كتابة :
آخر تحديث: 22/05/2022

ظاهرة الطلاق في المجتمع وأسبابها وتأثيرها على الأبناء

يعتبر الطلاق في المجتمع ظاهرة منتشرة بدرجة كبيرة، أو هو من أكثر المشاكل الاجتماعية في الأسر، وله تأثير سلبي على الزوجة والأبناء، لذا سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الطلاق وأسبابه وطرق الوقاية منه وحماية المجتمع، ويحدث الطلاق بسبب وجود مشاكل لا يستطيع الزوجين تخطيها أو قبول بعضهم البعض، كما يحدث أحياناً لأسباب بسيطة جداً، ولكن الحفاظ على الأسر أمر في غاية الأهمية لنجاح المجتمع.
ظاهرة الطلاق في المجتمع وأسبابها وتأثيرها على الأبناء

ما هي ظاهرة الطلاق؟

يعرف الطلاق بأنه:

  • انفصال بين الزوجين أو يلقي الزوج على زوجته كلمة أنت طالق، فيعيش كلاً منهم في منزل منفصل، أو تذهب هي لطلاق نفسها من المحكمة، وهو ما يعرف باسم الخلع، وذلك بعد صراع طويل مع المشاكل أو رغبة الطرفين في الانفصال، أو رغبة طرف واحد فقط.
  • وقد قلت حالات الزواج كثيراً بعد انتشار الطلاق في المجتمع، بسبب الخوف من المشاكل والانفصال، حيث أصبح الرجل غير قادر على السيطرة وتحمل المسؤولية أو غير قادر على احتواء زوجته ومعاملتها بما يرضي الله تعالى.
  • كما أصبحت النساء غير قابلة لطاعة الرجال كما أمرها الله عز وجل، لذلك انتشرت المشاكل وكثرت حالات الطلاق.

ما هي أسباب الطلاق؟

يحدث الطلاق غالباً بسبب عدم صبر الرجل أو المرأة وعدم تحمل المسؤولية بشكل سليم، فأصبح الرجل غير قادر على تلبية احتياجات الزوجة المادية والمعنوية، كما أصبح غير قادر على تحمل مسؤولية الأبناء ورعايتهم، ومن أهم أسباب الطلاق في المجتمع أيضاً ما يلي:

  • تدخل الأهل في مشاكل الزوجين.
  • طلب الزوجة الطلاق في كثير من المرات على أسباب بسيطة.
  • خيانة الأزواج للزوجات والعكس.
  • ضعف الوازع الديني عند الزوج والزوجة وعدم تقوى الله.
  • التقصير في الواجبات والمسؤوليات.
  • لجوء الزوج إلى استخدام أسلوب العنف أو التجاهل وغيرها من الأساليب الخاطئة.
  • معاملة الزوجة زوجها بأسلوب غير جيد أو عدم تحقيق متطلباته الجنسية وغيرها.

تأثير الطلاق على الأطفال

من الطبيعي أن يتأثر الأطفال بالطلاق بين الأب والأم، ويختلف التأثير باختلاف طبيعة كل طفل، حيث يوجد أطفال حساسين فتظهر عليهم أعراض الطلاق، كما يوجد أطفال أقل حساسية فيبدون في مظهر طبيعي، ويصفه عامة فإن أثار الطلاق على الأطفال تتمثل في ما يلي:

التأثير العاطفي والنفسي على الأبناء:

  • شعر الأبناء غالباً بالحزن والتعاسة بعد انفصال الوالدين، فقد يعتقد الأبناء أنهم السبب في انفصال والديهم، وبعض الأبناء يشعرون بالقلق والاكتئاب أو عدم الأمان والاطمئنان، وتظهر لديهم عادات عصبية يمكن ملاحظتها مثل قضم الأظافر أو غيرها من العادات.

تأثير الطلاق على الأبناء من الناحية الاجتماعية:

  • يشعر الأبناء بالخجل أو أنهم مختلفين عن غيرهم من الأسر، أو أنهم من أسرة بها مشاكل وغير متكيفين، فيلجأ الطفل للانطواء على نفسه ويبتعد تدريجياً عن الأصدقاء، فتضعف قدرته على التواصل مع الأفراد في المجتمع أو يتجنب الحوار خوفاً من أن يسأله الأفراد عن سبب طلاق الأم والأب.

التأثير على العلاقات المستقبلية للطفل:

  • نظراً لتأثر الأبناء داخلياً بسبب الطلاق، فتتأثر علاقتهم في المستقبل مع الناس، فيكونون أكثر عرضة للطلاق من غيرهم من الأبناء في الأسر السليمة، بسبب سوء حالتهم النفسية، وقد تسوء فكرة الأسرة لديهم أو يخافون من الإقبال على الزواج، أو يقلقون من ترك الشريك لهم، كما حدث بين الأم والأب.

تأثير الطلاق على مستوى معيشة الأبناء:

  • يؤثر الطلاق في أغلب الأحوال على ظروف النفقات والمعيشة أو على المستوى المادي، فتتغير ظروف المعيشة، وقد تعجز الأم في حال أخذها للأبناء في جعلهم في نفس المستوى الذي كانوا يعيشون فيه.
  • وفي هذه الحالة يفضل التعاون بين الأم والأب في تربية الأبناء كما كانوا يعيشون وتوفير متطلباتهم الأساسية لتجنب إصابتهم باضطرابات نفسية.

تأثير الطلاق على المستوى التعليمي للأبناء:

  • يتأثر مستوى الأبناء التعليمي وينخفض بسبب تأثير الانفصال بين الوالدين على حالة الأبناء النفسية، وقد لا يتأثر في حالة ارتفاع مستوى معيشة الأم والأب بعد الانفصال، وقد يختلف الأمر من طفل لآخر.
  • ولكن المستوى الأكاديمي يضعف بسبب:
  • عدم قدرة الأبناء على التركيز والدراسة كما سبق بسبب كثرة التفكير في حياتهم ومستقبلهم، وبسبب خوفهم وعدم اطمئنانهم.
  • عدم تأقلم أو تكيف الأطفال مع الوضع الدراسي الجديد بعد النقل إلى مدرسة أخرى.
  • حاجة الأبناء إلى التشجيع والدعم من الوالدين الذين قد يكونون غافلين عن هذا التشجيع والدعم بعد حدوث الطلاق بسبب انشغالهم في ترتيب حياتهم من جديد.

تأثير الطلاق على الناحية الصحية والسلوكية:

  • تأثر حالة الأبناء النفسية سلبياً بعد حدوث الانفصال بين الأب والأم، ويترتب على ذلك أحياناً الإصابة بحالات مرضية نفسية جسدية ومنها :
  • الإصابة باكتئاب وما يترتب عليه من انخفاض في الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام والإصابة بالأنيميا والضعف وما يترتب عليهم من أمراض.
  • لجوء الأطفال إلى العنف عند التعامل مع الأصدقاء وغيرهم، ويحدث ذلك بشكل تلقائي بسبب الضغط العصبي والنفسي عليهم.

أثر الطلاق في المجتمع

للطلاق تأثير سلبي كبير على المجتمع وينتج هذا التأثير من التأثير على أفراد الأسرة والأبناء، ويتمثل التأثير على المجتمع في ما يلي:

التأثير على العمل والإنتاجية في المجتمع بعد الانفصال:

  • تتأثر حالة الزوجين سلبياً وبخاصة إن كان الطلاق وقع بدون رغبة أو بعد مشاكل عادية، وبالتالي يقل التركيز لديهم أو يصاب أحد الطرفين أو كلاهما بالتوتر والحزن بسبب الخوف على مستقبل الأبناء، وغيرها من الأسباب.
  • الأمر الذي يؤدي إلى التغيب عن العمل وضعف الأداء وقلة الإنتاجية، وقد يظل هذا التأثير لعدة سنوات إلى أن تستقر حالة كلاً منهم.

زيادة الجرائم في المجتمع:

  • تزداد نسبة الجريمة في المجتمع من الأبناء وبخاصة الذين هم في سن المراهقة بعد انفصال والديهم، وذلك بسبب ضعف الرقابة الأبوية بعد الانفصال.
  • حيث ينشغل الرجل في الزواج من امرأة جديدة، كما تنشغل هي بالزواج من رجل آخر، كما أن تدني الدخل بعد الطلاق يزيد من حدوث جرائم السرقة وغيرها.

زيادة معدلات الاكتئاب والأفكار الانتحارية:

  • بسبب الاضطراب العاطفي الذي يتعرض له الأبناء وإصابتهم بالقلق والتوتر والحزن، يصاب الأبناء باكتئاب، الأمر الذي يسبب أفكار انتحارية لدى الشباب وبخاصة من هم في عمر المراهقة.
  • وقد أشارت الدراسات أن نسب الانتحار عند الأبناء في مرحلة المراهقة بلغت 70% بسبب غياب أحد الوالدين.

نصائح للحد من تأثير الطلاق السلبي

على الوالدين الأخذ في الاعتبار بعض الأمور الهامة في حالة حدوث الطلاق، حفاظاً على مستقبل أبنائهم وصحتهم النفسية، وتتمثل هذه النصائح في ما يلي:

  1. عدم خصام الأب والأم أو اتفاق الوالدين على تربية الأبناء مهما كانت الظروف والعمل على توفير سبل الراحة لهم وتلبية احتياجاتهم المادية والمعنوية.
  2. شرح الموقف للطفل إن كان في سن يستطيع الفهم وطمأنته بأنه سوف يكون في أمان ولن يتخلى عنه الأب أو الأم.
  3. مشاركة الأطفال أنشطتهم وتشجيعهم على الدراسة وتوفير كل متطلبات الدراسة.
  4. عدم ذكر الأب بسوء أمام الأبناء أو عدم ذكر الأم بسوء وأن يتفق الزوجين المنفصلين على ذلك من أجل راحة الأبناء النفسية.
  5. عدم حرمان الأب من رؤية أبنائه أو العكس، بل يجب إتاحة الفرصة للأبناء لرؤية الأب والأم كيفما شاءوا.
وبذلك فقد تكلمنا عن ظاهرة الطلاق في المجتمع، وعرفنا أثارها الضارة على الأبناء والمجتمع، ويجب من البداية أن يتأنى الرجل في اختيار الزوجة الصالحة والأم المناسبة لأبنائه المستقبليين، كما يجب على الفتاة أن تتأنى في اختيار الزوج الصالح الذي سوف يعيش معها طول العمر والذي سوف يكون أب لأبنائها، واتقاء الله عز وجل خير الأمور للحفاظ على الأسرة وتجنب الطلاق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع