كتابة : حوريه
آخر تحديث: 21/05/2022

ما هي أحكام الشريعة الإسلامية؟ وما مظاهر الاعتدال في الشريعة الإسلامية؟

الشريعة الإسلامية هي شريعة متكاملة لم تترك شيئًا من الأمور الحياتية إلا وقت تناولته، ولكن الكثير منا لا يعرف أكثر عن هذه الشريعة العظيمة، فكل ما نعلم هي أمور بدائية ولا نعلم أقسامها وأهم ما جاءت به، ولذلك نقوم من خلال موقع مفاهيم بتناول أهم البنود التي جاءت في أحكام الشريعة الإسلامية،كما أننا أيضًا سنتعرف على تعريفها، وهل هي متغيرة باختلاف الزمان والمكان، ولا أنها ثابتة ومتوافقة مع التغييرات الزمنية.
ما هي أحكام الشريعة الإسلامية؟ وما مظاهر الاعتدال في الشريعة الإسلامية؟

أحكام الشريعة الإسلامية

قبل أن ندخل بعمق في أحكام الشريعة الإسلامية، دعونا نتعرف أولًا على تعريف الشريعة، فهي بمثابة خطاب متفق مع الأفعال المكلفين بها من عند الله عز وجل، وتعتمد على ثلاث أوجه، وهي أوجه الاقتضاء والتخيير والوضع، أما عن أقسام الشريعة الإسلامية، فهي منقسمة إلى أربعة أقسام خاصة بالحقوق، وتكون كما يلي:

القسم الأول للشريعة، حقوق الله عز وجل

  • من أهم حقوق الله سبحانه وتعالى هو إيمان الفرد به وعدم الشرك، ولا يتم اتخاذ إله آخر معه، وهذا الحق يكمن في كلمة "لا إله إلا الله"، والحق الثاني هو إيمان الإنسان بكل ما أنزله من الحق والهداية، وذلك من خلال الإيمان بما أنزل على محمد صل الله عليه وسلم.
  • كما أن من حقوق الله أيضًا أن يطاع بما أمر، وذلك من خلال الأحكام الواردة في كتابه العزيز وأيضًا من خلال دعوة نبيه محمد صلوات الله عليه وما جاء به من أحاديث شريفة.
  • ويجب على الإنسان أن يبعد الله كما أمره، وهو من أهم الحقوق التي يجب أن يتمها الفرد لله، فقد قال الله عز وجل في كتابه العزيز، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".

القسم الثاني للشريعة الإسلامية هو حقوق النفس

  • فقد تستغرب عزيزي القارئ من هذا القسم، ولكن نعم الإنسان هو أكثر ما يظلم نفسه، وذلك من خلال اتباع الشهوات التي تقودك مثل الأعمى، ولا يركز الإنسان ما يمر به من ضرر إلا بعد أن يقع في فخ الشهوات، ولكن الشريعة الإسلامية يهمها حقوق النفس، "إن لنفسك عليك حقا".
  • وتمنعه من اتباع الشهوات التي تفسده مثل شرب الخمر والمسكرات والأفيون، كما أنها منعت الإنسان من تناول بعض الأطعمة مثل لحم الخنزير والميتة وغيره، وذلك لكونها قد تتسبب في أضرار كبير لصحته، كما أن الشريعة تحرم على الفرد أن يقتل نفسه، وذلك لكون النفس أمانة منحها الله لنا، ويجب الحفاظ عليها.

القسم الثالث للشريعة الإسلامية وهو حقوق العباد

  • لم تسمح الشريعة بالمساس لحقوق العباد، وبالتالي حرمت قتل الغير والسرقة والاعتداء على الغير والتزوير والربا، وغيرها من الأمور التي تمس بكرامة غيره، كما أن الشريعة الإسلامية حرمت أيضًا التكلم على الغير بما يكره وكذلك الكذب والسخرية، فجميع هذه الأمور تجلب الضرر على الآخرين.
  • نظمت الشريعة أيضًا معاملات الأسرة الإسلامية، والتي تضم الزوجين والأولاد، فجعلت الشريعة الأب هو المسؤول عن مصاريف الأسرة وتوفير إحتياجتهم، ووجبت على الزوجة أن توفر الراحة للزوج والأولاد وأن تقوم بتأسيس البيت على أكمل وجه بما يتناسب مع الظروف المادية لزوجها.

القسم الرابع للشريعة الإسلامية وهو حقوق سائر الخلق

  • جعل الله الإنسان خليفته على الأرض، كما أنه مفضل على جميع المخلوقات، ولكن ذلك لا يجعله يتعامل مع الكائنات الأخرى بشيء من الضرر من خلال استخدام قوته وقدرته التي وضعها الله فيه.
  • بل إن الله فرض على الإنسان ألا يضر هذه الكائنات، ومن يقوم بذلك تقتص منه يوم الحساب، فالجميع يأخذ حقه سواء الإنسان أو غيره من المخلوقات.

ما هي مصادر أحكام الشريعة الإسلامية؟

مصادر الشريعة اتفق عليها بعض العلماء، والبعض الآخر منهم اختلفا في بعض الأمور فيها، وعن المصادر التي اتفق عليها العلماء في الشريعة تكون ما يلي:

  • القرآن الكريم
  • الأحاديث النبوية الشريفة

أما عن المصادر التي اختلف عليها من العلماء، تكون كما يلي:

  • قول الصحابة
  • الاستحسان
  • العرف
  • شرع ما قبلنا
  • المصالح المرسلة

ما هي خصائص الشريعة الإسلامية؟

  • الشريعة الإسلامية منزلة من عند الله عز وجل، فقد وضعها الله سبحانه وتعالى لينظم أمور العباد، فقد جاء في كتاب الله العزيز "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".
  • والشريعة الإسلامية تواكب التغيرات الحادثة للإنسان في كل زمان ومكان، وبالتالي فهي مرنة على رغم ثباتها.

تعرف أكثر على الشريعة الإسلامية

الشريعة الإسلامية هي ما جاءت من أحكام ربانية على لسان رسول الله صل الله عليه وسلم، وتتكون من الأحكام العقائدية والعملية والأخلاقية، وتنقسم أحكام الشريعة الإسلامية إلى قسمين:

  • القسم الأول يشمل الأحكام الثابتة قطعًا ودليلًا، وهي التي لا يوجد فيها شك أو اجتهاد، لكونها ثابتة في النصوص، مثل وجوب الصلاة والزكاة وحرمة الخمر.
  • القسم الثاني وهي الأحكام غير قطعية الثبوت أو الدليل أو الاثنان معًا، وهي ما يكون هناك شك في استيعابها أو ثبوتها، أو قد تدل على أكثر من معنى عند قراءتها.

مظاهر التوازن والاعتدال في الشريعة الإسلامية

وفتر الشريعة الكثير من مظاهر التوازن والاعتدال، والتي منها ما يلي:

عقوبة القصاص

  • وضعت الشريعة الإسلامية نظام من خلال يتم معاقبة القاتل أو الزاني أو من يرمي المحصنات من النساء، فكل جريمة لها عقابها التي يختلف فيه عن الآخر، كما أن القتل يتم معاقبة القاتل فيه على أساس العدل والمساوة وليست من خلال أخذ الثأر، كما أن الإسلام سمح بالدية وسمح أيضًا في العفو عنها.

المعاملات التجارية

  • الدين الإسلامي هو دين عدل ومساواة، فقد وضع الله سبحانه وتعالى تشريعات تنظم المعاملات التجارية بين الشخص والأخر، حيث قال الله في كتابه العزيز "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ".
    فيجب على الإنسان أن لا يظلم غيره ويأكل حقوقه، فقد قال الله تعالى أيضًا: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ".
  • فقد جعل الإسلام الفرد يتعامل على أساس التوازن والعدل دون أن يهمل أو يغش في حقوق غيره، كما أن ذلك الأمر يحمي المجتمع من التشاجر والسرقة وعدم وجود ثقة في التعامل، وقد قال الله سبحانه وتعالى عن ذلك: "وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ".

الاعتدال في العبادة

  • الدين الإسلامي هو دين وسطية في شعائره وعبادته، فهو لا يكلف الإنسان بما يفوق طاقته، فبالتالي لا يجب على المسلم أن يؤذي نفسه وجسده في زيادة العبادة وترك الأمور الحياتية.
  • فقد حرم الدين الكريم الرهبانية، بل جعل الإنسان يمارس حياته بشكل طبيعي ولا يحرم نفسه من شيء مدام لا يخالف أوامر الله عز وجل.
قدمنا لكم من خلال هذه المقالة أحكام الشريعة الإسلامية، كما تعرفنا على أقسامها الأربعة والتي تتكلم عن حقوق الله سبحانه وتعالى وحقوق النفس وحقوق العباد وأخيرًا حقوق سائر المخلوقات، فلم تضع الشريعة شيئًا إلا من خلاله يستطيع الإنسان القيام به، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع