آخر تحديث: 13/07/2021
الزوج المشاكس وكيفية التعامل معه
إن الزوج المشاكس أو الزوجة المشاكسة من الزوجات التي تسبب إزعاجاً شديداً لزوجها، وكذلك الزوج حين يكون مشاكساً فإنه يسبب إزعاجاً شديداً لزوجته.
ولكن في الحقيقة أن المشاكسة هي نوع من أنواع الاتصال وعلامة إيجابية من علامات التفاعل بين الزوجين، ولكن حين يكون الأمر بشكل سلبي، وتتحول المشاكسة إلى مشكلات تهدد العلاقة بين الزوجين، فإن المشكلة تكون أكثر صعوبة، فتتحول العلاقة من تفاعلات عادية بين زوجين، إلى عقبة في سبيل تحقيق أي استقرار نفسي لدى أي من الطرفين، لذا كان من اللازم مناقشة كيفية الإبقاء على الجانب الإيجابي لتلك المشاكسة.
جدول المحتويات
المشاكسة علامة إيجابية وليست سلبية
- يجب أن تعلم عزيزي القارئ أن المشاكسة والملاطفة بين الزوجين من الأمور الإيجابية بين الزوجين، ففي بعض الأحيان يتخذ الزوج أي وسيلة لجذب أطراف الحديث مع زوجته، فيحاول أن يبلغها بغيرته من زميل أو قريب تعامله، وكذلك قد تفعل هي نفس الفعل معه.
- تلك المشاكسة تعتبر من العلامات الإيجابية، حيث أن مجرد وجود حديث وتعبير عن الأفكار بين الطرفين يعطي الفرصة لتصحيحها وتغييرها لتتوافق أفكارهم مع بعضهم البعض.
المشاكسة خير من الصمت الزوجي
- الصمت الزوجي أو الخرس الزوجي هو صمت يحدث بين الزوجين ويحدث عادة بعد مرور عدة سنوات على الزواج، وله عدة أسباب.
- أولى تلك الأسباب هو أن كل من الزوجين قد أفضى بأسراره ورواياته إلى الآخر، فلم يعد هناك موضوعات جديدة يحكي كل منهما عنها للآخر، كما لو كانت الكلمات قد نفدت ولا توجد موضوعات يمكن أن تجذب أطراف الحديث بينهما.
الموضوعات الروتينية لا تعد حديثاً مقنعاً
- إن الاكتفاء بالأحاديث الروتينية عن المأكل والمشرب والملبس وتربية الأولاد والمتابعات العادية للاحتياجات المادية ليست هي المقصودة في الخرس الزوجي، فربما كانت هناك أحاديث تجذب الطرفين عن دفع الفواتير أو تلبية الاحتياجات التعليمية للأولاد من كتب وملازم وخلاف ذلك، إلا أن تلك الأحاديث لا تعطي مؤشراً حقيقياً عن التوافق بين الزوجين.
- فالأحاديث التي تعطي مؤشراً إيجابياً تلك الأحاديث الخاصة بالتعبير عن المشاعر والأحاسيس المتبادلة، والكشف عن اللوم المتبادل والعتاب بين الطرفين في توزيع الأدوار فيما بينهم.
- ففي بعض الأحيان قد تجد الزوجة نفسها مكلفة بما يفوق طاقتها خاصة إذا كانت زوجة عاملة، تمتهن بمهنة بجانب عملها مع أولادها، فهي في تلك الحالة تقوم بدورين وليس بدور واحد، دورها مع أولادها وزوجها داخل المنزل، ودورها خارج المنزل في المهنة التي تمتهنها.
- فهي ترى أنها رغم أنها تعمل مثل زوجها إلا أن زوجها لا يشارك في أعمال المنزل، وترى ذلك ظلماً كبيراً لها.
- في حين أننا حين نسأل الرجل يقول أنه يعمل في عملين مختلفين، عمل صباحي وآخر مسائي، وهو بهذا الشكل يقوم بدوره في تلبية الجوانب المادية في المنزل، ويبقى الجانب الخاص بتربية الأولاد يخص الزوجة وحدها.
كتمان المشاعر السلبية لا يعد وسيلة صحيحة دائماً
- في الحالة السابقة نجد أن كل من الزوج والزوجة يكتم رأياً هاماً عن الأدوار في الحياة، كل طرف يرى نفسه على حق، وكل طرف يرى نفسه مظلوماً.
- وما من سبيل إلا المناقشة الهادئة بين الطرفين، فبالكلمة الطيبة ربما يجد كل طرف المكافئة التي ترضيه من الطرف الآخر ليقوم كل طرف بدوره.
- ولكن مع طول فترة الخرس الزوجي نجد كل طرف يملك إحساس غير إيجابي عن الطرف الآخر، بل ويملك أسلوباً غير صحي في الحديث وطريقته، حتى أن بعض الأزواج يفاجئون بطريقة الحياة وطريقة الحديث التي يجدون فيها أزواجهم أو زوجاتهم، فلم يتصوروا أن تتطور المشاعر السلبية داخلهم لتلك الدرجة.
- وفي حالة استمرار الخرس الزوجي لفترة طويلة، نجد الزوجين قد وصلا إلى مرحلة الانفصال الصامت، بحيث أن العلاقة الزوجية بين الطرفين تكون على الورق فقط، بينما الحقيقة أن كل طرف قد انفصل نفسيا عن الطرف الآخر بشكل كبير.
المشاكسة ودورها في التعبير عن المشاعر
- من هنا نجد أن المشاكسة حتى وإن كانت بأسلوب غير متوقع، فهو في الحقيقة علامة على حيوية العلاقة بين الزوجين، ففي المشاكسة عبارات وفرصة لتفريغ الشحنات النفسية السلبية لتحل محلها مشاعر جديدة بعد تفريغها.
- والتعبير عن المشاعر من أهم الأهداف التي يجب أن يحرص كل طرف على التأكد منها خلال الحياة الزوجية.
- فلا يجب أن يتوقع الزوج أن زوجته لا تمر بمشاكل، ولا أن تتوقع الزوجة أن زوجها لا يمر بمشاكل، فالأحداث الغير متوقعة تحدث في لحظة، لذا وجب دائماً أن يتم سؤال كل طرف عن أحداث يومه بشكل مفعم بالود والحب والصداقة.
الصداقة بين الزوجين والعشرة الطيبة
- بعد فترة من الزمن تتحول المشاعر الرومانسية الموجودة في بداية الزواج إلى تعود جميل بين الزوجين، فكل زوج قد عرف زوجه بطريقة جعلته أقرب قريب له.
- تلك الرومانسية تتحول مع المواقف والأحداث إلى صداقة وود وسند من كل طرف للآخر.
- ولكن الحقيقة أن تلك التطورات لا تسلم دائماً إلى الصداقة والمودة، فهناك تفاعل سلبي قد يحدث بين الزوجين يسبب سوء التفاهم وسوء الظن وسوء الرؤية.
- فكثيراً ما نجد الزوجين يتبادلان الاتهامات فيما بينهم، والسبب في ذلك أن كل طرف يرى أن الطرف الآخر هو السبب الحقيقي في مشاكل حياته.
- فكل طرف كان يتخيل الطرف الآخر ملاكاً يتحمل من أجل شريكه الأهوال، ولكن الحقيقة أن الطرفين بشر، لهم طاقاتهم وعيوبهم ومميزاتهم، وهناك مشكلات يخطئ بعض الأطراف في حلها.
- وحين يخطئ أحد الأطراف في حل مشكلة من المشاكل، فإن الطرفين يتحملون نتائجها، فسوء تدبير الأمور المادية وإنفاق كافة المدخرات الشهرية في أول الشهر من الزوجة أمر يراه الزوج خطأ فادج.
- ومن الممكن أن يقابله الزوج بشجار عنيف، ولكن الأهم من الشجار هو التعلم من الموقف لضمان عدم تكراره، حينها سيتحول الموقف إلى فرصة جيدة لحل المشكلة بالتشارك بين الزوجين، بحيث تصبح ذكرى طيبة، يعتذر فيها لمخطئ عن الخطأ، ويساعد فيها الطرف الآخر على حل المشكلة في هدوء وتناغم.
- إن حدوث المشكلات أمر وارد ويحدث لكل إنسان سواء كان متزوجاً أو عازباً، فلا يجب على أي من الزوجين تعليق سبب المشاكل على شماعة الزواج، فالسمات الشخصية السلبية تسبب المشكلات حتى في حالة عدم وجود زواج.
- والحل دائماً في تدريب النفس، سواء كان متزوجاً أو غير متزوج، على حل المشكلات وحسابها بطريقة سليمة، فتلك هي المسألة.
نصائح للتعامل مع المشاكس والمشاكسة
- السر في المشاكسة هو جذب الانتباه، فالمشاكس يريد أن يصبح دائماً هو محور الحديث ومحور اهتمام من يحب ولا يحب أن يرى نفسه بعيداً عن محور الاهتمام.
- ذلك حاول دائماً التعبير عن اهتمامك بالزوج المشاكس أو الزوجة المشاكسة، فقم دائماً بالتعبير عن الإعجاب بأفعاله وتقديرك لما يقوم به في الحياة، فذلك يجعله في قمة السعادة ولا يحتاج للمشاكسة السلبية لإثبات ذاته.
- تجنب دائماً أن تفهم العبارات القاسية من الجانب السلبي، فالمشاكس لا يقصد الإهانة بقدر ما يقصد أن يعبر عن احتياجه للاتصال بالآخرين، فإن تم الاتصال الاجتماعي بشكل إيجابي فهذا ما يريده، ولكن لا يريد تدمير الآخرين أو تهديهم أو تجريحهم، كل ما يريده هو اهتمامهم.
- حاول تغيير الموضوعات السلبية في الحوار معه، فإن حادثك عن أمور سلبية حولها لأي موضوع إيجابي، ستجده يتحدث معك فيما تختاره، فالهدف ليس الحديث عن السلبيات، ولكن الهدف هو أن يكون المشاكس دائماً هو محور الاهتمام والحديث.
- اشغل المشاكل بأعمال تحقق له ذاته ووجوده بشكل إيجابي، فكلفه بالمهام التي تشعره بأهميته، حينها ستجد الطاقة السلبية في المشاكسة تحولت لإنتاج اجتماعي فعال.
لا تفعل ذلك مع المشاكس أثناء المعاملة
- لا تحاول أن تظهر ضعف موقفه في الحديث أمام الناس، فهذا يزيد من التوتر ولا يسلم إلا لمشكلات أكبر، ولكن حاول أن تغير الموضوع لموضوعات أكثر أهمية.
- إذا كانت زوجتك من النوع المشاكس، فلا تضعها في مواقف يزيد معها احتمال استثارتها بشكل كبير، مثل مقابلتك لعملائك من السيدات أمامها، فلن يكون الأمر سهلاً عليها، ونفس الأمر بالنسبة للزوج المشاكس، فهو لا يقبل أن يرى شخصاً آخر يحوز على اهتمام زوجته، حتى ولو كان ذلك من طبيعة عملها.
- لا تحاول منع المشاكس عن الحديث، فهذا لن يسبب إلا زيادة في التوتر، لأن المنع من الحديث يتسبب في كبت الطاقة الانفعالية بداخله بشكل يهدد بحدوث انفجار في أي وقت، ولكن قم دائماً بتغيير الحديث بطريقة غير مباشرة.
وأخيراً ..
فالزوج المشاكس والزوجة المشاكسة هم في الحقيقة حالة تتكرر كثيراً مع زيجات كثيرة، فهناك من يعتبرها أمر طبيعي، وهناك من يعتبرها سبباً لانهيار العلاقة، والفارق بينهما يكمن في الرؤية التي نرى بها المسألة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9510
تم النسخ
لم يتم النسخ