كتابة : نجاة
آخر تحديث: 31/05/2022

أهمية فن الاصغاء مع دليل مبسط لإتقانه

يعتبر فن الاصغاء من مهارات التواصل المهمة جدا في الشق المهني والشخصي، إنها أحد أهم المهارات التي يمكن أن يتمتع بها القائد المؤثر، وهي المهارة التي يحتاج معظم الأشخاص إلى تطويرها، حيث يعتقد الكثيرون أنه لكي يصبحوا جيدين في التواصل، يجب عليهم أن يكونوا متحدثين رائعين، لكن الأمر ليس كذلك، الإصغاء لا يقل أهمية عن التحدث في عملية التواصل. يمكن أن تعطينا قدرتنا على الإصغاء بشكل صحيح نظرة ثاقبة للأسباب المنطقية وراء القرارات وفهمًا أفضل لما يحاول المتحدث الوصول إليه. وبناء على ذلك، يقدم لكم مفاهيم أدناه أهمية فن الاصغاء وطرق إتقانه.
أهمية فن الاصغاء مع دليل مبسط لإتقانه

ما هو فن الاصغاء؟

  • عدم التكلم خلال حديث أحدهم ليس العنصر الوحيد في فن الإصغاء، هذا الأخير لا يقوم فقط على الاعتصام عن الكلام، لكن على مواكبة عدم حديثك بلغة جسد معبرة عن انتباهك وتركيزك مع المتحدث، وإعادة صياغة ما قاله لجعل المتحدث يشعر بأن تصريحاته مسموعة ومفهومة.
  • بصفتك مستمعًا، عليك أن تفهم المتحدث أولاً حتى يتم فهمك. عليك أن تضع حكمك وردود أفعالك الشخصية جانبًا للتركيز على المتحدث، الأمر الذي ليس بالسهل، حيث قد تصبح مندفعا للرد أو قد تنتابك الرغبة في التعليق أو المقاطعة.

أهمية فن الإصغاء

مهما اختلف السبب وراء رغبتك في أن تكون مستمعا جيدا، فما هو متفق عليه هو الأهمية الكبيرة والعميقة التي تحظى بها هذه المهارة والتي تُلقي بظلالها على حياتك المهنية والشخصية على حد سواء، وتشمل هذه الأهمية ما يلي:

في العمل

بناء علاقات:

  • في محيط العمل يمكن أن يساعد الإصغاء الفعال القوى العاملة لديك على التقارب معًا. فمع التحسن على مستوى التواصل بين الموظفين، يأتي التحسن على مستوى عمل الفريق مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والأعمال.

تعزيز التعلم:

  • عدم إصغاء الموظفين لبعضهم البعض أو لرئيسهم في العمل سيؤدي إلى تلاشي مجموعة من الأفكار والخبرات التي إن تم الإصغاء لها بفعالية كانت لتكون درسا ليتعلموه وخبرة تنضاف لهم. يمكن أن يؤدي التدفق الحر للأفكار التي يتم الاستماع إليها حقًا إلى مكان عمل حيث يتعلم الموظفون باستمرار من بعضهم البعض.

تشجيع الاحترام:

  • الاحترام أمر بالغ الأهمية في أي مكان عمل، يمكن أن يساعد تعزيز الإصغاء الفعال في ترسيخ الاحترام، حيث لا يستمع المديرون وأرباب العمل لأفكار موظفيهم فحسب، بل أيضًا إلى مشكلاتهم أو مخاوفهم.

ترسيخ ثقافة التواصل:

  • من خلال تعزيز الإصغاء الفعال، فإنك تنشئ ثقافة شركة يعرف فيها الموظفون كيفية التحدث والاستماع إلى بعضهم البعض، الأمر الذي يرفع من جودة التواصل بين مختلف الأشخاص في محيط العمل.

تسهيل حل النزاعات:

  • من الأمور التي تؤدي لنشوب نزاعات وتعقد من أمر حلها عدم الإصغاء والاستماع للآخر، وفي محيط العمل يلعب فن الاصغاء دورا هائلا في توضيح الخلافات، حيث يساعد في الوصول إلى أصل المشكلة والتوصل إلى حلول وتحديد أفضل مسار للعمل يرضي كل الأطراف.

في العلاقات

خلق مساحة أمان:

  • قد يرغب الشريك في مشاركة مشاعره معك أو الاعتراف بما يخالجه، ولكي يحصل ذلك لابد من وجود مساحة أمان في العلاقة تسمح له بالتعبير عن نفسه ومشاعره دون أن يحكم عليه الطرف الآخر أو يسأله أو يعارضه.
  • فقط الإصغاء، فممارسة الإصغاء الفعال إلى مشاعر ومخاوف الشريك جزءًا من تمارين الثقة للأزواج التي تقوي العلاقة وتجعل الطرفان معا يبوحان لبعضهما البعض عن كل ما يخالجهما لأن كل ما نبحث عنها أحيانا هو أن يتم الاستماع لنا.

تحسين التواصل:

  • يمكن أن يؤدي الإصغاء الفعال إلى تحسين التواصل بين طرفي العلاقة، حيث يمكّنك من التركيز على مشاعر المتحدث وتجاربه بدلاً من التخطيط لما ستقوله بعد ذلك. وبالتالي، يظل عقلك منفتحًا أثناء المحادثة، كما يساعدك على فهم المتحدث بشكل أفضل ويمكن أن يكون لديك تواصل فعال معه.
  • تعزيز الاحترام: كلنا ننزعج عندما نحس بأن كلامنا أو حديثنا لا يحظى بالاهتمام والانتباه اللازم، لذلك عندما تكون منتبهًا للشريك، فأنت تحترم أفكاره، وسيقدر ذلك وتشجعه على فعل المثل.

نصائح إتقان فن الاصغاء

إليك نصائح عملية من شأنها أن تعلمك كيفية إدخال هذه المهارة الحاسمة في حياتك اليومية وفي تعاملك في محيط مهني أو شخصي:

اعتماد لغة العيون

  • لغة العيون معبرة ويمكنها أن توصل رسائل وانطباع للآخر، لذلك إذا أردت أن تتقن فن الإصغاء عليك أ، تجيد استخدام لغة العين، فإذا لم تنظر إلى الشخص أثناء حديثه.
  • فأنت تمنحه انطباعًا أنك لا تهتم بما يقوله ولا تركز على حديثه. بدل ذلك احرص على تفعيل لغة عين إيجابية وعقد اتصال العين مع الآخر كإشارة على الاهتمام والإنصات.

تجنب مقاطعة المتحدث

  • عندما يتكلم المتحدث تجنب مقاطعته. لإتقان فن الاستماع، عليك أن تتوقف عن أي أفكار جيدة تخطر ببالك وأن تدع الشخص يقول كل ما يريد قوله. في كثير من الأحيان، يحتاج الناس ببساطة إلى شخص ما ليصغي لهم، وليس شخصًا يتدخل ويعطي أفكاره وآرائه. الهدف هو تسليط الضوء عليه وليس عليك.

الحضور

عليك أن تركز كل انتباهك على المتحدث عند إجراء محادثة وتدعم حضورك الجسدي أمامه بأمور أخرى من قبيل:

  • وضع الهاتف في الوضع "الصامت" لتجنب المقاطعة.
  • استخدام لغة جسدك لإظهار الاهتمام بالمحادثة، مثل الحفاظ على التواصل البصري مع المتحدث أو الانحناء قليلاً للأمام.
  • الإيماء بالرأس لإظهار أنك مهتم بالحديث.

طرح الأسئلة

  • يتضمن الإصغاء الفعال طرح الأسئلة للحصول على جميع المعلومات. فعندما تطرح سؤالاً على المتحدث، فإنه يقود المحادثة ويفهم أنك مهتم بتوضيح وفهم الموضوع أكثر.

الإصغاء بدون تفكير

  • بمعنى آخر، استمع دون تكوين ردود في عقلك، كن مخلصًا واستمع إلى المحادثة بأكملها. من المغري جدًا ملء الفراغات، ففي النهاية، تفكر عقولنا بحوالي 800 كلمة في الدقيقة، مقارنةً بـ 125-150 كلمة تحدثها في الدقيقة. لا تفوّت المعلومات القيّمة التي يعبر عنها المتحدث بترك عقلك يشرُد!

الإصغاء بدون حكم

  • لإتقان فن الإصغاء بشكل فعال ومثمر، من المهم حجب أي تقييمات أو أحكام سلبية قد تتشكل لديك خلال الاستماع للآخر. اجعل هدفك أن تكون منفتح الذهن قدر الإمكان.

الإصغاء للتواصل غير اللفظي

  • ما يعادل 60-75٪ من اتصالاتنا غير لفظية، لذلك من المهم أخذها بعين الاعتبار وعدم تجاهلها. فمن أجل معرفة ما إذا كنت ستشجع المتحدث، أو تنفتح أكثر، أو تكون أكثر دعمًا في أسلوبك، من الضروري معرفة ما تقوله لغة جسد المتحدث. هل تظهر عليهم علامات عدم الراحة؟ هل هم قلقون منك؟ هل تتوافق لغة جسدهم مع كلماتهم؟
ختاما، يتطلب فن الاصغاء الاحترام، سواء تجاه نفسك أو تجاه الآخرين. وانصاتك للآخرين بفعالية لا يعني بالضرورة تنازلك عن أفكارك أو آرائك، وإنما يعني إتقانك لمهارة التواصل مع الآخرين في جو من الاحترام والرقي. وغالبا ما ينجم عنه نتائج رائعة كما سبق وأشرنا لها تطال الشق المهني والشخصي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ