معلومات لا تفوتك عن اللجلجة واضطرابات الكلام
اللجلجة واضطرابات الكلام .. البداية
نبدأ الحديث عن الكلام عند الأطفال وتوضيح أهميته، حيث أكدت الأبحاث العلمية على أن الطفل في حاجة دائماً إلى التعبير عن نفسه، ويبدأ هذا التعبير عن النفس من لحظاته الأولى في تلك الحياة، عندما يبكي معلناً عن مخاوفه من تغيير بيئته في رحم أمه لهذا العالم الفسيح.
ويتطور البكاء عند الطفل تطوراً عجيباً، فبعد أن كان الطفل يبكي تعبيراً عن مخاوفه وتعجبه من هذا التغير العجيب، يتطور البكاء ليكون معبراً عن مشاعر تم استثارتها خارجياً، أو للتعبير عن تأثره بالبيئة الخارجية، وليس المشاعر الداخلية.
ففي الشهور الأولى وخاصة بعد الشهر الرابع نجده يتجه في لفت الأنظار إليه بالبكاء، فلم يعد البكاء تعبيراً عن الخوف أو الاحتياج للطعام، ولكن أصبح للفت الأنظار للأشخاص المحيطين له بالبيئة الخارجية.
ثم يتطور الأمر ليصدر أصواتاً أخرى، ولكنها ليست كلمات، ولكنها إيماءات، ويكون قادراً على نطق كلمة ماما أو بابا قبل اتمامه السنة الأولى من عمره.
بداية تكوين الحصيلة اللغوية من السنة الأولى
- يؤكد العلماء على أن الطفل في السنة الأولى يكون قادراً على نطق أربع كلمات تقريباً، وقبل هذا السن يكون الطفل غير قادراً على فهم اللغة، حيث أثبتت الدراسات على أن الأطفال في الحضارة الشرقية متشابهون في الأصوات التي يصدرونها مع أصوات الأطفال المنتمين للحضارة الغربية.
- وفي سن العام والنصف يكون الطفل قد وصل في حصيلته اللغوية إلى ما يقارب العشرون كلمة في حصيلته اللغوية، ويكون قادراً على التعبير من خلالهم عن احتياجاته ومطالبه من العالم المحيط به.
- أما في عمر العامان والنصف فيكون قادراً على تكوين بعض الجمل التي قد لا ينفذها بجودة عالية ولكنها تكون مفهومة بعض الشيء خاصة من أبويه، ومع النمو تنمو حصيلته اللغوية.
- أما في سن الثلاث سنوات تكون حصيلته تطورت بشكل كبير ويكون قادراً على فهم ونطق 890 كلمة تقريباً.
- أما في عمر الخمس سنوات فإن حصيلته اللغوية تصل إلى حوالي ألفين كلمة، ويكون قادراً على التحدث بطريقة مفهومة مع من حوله.
ما هو سبب عدم تطور حصيلة الطفل اللغوية؟
هناك طريقتين لعدم تطور قدرة الطفل على الكلام، الطريقة الأولى تكمن في عدم وجود حصيلة لغوية لدى الطفل، أما الطريقة الثانية فهي أن الطفل يعرف معنى الكلمات ولكن لا يستطيع التكلم بالكلمات التي يفهمها بطريقة صحيحة.
ويكون عدم القدرة على التعبير بالكلام بأساليب عديدة، منها اللجلجة والتهتهة والكلمات المتقطعة، وغيرها من أمراض الكلام.
وهناك أعراض كثيرة تختلف من طفل لآخر في اضطرابات الكلام، ولكن المهم في هذا الشأن أن نضع أيدينا على بداية التشخيص السليم ليتم وصف العلاج بطريقة سليمة.
أسباب أمراض الكلام النفسية والعضوية
هناك أسباب عديدة لأمراض الكلام، منها ما هو نفسي ومنها ما هو عضوي، لذلك ينصح الأطباء النفسيين دائماً الأب والأم بضرورة متابعة الطفل بصفة روتينية عند طبيب الأطفال للكشف عن أي تشوه في الفم أو اللسان.
فهناك بعض اللجلجة أو بعض صعوبات الكلام تنتج من تشوهات قد لا يلاحظها الأب والأم ولا يلاحظها إلا الطبيب المتخصص.
فقد يكون هناك ضعف في السمع يسبب عدم قدرة الطفل على سماع الكلمات بوضوح، وبالتالي لا يستطيع الطفل أن يجرب ويتدرب على كلمة لم يسمعها، فيتأخر نمو الحصيلة اللغوية للطفل.
ولا يمكن حسم سبب المشكلة نفسية أم عضوية إلا بعد العرض على طبيب متخصص يحسم احتمال عدم وجود أي سبب عضوي لمرض الكلام.
الأسباب النفسية لأمراض الكلام
- بعد عرض الطفل على الطبيب المتخصص، وحسم عدم وجود مشكلة عضوية، تتجه الأنظار إلى احتمالية وجود سبب نفسي للجلجة الكلام وغيرها من أمراض الكلام.
- وينتج هذا المرض النفسي نتيجة التأثر الانفعالي بموقف سلبي، فالتعامل الخاطئ مع الطفل وعدم فهم الصراعات الداخلية التي يدخلها الطفل ينتج عنها تأثر انفعالي سلبي يظهر في شكل لجلجة أو أي عرض من أعراض أمراض الكلام.
- وهنا يحاول المختص النفسي الجلوس مع الطفل لرصد انفعالاته اتجاه بعض المثيرات، ومحاولة فهم التركيبة النفسية للطفل.
- وهناك العديد من الأعراض الجسمانية التي يكون منشأها في الأصل مشاكل نفسية لم يتم حسمها في وعي الطفل، وعادة ما تصاحب أمراض الكلام حركات لا إرادية في اليدين أو القدمين أو حركات لا إرادية للكتف أو غيرها من الحركات.
- وقد يكون الأمر بالنسبة للطفل في حركات أخرى مثل تحريك الرموش أو بلع الريق أو غيرها من الحركات التي تدل على التوتر الشديد للطفل الذي يمر بلحظة تأثر انفعالي نتيجة المشكلة النفسية الداخلية.
- وكثيرا ما متأثر الطفل بالقلق الشديد الذي يصيب الآباء فينتقل للأبناء دون قصد، فالطفل يتأثر بشدة بالحالة النفسية لوالديه، وهذا القلق إما أن ينتج عنه حماية زائدة للطفل أو ضغط زائد على الطفل.
- فكثير من الآباء والأمهات يحاولون الضغط على أطفالهم من أجل تحقيق التعلم، ويتبعون أساليب خاطئة في تنشئة الطفل، وبدلاً من أن ينشأ الطفل محباً للعلم والتعلم، ينشأ بالعديد والعديد من المواقف السلبية التي تسبب له صعوبات تكلم فيما بعد ناتجة من عدم مقدرته على عبور الأزمات النفسية الناتجة من الأسلوب الخاطئ.
- كما أن الأزمات النفسية قد ينتج عنها تأخر نمو الطفل نفسياً بشكل عام، فصدمة مثل موت الأب أو موت صديق، أو التعرض للتنمر والتجريح، قد يؤدي إلى انطواء الطفل وتتوالد بداخله رغبة ملحة في عدم الرغبة في المشاركة في المجتمع والتواصل معه.
- ونتيجة طبيعية لعدم وجود تواصل مع المجتمع أن تقل الحصيلة اللغوية للطفل، وتقل قدراته على النطق، الأمر الذي يستوجب تدخلاً حقيقياً من الأب والأم والشخصيات الوالدية التي ترعاه، لكي يقوموا بمعالجة الآثار السلبية للمشكلة النفسية، وتدعيم تقديره الذاتي لنفسه وذلك ليواصل الطفل نموه الطبيعي بأمان بعد حل المشكلة النفسية.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12648