كتابة :
آخر تحديث: 27/06/2020

مهارات العناية بالذات للمعاقين عقليا

يخضع المعاقين بشكل عام إلى كم هائل من التقييمات من أجل التدخل المبكر مع حالاتهم، وفور أن يتم يبدأ التدخل علي جميع المجالات والمهارات، وتعتبر مهارات العناية بالذات للمعاقين عقليا أحد أهم تلك المهارات التي يتم التعامل عليها.
ولعل السبب الرئيسي في ذلك كونها تمنح الطفل المعاق عقلياً علي وجه الخصوص حالة من الاستقلالية الكبيرة بل وتمنحه شعور الثقة بالنفس مما ينعكس وبشكل إيجابي علي كافة جوانب حياته ومهاراته الأخرى، والآن حان موعدنا لنتعرف عن قرب عن أهم تلك المهارات.
مهارات العناية بالذات للمعاقين عقليا

مهارات العناية بالذات لِلْمُعاقين عقليا

قبل أن نخوض تفصيلياً في آليات تنفيذ وتدرج مهارات الرعاية بالذات لدى المعاقين عقلياً تعالوا بنا نتعرف علي أهم مهارات الرعاية بالذات للمعاقين عقلياً وهي كما يلي:

  • مهارات ارتداء الملابس وخلعها.
  • مهارات النظافة الشخصية والتي تتمثل في الاستحمام واستخدام المرحاض.
  • مهارات الاهتمام بالعناية بالمظهر الخارجي كتمشيط الشعر تنميق الملابس.
  • مهارات الأكل والشرب فلا يكون في حاجه للاعتماد علي غيره ممن هم محيطين به من أجل أن يأكل أو يشرب ويلبي رغباته الأساسية.

وربما هنا نجد البعض ممن تتعالي أصواتهم بطرح سؤال في صيغة تعجب ولما لا نتركهم هكذا ؟ فإن الأمر ينتابه الكثير من الصعوبة الشديدة لجميع الأطراف المحيطة بالطفل المعاق عقلياً من جهة وللطفل ذاته من جهة أخرى ؟!!!

وللإجابة علي هذا السؤال حرصنا علي توجيهه لاختصاصي تأهيل ذوي إعاقات عقلية والذي أكد لنا انه ربما فعلياً يكون أمر صعب للغاية ولكن نتائجه تكون مبهرة للغاية وتنعكس علي الحالة النفسية للطفل مما يحفزه علي الاستمرار علي التقدم في تحقيق أهداف البرامج والخطط العلاجية التي يخضع إليها.

آليات تنفيذ مهارات العناية بالذات لِلْمُعاقين عقليا

من أهم الأمور التي يضعها أي أخصائي يتعامل مع المعاقين عقلياً بصفة عامة باختلاف درجات شدة الإعاقة التي يعانون منها فإننا نجده لابد وأن يقوم بتحليل أي مهمة أو مهارة يتم إخضاع المعاق عقلياً لها.

فهذا الأمر يكون بمثابة قاعدة لأي مهارة يتم تدريب الطفل المعاق عقلياً عليها من أجل أن يتقنها ويتجاوزها وينتقل إلى المهارة الأخرى التي تليها، وفي ما يلي سوف نستعرض معكم أهم مهارات رعاية الذات للمعاقين عقلياً وآليات تنفيذها وفقاً للقاعدة التي تمت الإشارة إليها.

مهارة ارتداء الملابس

من أهم مهارات عناية الذات للمعاقين عقلياً ولكن قبل التدريب الفعلي علي تلك المهارة هناك أهداف قبلية تحتاج أن يكون الطفل قد تعرف عليها وأتقنها وأدركها بشكل تام.

وفي ما يخص الأهداف القبلية لمهارة ارتداء الملابس فيجب علي الطفل أن يكون علي وعي بالأتي :

  • الملابس بكافة أشكالها وتصنيفاتها.
  • مكان ارتداء كل قطعة من الملابس.
  • المكان الذي توضع فيه الملابس ( الدولاب )
  • أن يستطيع الطفل أن يميز بين ملابس المنزل وملابس الخروج والزيارات الخارجية.

وبعد أن تتم تلك الأهداف ويتقنها الطفل بشكل نهائي فإنه فور ذلك يتم تدريب الطفل علي الآلية الخاصة بالخطوات الآتية :

البدء بتعليم الطفل ارتداء البنطلون على اعتبار انه يكون أسهل بالنسبة للغالبية العظمى من الأطفال المعاقين عقلياً، ولا يتم البدء في التدريب على الخطوات التالية للخطوة الأولى إلا بعد أن يتقن الطفل تلك الخطوة بشكل جيد ومن ثم البدء في التدريب على قطعة أخرى من الملابس وغالباً تكون القميص.

مهارة النظافة الشخصية

قبل البدء في المهارة يجب أن يكون سبق ذلك تدريب الطفل بشكل متقن علي التعرف علي كافة أدوات النظافة الشخصية والتي تتمثل في :

  • الصابونة.
  • الفوطة.
  • فرشاة الاستحمام.
  • فرشاة الأسنان.
  • المعجون.

كما يتم تدريب الطفل علي التعرف علي محتويات الحمام وكيفية استخدامها والتي تتمثل في :

  • الصنبور ( الحنفية ).
  • الدش.
  • الحوض.

وبعد مرحلة التعرف يتم البدء في وضع برنامج وخطة تقوم علي مبدأ تحليل المهمة من أجل التدريب علي مهارات النظافة الشخصية ويتم هنا استخدام مجموعة كبيرة من الفنيات التي تساعد الطفل علي التدريب مثل آلية النمذجة.

تلك الآلية التي تقوم علي تنفيذ المهارة أمام الطفل ومن ثم العمل علي رؤيتها بشكل متكرر، مما يعزز عمليات الملاحظة عند الطفل ويجعل التدريب مخزن في ذاكرته وقادر علي استرجاعه علي نحو يمكنه من إتقان المهارة.

مهارة دخول الحمام لقضاء الحاجة

من أهم مهارات رعاية الذات للمعاقين عقلياً والتي يتم تدريب الطفل عليها وفقاً لمجموعة من الأمور أهمها مدى ودرجة شدة الإعاقة التي يعاني منها الطفل حيث أن فئات ذوي الإعاقة العقلية الشديدة يكونوا غير قادرين علي الوصول لبعض مهارات الرعاية الذاتية وفقاً لدرجة شدة الإعاقة التي يعانون منها.

أما الدرجة البسيطة والمتوسطة فإنه يتم التعامل معها وفقاً للخطوات الآتية :

  • يتم تعريف وتسمية المرحاض للطفل.
  • يتم تعريض الطفل عليه بشكل مخطط وتدريجي حيث يتم الأمر بشكل يومي ومن ثم عدة مرات في خلال اليوم.
  • يتم تلقين الطفل مجموعة من الإشارات التي يتم تدريبه عليها من أجل أن يربط في ما بينها وبين قضاء حاجته، مما يسهل علي الأم من ناحية وعلي الطفل من ناحية أخرى عمليات الرعاية الذاتية المرتبطة بدخول الحمام وقضاء الحاجة بالمرحاض.
  • يتم تدريب الطفل علي كيفية خلع الملابس لقضاء الحاجة وكيفية التنظيف الشخصي بعد قضاء الحاجة بالمرحاض.
  • يتم تدريب الطفل علي رفع وارتداء الملابس مرة أخرى بعد انتهاء حاجته بالمرحاض.
  • تدريب الطفل علي غسل يديه فور الانتهاء من كل ما سبق.

لا شك أنه تبدو الخطوات بسيطة للبعض ولكنه تكون في غاية الصعوبة للطفل المعاق عقلياً وليس ذلك فحسب بل تأخذ الكثير والكثير من الوقت حتي يتم التدريب والإتقان لخطوة واحدة من الخطوات التي تندرج أسفل مهارة واحدة من مهارات رعاية الذات للمعاقين عقلياً.

مهارة الأكل وتناول الطعام والشراب

تحلم كل أم رزقها الله بطفل معاق أن يصل إلي مرحلة أن يجلس بمفرده علي السفرة ومن ثم يقوم بتناول طعامه وشرابه دون أي تدخل من أي أحد يقدم له أي مساعدة، فإنه فعلياً حلم يراود كافة هؤلاء الأمهات بلا جدال، حيث أن الأمر يتم إدراجه للطفل من خلال الخطوات الآتية:

  • التدريب التعريفي وتسمية كافة أدوات الطعام المتداولة والشائعة بالبيئة التي يعيش فيها الطفل والتي يستخدمها الطفل بشكل فعلي.
  • تلقين الطفل تلقين جسدي كلي علي استخدام أدوات الطعام.
  • البدء في سحب التلقين من تلقين كلي إلي تلقين جزئي.
  • البدء في سحب المساعدات والتلقين الجزئي إلي أن يصبح الطفل قادر بشكل تام علي التعامل مع تلك الأدوات بشكل استقلالي.
وهكذا نكون قد تناولنا أهم مهارات العناية بالذات للمعاقين عقلياً وكيف يتم البدء في تعريف الطفل لكل مهارة وأهم الآليات التي يتم منحها له لكي يستطيع أن ينفذ تلك المهارات بشكل مستقل تماماً يحقق له القدرة علي التعامل والثقة بالنفس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ