كتابة :
آخر تحديث: 11/02/2022

الحالة النفسية للحامل

الحالة النفسية للحامل من الأمور التي يجب أن يلم بها كل زوج تقدم زوجته على الحمل، لأن في وعيه بتفاصيل الحالة النفسية لها أثر كبير على عبور تلك المرحلة بسلام.
فالحالة النفسية تتغير عن تلك الفترة السابقة التي سبقت الحمل، فالانفعالات التي تصاحب خبر الحمل في البداية لها تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية، ولكن تلك الحالة النفسية لا تستمر طويلاً، خاصة بعد التطورات المتلاحقة للحمل وآثارها على الجسد وأعضاء الجسم بشكل عام، ولكن هناك نصائح للحامل وللمحيطين بها تمكن من العبور بسلام من الناحية النفسية، وهذا ما سنتطرق إليه الان في موقع مفاهيم.
الحالة النفسية للحامل

الحالة النفسية للحامل لحظة معرفة الخبر

كما ذكرنا فإن هذه الحالة النفسية عند تلقي الخبر تكون إيجابية في معظم الأحيان، ولكن الحقيقة أن الحالة النفسية الإيجابية لا تتوفر عند كل الحوامل عند سماع الخبر.

فهناك بعض الحوامل يأتي لهم الحمل بشكل مفاجئ، وقد يتعارض الحمل مع بعض المصالح والترتيبات الحياتية، حينها يأتي الحمل بأثر سلبي على النفس، وهناك بعض الحوامل يفكرون بشكل جدي في التخلص من الحمل.

ومن العوامل التي تؤدي إلى الأثر السلبي من خبر الحمل، تأثير الحمل على العمل في بعض المهن، فقد تكون الحامل لا تريد أن تترك عملها في وقت من الأوقات.

وقد يكون هناك أثر سلبي بسبب التخوف من الأثر الصحي للحمل عند بعض الحوامل، مثل أن يكون للحامل تاريخ مرضي يجعلها تخاف من الحمل وآثاره على حالتها الصحية، مثل أن تكون مريضة سكر أو ضغط أو قلب.

ولكن يجب أن تعلم أي سيدة حامل أن هناك أمراض كثيرة يمكن الحمل رغم الإصابة بها إذا ما تمت المتابعة الجيدة مع الطبيب المختص دون إهمال.

وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية المتابعة الدورية للسيدات صحياً، فتلك المتابعة تحقق أفضل النتائج الإيجابية نفسياً وصحياً عند حدوث الحمل، حيث تقل بدرجة كبيرة انفعالات الخوف والقلق عند سماع الخبر.

فكري في الحمل بصورة إيجابية

هناك بعض الحوامل خاصة أصحاب الحمل للمرة الثانية أو الثالثة يصابون ببعض الخوف من تكرار الحمل لحدوث بعض الأحداث السلبية في الحمل السابق.

وهنا يجب التعامل بوعي مع تلك الحالة، فالحالة النفسية السلبية مثل الشعور بالرعب لها تأثير كبير على مناعة الجسم، وعلى استقرار الجنين في الرحم.

ولكن التفكير بطريقة إيجابية له تأثير كبير على تحسين الصحة واستقرار الحمل، فالخبرات السلبية السابقة هي في حقيقتها خبرات ثمينة تساهم في المحافظة على الحمل الحالي وليس الخوف المبالغ فيه عليه.

فهناك بعض الحوامل يهملون بعض النصائح الهامة في الشهور الأولى مثل عدم الحركة بسرعة، أو عدم القفز وعدم الإجهاد في الأعمال المنزلية وغيرها من النصائح.

ولكن الإهمال في تنفيذ تلك النصائح يعرض الحمل للخطر، أما في حالة الاتزان النفسي الواعي، فإن اتخاذ قرارات الحياة يكون في مصلحة الحمل واستقراره، لذا كان الاستقرار النفسي أثناء شهور الحمل الأولى وعدم التسرع في إنجاز بعض الأمور مثل شراء مستلزمات الطفل وإعداد غرفة خاصة به بما يستتبعه من إجهاد كبير قد يؤدي إلى تعريض الحمل للخطر.

لذا وجب على الزوج مساعدة الزوجة على عدم اتخاذ قرارات تسبب الإجهاد لها في الشهور الأولى.

فقد يكون الحمل في شهوره الأولى موكباً للأعياد والمواسم التي يكثر فيها التزاور بين الأقارب، فيجب أن يتم اتخاذ القرارات الحاسمة بعدم الإسراف في الزيارات العائلية حفاظاً على استقرار الحمل.

الحالة النفسية عند معرفة نوع الجنين

هناك بعض المجتمعات التي تفضل إنجاب الذكور على الإناث، ويشعرون بالخزي والعار من إنجاب الإناث، وتلك الأفكار التي تؤثر أكبر الأثر على الحالة النفسية للأم والأب على حد سواء لها آثارها النفسية أيضاً التي يجب التعامل معها بوعي.

وهنا يجب أن تتسم الأم باتزان انفعالي نفسي كبير في حالة معرفة نوع الجنين على أنه أنثى ورفض الأب ذلك.

حيث أن الاستقلال النفسي وعدم التأثر بالبيئة المحيطة له أكبر الأثر على استقرار الحمل رغم الضغوط المحيطة بالأم الحامل.

ويجب على الأم الحامل أن تكرر على نفسها عبارات إيجابية دائماً بأن هذا المولود سيكون له شأن كبير، وأن الأنثى لها دور كبير في الحياة، وأن الإنسان لا يعلم أي الأولاد سيكون خيراً له في المستقبل، فإن تكرار تلك العبارات له آثار نفسية إيجابية كبيرة على الأم.

الحالة النفسية للحامل والمصاحبة لتغيرات الجسم

الحالة النفسية المصاحبة لتغيرات جسم الحامل تكون متطورة حسب طبيعة جسم كل أنثى، فهناك بعض السيدات لا يظهر عليهن الحمل في الشهور الأولى بتأثيرات كبيرة على شكل أجسامهن، وهناك بعض الحوامل تحدث التغيرات في أجسامهن بشكل أسرع في الشهور الأولى.

تلك التغيرات التي قد يصاحبها شعور بالقلق من جانب الحامل لتخوفها من عدم عودة وزنها ومواصفات جسدها للحالة التي كانت عليها قبل الحمل.

ولكن هذا القلق يمكن التغلب عليه بالتطمين الذاتي، حيث أن هناك وسائل كثيرة جداً يمكن للحامل أن تساعد بها نفسها على العودة بجسدها لسابق عهدها عند القيام بها في الوقت المناسب، المهم أن تحافظ على الأفكار الإيجابية لها في فترة الحمل، وأن تطرد أي أفكار سلبية من رأسها في شهور الحمل.

حيث أن الجنين يشعر بغضب الأم وقلقها، وقد يحدث أن يصاب الجنين باكتئاب وحزن شديد حين يشعر أن وجوده يسبب لأمه حزن بسبب قلقها على نفسها، فلا داعي للقلق، فجسد الإنسان يتجدد ويتغير بشكل مستمر سواء بالحمل أو بدون حمل، كما أن الحمل ليس هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن في أحيان كثيرة، فالعادات الغذائية وعدم ممارسة الرياضة وأسباب أخرى لها تأثير كبير في هذا الشأن، وعند معالجة السلوكيات بشكل سليم، فإن النتائج تكون مبهرة حتى في وجود الحمل أو بعد الولادة.

ما هو واجب الزوج نفسياً؟

على الزوج أن يعطي دائماً إحساساً بالقبول للحامل، حيث أن ثقة الحامل بنفسها تكون في أقل معدلاتها أثناء الحمل بسبب تغيرات جسدها وقلقها الشديد على الحمل، والاضطرابات في مواعيد النوم وعادات الطعام.

فالزوج يجب أن يستمر في نفس العادات الرائعة التي كان يقوم بها قبل الحمل، مثل قول العبارات الجميلة، أو تقديم الهدايا المناسبة في المناسبات المختلفة.

كذلك يجب على الزوج مراعاة التغيرات الهرمونية التي تحدث للمرأة في فترة الحمل، وما يصاحبه من اضطراب انفعالي في بعض الأحيان، حيث أن الحامل قد تصاب باكتئاب في بعض فترات الحمل، وقد تصاب بكسل شديد في أوقات أخرى، وقد تتسم انفعالاتها بالحدة في أحيان أخرى، فيجب على الزوج أن يقابل كل ذلك بصدر رحب ووعي، حيث أن الحامل تكون في أشد الحاجة إلى الكلمة الطيبة في تلك الحالة، ويفضل مداعبتها بالعبارات المحببة لها.

وأخيراً.. فإن الحالة النفسية للحامل تكون مختلفة من سيدة لأخرى ومن حالة لأخرى حسب البيئة وحسب الخلفية الاجتماعية والمرضية وحسب المعتقدات السائدة في المجتمع، ومهما كانت تلك الاختلافات فيجب أن يوكبها وعي بأهمية التعامل النفسي السليم مع الحامل في فترة الحمل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ