كتابة :
آخر تحديث: 29/06/2021

من شروط وجوب صيام شهر رمضان

هناك العديد من شروط وجوب صيام شهر رمضان، تلك الشروط من الأهمية بمكان الالتزام بها, حيث أنها اشترطها الشارع الحكيم بحيث أنه لا يصح الصيام إلا بتحققها.
وصوم شهر رمضان من الفرائض التي افترضها الله على عباده المسلمين، بل أنه ركن من أركان الإسلام، حيث أن أركان الإسلام هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
ومن هنا نجد أن صيام شهر رمضان يعد ركنا من أركان الإسلام التي لا يبنى إسلام الإنسان إلا بها، وكان لهذا الصوم شروط وأركان سنحاول إلقاء الضوء عليها في تلك المقالة.
من شروط وجوب صيام شهر رمضان

من شروط وجوب صيام شهر رمضان الأولى

هناك مجموعة من الشروط التي ينبغي على الفرد التمتع بها حتي يصح صيامه ومنه الأتي:

الشرط الأول : الإسلام :

  • من أولى شروط وجوب صيام شهر رمضان التي شرعها الله لعباده أن يكون العبد مسلماً، فالمخاطبين بهذا الصوم هم المسلمون الذين يشهدون بأن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
  • وإن فرضنا أن هناك أقواماً قاموا بشعائر الصيام مع المسلمين فامتنعوا عن المأكل والمشرب من الفجر وحتى المغرب، والتزموا بكل ما يلتزم به المسلون، إلا أنهم على دين آخر، أولا يعتقدون بعقيدة الإسلام.
  • فإنهم لا يؤجرون على صيامهم، وهم غير مكلفين أصلاً بالصيام، فعليهم حتى ينالوا أجر الصيام أن يشهدوا أولاً بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.

الشرط الثاني من شروط الصيام: بلوغ الحلم :

  • من الشروط التي شرعها الله لكي يكون الصيام واجباً على المسلم، أن يكون قد بلغ الحلم، أي أنه يكون قد بلغ مبلغ الرجال، وبالنسبة للنساء يكون الصوم لهن ببلوغهن الحيض أو ما يطلق عليه الدورة الشهرية، فعند ظهور تلك العلامات فإن الصيام ينتقل من مرحلة التدريب والترغيب فيه.
  • إلى مرحلة الألزام والوجوب، وهذا يعني أن هناك فارقاً كبيراً بين الحالتين في الناحية الشرعية.
  • ففي الحالة الأولى وهي حالة التدريب على الصوم قبل بلوغ الحلم يثاب المرء على فعلها ولا يعاقب على تركها، أي أن الطفل أو الطفلة التي لا تصوم، فلا إثم عليه أو عليها.
  • وفي الحالة الثانية بعد بلوغ الحلم للأطفال وبعد بلوغ المرأة للدورة الشهرية، فإن عدم صوم شهر رمضان يمثل ذنباً دينياً يستوجب طلب المغفرة من الله وطلب التوبة والتعهد بعدم الرجوع لذلك الذنب مرة أخرى.

الشرط الثالث : الصوم واجب على المسلم العاقل :

  • إن المسلم الذي فقد رشده ليس عليه صوم، فالمجنون أو المعتوه ليس عليه صوم، ولا يجب عليه القضاء في حالة إفطار شهر رمضان الكريم.
  • ذلك لأن المجنون لا يعي ولا يعرف أحكام الشريعة ولا يستطيع التمييز بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام، لذا كانت أحكام الشريعة دائماً ما ترفع القلم عن تلك الحالات.

الصلاحية الصحية على صوم رمضان

  • إن أهم شروط وجوب شهر رمضان الكريم أن يكون المسلم العاقل البالغ تتسم سماته الصحية بالمقدرة على صوم شهر رمضان المبارك.
  • حيث أن الصوم له آثار صحية كبيرة على القائم به، الأمر الذي من الضروري توافر عنصر السلامة الصحية لمن يقوم به.
  • حيث أنه من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس والحرص على سلامتها، أي أن الشارع الحكيم يهدف أول ما يهدف من أحكام الشريعة الغراء حفظ الإنسان والحرص على سلامته بشكل لا يشكل عليه أي خطورة.
  • وفي حالة تشكيل أي خطورة على الإنسان وصحته فإن هناك مبدأ مهم جداً من مبادئ الشريعة الإسلامية وهو أن دفع الضرر مقدم على جلب المنفعة، أي أن وإن كان الصوم مكرمة كبيرة ولها آثارها الطيبة فإن دفع الضرر الصحي الناتج عن الصوم لبعض المرضى مقدم على الأثر الطيب دينياً من الصيام.
  • ومن هنا فإن المريض الذي يضر به الصوم وبصحته، فإن الله قد أحل له فطر شهر رمضان، وعليه أن يصوم بعد الشفاء من أيام أخرى غير شهر رمضان.
  • كما أن له أن يطعم مسكين عن كل يوم، وهي بدائل وضعها الله عز وجل للمريض، وذلك حرصاً على سلامته.
  • وهنا وجب التنويه أن المرض الموجب للفطر في شهر رمضان المبارك هو المرض الذي يحكم الطبيب الثقة بأن الصوم لا يتوافق معه.
  • فليس أي مرض يوجب الفطر في الشهر الكريم، فهناك بعض الأمراض التي يمثل الصوم لها فائدة كبيرة، ولكي يستفيد المسلم من تلك الرخصة الربانية يجب أن يعرض المسلم نفسه على طبيب ثقة يرخص له هذا الأمر.
  • فهناك بعض الأمراض التي لا يمكن الانقطاع عن تناول العقاقير العلاجية الخاصة بها، وهناك أمراض أخرى يمكن إعادة توزيع توقيتات تناول علاجها لتتناسب مع أوقات الصيام والإفطار.

السفر كرخصة للإفطار في شهر رمضان

هناك رخصة رخص بها الشارع الحكيم للمسلم أن يفطر عند توافر شرطها، وهي :

  • رخصة الإفطار في شهر رمضان الكريم للمسافر، وذلك لما في السفر من مشقة يمكن أن تضر بالصائم وتعرضه للخطر.
  • وجدير بالذكر أن السفر له وسائل كثيرة للتنقل مثل الطائرة والقطار وخلاف ذلك، وقد يقول قائل بأن وسائل النقل الحديثة أصبحت توفر مستويات أكثر من الراحة بما لا حاجة معه لتلك الرخصة.
  • ولكن الله يحب أن تؤتى رخصة كما يحب أن تؤتى عزائمه، فالإفطار بسبب رخصة رخص بها الله لا يستتبعه غضب من الله، فحب الله للعبد قائم ويزيد ولا ينقص منه أن فطر المسلم لرخصة أعطاها الله له.
  • فالراحة والتعب ليست معياراً لإفطار المسافر في رمضان، ولكن طول مسافة السفر هو المعيار الذي يحكم به بالإفطار، فمن طالت مسافة سفره عن محل إقامته لمسافة ثمانون كيلومتر فإنه يرخص له بالإفطار، وهذه الرخصة متاحة مهما كانت وسيلة التنقل أثناء السفر.

الصوم وأثره الديني والدنيوي

إن الصوم له آثار طيبة على المسلم في كافة الميادين الصحية والتعليمية والإنسانية على حد سواء، فالصوم يساعد على الأتي:

  • يعيد تشكيل شخصية الإنسان بشكل لا يصدقه عقل.
  • فالصوم في حقيقته علاقة خاصة جداً بين الإنسان وربه، حيث أن الصائم في إمكانه أن يصوم أمام الناس ليقال عنه أنه صائم مثلاً، ولكن الصوم يدرب الإنسان على الأمانة بينه وبين ربه حتى وإن كان وحده لا يراه أحداً إلا الله.
  • فالتربية الروحية التي يكتسبها الإنسان المسلم في شهر رمضان تربية لا يحصل عليها في أي وقت آخر من أوقات السنة، ويجب أن يستغلها كل مسلم لكي يحقق السمو الروحي والأخلاقي والديني في هذا الشهر الكريم.
وأخيراً.. فإن شروط وجوب صيام شهر رمضان أن يكون الإنسان مسلماً عاقلاً بالغاً قادراً على الصيام من الناحية الصحية وشروط أخرى سنحاول إلقاء الضوء عليها في المقالات القادمة إن شاء الله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ