آخر تحديث: 07/03/2022
مفهوم الذات والثقة بالنفس وكيفية تطويرهم
تعد الثقة بالنفس هي عبارة عن حسن اعتماد الفرد على نفسه واعتباره لذاته واستغلال قدراته على حسب ما تواجد فيه من ظروف، ولكن ماذا عن الذات والثقة بالنفس.
ولمعرفة علاقة الثقة بالنفس بالذات تابع هذا المقال على موقع مفاهيم، حيث سوف نوضح مفهوم الذات، تعريف الثقة بالنفس، والتعرف على نقطة البداية في تطوير الذات بالإضافة إلى عرض الكثير عن هذا الموضوع.
مفهوم تطوير الذات
- يعد تطوير الذات من السنن التي منحها الله لعباده،حيث انه هو الشعار الذي نادى به الكثيرون، مما ساهم في تغير مجرى حياتهم بل وأدى إلى تغيير التاريخ بالكامل، ومن الجدير بالذكر أن تطوير الذات لا يحتاج إلى أكثر من فرد يمتلك إرادة قوية وعزيمة صادقة على إحداث التغيير.
- وتتعدد مصادر هذا التغيير، حيث قد يحدث التغيير نتيجة تعرض الشخص لموقف معين أو عند سماعه كلمة زلزلت مسامعه، وأحدثت تأثيرا كبيرا على نفسه، ومن الأمثلة التي توضح ذلك، ما حدث للإمام والعالم الكبير الشيخ الطحاوي، صاحب العقيدة الطحاوية الذي قرر أن يحدث تغييرا في مجرى حياته نتيجة سماعه لبعض الكلمات من المزني الذي هو خاله.
- فعندما كان يحضر الطحاوي مجالس العلم عند الموني قد يئس منه خاله، وقال له بعض الكلمات التي كانت بمثابة الطاقة التي تفجرت داخله فقد قال له (والله لا نفع منك ولا فائدة)، فعندما سمع الطحاوي هذه الكلمات تأثر تأثيرا شديدا وقرر أن يغير حياته، حيث كانت هذه الكلمات القليلة بمثابة الدافع الذي دفع الطحاوي إلى أن يجتهد حتى أصبح عالما من علماء الأمة، وقد كان يردد "رحم الله المزني لو كان حيا الآن لكفر عن يمينه".
نقطة البداية في تطوير الذات
- يعد أول خطوة لتطوير الذات هي التقييم الذاتي الذي يشير إلى العملية التي يقوم الفرد خلالها بالدراسة الدقيقة لدراسة الذات، ومن أجل الوقوف على نقاط القوة ونقاط الضعف، كما تمكن من الاطلاع على تحديد رغبة الفرد الداخلية في التغيير نحو الأفضل.
- وهنا يجب التنويه إلى أن ذات الفرد تبدأ في التطوير منذ النظرة الأولى من أجل تحسين ذاته، والعمل على إحاطتها بكل شيء من التقدير والاهتمام، مع تجنب أي تجارب فاشلة قد مر بها.
- وهناك الكثير من الأمور التي تساهم إلى حد كبير في زيادة تقدير الإنسان لذاته، والتي منها طريقة معاملة الوالدين للفرد داخل الأسرة، بالإضافة إلى أسلوب تعامل الأخوة والزملاء مع الشخص.
- وذلك لأن التأثير التراكمي الذي ينتج عن معاملة الوالدين أو الأشخاص المحيطين بالفرد من شأنه أن يحدد من طبيعة ودرجة تقدير الشخص لذاته.
- حيث إنه قد يصاب الإنسان بخيبة أمل إذا تعرض لمعاملة قاسية، وخاصة إذا كان يمتلك تقديرا ضعيفا للذات، حيث إنه لا يتمكن من تغيير الماضي أو تغيير معاملة الآخرين له.
- ورغم ذلك فإنه يتمكن من تغيير درجة تأثير الماضي عليه، وذلك عن طريق عدم السماح للماضي أن يكون أحد الأسباب لفشله.
تعريف الثقة بالنفس
- تعد الثقة بالنفس هي عبارة عن اعتقاد الشخص بأنه يمتلك القدرة الكافية التي تجعله ينجز العديد من الأمور المفيدة، والتي قد لا يستطيع الكثيرين أن يقوموا بإنجازها وتحقيقها، وليس شرطا أن يكون اعتقاد الشخص مطابقا للواقع الذي يعيشه الشخص، ولكن يكفي مجرد الاعتقاد الذي يشكل الدافع القوي،والطاقة التي تجعله يقدم على الشيء دون تردد.
الثقة بالنفس وعلاقتها بالنجاح
- تعتبر الثقة بالنفس شرطا من شروط النجاح، كما يعد مقوما أساسيا من مقوماته، فالشخص عديم الثقة بالنفس لا يتمكن من إنجاز أي عمل وتحقيق النجاح فيه، وذلك لأن الشخص الذي يفقد الثقة بنفسه يخاف من الإقدام على عمل معين خوفا من التعرض للمخاطرة، كما أنه يجد صعوبة في إنجاز الأعمال المطلوب منه، وغالبا ما يتم بناء الثقة بالنفس من خلال نجاح الفرد في تحقيق الخطوة الأولى أو تحقيق الخطوة الثانية من العمل، حيث إن نجاح الفرد من أول المراحل يكون بمثابة الدافع الذي من خلاله أن يتم رفع الثقة بالنفس، كما يكون الدافع الذي يدفع الفرد إلى المواصلة من أجل تحقيق نجاحات أخرى أثناء مراحل عديدة في حياته، وهذا يبين العلاقة التي تكون بين الثقة بالنفس والنجاح، حيث أن كلا منهما يعتمد على الآخر بالنفس والنجاح.
- فالنجاح يعتمد اعتمادا مباشرا على الثقة بالنفس، يقويها ويعززها النجاح.
طرق تطوير الذات والثقة بالنفس
- العلم والعمل: حيث إن من أجل تحقيق النجاح فيهما لا بد للشخص أن يبذل مزيدا من الجهد والسعي الدائم، كما يجب على الشخص أن يدرك أن النجاح حليف لكل شخص يؤمن إيمانا حقا بما تعلمه، كما أنه حليف الشخص الذي يمتلك قدرا جيدا من ثقته بنفسه، بارعا في قدراته.
- إدراك الشخص أن معارك الحياة والمنافسات لا يقتصر الفوز بها على الأقوى أو الأسرع: حتى وان حقق الفوز في أول المراحل إلا أن الفوز يكون في النهاية لمن يثق فيما يمتلكه من قدرات.
- التخيل الإبداعي: وهو عبارة عن تخيل الفرد ويرى نفسه أنه شخص ناجح في المستقبل، وأنه قد تطور وانتقل من حال إلى حال، فهذا النوع من التفكير يساعد الشخص على المثابرة الإصرار والسعي ليبذل مزيد من الجهد للتغيير نحو الأفضل.
- المثل الأعلى: حيث أن الشخص الذي يريد النجاح الذي في حياته العلمية والعملية عليه أن يتخذ لنفسه مثلا أعلى وقدوة يقتدي بها حتى بذلك جهوده ليصل إلى مبتغاه.
- تخصيص وقت للثقة بالنفس: حيث يخصص هذا الوقت من أجل تذكير نفسه بالثقة.
عوامل تطوير الذات والثقة بالنفس
هناك عدة عوامل تساهم إلى حد كبير في تطوير الذات والثقة بالنفس لدى الشخص ومن أهم هذه العوامل ما يلي:
- تحويل الرغبات إلى أهداف: حيث أن هناك الكثير من الأشخاص الذين يمتلكون رغبة عديدة ويريدون تحقيقها، إلا انهم لا يبذلون أي جهد من أجل تحقيق هذه الرغبات يقفون في أماكنهم دون التحرك خطوة للأمام من أجل تحقيقها، ولكي يتم تحقيق هذا التقدم المنشود رفع درجة الاستعداد لتحويل هذه الرغبات إلى درجة عالية من مجرد رغبات إلى أهداف واضحة، ثم بعد ذلك يعد خطة يتم فيها وضع الإجراءات اللازمة من أجل تحقيقها.
- البدء بالعمل فور تحديد الأهداف: حيث أن الهدف لا يمكن أن يتحقق بمجرد وقوف الفرد محتارا بين الاختيار بين العديد من الأهداف، بل يجب عليه أن يحدد أهدافه ثم يسرع في العمل من أجل تحقيقها.
يعد تقدير الذات والثقة بالنفس من أهم العوامل المؤدية إلى النجاح، كما أنهما يغيرا نظرة الإنسان إلى الحياة حيث يجعل الإنسان يكون نظرة إيجابية نحو المستقبل ويبذل أقصى جهده من اجل مستقبل أفضل.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11957
تم النسخ
لم يتم النسخ