كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 19/05/2021

أشكال التمييز العنصري وأهم قوانينه الرادعة

التمييز العنصري ظاهرة متفشية في المجتمعات منذ قديم الزمن، إذ تعتمد على تمييز فئة عن فئة أخرى باختلاف العرق والدين وحتى اللون، مما يؤدي إلى معاملة هذه الفئة بالدونية من قبل فئة أخرى معاملة بشكل آدمي ومفضلة عليها.
تعددت صور التمييز العنصري في المجتمعات، فلها أشكال كثيرة وصور متنوعة، ولكن مع تقدم العالم والدعوة إلى المساواة بين الناس فلا فرق بينهم إلا بالأخلاق والعمل الجيد أوجد قانون للحد من تفشيه أكثر من ذلك والقضاء عليه بشكل تام.
أشكال التمييز العنصري وأهم قوانينه الرادعة

المقصود بالتمييز العنصري

التمييز العنصري لا يتوقف عند ذلك الحد بل يشمل تمييز في الصفات الشخصية الفهم الذكاء وحتى الأخلاق والسلوك وأيضاً الثقافات وحتى العادات والتقاليد والعنصرية امتدت لتشمل حتى اللغة، كل ذلك مكن الأغنياء من السيطرة والتحكم في طبقة الفقراء ومعاملتهم أسوء معاملات وأشكال العنصرية.

  • إضافة إلى تمييز البشر إلى مجموعات على حسب الصفات الجسمانية البيولوجية كلون البشرة واختلاف العرق.
  • وبسبب هذه التصنيفات قسم البشر إلى فئتين فئة تعامل بشكل طبيعي متمتعة بكل مظاهر الحياة الطبيعية وهم الأغنياء، وفئة مهمشة مستبدة بعيدة كل البعد عن حقوقها والتحضير وهم الطبقة المظلومة الفقيرة.
  • وبسبب سوء المعاملة والعنصرية بأشكالها المختلفة أدى ذلك إلى اندلاع وشن الحروب من قبل هذا الفئة المظلومة في وجهه الفئة المستبدة المميزة لها للثورة في وجه ضد العنصرية ومن يدعمها.

العنصرية الممثلة أو التمثيلية

تختلف تلك النوعية من العنصرية عن باقي الأنواع الأخرى، ويمكننا توضيح ذلك من خلال الآتي:

  • إظهار الشخصيات مختلفة اللون في الأفلام بأنهم شخصيات شريرة ذو دوافع إجرامية ومرتكبي الجرائم باعثي الفوضى أو بصورة أخرى تصويرهم دائما في دور الشر في الأفلام.
  • كان من الأفضل عدم حصرهم في هذه الأدوار السيئة وإظهارهم بشخصيات حسنة الخلق والصفات رائدين متميزين.
  • وهذا الشكل من التمييز منتشر وشائع لأنه معتمد على الإعلام والأفلام وفئة كبيرة من الناس تشاهدها، وبتالي يتأثرون بها بصفة أكبر، وحتى الرسوم الكاريكاتير لم تخلو من هذه الرسوم العنصرية.

العنصرية الخطابية

هي احتواء الخطابات والرسائل على كلمات وألفاظ تعبر عن العنصرية موجهه إلى أصحاب العرق المختلف سواء بطريقه مباشرة أو غير مباشرة.

  • هذه الخطابات تحتوي على عبارات إهانة وذل وكراهية، بالإضافة إلى أنها لا تتوقف عند هذا الحد بل تحتوي على عبارات تحض وتشجع الآخرين على كرهم لهم.
  • هذه العنصرية تسبب لهم أذى نفسي بالغ لأنهم دائما يشعرون بأنهم منبوذون في مجتمعهم مكرهين غير مرحب بهم في كل الأحوال.

العنصرية التفاعلية

التمييز العنصري يتعرض فيها أصحاب العرق المختلف وأيضا اللون المغاير إلى أنواع من الاعتداء اللفظي والبدني، حيث إنها تحدث بسبب تفاعل الأشخاص مع بعضهم بشكل يومي.

  • ذلك لأن غيرهم يشعرهم بأن حياتهم في خطر بسبب أنهم من المحتمل أن يكونوا تهديدات تمثل خطر عليهم بشكل مؤكد.
  • هذه الاعتداءات والعنصرية تسبب إرباكاً وقلقاً وعدم الشعور بالطمأنينة والسكون في المكان، ولا يمكن التغافل عن الأذى البدني والعاطفي.

العنصرية الأيديولوجية

هذا الشكل من العنصرية منتشر بشكل كبير في المجتمعات الأوروبية وخاصة المجتمع الأمريكي.

  • ينظرون إلى أصحاب اللون الداكن أو البشرة السمراء نظرة دونية، وذلك واضح من خلال المعتقدات والأفكار التي يعتقدون ويومنون بها بخصوص ذلك.
  • فمثلا عندهم أصحاب البشرة البيضاء على قدر كبير من الذكاء والمعرفة والسلوك القويم الحسن من أصحاب البشرة الداكنة.

العنصرية المؤسسية

التمييز العنصري هنا يحدث في المؤسسات وبصفة خاصة وسط الأجواء الاجتماعية، ويمكننا توضيح ذلك بنطاق أوسع من خلال الآتي:

  • هذه المؤسسات تضم عاملين مختلفين الشكل والعرق والدين واللون، وهنا يقع التمييز والتفرقة بين هؤلاء العاملين ففئه تأخذ حقوقها بشكل كامل وفئة يقع عليها الظلم ولا تأخذ سوء واجبات تجاه هذه المؤسسات ولا تأخذ شيء من حقوقها وهنا يقع الظلم والعنصرية.
  • وبشكل كبير من الممكن أن يحدث في هذه المؤسسات عنصرية فردية، حيث يحدث تمييز لفرد بعينه فلا يتساوى مع الآخرين في المعاملة، وفى الوقت نفسه يحرم من الحقوق، وهذه العنصرية يطلق عليها تمييز وجاهي أو عنصرية بصورة مباشرة.
  • ينظر لهذا الفرد بالدونية والتدني وأن هناك فرد آخر أفضل منه، وهذه العنصرية أيضاً تنشأ من اختلاف العرق.

العنصرية القانونية

هي قوانين منعقدة في بعض المجتمعات تكون ظالمة لطبقة أو فئة بعينها، وفى نفس الوقت تصب في صالح طبقه أخرى.

  • مثال هذه القوانين التي حرمت على فئة معينة من البشر حق شراء منزل أو تملك حتى قطعة أرض، وقديماً وجدت قوانين لا تتيح التعليم لكل الناس بل مقتصرة على أصحاب البشرة البيضاء فقط فهم لهم الحق فقط للتعلم، وغيرها من القوانين الجائرة.
  • نتيجة لهذه العنصرية تتكون في هذه المجتمع نوعين من الطبقات طبقة فقيرة معدمة، وطبقة غنية غنى فاحش، وعلى المدى البعيد بسبب كثره الظلم الجائر بسبب هذه القوانين قد تثور هذه الطبقة المعدمة في وجه الظلم والعنصرية.

صور التميز العنصري على مدار التاريخ

يمكننا توضيح مجموعة من أشكال العنصرة في المجتمعات المختلفة من خلال النقاط الآتية:

  • العنصرية الشديدة التي يواجها شعب فلسطين من العدو المحتل إسرائيل، من قتل واضطهاد إيذاء بدني ونفسي خراب، وأيضاً استخدام أسلحة وقنابل محرمة دولياً عليهم والاستيلاء على بلدهم، بالإضافة إلى بناء جدار يقطع اتصال الفلسطينيين مع البلاد الأخرى وفى نفس الوقت يقسم البلاد فهو يفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
  • اضطهاد وكره اليهود من قبل مجتمعات أوروبا وخاصة النازيين عندما قام ادولف هتلر بحرق ٦ مليون من اليهود حياً في محرقه عامة، والاضطهاد لا يزال إلى وقتنا هذا.
  • العنصرية والاضطهاد الذي تم ممارسته ضد أصحاب البشرة الداكنة من الأفارقة، إذ سلبت الحرية والإرادة الحرة أبسط حقوقهم وأصبح العبيد مستعبدين يعملون في حقول ومنازل أصحاب البشرة البيضاء إلى أن انتهى عصر العبيد.

قانون ضد التفرقة العنصرية

مجموعة من القوانين لحمايه الأشخاص من الوقوع تحت اضطهاد العنصرية والتفرقة، ولا يقتصر دور هذه القوانين علي الحماية فقط، بل يمتد ليشمل القضاء على العنصرية في المجتمعات المختلفة من جوانب عديده في الحياه العامة :

  • التعليم: إتاحة الفرصة للجميع للالتحاق بالمدارس على مختلف أنواعها، فلا توجد مدارس محدده لكل فئه بل كل المدارس متاحة للكل وأيضا الكليات الجامعات، بالإضافة إلى المنحات التعليمية المجانية.
  • العمل: الحصول على الوظيفة مقتصر على المؤهل الدراسي والمهارات والذكاء والتدريب وليس العرق واللون، وأيضا المرتب والترفيه يتوقفوا على الجد والكد في العمل.
  • الإقامة: من خلال تمكينهم من شراء المنازل والأراضي في حالة القدرة أو حتى الاستئجار، وأعطاهم حق الإقامة الجزئية او الكلية.
  • التمتع بالخدمات العامة من تأمين صحي خدمات الاتصالات تأمين مصرفي.
  • حق استخدام وسائل النقل والمواصلات العامة وأيضا الذهاب إلى الحدائق والأسواق والفنادق وغيرها من الحقوق البسيطة التي تمتلكها كل الناس فلكل فرد حق فيها مهما اختلف عرقه ولونه ودينه.
المجتمعات تقدمت بشكل كبير منذ وقت القضاء على التمييز العنصري والحد من انتشاره في الحياة العامة ومن التعامل به بين الناس، فلا فرق بينهم إلا بالجد والتعب ومحاسن الأخلاق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ