كفارة الزنا الإلكتروني وأنواعه وتعريفه وأسبابه
تعريف الزنا الإلكتروني
- لم يصل علماء الدين إلى مفهوم محدد يوضح ما هو الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية، لكن يمكننا تلخيص ما وصل إليه العلماء في أنه عبارة عن تراسل بين رجل وامرأة لا تحل له، وبشكل غير مشروع ولا يجوز في الشريعة الإسلامية.
- كما يندرج تحت الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية كل ما يتم من ممارسات غير شرعية لها علاقة بالجنس، أو المحادثات التي يكون أهدافها إشباع الرغبة الجنسية سواء للرجل أو للمرأة. قد يكون الزنا بالكتابة أو عن طريق التعري أمام الكاميرا الخاصة بجهاز الحاسوب أو الهاتف.
- أيضاً يدخل من ضمن الزنا الإلكتروني مشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو الإباحية أو الاطلاع على الصور الجنسية التي تقوم بإثارة الغرائز. كذلك كافة المحادثات غير مشروعة التي تتم على مواقع التواصل الاجتماعي بين رجل وامرأة التي أصبحت منتشرة بشكل كبير في هذه الفترة.
- ويكون الحكم الأغلب في هذا الأمر هو الحرمانية نظراً لما يرتكبه الشخص من خيانة وكذب والقيام بأمور حرمها المولى عز وجل.
أنواع الزنا المجازي
هناك نوعان من الزنا وهو الزنا الحقيقي والزنا المجازي والذي يندرج منه الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية، ولقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن هناك بعض الأفعال التي تعتبر من ضمن الزنا على الرغم من عدم ارتكاب الزنا الحقيقي.
فلقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ).
لذلك فإن هناك أنواع متعددة من الزنا المجازي وهم كالآتي:
- زنا العين: ويكون هذا النوع من خلال النظر إلى أي شيء محرم وتتبع العورات، والذي يدخل من ضمنها مشاهدة الأفلام الإباحية ومشاهدة مقاطع الفيديو سواء على التلفاز أو من خلال الإنترنت وغيرها.
- زنا الأذن: أما هذا النوع من الزنا المجازي فيكون عن طريق الاستماع إلى كلام يقوم بإثارة الغرائز والشهوات كسماع أغاني تثير الغرائز، أو غيرها من الأمور المشابه.
- زنا اللسان: هذا النوع من الزنا يكون من خلال وجود حديث بين الرجل والمرأة غير مشروع من أجل إثارة الغرائز، ويندرج تحت هذا النوع كافة طرق التواصل سواء الزنا عبر الهاتف أو الزنا بالكتابة في المراسلات من خلال الإنترنت.
- زنا القلب: ويكون ذلك من خلال تفكير الرجل الدائم في محاسن الجنس الآخر والبحث عن طريق للوصول لها.
أسباب الزنا الإلكتروني
هناك مجموعة من الأسباب التي تدفع الشخص إلى ارتكاب الزنا سواء رجل أو امرأة، ويكون من أهم هذه الأسباب الآتي:
- المرور بحالة فراغ عاطفي: وهي أن يعاني الشخص من فترة عدم استقرار أو شعوره بفراغ عاطفي مما يجعله يحاول البحث عن طريقة لملء هذا الفراغ.
- زواج المرأة بالإجبار: هناك الكثير من الحالات التي تتزوج فيها المرأة دون رغبتها مما يدفعها إلى ارتكاب الزنا المجازي من أجل الهروب من الحياة التي تعيشها.
- الشعور بالغربة والوحدة النفسية: ذلك الشعور يجعل الشخص يبحث عن أشخاص في العالم الافتراضي للتواصل معهم، وذلك يجعلهم أكثر عرضة للوقوع في الزنا المجازي.
- سوء التربية: ينشغل الأهل في الكثير من الأحيان عن أبنائهم وذلك يجعل الأبناء أكثر عرضة إلى الانحراف.
- التفكك الأسري: انفصال الأب والأم يجعل الأبناء دون رقابة بالشكل المطلوب، لذلك يبحث الأبناء عن طريقة لتعويض المشاكل والأزمات التي يمرون بها بسبب التفكك الأسري الذي يعيشونه.
حكم الزنا عبر الهاتف
- الزنا بمختلف أنواعه يطلق عليه زنا مجازي ويكون حكم الزنا عبر الهاتف هو نفس حكم الزنا المجازي وهو واحد من المحرمات، ففي يوم القيامة سوف تشهد الجوارح على ما كان يقوم به من أفعال محرمة.
- كما أن ذكر المولى عز وجل ذلك في كتابه العزيز في قوله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً). وهذا يؤكد على أن الله سبحانه وتعالى سوف يسأل كل شخص على النعم التي حصل عليها فيما كان يستخدمها.
- لذلك فإن حكم الزنا عبر الهاتف هو زنا مجازي وهو واحد من أنواع الزنا وهو من المحرمات كباقي أنواع الزنا. لكن لا يوجد ما ينص على محاكمة من قام بفعل الزنا الإلكتروني في القانون المصري أو غيرها من الدول الإسلامية.
- كما أن يكون حكم الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية للمتزوج هو نفسه للشخص غير المتزوج فهو واحد من الأمور المحرمة التي يجب أن يبتعد عنها الجميع.
الحد لمرتكبي الزنا الإلكتروني في السعودية
على الرغم أن الإسلام لا يضع حد لمرتكبي الزنا المجازي أو ما يعرف بالزنا عن طريق المواقع الإلكترونية، فعلى سبيل المثال لا يوجد حد يعاقب على الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية في السعودية، لكن في الأغلب يتجه العلماء إلى أن يجب تعزيز الشخص الذي يرتكب الزنا المجازي ويكون ذلك من خلال الآتي:
- التعزير من خلال الكلام.
- التعزير بالحبس.
- التعزير بالضرب وهو ما اختلف به العلماء فقد قال الشافعية وجمهور من الحنفية إنهم 99 جلدة، لكن المالكية لم يحدد مقدار، أما الحنابلة فكان رأيهم 10 جلدات للتعزير.
كفارة الزنا الإلكتروني
- عند الوقوع في ارتكاب الزنا المجازي يبحث الأشخاص عن كفارة الزنا من أجل التكفير عما قاموا بها من ذنب، لكن في الأغلب الزنا الحقيقي والزنا المجازي لهم نفس الكفارة وهي التوبة إلى الله سبحانه وتعالى توبة نصوح من القلب والإكثار من الاستغفار.
- ذلك تنفيذ لأوامر الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه العزيز:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَار».
- كما أن يكون على الشخص الذي وقع في الزنا عن طريق المواقع الإلكترونية أن يكثر من أعمال الخير من أجل أن يمحو له المولى عز وجل ما قام به ذلك لقوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}.
الأسئلة الشائعة
ما هو الزنا الأصغر؟
- الزنا الأصغر هو الزنا المجازي وهو الذي يكون عن طريق واحد من الجوارح كاللسان أو العين أو الأذن.
ما هو حكم الزنا عند الحاجة؟
- لا يجوز، فلا يوجد أي شيء يسمح للمرأة بارتكاب الزنا الحقيقي والزنا المجازي حتى وإن كان السبب هو الإنفاق على نفسها.
متى يكون الزنا حلال؟
- لا يوجد أي حال يكون بها الزنا حلال في الإسلام.
هل الزنا الإلكتروني من الكبائر؟
- لا يعتبر الزنا المجازي من الكبائر في الإسلام، الزنا الحقيقي هو واحد من الكبائر. لكن هناك بعض الحالات التي يكون بها الزنا بالطريقة الإلكترونية من الكبائر وهو عند التعري أمام الكاميرا في وجود رجل أجنبي وبذلك تقع المرأة في كبيرة من الكبائر
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19851