نشأة النظريات الإعلامية وخصائصها
نشأة النظريات الإعلامية
هناك العديد من النظريات التي ظهرت في أواخر عصر الستينات واتي كل نظرية منهم تمثل نوعا من تنظيم العلاقة بين وسائل الإعلام وبين المجتمع الذي خلقت فيه، ومن أهم الدراسات التي لعبت دورا هاما في تقديم بحث علمي جيد ع الأسس الخاصة بهذه النظريات تلك الدراسة التي تم إجراؤها في عام 1956 على يد نخبة من الاعلاميون الأمريكيون والتي من أشهرهم سبيرت وشرام وبترسون، وقد حظيت هذه الدراسة اهتماما كبيرا من العديد من الباحثين كما أن هذه الدراسة قد احتلت مركز الصدارة بين النظريات التي ظهرت تقريبا في مثل هذا الوقت، مما جعلها تترك الكثير من الآثار التي قد استفادت منها جميع الأعمال التنظيرية التي ظهورها.
ومن الجدير بالذكر أن نظرية السلطة ونظرية الحرية هما الأساس والأصل في إنشاء النظريات للإعلام، ثم بعد ذلك قد تولد منهما نظريتان اخريان هما نظرية المسئولية الاجتماعية والنظرية السوفيتية الشمولية، أما فيما يتعلق بالدول النامية فإن هذه الدول التي تعرف بدول العالم الثالث قد حاولت تبني نظرية أخري تعرف باسم أعلام التنمية وذلك لتكون هذه النظرية هي المعبر عنها، لكن هناك مشكلة قد وقفت حجرة عثرة امام هذه الدولة وهذه المشكلة تتمثل في ما هي الأساليب التي يمكن اتباعها لتحقيق التنمية.
وعلى هذا تم انقسام الأفراد إلى قسمين قسم راي انه من الأفضل أن يتم اتباع المنهج الاشتراكي في التنمية وقسم آخر راي انه من اجل تحقيق التنمية يفضل أن يتم اتباع المنهج الرأسمالي وهؤلاء القسمين انبثق منهم فريق اخر رأي انه من الأفضل أن يتم اتباع منهج وسط بين هذين المنهجين لتحقيق التنمية إلا أنه ما حدث على أرض الواقع مغاير تماما لما اتبعوه من مناهج فالذين اتبعوا المنهج الاشتراكي قد ذهبوا إلى أن الإعلام يعد من الأدوات الجوهرية وذلك لتحقيق التنمية السياسية والاجتماعية.
وبالتالي لا بد من أن يخضع الإعلام لسيطرة الدولة من ناحية التخطيط والتوجيه أما الأفراد الذين اتبعوا منهج الرأسمالية فإنهم أعطوا أهمية كبيرة لتعليم الأفراد الصغار ومحو امية الأفراد الكبار الذين تخلفوا عن التعليم وعلى هذا يعد السلطة الحاكمة بالنسبة لهم لا تفكر في التأثيرات الهدامة للإعلام الأمر الذي يجعلهم لم يعطوا وسائل الإعلام أي أهمية تذكر على عكس المنهج الاشتراكي.
النظريات الإعلامية
من أشهر النظريات الإعلامية ما يلي:
نظرية السلطة:
تعد هذه النظرية من اول النظريات التي ظهرت حيث أن هذه النظرية قد نشأت في الفترة التي كانت ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي واستمر هذه النظرية موجودة في الدول التي كان سائدا فيها النظام السلطوي.
مبادئ هذه النظرية:
ترتكز هذه النظرية على مبدأ أن الحكومة وحدها هي صاحبة الحق في الهيمنة على أمور الأمة وأنها لها الحق في تصري أمر العامة، وبهذا يعد الإنسان في ظل هذه النظرية انه شخصية غير مستقلة وأنه غير قادر على بلوغ المستويات الرفيعة، حيث يتمكن من ذلك تحت رعاية الدولة فقط وهذه النظرية تقوم على ثلاث ركائز والتي هي:
-
- مذهب الحق الإلهي: وهو ذلك المذهب الذي اعتمد عليه الملوك في طريقة الحكم ثم توارثه من خلفهم طبقة النبلاء، حيث أن هذه الطبقة قد قامت بالاحتفاظ بهذا المذهب من خلال الحفاظ على أوضاعهم ومراكزهم السياسية.
- الكنسية الرومانية: حيث أن الكنيسة الرومانية كانت خلال فترة القرون الوسطى تمتلك العديد من السلطات مما جعلها تفرض هيمنتها الواسعة حتى شملت هذه الهيمنة الملوك، وذلك عن طريق منح الجنة لبعض الأشخاص وحرمان آخرون منها وهذا وفقا للبدع التي توهمها في ذلك الوقت، وقد كان السبب الأساسي وراء هيمنة هو أن بعض من رجال الدين في الكنسية قد ادعوا السلطة الإلهية وذلك انطلاقا من فكرة اللاهوت.
- التاريخ الطويل للفلسفة السياسية لفكرة التسلطية: يمكن رد هذا المذهب إلى أفلاطون والذي كان يؤكد من خلال هذا المبدأ على ان الانسان مسلوب الحرية والتفكير وأنه مغيب الحقوق والإرادة والذي يدير اموره وشئونه حاكم مطلق بحيث يفعلون هؤلاء ما هو في صالح الإنسان والذي من خلاله ينفع الامة ويعمل على بقائها.
الخصائص الإعلامية لنظرية السلطة
تتميز نظرية السلطة بعدد من الخصائص والتي من أهمها ما يلي:
- تقيد التراخيص: حيث أنه في القرن السادس عشر الميلادي قد قامت الأنظمة التي تمثل السلطة بالسيطرة على جميع وسائل الإعلام وخاصة الحديثة منها والتي تمثلت في السيطرة على الطباعة، حيث إنها قد قامت بإصدار التراخيص للناشرين والطابعين كما أنها من خلال هذه التراخيص قد قامت بالتحكم في ممارسي المهنة، وقد كانت هذه التراخيص لا يتم منحها إلا لمن تطمئن إلى ولائهم لها، كما أنها كانت تمنع منح هذه التراخيص للأشخاص الذين تشك في ولائهم وإخلاصهم لها.
- تشدد الرقابة: ظهرت الرقابة تقريبا مع ظهور التراخيص وذلك في القرن السادس عشر الميلادي في دولة إنجلترا، حيث قامت الحكومة في ذلك الوقت بتعيين شخص يسمى الرقيب ومهمته هي مراجعة ما تكتبه الصحف وخاصة في الكتابات التي تتعلق بالأمور الدينية والسياسية ولكن في القرن السابع عشر قد حدثت طفرة كبيرة في كمية المطبوعات مما جعل الرقابة أمر شبه مستحيل تحقيقه وبعد ذلك ظهرت مجموعة من العوامل أدت الى فشل نظام الرقابة في ذلك الوقت، ومن أبرز هذه العوامل ظهور الأحزاب السياسية وممارستها للعمل الإعلامي من خلال الصحف والمجلات.
- فرض العقوبات: قام النظام السلطوي بفرض العقوبات على المطبوعات على المطبوعات المخالفة لمبادئها وقد فرضت العقوبات عندما وجدت ان الرقابة وأنها من الصعب تحقيقها
- شراء الأقلام: من خصائص نظرية السلطة انها قد قامت بمنح بعض الصحف الأموال من اجل شراء ذممهم وضمائرهم، وبهذا الفعل قد ضمن شراء أسماء صحف مشهورة واقلام لها سيادتها تنشر ما يتوافق مع أهوائهم وذلك بدلا من أن يقوم أنصار هذه النظرية بإصدار صحف رسمية بأقلام رسمية.
- فرض الضرائب: قد قام النظام السلطوي بفرض الضرائب الباهظة على الصحف والنشرات من أجل إرهاق هذه الصحف ماليا، كما أن قد أرادت بذلك تحقيق هدف اخر الا وهو تخفيف توجيه النقد إلى نظامها من خلال مطبوعات هذه الصحف.
- مركزية المعلومات: قد قامت السلطة في هذا الوقت بجعل نفسها هي المصدر الوحيد لجميع المعلومات والحقائق، كما إنها قد أصدرت قرارا أنه لا يحق لأي فرد مهما كان أن ينشر شيئا لا يكون مصدره النظام او الأجهزة الرسمية الخاصة به كما انه لا يحق نشره بدون موافقة النظام الرسمي في البلاد.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14688