر المواطنة بل إنها تعبر عن حقيقتها العملية فالمواطنون هم أصحاب الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، وهذه الحقوق يجب على المجتمع أن يعترف بها المجتمع لجميع أفراده ذلك بحكم العقد الاجتماعي الذي تم إبرامه بين المجتمع وبين الأفراد الذين يعيشون فيه يؤثرون فيه ويتأثرون بظروفه، وعلى هذا فإن هناك الكثير من المختصين بالجانب السياسي يعتبرون المشاركة السياسية هي أساس الديمقراطية كما أنها تعبر عن سيادة الشعب.
خصائص المشاركة السياسة
تتمتع المشاركة السياسية بعدد من الخصائص ومن أبرز هذه الخصائص ما يلي:
- الفعل: ويشير هذا الفعل إلى حركة الجماهير النشطة نحو تحقيق الهدف المراد تحقيقه.
- التطوع: وهذه الخاصية تعني أن جهود المواطنين يجب أن تتم عن طواعية منهم وذلك من خلال شعورهم بدافع المسؤولية الاجتماعية والمسؤولية الجماعية تجاه القضايا الهامة في المجتمع الذي هم يعيشون فيه.
- الاختيار: وهذا الأمر يعني أنه يجب أن يقوم الأفراد المعنيين بالقضايا التي تهم المجتمع بتغليب المصلحة العامة على مصلحتهم الشخصية ولا يتوقف دورهم عند هذا الحد بل يجب عليهم دعم هذه القضية حتى إذا تعارضت المصلحة العامة للمجتمع مع مصلحتهم الشخصية.
مراحل المشاركة السياسية
تمر المشاركة السياسة بعدة مراحل ودرجات مختلفة وهذه المراحل تتمثل في:
- البدء بتوجيه الاهتمام نحو القضايا السياسية العامة التي تخص المجتمع.
- تتطور الأفراد المعنيين بالقرار السياسي إلى الانخراط فعلا في النشاط السياسي.
- ثم بعد ذلك يتم تطبيق هذا التطور إلى القيام بنشاط سياسي.
- المشاركة السياسية للنساء وهذه المرحلة تأخذ وجهين أحدهما أن تقوم المرأة بترشيح نفسها في الانتخابات حيث أنها بذلك القرار تكون قد قررت خوض معترك الحياة السياسية بنفسها وذلك من خلال عملها داخل المجلس السياسي.
- والوجه الثاني هي أن تقوم بدور الناخبة بحيث إنها تقوم بالإدلاء بصوتها لمن يمثلها ويدافع عن حقوقها ويهتم بمشاكلها.
العوائق والتحديات للمشاركة السياسية للمرأة
تتعدد العقبات والعوائق التي تقف أمام مشاركة المرأة السياسية حيث أن هناك عوائق مرتبطة بالمجتمع نفسه، وهناك عوائق مرتبطة بالجهات السياسية داخل الدولة وهذا ما يظهر ضعف تمثيل المرأة في الهيئات السياسية داخل الدولة التي تتمثل في المناصب الحكومية المناصب البرلمانية والنقابات والأحزاب، وهذه العقبات يجب أن يتم العمل على تجاوزها والتخلص منها.
كما أن هناك بعض العوائق والعقبات التي تقف حجرة عثرة بين مشاركة المرأة السياسية بشكل فعلي وهي التي تتمثل في التنشئة الاجتماعية للمرأة والتنشئة السياسية والتي اعتبرت المرأة غير قادرة على خوض القضايا السياسية وأنها غير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة ويرجع ذلك إلى اعتبار أن المرأة أقل عقلانية من الرجل وهذا ما جعل أكثر الأحزاب السياسية تفقد الثقة في المرأة عند توليها مراكز القيادة.
وهذا ما جعل أمنيات الأحزاب أو رئيسات الأحزاب معدودين وهذا كان في الأيام السابقة أما في عصرنا فإن الأمر قد تغير بشكل نسبي وخاصة في بعض الدول التي تعتمد على نظام الكوتا، حيث إن الأحزاب في هذه البلاد قد وجدت نفسها في حاجة ملحة لتولية بعض النساء المناصب السياسية التي تتمثل في توليها مناصب في المجلس الإدارية أو البرلمان بيد أن تولي المرأة هذه المناصب لا زال يخضع لعامل الواسطة كما أن الاختيار للنساء يقع على من تكون مقربة إلى قيادات الأحزاب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14442