كتابة :
آخر تحديث: 19/02/2022

الاستقلال النفسي للمرأة وكيفية تحقيقه

الاستقلال النفسي للمرأة يعد من الموضوعات التي تشكل اهتماماً كبيراً خاصة في مجتمعاتنا العربية، حيث تعاني المرأة العربية في بعض الحالات بفرض تبعيتها للمجتمع بصور مختلفة.
تعاني المرأة العربية في بعض المجتمعات من مقاومة المجتمع لاستقلالها النفسي بدعوى أنها تحتاج دائماً للحماية المجتمعية والأسرية نظراً لطبيعتها الخاصة، حيث أنها في دائرة الأسرة عند نشأتها يسلب من الأنثى حقوق يتم إعطاؤها للذكور بشكل طبيعي، مثل حقها في الخروج من المنزل بحرية، وحقها في اختيار ملابسها، وغيرها من الحقوق التي يتم حجبها عن الأنثى وفرض السيطرة عليها بما يشكل انتهاكاً صريحاً لاستقلالها النفسي، وهذا ما سنتطرق إليه الان على موقعنا مفاهيم.
الاستقلال النفسي للمرأة وكيفية تحقيقه

الاستقلال النفسي للمرأة وأهميته

تؤكد الإحصائيات الموجودة في المجتمعات العربية أن نسبة كبيرة من الأسر العربية تنفق عليها بشكل رئيسي المرأة، وذلك لعوامل مختلفة مثل غياب العائل الطبيعي والمنفق الطبيعي وهو الأب، وسبب الغياب يرجع لأسباب شتى منها السجن أو الوفاة أو السفر أو الحروب في بعض الأراضي العربية التي تقع فيها النزاعات العرقية.

وفي هذا الشأن نجد أن المرأة تقوم بدورها بشكل لا يؤثر على استقرار الأسرة ونموها، وذلك لما تمتعت به المرأة من استقلال نفسي حصلت عليه ومكنتها من الحصول على عمل والتعامل مع الحياة بكفاءة وامتياز.

أسباب السيطرة النفسية على المرأة في بعض المجتمعات

هناك أسباب عديدة ينظر لها بعض المجتمعات بنظرة الاعتبار والأهمية تسمح لها بالسيطرة على الأنثى وعدم السماح لها باستغلال حقها في الاستقلال النفسي والمادي.

ففي المجتمعات الريفية وفي صعيد مصر مثلاً يقوم بدور الزراعة الرجل في أغلب الأحيان، ويكون دور المرأة في المنزل أهم منه في الأرض الزراعية، ولكن هناك بعض المجتمعات تحرم المرأة من الميراث بدعوى أنها لا تقوم بعملية الزراعة وأنها لا حق لها في ملكية الأرض الزراعية، فملكية الأرض الزراعية لا تكون إلا للرجال.

وكذلك في تلك بعض المجتمعات لا يحق للمرأة أن تختار من تتزوجه، ولا يحق لها أن تتزوج من خارج العائلة، فهي مجبرة من الزواج ممن يختاره لها والدها أو كبير العائلة.

السيطرة المجتمعية في المجتمعات القبلية

كذلك فإن هناك سيطرة مجتمعية على المرأة بشكل مشابه للمجتمعات الريفية يكون أيضاً في المجتمعات القبلية المتواجدة في الأماكن الصحراوية.

حيث أن الكثير من الحقوق يتم إعطاؤها للرجال ولشيخ القبيلة خاصة الحقوق التي يتحكم فيها شيخ القبيلة في اختيار زوج الفتاة.

ولكن تلك المجتمعات لا تشهد أيضاً نسب طلاق كبيرة، ويرجع ذلك إلى أن شيخ القبيلة يكون قادراً على فرض قراراته على أفراد الأسرة بما يساهم في حل المشاكل بشكل كبير.

ولكن هناك بعض الآراء تؤكد على أن انخفاض نسب الطلاق في تلك المجتمعات يرجع إلى أن المرأة في تلك المجتمعات لا يحق لها طلب الطلاق ولا تستطيع حتى مجرد الإعلان عن رغبتها في طلب الطلاق في بعض الأحيان، حيث أن هذا يشكل تهديداً صريحاً لحياتها ويعرضها للخطر الكبير.

تأثير التبعية النفسية على الزوجة

إن تأثير التبعية النفسية على الزوجة كبير جداً، فقد يأخذ هذا التأثير أشكال عديدة، منها أنها تحاول فرض سيطرتها على أفراد الأسرة وعلى زوجها واتخاذ كافة الحيل التي تمكنها من الانفراد بصنع القرار وحدها على حساب زوجها.

فتجدها تسعى دائماً لمحو شخصية زجها وتجعله ممثلا لقراراتها وحدها، وهنا يكون الأبناء في حالة من حالات الارتباك النفسي، حيث أنهم يرون الشخصية المؤثرة في المنزل هي شخصية الأنثى بما يعطي لهم رسائل بأن لا قيمة للذكور في الحياة، ويجعل الذكور يميلون إلى رفض ذكورتهم والتشبه بالأنثى في عاداتهم وأسلوب تعبيرهم عن أنفسهم.

وربما وصل الأمر لبعض الذكور لعدم شعورهم بذكورتهم بشكل مطلق، حيث أنهم يشعرون بأنفسهم على أنهم أنثى، ويجرون عمليات تحويل جسدي ليصبح جسدهم جسد أنثى بدلاً من الشكل الذكري.

وذلك قد يرجع على الأرجح إلى أن دور البطولة الحقيقية في المنزل عند لحظات النشأة الأولى يكون للمرأة، فيرفض الذكر دور الضحية فيختار أن يتخذ شكل الأنثى المسيطرة.

تأثير آخر لسيطرة الأم على الأب في الأسرة

وهناك تأثير آخر يمكن أن يتخذ على الأبناء الذين يشاهدون الأم مسيطرة على مجريات الأمور في المنزل وتمحو شخصية الأب، هذا التأثير أن ينشأ الذكور نشأة يؤكدون فيها على ذكورتهم بشكل سلبي، فينتقمون من الأنثى ولا يدعون لها أي مجال للسيطرة أو التعبير عن رأيها.

فهم يرون أن أي فرصة يتم إعطاؤها للمرأة للتعبير فيها عن نفسها أنها ستؤدي في النهاية إلى تكرار الصورة المشوهة التي وجدوا عليها الأب الضحية، فهم لا يسمحون بتكرار تلك الصورة مرة أخرى معهم من خلال فرض السيطرة التامة على الأنثى وسحب أي حق لها في الاستقلال النفسي أو المجتمعي.

من أين يبدأ حل المشكلة؟

في حالة الكشف عن وجود سيطرة مجتمعية على الأنثى وسحب لكافة حقوقها النفسية ومنها الحق في الاستقلال النفسي، فإن الحل يبدأ دائماً بمعرفة كل إنسان بحقوقه النفسية ومحاولة استردادها بكل الوسائل الممكنة.

فإن الأخ والأب الذين يقومون بالسيطرة المبالغ فيها على الأنثى وعدم السماح لها باكتساب حقها في صنع قرار يخص حياتها، كاختيار الزوج أو اختيار نوع التعليم أو اختيار لون الملبس، هم بذلك يعرضونها للخطر في المستقبل لأنها ستنشأ غير قادرة على اتخاذ قرارات مهمة في حياتها أو حياة أولادها في المستقبل.

وستكون غير قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي سواء المادي أو المعنوي لنفسها أو أسرتها.

نجاح المرأة في تحقيق الاستقلال النفسي

فقد شهدت المجتمعات العربية نجاحات كبيرة للمرأة في الحصول على استقلالها النفسي وتمكنت من إثبات قدرتها على النجاح في الحياة بصور كبيرة في شتى المجالات.

فالعديد من الميادين تزخر بصور نجاح للمرأة حتى أنها تمكنت من الوصول لمنصب الوزارة في العديد من مجالات العمل المختلفة.

إلا أن بعض المجتمعات المنغلقة والتي ترفض هذا التطور مثل المجتمعات الريفية أو القبلية فلا يسمحان للمرأة بتحقيق الاستقلال النفسي في مجالات عديدة.

إلا أن حتى في تلك المجتمعات نجد نماذج نجاح كبيرة في مجال تحقيق الاستقلال، حيث أن المرأة أصبحت تخرج لمساعدة زوجها في زراعة الأرض، كما أنها أصبحت تفتح المشاريع المكملة للجانب الزراعي، مثل مشاريع التعبئة والتغليف لبعض المنتجات الزراعية تمهيداً لطرحها في الأسواق.

وأخيراً ... فإن الاستقلال النفسي للمرأة من الحقوق التي يجب أن يحرص عليها المجتمع وأن يدافع عنها بكل وسيلة، للحفاظ على استقرار المجتمع ونموه بشكل سليم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ