تأسيس اتحاد المغرب العربي وأهم أهدافه ومهامه
مفهوم الاتحاد
• يعتبر هذا المفهوم له أكثر من معنى وأحد مفاهيمه أو معانيه المنتشرة لدى كثير من الناس هو: أن يكون هناك دولتان أو كيانين ليسوا متشابهين تماماً ويُراد أن يتم ضمهم مع بعضهم البعض.
• حيث أنهم من خلال هذا الضم الكبير لهم يتمثلوا في النهاية بأن يكونوا كيان أو شيء واحد فقط، وهذا هو المفهوم أو المعنى المتداول لدى الجميع.
• أما المفهوم أو المعنى الأهم والأبرز للاتحاد هو: أنه عندما يكون هناك كيانين أو أكثر من كيان واحد فتكون النهاية لهم أنهم يذوبوا مع بعضهم البعض ويصبحوا كيان واحد أو شيء واحد.
• وهذا الذوبان سيتمثل في أنهم سيكونون لهم شأن واحد في كل شيء سواء كان في أوقات السلم أو الحرب أو في الأشياء المفيدة أو الأشياء الضارة، وأيضاً في أوقات التقدم والازدهار وأوقات التخلف والتأخر.
• وفي فترات الضعف والقوة وفي كل شيء حتى العطاء والكرم لبعضهم البعض والتعاون في كل شيء، حيث أنه لا يوجد لدى طرف من الأطراف أية خصوصية فيما عدا الأشياء الخاصة للغاية.
• فإذا تم تطبيق هذا الكلام في كل الاتحادات الموجودة فسيكون هناك نتائج رائعة لجميع الاتحادات، فهذا هو الاتحاد القوي الذي ينتج عنه الكثير من الاستثمار والتقدم والافتخار والقوة والازدهار.
• لم يتم تطبيق هذا المعنى للاتحاد إلا في صورتين فقط ومن المعتقد أن ليس لهما ثالث وهما:
- الصورة الأولى: ظهرت وتم إنشاءها في عصر الدولة الإسلامية في بداية عهدها، حيث كان يحكمها صاحب الرسالة وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وتمثلت في أنه عندما تم ضم المهاجرين والأنصار ككتلة واحدة، وتم توحيدهم تحت راية الإسلام واجتمعت كل سمات التكامل والاتحاد والوحدة.
حيث كان الوضع منتشر ودائم إلى أن تمت الفتنة بينهم وكان الخير والشر مختلطين ولم ينتهي الخير والشر إلى ذلك اليوم ظلوا مستمرين.
- الصورة الثانية: ظهرت في عام ١٩٧١ يوم ٢ من شهر ديسمبر وهو إقامة الاتحاد الإماراتي، وكان هذا الاتحاد على أيدي مجموعة من القادة الذين يحبون بلادهم ويحبون شعبهم وكانت نيتهم صادقة وصافية ويريدوا التقدم والازدهار دائماً لبلادهم.
• فقاموا بإنشاء هذا الاتحاد الإماراتي العظيم الذي كانت نتائجه مثمرة للغاية، فهؤلاء القادة أو الحكام الإماراتيين رأوا أن الصلح خير وأنه لا يعود إليهم إلا بالأخير منه دائماً فأقاموا هذا الاتحاد.
تأسيس اتحاد المغرب العربي
• يختصر هذا الاتحاد باللغة الأجنبية باختصار Uma، وفي يوم ١٧ من شهر فبراير عام ١٩٨٩ تأسس اتحاد المغرب، وكان هذا التأسيس في مدينة مراكش الموجودة في دولة المغرب.
• تكون اتحاد المغرب من مجموعة من الدول وهي خمس دول: المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا.
• وهذه الدول الخمسة تعتبر الجزء الغربي من الوطن العربي، وقد وقعت هذه الدول الخمسة معاهدة الإنشاء لهذا الاتحاد.
ظهور هذا الاتحاد وما هي فكرة إنشاءه
هذه الفكرة كانت قبل استقلال هذه الدول من الاحتلال الذي كان موجود فيها، وبعدها برزت وظهرت بقوة هذه الفكرة عندما كان هناك أولى المؤتمرات التي تم إنشاؤها للأحزاب المغاربية آنذاك.
• وهذا المؤتمر أُقيم في مدينة طنجة بليبيا وكان هذا في يوم ٣٠ من شهر أبريل عام ١٩٥٨ كان من ضمن الأعضاء لهذا المؤتمر يوجد أشخاص يمثلوا الحزب الدستوري التونسي وحزب الاستقلال المغاربي وأيضاً جبهة التحرير الوطنية الجزائرية.
• كان هناك العديد من المحاولات بعد استقلال الدول الخمسة للتعاون الكبير المتكامل لدول المغرب هذه، كان هذا التعاون يمكن أن يتمثل في إنشاء عدة أشياء مهمة منها: إنشاء لجنة استشارية لدول المغرب كلها وكان هذا في عام ١٩٦٤ ميلادية.
• وأيضاً إنشاء بيان جربة الوحدوي الذي يوحد بين ليبيا ودولة تونس العربية وكان هذا البيان عام ١٩٧٤ ميلادية، وإنشاء معاهدة تسمى بمعاهدة مستغانم وكانت هذه المعاهدة بين دولتي الجزائر وليبيا العربية، وفي عام ١٩٨٣ أنشئت معاهدة إخاء ووفاق بين ثلاث دول، وهم: دولة الجزائر وتونس وموريتانيا العربية، وأخر إنشاء كان في يوم ١٠ من شهر يونيو في عام ١٩٨٨ ميلاديا، وكان يتمثل في اجتماع القادة التابعين لدول المغرب العربي في مدينة تسمى زرالدة في دولة الجزائر العربية.
• وبعد هذا الاجتماع تم إصدار بيان سمي ببيان زرالدة حيث أظهر هذا البيان الإرادة الواضحة لقادة دول المغرب العربي في إنشاء هذا الاتحاد المغاربي، وإقامة أو إنشاء لجنة لضبط الطرق والوسائل اللازمة لتحقيق الوحدة الكاملة لدول المغرب.
من هم القادة الموقعون على الاتحاد المغاربي العربي
• أولاً من جهة اليمين: من دولة ليبيا القائد معمر القذافي، من دولة موريتانيا العربية القائد معاوية ولد سيد أحمد طايع، من دولة الجزائر القائد الشاذلي بن جديد.
• وأيضاً من دولة المغرب العربية القائد الحسن الثاني، وأخيراً من دولة تونس القائد زين بن علي، وكما ذكرنا مسبقاً أنه تم التوقيع على هذه المعاهدة في عام ١٩٨٩ ميلادية في يوم ١٧ من شهر فبراير، وشهدت مدينة مراكش في المغرب التوقيع على هذه المعاهدة.
أهداف ومهام الاتحاد المغاربي العربي
كان من ضمن نصوص اتحاد المغرب العربي عدة أهداف ومهام ومن هذه الأهداف:
• أولا: تحقيق الإخوة واواصرها بين البلاد الموقعة على هذه المعاهدة.
• ثانياً: تحقيق ازدهار وتطور وتقدم هذه الشعوب وجميع مجتمعاتهم، وأيضاً تحقيق الرفاهية لهم وأن يكون هناك دائماً دفاع لهم وتأمين لهم.
• ثالثاً: تحقيق السلام الكامل بين هذه البلاد وشعوبها، والتعاون في أن يكون هناك عدل وإنصاف للمظلوم دائماً.
• رابعاً: إنتاج سياسة مشتركة كبيرة وتكون في جميع الميادين لهذه البلاد.
• خامساً: أن تقوم هذه الدول تدريجياً بتحقيق الحرية التامة للشعوب الموجودة في البلاد الموقعة على معاهدة اتحاد المغرب العربي من حيث انتقال الأشخاص بين البلاد، وأيضاً انتقال السلع وجميع الخدمات والأموال وكل شيء.
• سادساً: من نصوص المعاهدة أن هدف السياسية المشتركة بين الدول الأعضاء هي تحقيق مجموعة من الأهداف التالية وهي:
o في الميدان الدولي: أن يكون الهدف منه هو الوفاق بين البلاد الموقعة على المعاهدة، وأيضاً أن يتم إنشاء تعاون دبلوماسي كبير بين البلاد وهذا التعاون يكون أساسه هو لغة التفاهم والحوار.
o في ميدان الدفاع: أن يكون هناك تحقيق كامل لاستقلال جميع الدول الموقعة على المعاهدة.
o في الميدان الاقتصادي: أن يكون هناك تحقيق للتقدم في الزراعة والصناعة والتجارة وأيضاً تقدم في الحياة الاجتماعية لهذه الدول الموقعة على المعاهدة، من حيث إجراء كل الطرق والوسائل التي تحقق هذا الهدف، من حيث إقامة مشروعات تكون مشتركة بين الدول الموقعة على المعاهدة.
o في الميدان الثقافي: أن يكون هناك تقدم للتعليم من حيث جميع جهاته ومراحله، وأن يتم المحافظة على الدين وتعاليم الإسلام الأساسية، والمحافظة أيضاً على الأخلاق والقيم الإنسانية، من حيث إجراء كل الطرق والوسائل التي تحقق هذه الغايات، وبالأخص أن يكون هناك تبادل للمدرسين والأساتذة والطلبة أيضاً بين الدول العربية الموقعة وإقامة مؤسسات مختصة بالبحث ومؤسسات تعليمية كالجامعات والمدارس المشتركة بين الدول الموقعة على المعاهدة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9619