كتابة : Ahmad Mukry
آخر تحديث: 30/06/2022

أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم للمعلمين والطلاب

ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence لأول مرة في عام 1956، وذلك في كلية دارتموث الأمريكية لتوصيف كافة العلوم الآلية المعتمدة على الحاسوب، وكان انطلاق الاسم من جامعة تعليمية ، فلا بد بأن يكون الذكاء الاصطناعي في التعليم له دور هام، وإليك من مفاهيم الخلاصة.
أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم للمعلمين والطلاب

تعريف الذكاء الاصطناعي

من الممكن تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه :

  • مجموعة من العمليات الآلية التي يتم فيها محاكاة أو تقليد قدرات البشر، وذلك بهدف تنفيذ مجموعة من المهام التي من الضروري أن يؤدي تنفيذها إلى جعل حياة البشر أكثر سهولة ويسر.
  • ونظرًا إلى أن قطاع التعليم يحتل أولوية عظمى لدى جميع الدول والحكومات، وذلك بسبب تأثيره الكبير على مستقبل المجتمعات، تم التوجه لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم على وجه الخصوص. وقد كان لحدوث الانفجار المعلوماتي العالمي والاعتماد على الإنترنت أهمية كبيرة في تسهيل تطبيق الذكاء الاصطناعي ضمن عمليات التعليم.
  • وتم اعتبار إدخال الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence في التعليم ثورة حقيقية، وذلك لما تقدمه تلك التقنيات من إيجابيات وتسهيلات كبيرة للرحلة التعليمية، سواء بالنسبة للطلاب أو المعلمين أو الأنظمة المدرسية والجامعية. وكان لانتشار مرض كوفيد-19 حول العالم دور كبير في دفع عجلة استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة وعلى نطاق واسع، وذلك لضمان سير العملية التعليمية عن بعد وبشكل مجدي.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم بالنسبة للطلاب

إن الطلاب ضمن المؤسسات التعليمية هم الركن الأساسي، والذي يتم تسخير كل التقنيات والقدرات والجهود والأنظمة بهدف إيصال المعلومات إليهم بكمية ونوعية وطريقة صحيحة، تؤمن بنتيجتها مستقبل مهني مزدهر للفرد، والمجتمع بشكل عام. وتبرز تلك الأهمية بوضوح في عدد من الجوانب نذكر منها:

  1. مرونة عملية التعليم Education: حيث يقوم الذكاء الاصطناعي من خلال تقنياته المتعددة بتوفير إمكانية تعلم الطلاب من أي مكان وفي أي وقت، ممّا يسهل سير العملية التعليمية بدرجة كبيرة.
  2. تتبع الحالة النفسية للطالب: حيث تعمل بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي على تتبع نظرات الطالب وعلامات القلق أو الخوف، وذلك من خلال تعبيرات وجهه، ممّا يقدم تجربة تعليمية تراعي الطالب واحتياجاته.
  3. رسم منهج فردي لكل طالب: تتفاوت مستويات الطلاب ونقاط ضعفهم، مما يجعل من مسألة تصميم برنامج فردي يركز على نقاط الضعف ويهتم بنقاط القوة، حاجة أساسية لضمان صحة التعليم .
  4. مراعاة الحالات الصحية المختلفة للطلاب: حيث أن توفير ميزة التعلم عن طريق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يوفّر للأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النطق أو السلوك برامج مخصصة لتعليمهم ودمجهم في المجتمع.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم بالنسبة للمعلمين

يعاني الكثير من المعلمين الذين يعملون يوميًا في مجال التعليم، من متاعب صحية حقيقية نتيجة الجهود الضخمة التي يبذلونها للقيام بمهامهم التعليمية، وإن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، قدم للمعلمين العون والفرصة لاستعادة قوتهم وقدرتهم على منح المزيد من العطاء. وتبرز أهمية الذكاء الاصطناعي للمعلمين في الجوانب التالية:

  • إمكانية مراقبة المناقشة بسهولة بين الطلاب: حيث أن مراقبة المناقشات والحوارات الهادفة بين الطلاب، تعتبر مهمة شبه مستحيلة بالنسبة للمعلم على أرض الواقع، وذلك بسبب الضجيج بالإضافة إلى عدم قدرة المعلم على التركيز على فحوى الحوار، حيثُ قدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي الحل الأمثل لإدارة الحوارات ومنح الطلاب أفضل تجربة تعليمية ممكنة.
  • الإجابة السريعة على جميع أسئلة الطلاب: توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي AI إجابات دقيقة ومباشرة لأسئلة الطلاب مهما كان عدد الطلاب أو عدد الأسئلة.
  • تصحيح الاختبارات: حيثُ قامت تقنيات الذكاء الاصطناعي بالقيام بتصحيح الاختبارات نيابة عن المعلمين، حيث يشكل هذا الأمر عبء حقيقي على المعلم وقت الامتحانات.
  • مواكبة التطور التكنولوجي وتطبيقه أثناء عملية التعليم: حيث تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي القيام بالعمليات التعليمية بشكل يواكب التطورات التقنية، وذلك بعيدًا عن أساليب التعليم العالقة في الحدود التقليدية للعملية التعليمية.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم بالنسبة للإدارة التعليمية

إن عملية إدارة المؤسسات التعليمية تتطلب الكثير من الوقت والجهد، كما تتطلب عدد كبير من الموظفين ضمن الاختصاصات المختلفة. وقامت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم بالنسبة للأنظمة الإدارية بالعديد من المهام منها:

  1. مراقبة الحضور والغياب: حيثُ قامت تقنيات الذكاء الاصطناعي بحمل هذه المهمة نيابة عن منصب (مراقب الدوام)، حيثُ يتم تسجيل كافة بيانات الحضور والغياب بالنسبة للطلاب والمعلمين أيضًا.
  2. وضع برامج التعليم Education programmes المتناسبة مع مستويات الطلاب: حيثُ تقوم تقنيات الذكاء الاصطناعي بوضع برامج التعليم المتناسقة مع المستوى التعليمي للطلاب ككل ولكل طالب على حدة.
  3. القيام بعمليات التفتيش: حيثُ قام الذكاء الاصطناعي بمهمة التفتيش والمراقبة التلقائية لسير عملية التعليم وفعاليتها.
  4. تحديد معايير القبول ضمن المؤسسات التعليمية المختلفة: يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية تحديد الشروط والمعايير المطلوبة للانضمام لكل مؤسسة تعليمية بشكل تلقائي ومباشر.
  5. إمكانية التنبؤ بمسيرة الطالب التعليمية: حيث من خلال التركيز على اهتمامات الطالب ومجال إبداعه، بالإضافة إلى تحديد المجالات والمواد التي يعاني فيها من ثغرات ونقاط ضعف، يقوم الذكاء الاصطناعي بتوجيه الطالب نحو المجال المناسب لِمهاراته، والتنبؤ بمسيرته التعليمية بشكل كامل.

تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم

انتشرت حول العالم العديد من التطبيقات المباشرة للذكاء الاصطناعي بهدف خدمة عملية التعليم، وقد أدت هذه التطبيقات دورًا هائلًا في تطور العلم والتعليم، ونذكر منها:

المكتبة الرقمية Google voice assistant

  • وهي خدمة مميزة تقدمها شركة Google الشهيرة، وتعتبر من أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، تهدف هذه الخدمة إلى توفير إمكانية البحث عن الكتاب المفضل للمستخدم باستخدام الأوامر الصوتية فقط.
  • وأيضا تتيح هذه الخدمة سماع الكتب المختارة على شكل ملف صوتي، وتؤدّي هذه الخدمة دورًا كبيرًا في تسهيل التعليم بالنسبة لمن يعانون من ضعف البصر أو انعدامه، أو من يعانون من صعوبات القراءة. كما تعتبر هذه الخدمة مفيدة حتّى لمتعلمي اللغات والّذين يرغبون في قراءة كتب باللغة التي يريدون تعلمها.

تطبيق Story sign

  • وهو تطبيق قامت شركة هواوي بتطويره، ويهدف إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم بسبب الصمم أو ضعف السمع.
  • يوفّر هذا التطبيق إمكانية تحويل أي نص أو فيديو يتم إدخاله ضمن التطبيق إلى لغة الإشارة، ممّا يتيح للأطفال الذين يعانون من مشاكل السمع الحصول على فرصتهم في التعليم وحقوقهم التعليمية بشكل كامل.

أداة Detective

  • وهي أداة متطورة إسبانية المنشأ، تستخدم في عملية فحص صعوبات القراءة لدى الأطفال. تقوم هذه الأداة القائمة على تقنية الذكاء الاصطناعي، بفحص سريع لقدرات الأطفال في عملية القراءة، وذلك عن طريق مجموعة من الألعاب.
  • تتيح هذه الأداة إمكانية تتبع نقاط ضعف كل طفل في عملية القراءة، ومن ثم القيام بالإجراءات المناسبة لتلافي هذا الضعف.

أنظمة التعلم الذكية ITS

  • وهي عبارة عن مجموعة متنوعة من الأدوات، توفر هذه الأدوات برنامج تعليمي مخصص لكل طالب وفق احتياجاته ومستواه التعليمي وميوله واهتماماته. بالإضافة إلى أن هذه الأنظمة توفر إمكانية بناء البرنامج الخاص لكل طالب اعتمادًا على حالته النفسية وردود أفعاله.
  • تعتبر هذه الأدوات من أكثر التطبيقات الشهيرة للذكاء الاصطناعي AI ، وقد لاقت هذه الأنظمة الدعم الكبير من الشركات التكنولوجية الضخمة، حيث تم استخدامها في بعض البلدان مثل الصين والولايات المتحدة وفنلندا.

امتداد Lumillo

  • هو امتداد لتقنية أنظمة التعليم الذكية، وأحد أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يهدف هذا الامتداد إلى مشاهدة بيانات ومعلومات تخص كل طالب فوق رأس الطالب، ويتم ذلك بواسطة نظارات الواقع الافتراضي والتي يقوم المعلم بارتدائها.
  • ممّا يسمح للمعلم تتبع وصول المفاهيم بشكل صحيح للطلاب، بالإضافة إلى تتبع حالتهم السلوكية مثل التشتت أو عدم الانتباه، ممّا يتيح للمعلم اتخاذ الإجراءات التعليمية المناسبة، والتي تصب في مصلحة كل طالب بشكل فردي.

الروبوتات الذكية

  • وهي مجموعة من الروبوتات المبرمجة بعناية بكمية ضخمة من الأوامر المدروسة والتي من الممكن التنبؤ بها. كما تهدف هذه الروبوتات إلى مساعدة أطفال التوحد وطيف التوحد، والأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم أو التواصل أو من يحتاجون للتطوير في مهاراتهم الاجتماعية.
  • تقدم هذه الروبوتات واحدة من أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي إنسانية على الإطلاق.

مساوئ الذكاء الاصطناعي في التعليم

مهما بلغت الفائدة المحققة من استخدام التكنولوجيا في عالم البشر، لا بد لبعض المساوئ أن تظهر بشكل واضح بالنسبة لمستخدمي هذه التقنيات ومنها:

  1. إن تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم أدى إلى فقدان الكثير من المعلمين لوظائفهم التعليمية، واستبدالهم بالتقنيات الحديثة والتي تعتبر أكثر دقة وسرعة، ممّا سبب في ارتفاع البطالة لدى بعض الدول.
  2. تعتمد تقنيات الذكاء الاصطناعي على الإحصائيات، ومن المخيف أن تؤثر هذه الإحصائيات على القرار الآلي لهذه التطبيقات، فمثلًا: الشركات التي قامت مسبقًا بقبول العديد من الرجال كموظفين، ترفض آليًا الموظفين من النساء، مهما كان الشاغر المطلوب! ممّا يزيد من التمييز القائم على الجنس، والتمييز العنصري أيضًا.
  3. وجود ثغرات متعددة في بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تهدف إلى تقييم عملية الكتابة، فعلى سبيل المثال: يعمل أحد التطبيقات على تقييم جودة الكتابة اعتمادًا على طول الجملة، ممّا أتاح للعديد من المستخدمين إمكانية الاحتيال، وحشو الجمل بدون معنى، بهدف تحقيق أفضل النتائج.
  4. تأثر بعض الطلاب نفسيًا وبشكل سلبي بسبب مراقبة حالتهم النفسية بشكل دائم، ومراقبة نظراتهم باستمرار آليًا مما جعلهم في حالة توتر دائم وكره للتعليم.
  5. الخوف من إمكانية استغلال بيانات الطلاب التفصيلية، والتي يقوم الذكاء الاصطناعي بجمعها لخدمة العمليات التجارية والإعلانات.

وعلى الرغم من البدء باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي حول العالم، إلا أن هذا الاستخدام أدى:

  • بالنتيجة إلى زيادة الفجوة بين المجتمعات النامية وبين المجتمعات المتطورة.
  • حيثُ تتفاوت تلك المجتمعات فيما بينها بقدرتها على توفير الأجهزة الحديثة للتعلم الآلي، بالإضافة للإنترنت السريع.
  • كما تتفاوت أيضًا في درجة وعي الطلاب والمعلمين بفائدة استخدام التكنولوجيا ككل والذكاء الاصطناعي على وجه التحديد، وبكيفية التعامل مع تقنياته، ممّا يزيد من تطور المجتمعات المتطورة وتأخر المجتمعات النامية.
وعلى الرغم من الفوائد الرهيبة لِتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ، وتحقيق الجودة المطلوبة في النتائج والسرعة والدقة، إلا أن تلك الأساليب ستنشئ أجيالًا تشبه الروبوتات، يتصفون بالدقة والثراء المعرفي مع انعدام القدرة على التواصل الاجتماعي الجيد. ممّا يؤكّد على ضرورة دمج وجود الجهود البشرية إلى جانب تطبيقات الذكاء الاصطناعي AI ، وذلك بهدف تحقيق النتائج المرجوة على الصعيد العلمي والإجتماعي معًا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ