كتابة :
آخر تحديث: 22/03/2022

التعرف على مهارات المتحدث البارع وكيفية اكتساب مهارتي الاستماع والتحدث

إن الآراء قد تختلف حول مهارات المتحدث البارع، ومدى الموهبة التي يتمتع بها، ومدى امتلاكه لموهبة فطرية في فن التحدث أو مهارة مكتسبة، وفي الحقيقة النظريتين حقيقيتين.
إن من يمتلك القدرة فطريا على المحاورة والتحدث والخطابة، بكل تلقائية، دون تدريب مسبق، مع براعة كاملة في الإقناع، إلا أنه وفي حال افتقاده لتلك الموهبة، فإن هذا لا يمنع من التعلم ولا يمنع اكتساب مهارة الإلقاء، عن طريق التدريب المستمر مع الحرص على الممارسة، دعونا نقربكم من هذا الموضوع أكثر على موقعكم مفاهيم.
التعرف على مهارات المتحدث البارع وكيفية اكتساب مهارتي الاستماع والتحدث

المتحدث البارع

  • إن المتحدث البارع هو الشخص الذي يقف أمام جمهور كبير، أو بين مجموعة كبيرة من الأشخاص، أو يجلس وجها لوجه مع شخص ما ويتحدث، فنجد أن القلوب مأثورة والأبصار شاخصة تجاهه والأسماع مصيخة بسمعها إليه، والجميع متنبه لما يقوله، ولو سمعت كلماته لوجدت أنها تنزل في قلبك نزول الغيث على الأرض الخصبة، ولو أنك نظرت إليه ولو من بعيد، وشاهدت تحركاته خلال حديثه لشعرت أن هذا المتحدث يقول شيئ مهم للغاية.
  • المتحدث البارع شخص مثير للدهشة والإعجاب، فعندما يتحدث تخال أنه يقرأ من كتاب مفتوح أمامه ويتكلم دون أن يكون أمامه شيء يقرأه، وعندما يتحدث سوف تشعر أن الموضوع الذي يحدثك به كأنه قضيته الوحيدة وشغله الشاغل، حيث أنه يحدثك من كل قلبه وبكامل إحساسه، وبكل صدق وإخلاص، المحدث البارع عندما يحدثك ولو كنت بين جمهور من المستمعين سوف يشعرك أنك الأهم والمعني والمقصود بكلامه.

التعرف على مهارات المتحدث البارع

  • المتحدث البارع كثير المعلومات، ويكون له قدرة على المشاركة في عدد هائل من الموضوعات التي لن تكون غريبة عليه ولا يجد في ذلك صعوبة، ونحن الآن أصبحنا في عصر ثورة المعلومات، والثقافة الشخصية لها الكثير من المصادر، مثل الصحف والمجلات والكتب، واستخدام الكمبيوتر، والإنترنت، وكلما كانت عندنا القدرة على التعامل بسهولة مع هذه الأشياء زادت استفادتنا منها وزادت ثقافتنا، والثقافة شيء مختلف عن التعليم، فكم من متعلم حاصل على مؤهل عالي، لكن ثقافته متواضعة بسبب اكتفائه بما درسه فقط، كمصدر للمعرفة.
  • الحرص على إبداء الاهتمام بمن يتحدث إليهم أحد أهم مهارات المتحدث البارع، إن معظم الناس يشعرون بسعادة عندما يُسألون عن أحوالهم وحياتهم، وأعمالهم حينها يدركون أنهم محل اهتمام الآخرين، وفي الغالب ما يكون ذلك مجرد بداية طيبة لحديث موفق، فلا تفسد ذلك بكثرة الاسترسال في الحديث عن ذاتك، أو بسرد معلومات تفصيلية حول موضوع ما فتفقد حماس من يستمع إليك .
  • القدرة على الاسترسال في الحوار واحدة من مهارات المتحدث البارع، حيث إن الاسترسال في الحوار يعد عملية سهلة للغاية، إن كنا على دراية بالنقاط الفعالة التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك، مثل التطرق لموضوعات جديدة تهم المستمعين، وبمجرد فعل ذلك فإن الحوار يتواصل بانسيابية ودون عناء أو تفكير طويل.
  • الابتعاد عن الذاتية، فالموضوعات التي يهتم بها جميع الأشخاص هي الأنسب للحوار معهم، ومن يسترسل طويلاً في الحديث عن ذاته في الغالب يفقد الإصغاء إليه في دقائق محدودة، لأن ذلك يعد نوع من التفاخر، واكتشاف الموضوعات التي تهم الناس مهمة بسيطة، ولكنها مؤثرة للغاية في إثارة حماس المستمعين، وحسن الإصغاء مهم للمتحدث، وقد تكون الموضوعات هي اهتمامات مشتركة أو هدف يريد كثير من الناس الوصول إليه، أو مشكلة اجتماعية سائدة.
  • طرح موضوعات تهمك مع الابتعاد عن الذاتية لا يعني عدم الحديث عن اهتماماتنا، فلابد أن يعرف من تحدثهم نوعيات اهتماماتك، والموضوعات الشائقة بالنسبة لك، حيث أن هذا ينقل لهم صورة عن ملامح شخصيتك، كما يستطيعون معرفة اهتماماتك ومشاركتك الحديث فيها.
  • نبرة الصوت أحد أهم المهارات أيضاً، حيث إن الصوت الثابت على نبرة واحدة يعد غير معبر وممل، ويرهق المستمعين بعد وقت قصير، ولا يكون له أي تأثير أو صدى لديهم، واستخدام النبرة الصحيحة شيء نفتقده في كثير من المتحدثين.
  • حسن الإصغاء من المهارات الهامة، حيث أن حسن الاستماع من أهم الصفات التي لابد من توافرها في المتحدثين، أنت الآن تتحدث ثم يرد عليك من يشاركك الحديث، ثم ترد عليه وهكذا، فإذا كنت تحب أن يصغي إليك ويهتم بما تقول، فأصغي له، وعندما نظهر أننا مشغولين بفعل شيء ما أو نمارس عملنا أثناء الحديث، فهذا يربك المتحدث جداً، ويشعره بعدم الاهتمام به وبما يقول، وإظهار الاهتمام بما يقوله الآخرون ينقل لهم شعورك بأهمية ما يقولون، وبالتالي يمكنك التحدث إليهم بعد ذلك ويصغون اليك.

التعرف على مهارات التحدث والاستماع

  • تعتبر اللغة وسيلة التواصل الأساسية بين البشر، وتكون إما محكية وإما مكتوبة، وللنوعين مهاراته الخاصة، ويعدّ التواصل الشفوي من أكثر أنواع التواصل انتشاراً واستخداماً بين الناس، ولتطوير اللغة المنطوقة فنحن في حاجة لفن التحدث والاستماع، أما اللغة المكتوبة فتمثلهما القراءة والكتابة، ولتمكن الإنسان من مهارات التحدث والاستماع أهمية كبيرة في حياته، فيستطيع من خلالهما التعبير عن احتياجاته وفهم الآخرين والتواصل البناء معهم، وتُعد مهارة التحدث فن يتعامل مع العقل والعاطفة، ويركز على العاطفة بشكل كبير، لرغبة المتحدّث في إقناع الطرف الآخر والتأثير فيه.

كيفية إتقان مهارة التحدث

  • الإيمان بما يقول، وأن يكون قدوة حسنة للمستمعين، فلا يطلب منهم فعل أمرٍ هو لا يقدم عليه، بل يجب أن يكون أوّل المطبقين له.
  • معرفة الفرد أنّ آراء الناس مختلفة، ويظهر ذلك في كثيرٍ من الأمور، كما هو الحال في الأمزجة، والأشكال والألوان فهي تختلف من شخصٍ إلى آخر، والشخص العاقل لا يجد من يخالفه الرأي عدواً له، أو خصماً له، بل يتقبل منه الرأي المختلف، ويُساعد على إظهار الحق، حتى وإن كان من الطرف الآخر.
  • التقليل من الكلام، فلا يستأثر الكلام لنفسه فقط، وعليه مراعاة الوقت أثناء الحديث، وعدم الإطالة؛ حتى لا يملّ المستمعون من حديثه. الاستعانة بالأمثلة، التي توضح الفكرة المرادة، وتقنع الآخرين، وتبقى راسخة في ذهن السامع.
  • البحث عن النقاط المشتركة، بين المتحدث والطرف الآخر، فهذا الأمر يُساعد على قبول كلام المتحدث بصورة أكبر، وجعل الطرف الآخر يشعر أنّ الفكرة هي فكرته هو.
  • العلم، فعلى المتحدث أن يكون على معرفةٍ بالموضوع الذي يتحدث عنه.

كيفية إتقان مهارة الاستماع

  • وجود نية الاستماع لدى الشخص، قبل إجراء عملية الحوار، واستحضارها، وإظهار ذلك للمتحدث، من خلال الاهتمام بما يقول.
  • التخلص من كل شيء قد يُشغل الشخص عن الاستماع الجيد للمتحدث، أو يشتت انتباهه كالاستماع إلى المذياع مثلاً أو التلفاز.
  • مقابلة المتحدث بصدرٍ رحب، والاهتمام بلغة الجسد أثناء الجلوس والاستماع، فمثلاً يجب الاهتمام بوضعية العين، ونظرتها الملائمة وميل الجسد تجاه المتحدث، وعدم تشبيك اليدين.
  • استخدام لغة الجسد بطريقة فعالة وذكية، فحركة واحدة تعني إرادة الشخص المحافظة على استمرارية الحوار، وحركتان تحفز المتحدث على التوضيح بشكلٍ أكبر، أما ثلاث حركات فهي تجعل المتحدث يتردد في الحديث، أو يُغير الموضوع.
إن إكتساب مهارات المتحدث البارع قد يبدو أمر ليس بهذه السهولة، ولكنه كذلك في حال وجود قناعة ذاتية، وثقة بذاتك وإمكاناتك في القدرة على أن تكون ملقياً ومتحدث بارع حتى وإن لم تكن على قدر كافي من الموهبة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ