كتابة :
آخر تحديث: 04/08/2021

من هم المجوس؟ وما حكم الإسلام في التعامل معهم؟

من هم المجوس؟ تعتبر كلمة المجوس كلمة فارسية في أصلها، وهو لفظ ليس عربي، فقد عرفها العلماء بأنها من الكلمات المعربة، نقلاً عن اللغة القديمة، والبعض يقول بأن أصلها كلمة النجوس، والتي تعتبر مشتقة من أنهم يأخذونها من استخدامهم للنجاسة في عباداتهم.
من هم المجوس؟ وما حكم الإسلام في التعامل معهم؟

من هم المجوس؟

قبل التطرق إلى إجابة سؤال من هم المجوس؟ نعرف بداية الديانة المجوسية تعتبر ديانة وثنية تقول بإلهين اثنين، يكون الأول إله للخير، والثاني هو إله للشر، ويكون عادة بينهما خلاف وصراع دائم حتى قيام الساعة، واختلف العلماء في تسميتها واختلفت الأقوال، ومنها:

  • يقال بأن كلمة مجوس هي نسبة إلى رجل يسمى: "مجوس".
  • يقال بأنه وصف لرجل تم انتساب المجوسية إليه.
  • يقال بأنها نسبة لقبيلة من قبائل الفرس.
  • يقال بأنها وصف لعبادة النار.
  • يقال من بعض العلماء أنها هي الزرادشتية.
  • ويقول ابن خلدون أن المجوسية هي الكيرمرثية والتي تنسب إلى أحد أبناء آدم عليه السلام الذي يسمى كيرمرث.
  • ويقال أيضاً أنه نسبة إلى أحد أبناء نوح عليه السلام، وغيرها من الأقاويل.

وقد اختلف الباحثون وأهل العلم في كونهم هل هم من أهل الكتاب ولهم رسول قد بعث إليهم أم لا!! وقد اختلف الجمهور من العلماء على قولين، فالرأي الأول وهو الراجح يقول بأنهم ليسوا من أهل كتاب استندوا بذلك لما ذكره ابن القيم وابن قدامة والقرطبي، وهذا هو الرأي الذي يتبعه أغلب السلف في هذه المسألة.

ما هي معتقدات المجوس؟

هنا نأتي لإجابة السؤال من هم المجوس؟ توجد مقولة دارجة عند المجوس تقول بأن العالم له أصلين، وهما: النور، والظلمة، ومنه فإنهم يشيرون إلى أن العالم به إلاهين، إله للخير، وآخر للشر، كما أنهم قالوا بأن الشيطان هو يعتبر خالق الشر فعبدوه، وعن إيمانهم بالبعث والحساب فإنهم لا يؤمنون بالبعث ولا بيوم القيامة مطلقًا.

كما أنهم يزعمون بأن كل ما يحدث في الحياة له سبب لوجوده، أي أن له خالقين، خالق للخير وآخر للشر.

أما عن خالق الخير فهو الذي يقوم بالفعل الحسن الذي هو النور، وأما عن خالق الشر فهو الذي يكون سبباً في إحداث المصائب والمشاكل، وهو يعتبر الظلمة.

الأماكن التي انتشر فيها المجوس

لقد انتشرت المجوسية مثل غيرها من الديانات في العديد من الدول كمصر واليونان والعراق والصين والهند وغيرها من الدول، ولكن المجوسية من بين غيرها من الديانات قد عرفت بأنها ديانة للفرس، وذلك بسبب أن أكثر من يتبع تلك الديانة هو الفرس الذين قدم اتبعوها في العصر الياياني.

  • وقد قال ابن خلدون فيهم أنهم من أكثر الأقوام قدما في الأرض، ومن أكثرهم قوةً وآثارًا في الأرض.
  • وقد قال عنهم ابن القيم بأنهم لا يقرون بنبوة أحد إلا زراداشت.

والمجوس قد مروا بالعديد من المراحل منذ أن نشأت وحتى زوال حكمهم وديانتهم بعد الفتح الإسلامي الذي تم لبلاد فارس، والمراحل كانت كالآتي:

  1. المرحلة الأولى: بدأت منذ بداية المجوسية، إلى ظهور زرادشت.
  2. المرحلة الثانية: تعتبر مرحلة المجوسية في عصر زرادشت.
  3. المرحلة الثالثة: كانت هي المجوسية بعد زرادشت إلى ظهور الإسلام.
  4. المرحلة الأخيرة والرابعة: هي مرحلة ظهور المجوسية بعد ظهور الإسلام.

وقد عاملت الشريعة الإسلامية المجوسية كأنها من أهل الكتاب، فقد كانوا المجوس أقل شراً من المشركين الوثنينين، ولكن كان عليهم دفع الجزية مقابل وجودهم بين المسلمين، ولكن بالرغم من هذا فهم يعتبرون مشركون أيضًا كذلك، ولكنه يختلف عن الوثنينين بأنه شرك أقل شراً مما يعتنقه الوثنيين الذيم يعبدون الأصنام، والجزية لا تؤخذ من النساء ولا من الصبيان، ولكن الجزية تطبق فقط على الرجال الذين يبلغون الحلم.

المجوس وعبادتهم

بعد معرفتنا "من هم المجوس؟" من عبادات المجوس: (الشمس، والقمر، والنار) فإنهم يعبدون تلك الأشياء، كما زعموا بأن هناك إله للشر وإله للخير، وهذا كلام ليس له أساس من الصحة، ولكنهم يعتقدونه في عبادتهم فإنهم يقولون بأن إله الخير هو النوي الذي يخلق أفعال الخير، وأن إله الشر هو الظلمة التي يخلق من خلالها كل فعل يعتبر من أفعال الشر.

والفرق التي تقول بهذه المعلومات هي فرق مختلفة وقد انقسمت إلى فرق متعددة كل منها يحمل معتقد مختلف عن الآخر، والمجوس الثلاثة هم عبارة عن مجموعة من الكهان الذين يجتمعون مع بعضهم البعض في العهد الساساني، وإنهم كانوا منجمين وعلماء، وقد ذكروا في الإنجيل بأنهم قد استعانوا بنجم ي السماء حتى يقوم بإرشادهم على مكان المسيح عليه السلام.

وفي بعض الروايات توجد أخبار عن أنهم قد خرجوا من فلسطين من منطقة الشرق حتى تتبعوا النجم وأرشدهم إلى بيت لحم، وعند الوصول هناك تُقدم الهدايا الثلاثة للمسيح في وسط أجواء احتفالية عظيمة.

ويوجد علاقة ترابط بين الوثنيين والمجوس والتي تتمثل في عبادتهم للنار والشمس فإن عقيدة المجوس الحقيقية هي الوثنية، ولكن كما ذكرنا سابقا فإن فإن للمجوس أحكام خاصة يتميزون بها عن الوثنين، وقد ذكر بعض علماء المسلمين مثل الصحابي الجليل ابن عباس بأن المجوس عبدوا الشياطين في أصل الأمر؛ وذلك لأنهم عندهم أقوال حقيقية تجعل الشياطين شركاء لله تعالى في هذه العبادة، لذلك فإنهم يشتركون مع الوثنين كما قلنا بأنهم يعبدون الأحجار التي قد أهمتهم الشياطين بعبادتها، فكانت تعتبر عبادة الشياطين في الحقيقة، ولكن المجوس الوثنيين يعبدون الشياطين مباشرة.

حكم معاملتهم والأكل من طعامهم والزواج منهم

  • إن الزواج من المجوسيات لا يجوز للمسلمين.
  • أما بالنسبة للطعام فلا حرج على المسلم أن يأكل من طعام الإنسان الآخر غير المسلم، وذلك فيما يتعلق بالخضروات والبقول والفواكه والألبان والأجبان وكل ذلك من الطعام غير فقط ما يذبح منه، وقد ذهب فريق من العلماء بجواز الأكل من طعامهم أيضاً ما سوى الذبائح، كما أجاز الشعبي مجالسة المجوسي على الطعام حتى لو كان يزمزم.
  • كذلك اللحوم المستوردة فهي لا تجوز للمسلم الأكل منها لو كانت مستوردة من المجوس، فعليه أن يتأكد قبل الأكل منها من أنها قد تم تذكيتها من مسلم، وأنها قد ذبحت على الطريقة الإسلامية الصحيحة، وأما عن اللحوم المستوردة من الغرب فهي الأصل فيها يكون الإباحة وذلك لأنهم من أهل الكتاب، ولو ظهر للمسلم غير ذلك فعليه أن لا يقترب منها ولا يأكل منها تمامًا.
  • أما عن الصلاة في أماكن العبادة المخصصة للمجوس، فإن الله قد طعل كل الأرض مسجدا للمسلمين، وكما قال جابر بن عبد الله أن الرسول صلى الله الله عليه وسلم قال:

"وجُعِلَتْ لي الأرْضُ مَسْجِدًا وطَهُورًا، وأَيُّما رَجُلٍ مِن أُمَّتي أدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ"

أي أنه يصلي في أي وقت ومكان وجب فيه صلاة فريضة عليه أن يصليها، وهذا الترخيص الذي أجاز به العلماء أن يصلي المسلم في دور المجوس المخصصة للعبادة أو حتى لو كان في دور العبادة مثل الكنائس والمعابد فلا فرق بينهم، ومنه دليل فعل الرسول صلى الله عليه وسلم أنه صلى في جوف الكعبة وقد كانت ممتلئة بالتصاوير والتماثيل.

وفي نهاية الحديث بعد أن تعرفنا على "من هم المجوس؟" لا بد أن نشير إلى أن المجوسية هي ليست ديانة يعتنقها أحد، وإنما هي بدعة من البدع التي تظهر بها بعض الفرق الضالة والمنحرفة عن ديننا الحنيف.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ