الذكاء العاطفي عند الاطفال أسبابه وكيف يمكن تنميته
ما هو الذكاء العاطفي عند الأطفال ؟
الذكاء العاطفي أو الانفعالي أو الوجداني هو:
- قدرة الفرد على فهم ذاته وفهم الآخرين والمجتمع من حوله، والقدرة على إدارة الذات وإدارة العلاقات مع الآخرين.
- تبدأ العلاقة بين الطفل والعالم الخارجي منذ الضمة الأولى للطفل لذلك يقوم الطبيب أو الطبيبة المتفهمة بوضع الطفل بعد ولادته مباشرة على بطن أمه كي يلمس جسدها ويشعر بدفئها بعد أن اصطدم بالعالم الجديد وبالتأكيد شعوره بالخوف لأول وهلة.
- وبعد التخلص من إجراءات الولادة وتنظيف الطفل وارتداؤه الملابس يعود لحضن أمه كي ترضعه، حيث أن الرضاعة ليست مجرد طعام فقط للطفل بل هي منبع الحنان والقرب بين الأم والطفل.
- لذلك فإن الحب والنظرات واللمسات والقبلات شيء أساسي وهام لنمو النواحي العاطفية عند الطفل.
كيف يمكن تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال ؟
لقد أكدت بعض الدراسات بأن الرضاعة التي يتخللها حوار صامت بين الطفل والأم من خلال النظرات واللمسات هي الطريق الأساسي لتنشيط منطقة في الدماغ هذه المنطقة مسؤولة عن تنشيط الذاكرة والقدرة على التعلم وتسمى ( هايبوكامباس) أو الحصين، ويمكن تنمية الذكاء العاطفي عند الطفل بعدة طرق نذكرها في النقاط التالية :
1. تقديم الحب والعطف والحنان للطفل منذ ولادته.
- ويتم ذلك عن طريق التحدث بصوت منخفض مع الرضيع ليشعر بالحب والأمان وليلتقط الكثير من المفردات اللغوية، والنظر إلى الطفل والتبسم له بين الحين والآخر ومعاملته بلطف وتدليله بالاسم وإشعاره بأنه إنسان له أهمية في المنزل.
- ومن أهم الأشياء القبلات والأحضان والمسح على الرأس والتحفيز على السلوك السليم والتفهم لمشاعر الطفل وتلبية أغلب طلباته ليس كلها.
- ونهيه عن الأسلوب الخاطئ دون صراخ أو ضرب، كل ذلك يعمل على تنمية الذكاء العاطفي عند الطفل وينشئ طفل سوي.
2. البعد عن الخلافات والشجار والصراخ أمام الطفل.
- ولا يعلم الكثير من الناس مدى التأثير السلبي الضار للخلافات والشجار أمام الطفل فهو يدمره تدميراً من الداخل.
- كما يقتل الذكاء الاجتماعي والعاطفي لديه، لذلك يجب أن يكون الخلاف في غرفة النوم وبصوت منخفض بحيث لا يعلم الطفل شيء مما حدث.
3. الحوار مع الطفل وإبداء الاهتمام برأيه.
- هي نقطة هامة جداً لا يجب نسيانها ألا وهي التحدث مع الطفل وإجراء معه حوار حيث أن هذا الحوار ينمي شخصية الطفل وذكائه العاطفي والاجتماعي.
- كما يمنحه الثقة في نفسه، وإن اجتمع الوالدين في مكان ما وتحدثا فيجب أن يجلسا صغيرها ليشاركهم آرائه ومقترحاته، وتشجيعه على الأفعال الحسنة بحكاية له قصص عن حياتهما وأنهم كانوا يفعلون كذا وكذا من أجل الفوز بكذا.
- ويجب أيضاً سؤال الطفل عن معلميه في المدرسة وأحواله في الدراسة الأمر الذي يقربه من الأم والأم ويقوي العلاقة بينهما ويمنح الطفل شخصية رائعة في المستقبل.
4. الخروج لقضاء النزهات.
- لا تعد النزهة فقط ترفيه عن النفس بل يفرح بها الطفل كثيراً وتكون فرصة لرؤية الطبيعة والجمال الذي بها.
- كما يجب أن يتعلم الطفل تذوق الجمال الفني والموسيقى والحفاظ على الطرقات نظيفة وعدم إلقاء المخلفات في أي مكان خارج صندوق القمامة.
- ويمكن التحدث مع الطفل أثناء السير في الرحلات وتعريفه معنى التسامح والعدل والعفو والحق.
5. تعليم الطفل شكر النعم.
- من الضروري التحدث أمام الطفل عن نعم الله سبحانه وتعالى وكيف يمكننا الشكر عليها والرضى على ما قسم الله به.
- ويمكن أن تقص الأم قصص دينية للطفل يتعلم منها الحكم والمواعظ ويدرك الكثير من الأمور الهامة في الحياة.
- وبذلك فإن تعليم الطفل شكر النعم أمر هام لتنمية الذكاء العاطفي والاجتماعي.
6. تقدير واحترام الطفل.
- حيث يجب الاهتمام بالعمل الجيد الذي يقدمه الطفل مثل تقدير عمل يقوم به الصغير مثل إطعام الحيوان أو سقي النباتات أو مساعدة صديق أو رعاية أخيه الصغير أو تقديم الصدقات للفقراء والمحتاجين، وغيرها من الأمور التي تحتاج لتحفيز واهتمام كبير.
- ويعد تقدير المشاعر من أهم الأمور لتنمية الذكاء العاطفي والاجتماعي عند الطفل وتتمثل تقدير المشاعر في مراعاة مشاعر الحزن أو الخوف أو الفرح ولا يجب أن يعنف أو ينهر الطفل كثيراً.
أهمية اكتساب الذكاء العاطفي
يعد غرس الذكاء العاطفي في الأبناء منذ نعومة أظافرهم مهارة من أهم المهارات التي يمكن للأهل زرعها في الطفل وذلك من أجل الأتي:
- تكوين شخصية ناضجة للإنسان.
- يجب فهم هذه الفكرة جيداً من أجل تنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال بهدف إدراك مشاعر الذات ومشاعر الآخرين.
- يعتمد الإنسان الذكي عاطفياً على وعيه لإدارة سلوكه وعلاقاته، فلا يوجد علاقة معروفة بين القدرات العقلية والذكاء العاطفي.
- وبذلك نستطيع القول أن الأطفال الذين يمتلكون قدرات عقلية أقل من البالغين يمتلكون ذكاء عاطفي أعلى، وبذلك فيكون الذكاء العاطفي عند الأطفال أعلى من البالغين.
أسباب الذكاء العاطفي عند الاطفال
يتمتع بعض الأطفال بالذكاء العاطفي ويرجع ذلك إلى :
- الاهتمام بالطفل والاتزان معه في المعاملة بحيث ألا تكون معاملة مدللة للغاية أو قاسية جداً بل يجب اتباع أساليب التربية الصحيحة والبعد عن القسوة في اللفظ أو الضرب والتعنيف.
- الاهتمام بقدرات الأطفال واكتشاف مواهبهم وتشجيعهم على إظهار السلوك الحسن والبعد عن السلوك المنبوذ.
- السماح للطفل بإبداء رأيه وإظهار مشاعره فلا يجب صده مطلقاً بل يجب إعطائه الحرية ليعبر عما بداخله مهما كان استغراقه من الوقت.
- مدح الطفل أمام نفسه وأمام الآخرين حيث أن المدح يبني شخصية رائعة وجذابه للطفل بعدما يكبر، ومن الضروري أيضاً تسمية المشاعر بأسمائها الأمر الذي يزيد من وعي الأطفال فيمكنهم وصف مشاعرهم بشكل أفضل.
الذكاء العاطفي هو سر نجاح الطفل في المستقبل
لقد أظهرت النتائج عن بعض الأبحاث التي أقيمت عن الطفل وكيفية تنميته أن تدريب الطفل على استقبال المشاعر المختلفة والاستجابة لها يزيد من نجاح الطفل في حياته العملية والشخصية في المستقبل، كما يمكن تدريب الكبار والبالغين أيضاً على هذه المهارة.
- وقد ازدادت المشروعات التربوية والاجتماعية في كثير من دول العالم والتي تسعي لتنمية الذكاء العاطفي للأطفال وذلك بالاعتماد على الفكرة التي تقول أن الأشخاص الذين يتمتعون بالتوازن العاطفي هم أكثر قدرة على التعامل مع الضغوطات العملية في الحياه.
- كما أن بعض الدراسات الأمريكية الأخرى لخصت أن الأشخاص الذين يعرفون طبيعة مشاعرهم ومشاعر الآخرين يكونون أكثر قدرة على حل المشكلات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_10601