آثار التشاؤم على الصحة
محتويات
آثار التشاؤم على الصحة
التشاؤم له آثار سلبية كبيرة على أجهزة الجسم، فالجسم يتأثر بشدة بالحالة النفسية، والتشاؤم يعطي أوامر للمخ لإنتاج مواد تؤثر سلباً على عملية الهضم وكذلك لها تأثيرات كبيرة على الجهاز العصبي وعمليات الإدراك والوعي بشكل عام.
كما أن له علاقة كبيرة بأمراض القلب وذلك لما للتشاؤم من تأثير على سرعة جريان الدم في الأوردة، وما يصاحب التشاؤم من حالة غضب مستمر تجعل الجسم في حالة توتر دائم.
وفي حالة استحواذ التشاؤم على أسلوب تفكير الإنسان، فإنه لن يتحول للتفاؤل بمجرد أن يقرر ذلك، ولكن هناك أسباب يجب أن يتعرف عليها وخطوات يجب أن يمر بها حتى يصل لحالة الرضا والاطمئنان والتفاؤل.
المشاعر المجاورة للتفاؤل
هناك سلسلة من المشاعر والأحاسيس تكون مؤدية لبعضها البعض، تلك المشاعر منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، فمثلاً حين نتحدث عن التفاؤل فإننا نذكر في نفس الوقت الشعور بالرضا والشعور بالراحة والهدوء والسكينة وراحة البال، والصفاء الذهني.
وحين تكون تلك هي البيئة النفسية الداخلية للإنسان فإنه يكون مهيأ للصفات التالية ويكون مالكاً للاستعداد النفسي لاكتسابها وهي قوة الملاحظة وحسن التصرف وحسن الإدراك وحسن المتابعة.
وبذلك يستطيع أن يقرأ الواقع بشكل يمكنه من اكتساب المهارات اللازمة للوصول لأهدافه، ويملك الاستعداد لحل المشكلات التي قد يجدها في طريق الوصول لتلك الأهداف.
المتفائل يفكر في الحل والمتشائم يفكر في المشكلة
إن الحالة النفسية للمتفائل على النحو الذي ذكرناه في الفقرة السابقة تجعله مؤهلاً للوصول للتفكير في حل أي مشكلة يراها، وليس تفكيراً فحسب، ولكن يكون على استعداد للتدريب على الحل.
فالمشكلة الرئيسية للمتشائم هي عدم وجود طاقة نفسية أو عضوية للبحث عن حل للمشكلات التي تواجهه، فهو في الحقيقة لا يرى إلا الجانب الذي يصف المشكلة دائماً ولا يرى الجانب الذي من الممكن أن يتم حل المشكلة بها، وذلك لأن سلسلة الأحاسيس تسير على النحو الذي سنذكره في الفقرة التالية.
سلسلة مشاعر التشاؤم
التشاؤم له مشاعر مجاورة أيضاً، مثلها مثل التفاؤل، فالتشاؤم والإحباط والخمول والعجز والضعف النفسي واهتزاز الثقة بالنفس والتردد كلها مشاعر تؤدي لبعضها البعض وتتسبب في العديد من الأمراض منها الاكتئاب والانعزال والتوحد.
وتلك المشاعر تؤدي إلى بعضها البعض، بمعنى أنك ما أن تدخل في شعور وتجعله أسلوباً لتفكيرك حتى يدخلك في باقي الأحاسيس السلبية تباعاً دون إرادة منك.
والشيء بالشيء يذكر، فبمجرد دخولك في دائرة التفاؤل فإنه يدخلك دون شعور منك إلى باقي المشاعر المجاورة لها بنفس الطريقة.
وحين تدخل في دائرة التشاؤم فإنك تفقد كل استعداد نفسي وعضوي لحل المشكلات، بل وقد تسبب حالة سلبية وآثار سلبية للمحيطين بك أيضاً، وذلك لأنهم يتأثرون جداً بالحالة النفسية التي تمتلكها.
أسباب التشاؤم
هناك أسباب عديدة للتشاؤم، وهي تبدأ من الصغر، فالإنسان يجب أن يكتسب مهارات التعامل مع المشكلات والمواقف الصعبة من مراحل الطفولة المبكرة، في السنوات الأولى من عمره.
وعندما يتأخر في تعلم تلك المهارات، وذلك لأسباب عديدة منها الحماية الزائدة، حيث تقوم الأسرة بتدليل الطفل بشكل كبير، ويحاول الوالدان حل كل المشاكل للطفل قبل مواجهتها، فينشأ الطفل غير مكتسب لمهارات التعامل مع المشكلات.
وهناك أسباب أخرى تمنع الطفل من اكتساب مهارات التعامل مع المشكلات، وهي عدم التعامل الصحيح مع الصدمات، فمثلاً صدمة موت أحد الأصدقاء، أو صدمة فراق الوالد للسفر مثلاً، كلها صدمات لها تأثير كبير على نفسية الطفل بل وعلى أي إنسان.
وحين يتعرض الإنسان للصدمة فإنه يمر بمراحل اتفق علماء النفس على حدوثها وهي تنقسم لأربعة مراحل.
مرحلة الحزن الشديد
فالمصدوم يمر بمرحلة من الحزن الشديد جداً نتيجة حدوث تلك الصدمة، مثل الرسوب في الامتحان أو خسارة بطولة رياضية أو غير ذلك.
وعندما يتم كبت الحزن، بضغوط تقاليد المجتمع مثلاً، كالقول مثلاً بأن الرجال لا يبكون، فيحاول الإنسان كتمان الحزن ولا يعبر عنه ولا يدعه يمر، فبدلاً من أي يكون الحزن شعوراً مؤقتاً يكون الحزن لصيقاً بالشخصية.
مرحلة إنكار الصدمة
هناك مرحلة يمر بها الإنسان المصدوم وهي مرحلة إنكار الحدث، فنجده لا يصدق موت الشخص العزيز، ويشعر بوجوده في كل مكان، ولا يصدق أنه خسر أمواله، فيتصرف كأنه لم يخسرها.
تلك المرحلة يكون فيها الإنسان غير مستعداً بعد لتقبل الصدمة، ويكون في حالة من حالات الذهول من الحدث، ولكن تلك المرحلة يجب أن يتعامل معها الإنسان بشكل طبيعي، ويعيشها بكل مراحلها، حتى تمر بسلام.
أما في حالة التعامل الغير سليم مع حالة الإنكار، فإننا قد نجد إنساناً لا يعترف بعجزه، ولا بإعاقته، ولا بما يفقده، ونجد كثيرين يعتقدون في أنفسهم جمال الصوت مثلاً وهم ينكرون حقائق كثيرة في أنفسهم.
ذلك كله يؤدي إلى التشاؤم وعدم التعامل السليم مع المشكلات، فالعيش في حالة غير حقيقية يؤدي إلى عدم الانسجام مع الواقع، وعدم القدرة على تكوين علاقات سوية سليمة بين المتشائم وبين المحيطين به من أبناء مجتمعه.
مرحلة المساومة
في تلك المرحلة يكون المصدوم في حالة من حالات الوعي الجزئي بالصدمة، فيقبل ببعض نتائج الصدمة ولا يقبل بالبعض الآخر، وهي مرحلة صعبة أيضاً، يجب أن يعيشها المصدوم بكل صعوباتها حتى يدعها تمر بعد ذلك.
وفي حالة إصراره على عدم قبول باقي أحداث الصدمة يكون قد وضع نفسه عرضة للعديد من الآثار النفسية السلبية القاسية.
فعدم القبول لباقي الصدمة يدخله في صراع نفسي يسبب له التوتر النفسي المستمر الذي يعبر عنه جسده بأشكال عديدة منها وجع الأسنان ورعشة الأيدي وغيرها من الاستجابات العضوية للصراعات النفسية.
والمتشائم يعاني دائماً من عدم قدرته على حسم الصراعات النفسية التي تنتج من عدم رؤيته لحلول مشكلاته، فيظل دائماً يتوقع المشكلات والأمراض حتى يستجيب جسده عضوياً لما آمن به نفسياً وعقلياً.
مرحلة القبول للصدمة
تلك المرحلة هي المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها مرحلة الشفاء من الصدمة، فهي مرحلة قبول الخبر السيء، والاعتراف به، والتعامل معه، وحل المشكلات الناتجة من حدوثه بعقلانية وتروي، والتدريب على الوضع الجديد بمهارة فائقة.
تلك المرحلة تعتبر من أهم المراحل التي يجب أن يصل إليها الإنسان حتى لا يتعرض للاكتئاب والتشاؤم والحزن والعجز.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_6525