العلاقة بين المرض النفسي والتقاعد
جدول المحتويات
أسباب تجعل من الصعب التعود على التقاعد
يعتقد بعض الناس أن التقاعد شيء قديم ويصعب عليهم قبوله ومع ذلك، فإن التقاعد هو مجرد تغيير في الحياة العملية، وكثير من الناس قادرون على مواصلة العمل بعد التقاعد.
ينشئ البعض مناطق عمل خاصة بهم، بينما يفضل البعض الآخر قضاء الوقت مع أسرهم ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعتبرون الانتقال إلى التقاعد كشيخوخة يمكن أن يُصابوا بالإحباط بسهولة أكبر ويصابوا بالاكتئاب.
تسهل روابط الجوار والأسرة والصداقة في المجتمعات الشرقية التعود على الحياة الجديدة بعد التقاعد لهذا السبب، يكون التقاعد أكثر صعوبة في المجتمعات الغربية حيث الوحدة والفردية أكثر.
لذلك، فإن سن التقاعد في المجتمعات الغربية متأخر كثيرًا عنه في الشرق بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، فإن هذه العوامل الثقافية هي أيضًا عوامل مهمة.
العمل والحصول على وظيفة في المجتمعات الأبوية هو علامة على القوة لهذا السبب، قد يعتقد الأفراد بعد التقاعد أنهم ضعفاء وفقدوا قوتهم، وهذا يمهد الطريق لتوضيح العلاقة بين المرض النفسي والتقاعد.
إنه شعور سيء أن الأشخاص الذين عملوا لسنوات ليس لديهم ما يفعلونه بعد التقاعد، وإذا كان المتقاعد ليس لديه أهداف أو هواية في الحياة، تبدأ المشاكل، فعدم وجود أهداف، وليس التقاعد، يجعل الشخص مصابًا بالاكتئاب.
ما هي المشاكل العقلية الأكثر شيوعًا بعد التقاعد؟
الاكتئاب
إنه الاضطراب النفسي الأكثر شيوعًا في التقاعد، ويتجلى في شكل التعاسة والانطواء وغياب الذهن والتوتر والأرق والتعب.
كذلك التهيج شائع جدًا عند المتقاعدين المصابين بالاكتئاب، ومن المهم للغاية أن يتم العلاج في أسرع وقت ممكن، وإذا لم يتم علاجها، فإن خطر الانتحار مرتفع.
الشعور بالوحدة والخوف من المستقبل
يمتلئ الأفراد بعد التقاعد بالخوف والقلق، والخوف من الوحدة والموت أمثلة على ذلك، وقد تؤدي هذه المخاوف إلى علاقات خاطئة غير مرغوب فيها لدى بعض المتقاعدين، ويتجلى الخوف من الشعور بالوحدة أحيانًا في نوبات الهلع.
ما الذي يجب فعله لتفادي المرض النفسي بعد التقاعد؟
بعد بلوغك الستين من العمر تنتهي مرحلة حياتك المليئة بالتحديات والإنجازات والتقدير الاجتماعي والمهني، أنت الآن بمفردك ولست مهتمًا بأي شيء آخر.
افهم معنى التقاعد
يجب أن تفهم ان التقاعد لا يختلف عن أي مرحلة انتقالية أخرى في حياتك، قبل أن تبدأ كل واحدة، تفكر وترتبك حتى تختار الأفضل على سبيل المثال، اختيار الجامعة واختيار التخصص، ثم البحث عن وظيفة واختيارها، كل عمر له مرحلة الاختيار الخاصة به وكلنا نحتاج إلى التخطيط بشكل صحيح.
التقاعد ليس نهاية حياتك، بل هو فترة وجزء من الحياة ومعه تكون أصبحت الآن مستقرًا ماليًا وناضجًا عقليًا ومع ذلك، فأنت بحاجة إلى بعض الأشياء لهذه الفترة التي ستجد فيها السعادة الأكثر أهمية في الحياة.
إذا كنت تتسائل ما هو دوري في الحياة الآن؟ ما هو المهم بالنسبة لي وماذا أفعل؟
إن إضافة معنى للحياة، خاصة بعد إكمال الأدوار العائلية والمهنية، هو أساس البقاء، وإعطاء معنى لحياة المتقاعد ليس فقط شرطًا لتحقيق الأهداف والمكاسب المالية، ولكن أيضًا للتوازن النفسي والاجتماعي.
خطط الآن لحياة سعيدة وصحية بعد الخمسينيات والستينيات من العمر، وكلما خططت مبكرًا، كانت النتائج أفضل.
استعد لذلك من خلال ممارسة الرياضة واتباع أسلوب حياة صحي مع الحفاظ على تكوين أسرة ناجحة تدعمك بعد التقاعد، كما أن العمل بعد التقاعد سيوفر لك المتعة والصحة البدنية والعقلية، جرب إذا كنت ترغب في ذلك.
اكتشف نفسك في وقت مبكر
عادة بعد التقاعد يعود الشخص إلى الأنشطة والهوايات التي أهملها بسبب ضغوط العمل، وهكذا تتحول بعض هذه الهوايات إلى وسيلة لملء وقت الفراغ، بل ومن الممكن أن تكون للشخص مصدر رزق إضافي عند التقاعد.
بالنسبة لرجال الأعمال أبرز الأنشطة التي يمكن أن يمارسوها بعد التقاعد هي شراء العقارات والأسهم أو التعامل بالزراعة، في حين أن هناك من يكتشف هواياته أو يمارس أنشطة خارج إطار العمل، وبالنسبة للسيدات فقد يجربن الأعمال اليدوية مثل الحياكة والخياطة والتطريز والطهي.
اهتم بالتهيئة النفسية للتقاعد
قد يؤدي تقييم القيمة الشخصية والاجتماعية للفرد على أساس وظيفته فقط إلى آثار نفسية ليست سهلة في التقاعد لذلك، فإن الإعداد النفسي قبل التقاعد يقلل من آثار التغيير على حياة الفرد.
يتجاهل الكثيرون ويهملون الإعداد النفسي في هذه المرحلة، ربما يرجع ذلك إلى عدم الحديث عن العواقب النفسية، والمشاعر غير المريحة التي قد يشعر بها المتقاعد بسبب ابتعاده عن صداقات العمل وأجواءه، وتعطيل العمل اليومي، وعدم لفت الانتباه إلى بعض المزايا التي كان يتمتع بها طوال حياته العملية والتي فقدها.
الأمن المالي أولوية
نظرًا لأن المشاكل المالية في التقاعد هي مصدر قلق كبير للمتقاعدين، يحتاج الشخص إلى وضع خطة لضمان الاستقرار في حياته وفي كثير من الأحيان، يكافح الشخص لبدء الادخار في العشرينات أو الثلاثينيات من عمره من خلال مواكبة خطة التقاعد الخاصة به أثناء التعامل مع الالتزامات التي واجهها في سن مبكرة.
ونلفت الانتباه إلى أن كل يوم يمر دون التخطيط المالي الجيد لما بعد التقاعد يفقد المرء فرصته في حياة أفضل واستقرار مالي مريح، حيث تصبح الأرباح بعد التقاعد أقل استقرارًا مع انخفاض الأجور والمكافآت الأخرى التي كان يتلقاها الفرد على مدار فترة التوظيف.
يجب الانتباه إلى الخطوات البسيطة للتخطيط المالي حتى يتمكن الفرد من ادخار جزء كبير من دخله من خلال وضع خطة مالية في بداية حياته المهنية، مثل المدخرات والاستثمارات لإحدى الخطط المالية طويلة الأجل وبالتالي، يمكن مقاومة التضخم والزيادات في الأسعار من خلال تقييم الاستثمارات الأخرى المناسبة للفرد والطبيعة، مثل المشاركة في أسواق الأوراق المالية أو الصناديق المشتركة أو المشاريع التجارية التي توفر مكاسب طويلة الأجل، وتزيد الدخل وتحمي المدخرات، وتساعد على تحقيق الهدف المطلوب.
كما نؤكد على أهمية تأمين الضروريات والالتزامات الأساسية، مثل امتلاك منزل وسداد جميع الديون، فضلاً عن توفير مصدر دخل إضافي والاستفادة من الخبرات والمهارات التي اكتسبها الشخص طوال حياته المهنية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15137