كتابة :
آخر تحديث: 23/08/2023

خصائص مرحلة الرشد والنضج ومظاهرها ومراحلها وأهم مشكلاتها

مرحلة الرشد والنضج هي مرحلة يتمكن فيها الفرد من تطوير قدراته، في هذا السن يكون الشخص راشدًا معتمدًا على نفسه مكتفياً ذاتيًا، وهي مرحلة تتطور فيها الجوانب الفيسيولوجية والنمو النفسي والاجتماعي. في هذا المقال في موقع مفاهيم سنقدم لكم معلومات حول مرحلة الرشد، خصائصها ومميزاتها، ومدى ترابط هذه المرحلة بعمر الفرد.
خصائص مرحلة الرشد والنضج ومظاهرها ومراحلها وأهم مشكلاتها

بحث عن مرحلة الرشد والنضج

يسمح عمر الأفراد بتحديد فترات الحياة المميزة تاريخياً واجتماعياً (الطفولة، والشباب، والبلوغ، والشيخوخة) من حيث الإجراءات والقيم والمعايير المتوقعة والخصائص لكل مجتمع.

  • وهذا يعني، من منظور اجتماعي، أن العمر هو السمة المنسوبة إلى الفرد التي تساهم في تعريف الفرد لذاته.
  • يُطلق على تعريف المجتمع للأشياء المناسبة التي يجب القيام بها في مختلف الأعمار "معايير السن" (إنهاء الدراسة، وبدء العمل، والزواج، وما إلى ذلك).
  • تنظيم معايير السن بقواعد "رسمية" (مثل التصويت، وسن التقاعد) يوضح ذلك من حيث فهم وتطبيق هذه المعايير.
  • تشير "الشيخوخة البيولوجية"، المرتبطة بمرحلة البلوغ، إلى التغيرات في بنية وعمل الكائن البشري بمرور الوقت، وتشير "الشيخوخة الاجتماعية" إلى التغيرات في تولي الفرد أدواره وتخليه عن أدواره بمرور الوقت.

خصائص مرحلة الرشد والنضج

هذه هي الفترة من السن القانوني لمرحلة البلوغ "سن 21" - وسن الأربعين، التي يعرّفها القرآن على أنها بلوغ الرشد. في هذا السن يحدث أكبر عمليات التوافق في الحياة، وهي فترة لها خصائص معينة، وهي:

أولا: النمو الجسدي

1. البلوغ الجسدي

  • يكون البالغون في ذروتهم جسديًا بين سن 20 و40 عامًا، وفي هذا العمر، لديهم أداء بدني أفضل من أولئك في منتصف العمر والأكثر تقدمًا.

2. قوة النسيج العضلي والعقلي والحواس

  • مقارنةً بالبالغين الأكبر سنًا، فإن البالغين في سن 20-30 عامًا لديهم نسيج عضلي أكبر، وأقصى قدر من الكالسيوم في العظام، وكتلة دماغية أفضل، ورؤية أفضل، وسمع وشم، وقدرة أكبر على الأكسجين، ونظام مناعي أكثر كفاءة.

3. التكيف الجسدي مع الظروف البيئية

  • يتكيف الشباب بسهولة أكبر مع الظروف المتغيرة مثل التغيرات في درجة الحرارة أو مستوى الضوء، أداؤهم أفضل بكثير في التكيف مع المواقف المتغيرة.

ثانيا: التطور المعرفي

1. قدرة المعالجة المجرد

  • العامل الأكثر أهمية الذي يجعل الفرد يدخل عالم الكبار هو "قدرة المعالجة المجردة" الفكري مشابه للمراهقين والشباب. يرى العلماء أن بعد سن 11، ظهرت هياكل التفكير المنطقي والتجريدي (الرسمي) والمثالي.
  • الشباب لديهم معرفة أكثر تقدمًا من الناحية الكمية وأكثر معرفة في عمليات التفكير مقارنة بالمراهقين.

2. تطور المهارات المعرفية والفكرية

  • يذكر بعض علماء النفس التنموي أنه على العكس لا يستطيع العديد من الأفراد تطوير مهاراتهم في المعالجة المجردة.
  • يذكر أن هذه النسبة لا تتجاوز 60% حتى في المجتمعات الغربية، في البلدان التي لا يكون فيها أساس الحياة الاجتماعية والثقافية هو العلم والتكنولوجيا، تكون هذه النسبة أقل بكثير.

3. التفاعل المجتمعي

  • شرح العالم بياجيه هذا الموقف على أنه تفاعل، بمعنى آخر، يجب تحفيز وتشجيع الفرد الذي يصل إلى مرحلة التفكير المجرد من قبل البيئة.
  • إذا كان المجتمع لا يحب طريقة التفكير هذه، ويشعر الفرد بالغربة عن طريقة التفكير هذه، فإن الشخص يبتعد عن طريقة التفكير هذه.
  • لأن الطفل ينتقل من مرحلة إلى أخرى في التفكير× لأن طريقة التفكير السابقة غير كافية، ويواجه صعوبة في التكيف مع البيئة.
  • ومع ذلك، في بعض المجتمعات، إذا لم يُجبر الطفل على استخدام مهارات التفكير المجرد، فيمكنه الحفاظ على انسجامه مع الطبيعة والبيئة من خلال عمليات ملموسة.
  • يمكن تفسير سبب عدم كفاية التفكير المجرد في البلدان التي يوجد فيها العلم والتكنولوجيا في الخلفية بهذه الطريقة.

4. العقلانية التقدم المعرفي

  • في مرحلة المراهقة، بينما تكون العقلية أكثر ميلًا لإدراك العالم على أنه جيد/ سيئ صحيح/ خطأ، في مرحلة الشباب، تكون هذه العقلية مختلفة.
  • خلال هذه الفترة، يطور الفرد عقلية أكثر مرونة حيث يواجه وجهات نظر ورؤيات مختلفة عن العالم ونفسه.

مظاهر مرحلة الرشد والنضج

على الرغم من أنه يبدو من الصعب وضع تعريف واضح للغاية لمرحلة الرشد، يمكن ذكر ثلاثة معايير أساسية لهذه المرحلة.

1. النضج النفسي

  • أول هذه المعايير هو مفهوم "النضج"، النضج يشمل قدرة الفرد، الذي يعتبر ناضجًا نفسياً، على استخدام كل قدراته وتكوين الأنا وتطورها.

2. التكيف مع التغييرات والمسؤوليات

  • يشمل النضج عمومًا عملية التكيف مع التوقعات والمسؤوليات المتغيرة، ينظر الأشخاص الناضجون نفسياً إلى أنفسهم ككل، ويمكنهم اتخاذ قرارات واضحة في مواقف أخرى غير القضايا الحرجة مثل المهنة واختيار الشريك.

3. إقامة صحية علاقات مع الآخرين

  • إنهم على دراية بالأشخاص والأحداث من حولهم، ويقيمون علاقات مع الآخرين على أساس الثقة والإخلاص، ويتحملون مسؤولية العلاقة التي يقيمونها.
  • نظرًا لأن العمر الزمني لا يعتبر معيارًا جيدًا، فقد كان وقت البلوغ دائمًا موضوعًا مثيرًا للجدل.

4. موازنة الأمور بحكمة والتصرف العقلاني

  • لذلك، فقد عبّر المنظرون عن زمن الرشد بمفهوم "النضج"، المعيار الثاني هو "التصرف الصحيح".
  • يشير معيار التصرف المناسب إلى قدرة الفرد على إظهار السلوك المناسب من أجل اتخاذ قرارات أكثر صحة بشأن نفسه والآخرين.

5. الاستقلال

  • المفهوم المقبول كمعيار آخر لمرحلة البلوغ هو "الاستقلال".
  • أن تكون مستقلاً يشير إلى مواقف مثل ممارسة الأعمال التجارية طوعًا والعمل وتحمل المسؤولية. وفقًا لعلماء النفس التنموي، يمكن تعريف الأفراد الذين يستوفون هذه المعايير على أنهم "بالغون".

6. اتخاذ القرارات وتحمل الأعباء

  • يكون الإنسان قادراً على اتخاذ القرارات وتحمل مسؤولية القرار الذي اتخاذه.
  • يصعب أكثر وعيا بالظروف المحيطية بالأحداث وكيفية ربط الأحداث للوصول لنتيجة مقنعة للحدث القائم.
  • يكون الإنسان أكثر قدرة على التخطيط وتحديد الأهداف، وتحمل الأعباء والسعي نحو تحقيق هدفه.

مراحل الرشد والنضح

تمر عملية النضج والرشد بعدة مراحل عمرية مختلفة تختلف باختلاف عمر الشخص نفسه، والجدير بالذكر أن لكل مرحلة سماتها وخصائصها المميزة والصفات الجسدية والنفسية والاجتماعية التي تشهد هي أيضا تطور ملاحظ في حياة الفرد، ولعل أهم مراحل الرشد والنمو والنضح عند الإنسان، ما يلي:

مرحلة الرشد المبكر

المهام التنموية لفترة البلوغ الأولى من سن 18 إلى 30، وهي مرحلة البلوغ أو النضوج المبكر ولا تختلف خصائصه في الذكور عن الإنسان ولكن تبدأ مرحلة الرشد عند البنت من عمر 21 حتى 40 عاماً، وتتمثل خصائصها كالتالي:

  • اختيار الشريك.
  • تعلم العيش في علاقة زوجية.
  • تكوين عائلة.
  • الاهتمام بالأطفال.
  • إدارة المنزل.
  • البحث عن عمل.
  • تحمل مسؤولية كونك مواطنًا.
  • إيجاد مجموعة اجتماعية مناسبة.

ما يجعل السنوات الأولى من البلوغ صعبة هو أن القليل من المساعدة يتم تلقيها في إنجاز المهام التنموية المحددة.

مرحلة الرشد المتوسط

بين سن 30-55، وهو ما يسمى منتصف مرحلة الرشد، يصل الرجال والنساء إلى ذروتهم الإنتاجية، وتكون أهم آثار الأفراد على المجتمع في هذا العمر.

  • إنها أيضًا الفترة التي تكون فيها مطالب المجتمع من الفرد هي الأكثر.
  • التعامل مع المسؤوليات الاجتماعية كمواطن بالغ.
  • توفير مستوى معيشي اقتصادي والمحافظة عليه.
  • مساعدة الشباب ليصبحوا بالغين مسؤولين.
  • القدرة على تطوير الأنشطة في وقت الفراغ.
  • القدرة على قبول التغيرات الفسيولوجية في منتصف العمر.

إن الضغط الذي سيختبره كل فرد خلال هذه الفترة سيختلف وفقًا للثقافة، وحتى يصل إلى مستوى الأزمة في بعض الثقافات.

مرحلة الرشد المتأخر

تستمر فترة البالغين الأخيرة، والتي تبدأ في سن 55، حتى نهاية العمر، المهام التنموية لهذه الفترة هي:

  • التكيف مع انخفاض القوة البدنية وتدهور الصحة.
  • التكيف مع التقاعد وانخفاض الدخل.
  • التكيف مع فقدان الزوج.
  • تطوير العلاقات مع فئتك العمرية.
  • الوفاء بالالتزامات الاجتماعية والمدنية.

مشكلات مرحلة الرشد

لا تمر مرحلة الرشد والنضوج مرار الكرام، ولكن قد تكون هذه التغييرات التي تشهدها مرحلة الرشد تأثيراً سلبياً على الفرد، وعلى مدى تكيفه مع هذه التغييرات والبيئة المحيطة، ومن هذه المشكلات:

  • الرغبة في التعبير عن الرأي المعارض لإثبات بلوغه.
  • الاضطرابات النفسية والعقلية.
  • المشكلات الصحية والجسدية.
  • أزمة منتصف العمر.
  • أمراض الشيخوخة.

خاتمة عن مرحلة الرشد

لتكون قادرًا على توفير نظام معيشي مُرضٍ جسدي ينبغي أن تعي جيدا أن مرحلة الرشد مرتبطة بعدة عوامل، ومنها ما يلي:

  • الخصائص المنسوبة للراشدين ستتغير من عمر إلى آخر، ومن ثم من الصعب وضع تعريف صالح لخصائص الراشدين لكل عمر.
  • التغييرات في الوقت البيولوجي تؤخذ في الاعتبار في نمو البالغين، ومن ثم يتم إهمال التغييرات في الوقت الاجتماعي.
  • نمو الراشدين يمكن فهمه بشكل أفضل من خلال التركيز على تفاعل الأبعاد الثلاثة للوقت، وعمر التقويم، والوقت التاريخي، والوقت الاجتماعي.
لا ترتبط مرحلة الرشد والنضج بتقدم السن أو التغير العقلي والفكري فقط، وإنما أيضًا التطور المعرفي والجسدي للشخص، ويصنع الكثير من العلماء أن سن الرشد يبدأ من سن ال20 حتى سن ال40.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع