كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 31/03/2024

بحث عن آثار التسول على الفرد والمجتمع وطرق الحد منها

يوجد داخل أي مجتمع الكثير من الظواهر السلبية التي تحتاج إلى إجراءات كثير للحد من انتشارها، ومن أهم تلك الظواهر (ظاهرة التسول)، وتعتبر آثار التسول من أكثر الأشكال التي تهدد استقرار وأمن المجتمع، يعد التسول ظاهرة اجتماعية لها آثار سلبية عديدة. ومن أخطرها تفكك المجتمعات نتيجة لانحراف الأفراد عن الطريق الصحيح، وتعتبر آثار التسول من أخطر المشاكل المؤثرة على أمن المجتمعات، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نسلط الضوء على ظاهرة التسول وآثارها السلبية، تابعونا.
بحث عن آثار التسول على الفرد والمجتمع وطرق الحد منها

ما هو تعريف ظاهرة التسول؟

قام العديد من المفسرين بإطلاق العديد من التفسيرات حول تلك الظاهرة، ومن تلك التفسيرات ما يأتي:

  • أولاً: في اللغة، يعود أصل تلك الكلمة إلى الفعل الثلاثي سَوِلَ بكسر الواو ويعني استرخى، حيث يقال عن الشخص سوّل له أمراً: أيّ أغراه به، كما يعود إلى السُّؤْل والسُّولُ ويعني الطلب، أو الحاجة.
  • ثانياً: في الاصطلاح، أي طلب الشخص المتسول المال أو المساعدات العينية بطريقة معينة سواء كان في الأماكن العامة أو الخاصة.
  • ثالثاً: هي قيام الفرد بطلب مال أو طعام من الناس عن طريق كسب عطفهم أو كرمهم، وقد يلجأ العديد من المتسولين بتقديم خدماتهم التي لا حاجة لها، مثل حمل الصناديق إلى السيارة أو مسح زجاج السيارات.
  • رابعاً: هو استجداء المساعدة المالية من الناس في الأماكن العامة أو الخاصة مثل الطرقات أو عن طريق ادعاء المرض أو التظاهر بأداء بعض الخدمات مثل ألعاب الخفة.
  • خامساً: اعتياد الفرد الذي يمتلك وسيلة مشروعه للعيش على ممارسة فعل الاستجداء.
  • ويتم ممارسة تلك الظاهرة بشكل فردي أو بشكل جماعي، ويتم ذلك عن طريق قيام أحد الأفراد بضم مجموعة من المتسولين تحت رعايته بهدف تنظيم عملية التسول وتوزيع المتسولين في أماكنهم.
  • كما يقومون بإغرائهم بالسفر إلى الخارج، كما توجد بعض المنظمات الخاصة التي تهتم بتلك الظاهرة وتحاول التقليل منها.

وذلك عن طريق تقديم بعض الخدمات للمتسولين، ومنها:

  • تأمين المسكن المناسب لهم.
  • توفير الرعاية الطبية لهم.
  • توفير وجبات الطعام لهم بشكل يومي.

آثار-التسول

ما هي أنواع ظاهرة التسول

قام بعض الباحثين بتقسيم ظاهرة التسول إلى قسمين أساسيين وهما:

  • تسوّل صريح: ويكون بشكل سلمي عن طريق مد اليد.
  • تسوّل بالإكراه: وقد يصل إلى التهديد أو السرقة عند قيام المتسول بالتمادي في الأمر.

كما قسمها الباحثين إلى عدة أنواع، ومنا ما يأتي:

  • تسول ظاهر: أي المُعلن وهو يكون عن طريق استجداء الناس من خلال مد اليد.
  • تسول غير ظاهر: يكون عن طريق التخفي وراء شيء أو خدمة ما، مثل بيع بعض السلع البسيطة أو مسح زجاج السيارات.
  • تسول القادر، وهو الذي يقوم به الفرد القادر على توفير احتياجاته بالعمل، لكنهم يختارون التسول كهدف سهل، وإذا تم القبض عليهم يتعرضون للمحاكمة.
  • تسول غير القادر، وهو الذي يقوم به الفرد الغير قادر على توفير احتياجاته بالعمل، مثل العاجز أو المريض أو المعاق ذهنياً، وإذا تم القبض عليهم يتم وضعهم في دور الرعاية الاجتماعية.
  • تسول طارئ، وهو نوع يلجأ له العديد من الأفراد بسبب ظروف طارئة، مثل فقدان النقود أو الطرد من المنزل.
  • تسول إجباري، وهو نوع يقوم به الأفراد بسبب الإجبار، مثل إجبار النساء أو الأطفال على التسول.
  • تسول اختياري، وهو نوع يقوم به الشخص بكامل إرادته، حيث يتخذها كمهنه له وقد يصل إلى درجة الاحتراف أيضاً.
  • تسول موسمي، وهو نوع يقوم به الأشخاص في بعض المناسبات والمواسم! مثل الأعياد أو الاحتفالات الدينية.
  • تسول الجانح، هو نوع يقوم بممارسته أصحاب الجنح، فيحدث للتستر على أعمال السرقة أو النهب، كما يقوم على استخدام القوة أو التهديد أو الكلام البذيء.

أساليب ظاهرة التسول

يمتلك المتسولين العديد من الأساليب التي يستطيعون من خلالها جذب انتباه الأشخاص إليهم، ومن تلك الأساليب ما يأتي:

  1. البكاء، حيث يقوم أغلبية المتسولين بالبكاء أو العويل بهدف استعطاف الآخرين.
  2. ادعاء المتسول إصابته بخلل في العقل، حيث يتجه كثير من المتسولين إلى استخدام ذلك الأسلوب عن طريق التلويح بالإشارات أو التحدث بكلام غير مفهوم.
  3. تشويه الوجه، حيث يقوم بعض المتسولين بتشويه وجوههم أو رسم بعض العاهات عن طريق استخدام مستحضرات التجميل بهدف جذب انتباه الأشخاص.
  4. الدعاء، حيث يقوم بعض المتسولين بالدعاء للأشخاص مما يؤدي إلى عطف الناس عليهم.
  5. استخدام الأطفال، حيث يقوم كثير من المتسولين خاصة النساء باستخدام الأطفال الرضع أو ذوي الاحتياجات الخاصة للتأثير على عواطف الناس.
  6. طلب التبرعات، حيث يقوم بعض المتسولين بالتسول عن طريق طلب التبرعات من أجل بناء مسجد أو مساعدة المحتاجين.
  7. بيع السلع البسيطة، يلجأ بعض المتسولين إلى ذلك النوع ويقومون به على جوانب الطرقات.
  8. قلة النظافة، يقوم أغلبية المتسولين بارتداء الملابس المتسخة وعدم النظافة ثم يطلبون الطعام من أجل الحاجة.
  9. استخدام الوثائق، حيث يقوم بعض المتسولين باستخدام الوثائق الورقية لجذب عاطفة الناس، مثل وثائق الدواء أو فواتير الماء والكهرباء.

آثار التسول على الأطفال والنساء

يوجد العديد من الآثار السلبية التي يتعرض لعا كلا من الأطفال والنساء بسبب تلك الظاهرة (آثار التسول)، ومن تلك الآثار ما يأتي:

أولاً: مشاكل الاختطاف

  • فقد يتعرض الكثير من الأطفال إلى الاختطاف بهدف إجبارهم على ممارسة التسول أو الأفعال الغير أخلاقية للحصول على المال، كما قد تتعرض الكثير من النساء والأطفال والفتيات إلى التحرش الجنسي في الطرقات.

ثانياً: المشاكل النفسية

حيث يتعرض الأطفال للكثير من الآثار النفسية بسبب تلك الظاهرة، فيتعرضون إلى:

  • العديد من الإهانات، والتي تجعل الطفل يفقد كرامته مع مرور الوقت، كما لا يستطيع بناء مهاراته وشخصيته المستقلة.
  • العديد من الإساءات، حيث يتعرض الأطفال للكثير من الإساءات بمختلف أشكالها مثل (الاعتداء اللفظي أو الجسدي أو الجنسي، والإساءات اللفظية).

ثالثاً: الضغوط الاجتماعية والاقتصادية

  • حيث يتعرض الأطفال والنساء إلى العديد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية بسبب نظرة المجتمع لهم وقلة أموالهم.

آثار-التسول

آثار التسول على المجتمع

قد يتسبب التسول في حدوث بعض الظواهر المجتمعية والتي تؤثر سلبا على تقد وتتطور المجتمع، ومن بين هذه الآثار السلبية الناجمة عن التسول للمجتمع ما يلي:

  • إضعاف الاقتصاد الدولي.
  • ارتفاع نسبة البطالة.
  • انتشار ظاهرة التشرّد بين المتسولين.
  • انتشار السلوكيات السلبية.
  • انتشار الجرائم وتجارة المخدرات.
  • تعريض الخدمات الأساسية للخطر بشكل مستمر.
  • التأثير على قدرة تواصل الفرد بأسرته.
  • تعريض السياحة إلى الخطر.
  • تكدس الأموال وعدم استهلاكها.

آثار التسول على المتسول نفسه

هناك العديد من الآثار السلبية التي قد يعاني منها المتسول نفسه عندما يقوم بها الأمر، فليس من السهل أن يتجول شخص في الشوارع يمد يده في طلب المساعدة، فهناك تحديات كبيرة قد يواجهها عندما يقوم بهذا الأمر، ومنها:

  • تدني قيمة الذات عند الفرد وعدم احترام الشخص لنفسه، خاصة أن قد يتعرض للإهانة والنظرة السلبية المستمرة من قبل الأفراد المحيطيين به، كما أن نشعر أن يقلل من قيمة نفسه عندما يطلب المساعدة من الآخرين.
  • الحالة النفسية السلبية التي يمكن أن يتعرض لها المتسول كفيلة بأن تحوله إلى مريض نفسي معقد، وغير قادر على مواجهة صعوبات الحياة بالعمل والمثابرة.
  • ينتج عن المتسول ارتكاب المتسول للأخطاء والجرائم والقيام بأعمال مشبوهة بهدف الحصول على المال، وهذا ما يعرضه للمساءلة القانونية.
  • الإصابة ببعض الأمراض المنقولة عن الاحتكاك المباشر بالآخرين من خلال أخذ المال من مريض مصاب ببعض الأمراض وعدم غسل الأيدي قبل تناول الطعام قد ينتج عنه مشاكل صحية، هذا إلى احتمالية الإصابة بعد انضباط ضغط الدم والسكر نتيجة الحالة النفسية السيئة.
  • كما قد يكون عرضة للإصابة بأمراض نقص المناعة.
  • قد يتعرض المتسول للتحرش الجنسي أو اللفظي، ناهيك عن حوادث الطريق والإهانة.

إحصائيات التسول في الوطن العربي

قد أوضحت إحصائيات الأمم المتحدة الإنمائي بيان رسمية يخص ظاهرة التسول في المنطقة العربية، وتبين أن دولة المغرب من أوائل الدول العربية التي تعاني من ظاهرة التسول، حيث وصل عدد المتسولين حوالي 195 ألف متسول سنة 2019.

تليها دولة مصر ووصل عدد المتسولين فيها حوالي 41 ألف متسول، ثم الجزائر المرتبة الثالثة حوالي 11 ألف متسول، بينما تقلص عدد المتسولين في السعودية من السكان الأصليين ولكن ارتفع من زاوية المهاجرين والعاملين في السعودية من غير السعوديين جنسيات أخرى.

أثار التسول

طرق الحد من ظاهرة التسول

ظاهرة التسول تنتشر حول العالم بصورة كبيرة ولا يوجد تفرقة بين الدول النامية والمتقدمة في المعاناة من هذه الظاهرة، فهي ظاهرة عالمية، تتطلب تكاتف جهود الدولة والأفراد للحد منها للنهوض بمنظومة المجتمع من خلال اتباع الآتي:

  1. تكاتف جهود الدولة في توفير حياة اجتماعية وصحية أفضل للمواطنين الفقراء.
  2. الدعم المادي والعيني للفقراء والمحتاجين، وتوفير فرص عمل يجعل الأفراد في غير حاجة للتسول.
  3. وضع قوانين رادعة للقضاء على هذه الظاهرة بشكل إلزامي، وتعرض المتسولين للمسائلة القانونية عند القيام بأعمال التسول.
  4. الاهتمام بمجانية التعليم يوفر فرص أكبر للطبقات الفقيرة في التعلم والعمل بالشهادات الجامعية والكسب من الجد والعمل.
  5. بث مبادئ القيم والأخلاق التي تحث الأفراد على سلبيات التسول وتأثيره المجتمعي وأضراره على المتسول والأفراد ومنظومة المجتمع ككل.
  6. إجراء حملات إعلامية مكثفة لتوعية بمخاطر التسول وتأثيره من أجل تثقيف الأفراد بصعوبة وحجم هذه المشكلة.
  7. زيادة مؤسسات المجتمع المدني ومؤسسات الرعاية الاجتماعية التابعة للدولة التي تهتم بدراسة الحالة الاجتماعية لبعض الأفراد وتوفير الدعم الاجتماعي والمادي لهم.

لماذا نهى الإسلام عن التسول؟

يعد التسول من الظواهر السلبية التي تؤثر على المجتمع، وقد جاء ذلك في عدة مواضع وتشمل:

  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ).
  • كما قال صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرجُلُ يَسْأَلُ الناسَ، حَتَّى يَأْتِي يَوْمَ القيَامَةِ لَيْسَ في وَجهِهِ مُزعَةُ لَحْم).
  • قال الله تعالى: "لِلْفُقَرَاء الَّذِين أُحْصِروا فِي سَبِيلِ اللَّه لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَربًا فِي الْأَرضِ يَحسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنيَاءَ منَ التَّعَفُّف تَعْرِفُهم بِسِيمَاهمْ لَا يسْأَلُونَ النّاس إِلْحَافًا وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" البقرة: 273.

كل هذه الآيات والأحاديث النبوية الشريفة تحث الفرد في الحياة على الآتي:

  • حفظ كرامة الإنسان وتجنب التعرض للأذلاء مهما كانت الحاجة.
  • لقد وضع الإسلام حل لكل المشاكل الناس، ودعا إلى العمل والجد وهو السبيل الوحيد للكسب والرزق.
  • وقد أفتى العديد من الفقهاء وعلماء الدين بأن التسول من الظواهر المحرمة التي ينهى عنها الإسلام لأنها ظاهر اجتماعية ضارة على الفرد والمجتمع.
وفي النهاية، يجب أن تهتم المجتمعات بالقضاء على آثار التسول، إذ إنها تنتشر بسبب عدم قيام المجتمعات بأي إجراءات نحوها، كما أنها تعد خطراً صحياً واجتماعياً وأمنياً في المجتمع.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع