كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 18/02/2022

مفهوم الاستقرار في الحياة، وأهم آثار عدم تواجده

هناك العديد من المتطلبات التي يلزم أن يتم توفيرها من أجل تحقيق الاستقرار في الحياة، حيث أنها تتعلق بتصريف الأمور المختلفة التي من خلالها يستطيع الشخص أن يعيش حياة مستقرة.
وهناك العديد من درجات الاستقرار في الحياة والتي تتعلق بالحياة الشخصية داخل المنزل والحياة العملية وفي هذا المقال سنتعرف علي كيفية الاستقرار بالحياة والعيش الجيد واهم وسائل الاستقرار بالحياة.
مفهوم الاستقرار في الحياة، وأهم آثار عدم تواجده

مفهوم الاستقرار في الحياة

  • الاستقرار هو درجة من درجات التوازن الاجتماعي والعاطفي والنفسي والذي من خلاله يستطيع الشخص أن يقوم بتصريف أموره وأداء أدواره المختلفة بكفاءة وفاعلية عالية.
  • كما أنه يؤدي به إلي الشعور باعلي درجة من درجات الرضا عن النفس والبيئة المعاشة والتكيف الاجتماعي السليم داخل المجتمع المحيط بالفرد.
  • ويعتبر الاستقرار بالحياة من أهم المتطلبات التي يحتاج إليها كل شخص في المجتمع حتي يستطيع أن يتكيف مع الأوضاع المعيشية المختلفة وان يعيش حياة هادئة.
  • تعتبر جوانب الاستقرار المختلفة متعلقة ومرتبطة بعضها ببعض بدرجة كبيرة للغاية حيث أن استقرار الحياة المنزلية يؤثر بشكل مباشر وإيجابي علي الحياة العملية.
  • حيث أن الحياة المعيشية الغير مستقرة والتي يتخللها المشاكل ستؤثر بالضرورة بشكل سلبي على كل أفراد الأسرة في التكيف والاستقرار في أداء الأمور المختلفة.
  • يبدأ الاستقرار بالحياة من الحياة المنزلية المعاشة، حيث أن الحياة داخل المنزل تشكل بنسبة كبيرة للغاية مدي تكيف الفرد وجدانيا ومجتمعيا

وسائل الاستقرار في المنزل

ذكرنا سابقاً أن الحياة المنزلية والاستقرار فيها من أهم الأمور التي تعمل علي ضبط حياة الأشخاص من مختلف النواحي المختلفة لذلك علينا معرفة أهم الوسائل التي تتعلق باستقرار المنزل والتي تتعلق بالزوجين، وتتمثل في:

  • الإفراط في استخدام الغزل والكلام الرومانسي بين الزوجين وإظهار اعلي درجة من درجات الحب بين كلا الزوجين، ونلاحظ بشكل كبير غياب عامل الرومانسية داخل عدد كبير من الأسرة خصوصا بعد فترة كبيرة من الزواج وهذا من الأمور الخاطئة فإظهار مظاهر الرومانسية سبب أساسي في ضبط الحياة الأسرية.
  • التعاون والمشاركة بين الزوجين من الأمور المهمة للغاية ولذلك يجب المحافظة على هذا الأمر في مختلف الأمور.
  • بمعنى أن يحاول كل فرد من الزوجين أن يتقاسم الأعمال مع الزوج الآخر والتي تتعلق بالأشغال المنزلية وتعليم الأبناء وتربيتهم هذا بدوره ينهض بمستوي معيشة الأسرة ككل ويعمل على استقرارها بشكل كبير.
  • التفاهم والاحترام المتبادل والمحافظة على مشاعر وأحاسيس كل طرف وذلك لأن الاحترام يعمل على كسب الثقة بين الأفراد ويعمل على تنمية الاستقرار الأسري.
  • وذلك لأن الحب والرومانسية غير كافيين في دعم استقرار الأسري ولذلك لابد من الاحترام والتفاهم.
  • إظهار كل شخص في الأسرة مظاهر الاهتمام بالفرد الأخر وتقديم مظاهر الاحتواء بين الأفراد ومحاولة كل طرف تقديم المساعدة للطرف الآخر.
  • ويعتبر الهدوء أهم الوسائل التي ترتبط باستقرار الحياة الأسرية واستقرار الحياة ككل وذلك من خلال تلاشي الأخطاء البسيطة بين الأفراد والعمل على حل كل الخلافات بهدوء وبعيدا عن أجواء التعصب وذلك من خلال العتاب السهل والتفاهم الهادئ بين أطراف الحياة الزوجية.
  • كما يلزم أن يتقبل الزوجين بعضهم في كل الحالات ويلزم أن يتقبل كل منهما الآخر في الحالات المزاجية المختلفة.
  • وأن يحاول كل منهما امتصاص غضب الآخر في حالة الغضب ومحاولة تهدئته بالشكل السليم وبعيدا عن استخدام العصبية.
  • أن يحاول كل طرف من الزوجين إيصال مدي الحب للشخص الآخر، وذلك من خلال تقديم الهدايا المختلفة.

آثار عدم استقرار الحياة الأسرية

بعد أن تعرفنا على وسائل استقرار الحياة الأسرية علينا أن نتعرف على الأثار السلبية التي تنتج عن عدم استقرار الحياة الأسرية:

أن عدم الاستقرار في الحياة الأسرية يؤثر بشكل سلبي على الأبناء:

  • وذلك من خلال عدم شعورهم بالانتماء إلي هذه الأسرة، كما إنها ستؤثر سلباً على نفسيته من الداخل وتجعل لديه سلوكيات سيئة تتعلق بالكراهية للأشخاص.
  • كما أنها تساهم في تفاقم الروح العدوانية لديهم وتجعلهم لا يشعرون بالأمان ولاستقرار داخل مجتمع الأسرة مما يجعلهم أشخاص منبوذين مجتمعيا فيما بعد

التفكك الأسري:

  • يجعل الأبناء يفقدون ثقتهم في أنفسهم كما يظهر لدي هؤلاء الأبناء درجة عالية من درجات الانطوائية والأنانية والابتعاد عن المواقف التي تتطلب تفاعل اجتماعي حيث أن لديهم درجة عالية من درجات حب العزلة.

الطفل يظهر بمظهر الضعيف الشخصية:

  • وذلك ربما يعرضه للاستغلال المادي والجنسي، حيث أنه أصبح فريسة سهلة بسبب ضعف شخصيته.
  • كما يظهر عليه مظهر الاستهتار والتخاذل في حياته الدراسية وبالتالي يكون مستوي هذا الطفل الدراسي ضعيف.

الاكتئاب عند الأطفال:

  • يمكن أن يصاب الأطفال بالكثير من الأمراض نتيجة عدم الاستقرار الأسري مثل الاكتئاب والذي ينتج عن الحزن الدائم.

المشاكل الأسرية:

  • قد تؤدي بدرجة عالية للغاية إلي الطلاق الذي ينتتج عن الكراهية وعدم التفاهم وحب النفس.

صعوبات الحياة:

  • مشاكل كثيرة في الحياة العملية وعدم القدرة على التكيف مع المواقف الحياتية المختلفة.

أثر الاستقرار بالحياة

لا شك بأن استقرار الحياة يؤثر بشكل كبير علي حياة الفرد والمجتمع ككل، ويتم ذلك عن طريق:

  • فنلاحظ أن الأطفال الذين ينشئون داخل أسرة متماسكة ومترابطة يحفها الحب والتعاون بين أفرادها يتمتعون بصحة جيدة ودرجة عالية من الذكاء.
  • كما أنهم يظهرون بشكل أفضل في دراستهم ويكونوا دائما متفوقين في كافة الأمور المختلفة.
  • يتمتع أيضاً الأطفال الذين ينشئون داخل الاستقرار الأسري بابتعادهم عن الطباع السيئة والتي تتعلق بالعدوانية والكراهية وحب النفس وتظهر لديهم صفات حميدة مثل التفاعل الاجتماعي وحب الأشخاص والتعاون.
  • تكون الأسرة مستقرة وهادئة ومترابطة ويتمتع جميع أفرادها بالحياة السعيدة القائمة على الحب والتعاون والتقدير والاهتمام وبالتالي تكون أسرة صالحة وجيدة.

أمور يجب النظر إليها من أجل الاستقرار في الحياة

من الأمور التي يجب مراعاتها من أجل تحقيق الاستقرار الأتي:

  1. عدم ترك الآخرين التدخل في الحياة الداخلية للشخص فلكل شخص حياته الخاصة والتي لا يستطيع أن يضبطها شخص آخر ولذلك علي كل فرد أن يمنع الآخرين من التدخل في حياته الشخصية.
  2. التخلي عن ظاهرة الخجل من النفس وذلك من خلال أخذ كل الأمور ببساطة حتي المواقف المحرجة التي يمر بها الشخص في حياته عليه نسيانها قدر الإمكان.
  3. عدم الجبن والخوف من الأمور التافهة حتي يستطيع الفرد أن يعيش حياة مستقرة وهادئة وبعيدة عن القلق والتوتر فعليه مواجهة مختلف الأمور بمنتهي الشجاعة والحسم.
  4. ترك ظاهرة التأجيل المستمر وذلك من أجل تحقيق الأهداف والغايات المختلفة فيجب على الفرد أن يمضي قدماً في تحقيق أهدافه والبعد عن التأجيل المستمر حتي ينعم بحياة مستقرة.
  5. عدم اختلاق الأعذار من أجل تبرير الأخطاء فالاعتراف بالأخطاء هو بداية الطريق من أجل حياة مستقرة وهادئة.
  6. يجب الابتعاد عن النظرة السوداوية والنظر إلى الأمور الحياتية المختلفة من منظور آخر وذلك بحيث يري الشخص الحياة سعيدة وخالية من الحزن والاكتئاب، وبالتالي يستطيع الفرد أن يتمتع بحياة مستقرة وجميلة من خلال البعد عن الجانب السلبي للحياة والنظر إليها من جانب مشرق.
وجب التوضيح بأن الاستقرار في الحياة من المطالب الرئيسية لكل شخص حتي يستطيع أن ينعم بعيش كريم، حيث أن ذلك لا يقتصر على الكبار فقط، بل يجب أن يحصل عليه الأبناء أيضا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ