ما هو القتل تعزيرا في السعودية؟
ما هو القتل تعزيرا في السعودية؟
تعريف القتل تعزيرًا:هو قتل الجاني على سبيل العقوبة، وليس بسبب حدٍّ شرعي محدد أو قصاص، بل بناءً على تقدير القاضي لخطورة الجريمة ومصلحة المجتمع.
القتل تعزيرًا في السعودية هو أحد أنواع العقوبات الشرعية، ويُطبّق في الجرائم التي لا تُوجب حدًا أو قصاصًا ولكنها تُعدّ جسيمة وخطيرة على أمن الدولة أو المجتمع، مثل:
- جرائم المخدرات الكبرى (تهريب المخدرات بكميات كبيرة)
- الاغتصاب
- الخيانة العظمى
- أعمال الإرهاب
- السحر والشعوذة أحيانًا.
يستند القتل تعزيرًا إلى اجتهاد القضاة في الشريعة الإسلامية، خاصة في ما لا نص فيه، ويُنفذ بعد صدور الحكم النهائي من المحكمة العليا.
القتل تعزيرا كم ضربه بالسيف؟
- القتل تعزيرًا في السعودية لا يخضع لعدد محدد من الضربات بالسيف، بل يتم تنفيذه بضربة واحدة غالبًا، كما هو الحال في القصاص، وذلك لتحقيق الوفاة بسرعة وبدون تعذيب، وفقًا لمبادئ الشريعة الإسلامية.
- تُنفذ هذه الأحكام بعد تصديقها من المحكمة العليا وموافقة الملك، وتتم علنًا غالبًا، باستخدام السيف أو أحيانًا الرمي بالرصاص حسب نوع الجريمة وظروف التنفيذ.
- هناك أحكام نفذت ضد معتدين كالكوكائين، الإرهاب، وجرائم اختطاف، بعد مراجعة قضائية موسّعة.
- مثال: في سبتمبر 2024، نفذت قضية تهريب مخدرات بحق نيجيرية في مكة، وأيضا حكم على مواطن في الظهران لعام 2025.
- والجدير بالذكر أنه لا يُنَفَّذ حكم التعزير القاتل إلا بعد تأييد حكم المحكمة العليا ثم أمر ملكي ينفّذ بالحسم الكامل.
الفرق بين القتل تعزيراً والقصاص
الفرق بين القتل تعزيرًا والقصاص في الشريعة الإسلامية، كما يُطبق في السعودية، يكمن في سبب القتل والحكم القضائي المترتب عليه، كما يلي:
أولاً: القتل قصاصًا
- التعريف: هو قتل الجاني بسبب قتله شخصًا آخر عمدًا وظلمًا، ويُطبق لتحقيق العدالة والمساواة.
- الأساس الشرعي: قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى..." [البقرة: 178]
- شروطه: أن يكون القتل عمدًا وعدوانًا - أن يطالب أولياء الدم بتنفيذه (أو يعفوا مقابل دية أو مجانًا) - أن يكون المقتول مساويًا للقاتل في الدين والحرية.
- حق من؟: حق خاص لأولياء المقتول.
- يُسقط بالعفو؟: نعم، إذا عفا أولياء الدم.
- طريقة التنفيذ: غالبًا ضربة واحدة بالسيف علنًا.
ثانيًا: القتل تعزيرًا
- التعريف: هو عقوبة قتل تصدر كتقدير من الحاكم أو القاضي على جريمة شديدة لا تندرج تحت الحدود أو القصاص.
- الأساس الشرعي: من باب سياسة ولي الأمر للمجتمع، لقوله ﷺ: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم، فاقتلوه." (رواه مسلم)
- أمثلة الجرائم: الترويج أو تهريب المخدرات - السحر والشعوذة (في حالات معينة) - خيانة الدولة أو التجسس - تكرار الجرائم الفاحشة أو الإفساد في الأرض.
- حق من؟: حق الدولة والمجتمع.
- يُسقط بالعفو؟: لا، لأنه حق عام، فلا يملك أحد العفو فيه.
- طريقة التنفيذ: بالسيف غالبًا أو بالرصاص حسب تقدير الجهات المختصة.
إلغاء عقوبة الإعدام في السعودية
حتى تاريخ المعرفة المتوفرة حتى يوليو 2024، لم تُلغَ عقوبة الإعدام في السعودية بالكامل، لكن المملكة أجرت تعديلات كبيرة ومحددة في بعض القضايا المتعلقة بالإعدام، خاصة في ما يلي:
تغييرات رسمية جرت في السنوات الأخيرة:
- إلغاء عقوبة الإعدام ضد القُصّر: في أبريل 2020، أعلن هيئة حقوق الإنسان في السعودية عن مرسوم ملكي بإلغاء حكم الإعدام ضد الأشخاص المدانين بجرائم ارتكبوها عندما كانوا دون سن 18 عامًا، ويُستبدل الحكم بعقوبة السجن لمدة لا تتجاوز 10 سنوات، ويُقضى بها في دار إصلاح.
- إلغاء الإعدام في قضايا التعزير المتعلق بالمخدرات: في 2022، تم إلغاء عقوبة الإعدام التعزيري عن بعض جرائم المخدرات غير العنيفة، كالحيازة أو التهريب لأول مرة، واستبدالها بالسجن لفترات طويلة.
لكن لم تُلغَ في الحالات التالية:
- القصاص (القتل العمد): لا تزال المملكة تطبق عقوبة الإعدام قصاصاً في حالات القتل العمد، إذا لم يعفُ أولياء الدم.
- الحدود الشرعية: الإعدام ما يزال يُطبق في بعض الحدود الشرعية، مثل: الحرابة، الردة، الزنا المُحصن (وفق الشروط الشرعية).
- القتل تعزيراً في الجرائم الكبرى: في بعض القضايا مثل الإرهاب أو الخيانة العظمى، قد يُحكم بالقتل تعزيراً، لكن يخضع ذلك لتقدير القاضي والأنظمة المستجدة.
هل المحكوم عليه بالإعدام يدخل الجنة؟
مصير المحكوم عليه بالإعدام في الآخرة — أي هل يدخل الجنة أو لا — لا يُحكم عليه بناءً على حكم القضاء الدنيوي، بل يعلمه الله وحده، ويعتمد على أمور مثل:
- طبيعة الجريمة وتوبته منها: إذا كان المحكوم عليه بالإعدام قد قتل ظلمًا (أي بريء)، فهو شهيد بإذن الله، ولكن إذا ارتكب جريمة عظيمة (كالقتل العمد)، لكنه تاب توبةً صادقة قبل موته، فإن الله يقبل التوبة من عباده كما قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 53].
- الإخلاص في التوبة: التوبة النصوح تمحو الذنب، حتى إن كان عظيمًا، بشرط أن تكون قبل الغرغرة (أي قبل الاحتضار الحقيقي).
- العقوبة في الدنيا لا تعني الحرمان من الجنة: من يُعاقب في الدنيا يُحتمل أن يُخفف عنه أو يُكفّر عنه في الآخرة، والحدود كفارات، كما ورد في الحديث:ى"من أصاب من ذلك شيئًا فعوقب به في الدنيا، فهو كفارة له" (رواه البخاري ومسلم).
ما هي الجريمة الوحيدة التي يعاقب عليها بالإعدام؟
في المملكة العربية السعودية، هناك عدة جرائم قد يُعاقب عليها بالإعدام، وليس جريمة واحدة فقط. لكن يمكن القول إن الجريمة التي يُطبّق فيها الإعدام بشكل إلزامي (حدًّا)، وليست تعزيريًا، هي:
- القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، ويُعد من الجرائم التي يُطبق فيها حد القصاص، إذا طالب أولياء الدم به، ولم يعفوا أو يطلبوا الدية.
وهناك جرائم أخرى يُطبق فيها الإعدام، منها:
| نوع العقوبة | الجريمة | ملاحظات |
| حدًّا | الزنا للمحصن، الردة، الحرابة (الفساد في الأرض) | تطبق بالشروط الشرعية ووفق ضوابط معينة |
| تعزيرًا | تهريب المخدرات، الخيانة العظمى، جرائم الإرهاب الكبرى | يقدّر فيها القاضي العقوبة بحسب خطورة الجريمة |
ما هو القصاص في السعودية؟
القصاص في السعودية هو أحد العقوبات الشرعية التي تطبّق وفقًا للشريعة الإسلامية، ويُقصد به المعاملة بالمثل في الجرائم الجسدية، مثل:
- القتل العمد
- قطع الأطراف
- إحداث الجروح
أي أن يُعاقب الجاني بنفس الفعل الذي ارتكبه إن طلب المجني عليه أو أولياؤه ذلك.
أمثلة على القصاص:
- في القتل العمد: يُقتل القاتل إذا طالب أهل القتيل بذلك.
- في قطع اليد: تُقطع يد الجاني إذا قطع يد المجني عليه عمدًا وعدوانًا.
- في الجروح: يُقتص منه بنفس مقدار الجرح، إذا أمكن ذلك بدون تجاوز أو ظلم.
شروط تطبيق القصاص في السعودية:
- أن تكون الجريمة عمداً وعدواناً.
- أن يكون المجني عليه معصوم الدم (أي لا يجوز قتله شرعًا).
- المساواة بين الجاني والمجني عليه (في الدين مثلاً في بعض المذاهب).
- عدم العفو من أولياء الدم (في القتل).
- صدور الحكم من القضاء الشرعي بعد محاكمة عادلة.
متى لا يُطبق القصاص؟
- إذا عفا أهل الدم (في حالة القتل).
- إذا كان القتل شبه عمد أو خطأ: فيُكتفى بالدية والكفارة.
- إذا كانت الجريمة ناتجة عن دفاع عن النفس أو تحت الإكراه.
الأساس الشرعي للقصاص:
قال الله تعالى: ﴿وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [البقرة: 179].
هل السعودية تطبق القصاص؟
- نعم، السعودية تطبق نظام القصاص ضمن نظامها القضائي، بناءً على القرآن والسنة وأحكام الفقه الإسلامي، ويصدر الحكم من المحكمة العامة أو الجزائية بعد نظر الدعوى وسماع الأطراف.
كيف يتم القصاص في السعودية؟
القصاص يتم بموجب حكم قضائي شرعي بعد إجراءات قانونية دقيقة تشمل:
- رفع الدعوى: يقوم أولياء الدم أو المجني عليه برفع دعوى أمام المحكمة.
- التحقيق والمحاكمة: يتم التحقيق الجنائي، والاستماع إلى أقوال المتهم والشهود، وتحليل الأدلة.
- إصدار الحكم: إذا ثبت القتل العمد أو الجرح المتعمد، تصدر المحكمة حكمًا شرعيًا بالقصاص.
- فرصة العفو أو الدية: تُعرض على أولياء الدم فرصة: العفو دون مقابل أو العفو مقابل الدية الشرعية أو الإصرار على تنفيذ القصاص
- تنفيذ الحكم: يتم التنفيذ علنًا (غالبًا في الساحات العامة)، تحت إشراف رسمي وشرعي، إذا أصر أولياء الدم على القصاص.
- مثال: في حال الحكم بالقتل قصاصًا، يتم تنفيذ الإعدام بحد السيف غالبًا، وتُعلن العقوبة قبل التنفيذ.
أنواع القصاص في السعودية؟
القصاص في السعودية يُعد من الأحكام الشرعية التي تُطبق وفقًا للشريعة الإسلامية، وهو يهدف لتحقيق العدالة والردع العام، ويُنفذ بناءً على أحكام قضائية بعد استيفاء شروط دقيقة. وفيما يلي أنواع القصاص المعتمدة:
- القصاص في النفس: وهو الحكم بالإعدام على الجاني إذا قتل شخصًا عمدًا دون وجود عذر شرعي أو تنازل من أهل القتيل.
- القصاص في ما دون النفس (الاعتداء على الأعضاء): كأن يُصاب شخص بقطع في اليد أو العين أو نحوها، ويُحكم على الجاني بمثل ما فعله، بشرط التماثل في الجناية.
- القصاص في الجروح: ويشمل الجروح التي يمكن فيها تحقيق المماثلة، مثل الشجّ بالرأس أو الوجه، وتُنفذ بعد تقدير الضرر وإمكانية المعاملة بالمثل.
- القصاص المشروط بالعفو أو الدية: في بعض الحالات، يُمكن لولي الدم أو المصاب أن يعفو عن الجاني مقابل الدية أو بلا مقابل، وهذا وارد شرعًا ويُشجع عليه.
هل يعاقب الله القاتل بعد القصاص في الدنيا؟
إذا أُقيم عليه القصاص أو تاب توبة صادقة، لا يُعذَّب عند الله.
الدليل من السنة:
قال النبي ﷺ: "من أصاب من ذلك شيئًا فعُوقب به في الدنيا، فهو كفارة له" رواه البخاري ومسلم.
أي أن من عوقب في الدنيا على جريمته بعقوبة شرعية، تُكفِّر عنه هذه العقوبة أمام الله إذا كان تائبًا.
ملاحظات مهمة:
- إذا أقيم عليه الحد (القصاص) ولم يتب، فهو في مشئة الله.
- وإذا عفا أهل القتيل ولم يُنفذ القصاص، فلا تسقط العقوبة الأخروية إلا بالتوبة.
- الله عدل رحيم، ولا يجمع على عبده عقوبتين إذا تاب أو نال جزاءه في الدنيا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21418
