كتابة :
آخر تحديث: 10/08/2020

نبذة عن صلاح الدين الأيوبي

يلقب صلاح الدين الأيوبي بالملك الناصر وهذا الاسم هو أسم شهرته أو الاسم التاريخي له ولكن اسمه الحقيقي هو يوسف بن أيوب بن شاذي، ويعتبر صلاح الدين مؤسس الدولة الأيوبية.
حيث نشأ من أسرة كردية ثرية وولد سنة خمسمائة واثنان وثلاثون هجرية في قلعة تكريت ثم انتقل مع والده للموصل وكبر وترعرع بها ثم انتقل للشام مع والده وتولى أمر مدينة بعلبك وظل بها فترة كبيرة.
نبذة عن صلاح الدين الأيوبي

صفات القائد صَلاح الدين الأيوبي

أثرت مدينة بعلبك في صفات صلاح الدين بالإيجابيات في سلوكه فأخذ منها محاسن الأخلاق، كما أنها تسببت في تقدمه ونجاحه.

كما اتصف بكثير من الصفات الحسنة الأخرى ومنها الرقة في القلب والنفس والذكاء وبعد النظر فكان ناجحاً في السياسة وفي الحرب أيضاً بالإضافة لتواضعه وحسن أخلاقه فقد كان يعامل أمراء جيشه وجنوده معاملة حسنة وكأنهم أخوته.

نبذة مختصرة عن القائد صَلاح الدين الأيوبي

كان صلاح الدين مسلماً وكان قائد سياسي وعسكري حيث كانت بداية رحلته العسكرية عندما انضم لموظفي عمه أسد الدين، وعين صلاح الدين وزير للخليفة الفاطمي عام ألف ومائة وتسعة وستون في مصر.

ثم تم تعيينه قائد للقوات السورية، بالإضافة لأنه قاد الجيش المسلم أثناء الحروب الصليبية، كما نجح في معركة حطين وانتصر على الصليبيين في عام ألف ومائة وسبعة وثمانون ميلادية ثم كان الطريق لفتح القدس.

وقام صلاح الدين بحملة ضد الصليبيين وكانت الحملة الثالثة، ولكنه لم يهزم جيوش ريتشارد قلب الأسد ملك انجلترا، حيث تسبب ذلك في خسارة أراضي كبيرة مقدسة.

وعلى الرغم من ذلك فقد اتفق صلاح الدين مع ريتشارد الأول وعقد معه هدنة تنص على استمرار حكم المسلمين للقدس، وحكم صلاح الدين في مصر مدة تقرب من أربعة وعشرون عاماً، وأيضاً تسعة عشر عام في سوريا.

أهم أعمال القائد صَلاح الدين الأيوبي

أسس الدولة الأيوبية

كادت الدولة الفاطمية أن تنهار في مصر حينما ظهر نجم الأيوبيين كقادة عسكريين في الشام، وكان الكل يتصارع على كرسي الوزارة فذهب شخص يدعى شاور حيث كان أحد المتنافسين على كرسي الوزارة إلى نور الدين زنكي ليرجعه إلى منصبه بعد أن طرد منه.

أما الزير ضرغام استعان بالصليبيين، وقام نور الدين زنكي مع صَلاحالدين الأيوبي بحملة كانت بقيادة أسد الدين شيركوه وقام أسد الدين بانتزاع الوزارة في مصر ولكنه وافته المنية بعد حكم البلاد بثلاثة أشهر.

ليأخذ مكانه ابن أخيه صلاح الدين الذي فرض سيطرته على الدولة الأيوبية وأسسها في عام خمسمائة وتسعة وستون هجرية في أقل وقت ممكن كما حكمها لمدة عشرون عاماً كما أمر بالدعاء للخليفة العباسي على المنابر بدلاً من الخليفة الفاطمي.

فتح صلاح الدين بيت المقدس

بعد انتصار حطين قرر صلاح الدين أن يقوم بفتح مدن الساحل قبل فتح القدس، فرحل إلى عكا وقاتل الصليبيين في عام خمسمائة وثلاثة وثمانون هجرية، فأنقذ أسرى المسلمين بها الذين بلغ عددهم أربعة آلاف شخص.

كما استولى على ما في عكا من ذخائر وأموال وبضائع حيث كانت مرفأ تجاري للصليبيين ونافذتهم لدولة أوروبا.

وأخذت الجنود الأيوبية الحصون والقلاع وفتحوا حيفا ونابلس والناصرة وصفورية بعد أن خلت من الرجال الذين مات بعضهم ووقع الآخرين أسرى ومنهم من هرب من الجيش الأيوبي، وبعد أن استقرت عكا قام صلاح الدين بتقسيم الأموال بين أهلها.

وأبقى بعض القادة الصليبيين في الأسر، كما أنه أطلق سراح بعض الجنود، ومضى في طريقه طالباً قلعة تبنين وعندما وصلها نصب عليها المجانيق وضيق الحصار عليها.

فقاوم جنودها لكنهم استسلموا ودخل الجيش الأيوبي وبعد أن دخل صلاح الدين صيدا ثم بيروت ثم عسقلان وانتصر فيهم وبعد استسلام عسقلان دخل غزة وبيت جبرين والنطرون دون قتال.

وهكذا كان طريقه لفتح بيت المقدس من خلال استرجاعه لأغلب ساحل الشام.

قاد صلاح الدين معركة حطين

في عام ألف ومائة وسبعة وثمانون انتصر المسلمون على الصليبيون في معركة حطين التي تم من خلالها تحرير القدس من الصليبيين، حيث كانت محتلة لسنوات عديدة من الأوربيين.

واستطاع القائد صلاح الدين بذكائه أن يقود اثنى عشر ألف جندي للفوز في المعركة، ويقول كتاب ( صلاح الدين وتجديد الجهاد) أن صَلاح الدين الأيوبي انتهز فرصة اختلاف الجنود الصليبية مع بعضهم البعض وأوقع الفتنة بينهم لينتصر عليهم.

عين وزيراً للخليفة في القاهرة

هرب الوزير شاور من مصر من فارس المسلمين ضرغام بن عامر عندما استولى على الدولة المصرية وأخذ مكانه فيها، وبعد أن توجه شاور للشام وكان يستغيث للملك العادل نور الدين بن زنكي حتى يعود لمنصبه.

فأمره نور الدين بالتوجه مع أسد الدين وجنوده ومن بينهم صلاح الدين، وكان هدف نور الدين في ارسالهم إعطاء شاور حقه، واعتمد نور الدين على أسد الدين لشجاعته وأمانته وجعل أسد الدين ابن أخيه صلاح الدين قائد عسكره.

وبعد أن خرجوا من دمشق ودخلوا مصر، وبعد موت أسد الدين تولى صلاح الدين حكم القاهرة فملك قلوب الرجال وبذل الأموال وأخذ يجد ويجتهد للاستعداد لحرب الصليبيين.

قاد صلاح الدين الحملة العسكرية عام 1169

حدث حصار بيزنطي على دمياط عام 1169 وانتهي بالفشل في نفس الوقت الذي تولى فيه صلاح الدين الوزارة في مصر، وأصبح صلاح الدين الأيوبي سلطان مصر عام 1171 بعد أن انتصر في الحملة العسكرية ضد الصليبيين عام ألف ومائة وتسعة وستون.

أسباب الحملات الصليبية التي انتصر فيها صلاح الدين

للصليبيين أسباب مباشرة وأسباب غير مباشرة وراء حملاتهم المستمرة وحروبهم ضد المسلمين، ففكروا في احتلال الدول الإسلامية وكانت دوافعهم اقتصادية وجعلوها تأخذ الزي الإسلامي فكانوا يبررون ويقولون أنهم يريدون تخليص الأراضي من خطر المسلمين.

ومن الأسباب الغير مباشرة لهم هي أسباب اجتماعية تتلخص في أن اوروبا كانت تعيش نظام اقطاعي طبقي فكانت طبقة رجال الدين هي الطبقة البارزة والمسيطرة على خيرات البلاد.

وكان نظام الإرث في أوروبا يحكم بتوريث الابن الأكبر دون اخوته خوفاً من تشتت الأملاك وجعل هذا النظام وجود طبقة من أبناء النبلاء لا يملكون أرض أو أموال وأن أخاهم الكبير يتحكم بهم.

ومن ثم كان الحل من وجهة نظرهم هو البحث عن أراضي جديدة لذلك فكروا في غزو بلاد المسلمين.

وفاة صلاح الدين الأيوبي

كان صلاح الدين في سنواته الأخيرة مريضاً وكان ينسى كثيراً ولا يستقبل الناس، وأصيب عام خمسمائة وتسعة وثمانون هجرية بمرض حمى صفراوية ظلت معه اثنى عشر يوماً.

ثم حدثت له غيبوبة ظلت ثلاثة أيام وأفيق بعدها عندما سمع صوت تلاوة الشيخ أبو جعفر إمام للقرآن الكريم، ثم نطق بكلماته الأخيرة وهو مبتسماً ثم فارقت روحه الحياة في قلعة دمشق.

وقام المؤرخ ان شداد بالتجهيز لدفنه وغسله خطيب دمشق ليتم دفنه في مكان وفاته.

كانت وفاة صلاح الدين الأيوبي عندما خرج لمقابلة الحجاج العائدين من مكة عام خمسمائة وتسعة وثمانون هجرية وبعد أن عاد أصيب بمرض الحما الصفراوية ثم تزايد عليه المرض ولم يقدر الأطباء على علاجه وبعد أن دخل في غيبوبة وأفاق قليلاً توفي بعد الفجر من ذلك اليوم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ